الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ وَالثَّلَاثُوْنَ
104 - ابْنُ رَاجِحٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ المَقْدِسِيُّ *
الشَّيْخُ، الإِمَامُ، العَالِمُ، الفَقِيْهُ، المُنَاظِرُ، شِهَابُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ رَاجِحِ بنِ بِلَالِ بنِ هِلَالِ بنِ عِيْسَى المَقْدِسِيُّ، الجَمَّاعِيْليُّ، الحَنْبَلِيُّ.
وُلِدَ: سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ ظَنّاً بِجَمَّاعِيْلَ.
وَتربَّى بِالدَّيْرِ بقَاسيُوْنَ، وَأَخَذَهُ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ مَعَهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ إِلَى السِّلَفِيِّ، فَسَمِعَ مِنْهُ كَثِيْراً، وَرجعَ فَسَارَ إِلَى بَغْدَادَ، فَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ الخَشَّابِ، وَشُهْدَةَ والطَّبَقَة.
(*) تاريخ ابن الدبيثي، الورقة 41 (شهيد علي)، ومرآة الزمان: 8 / 622 - 623، وعقود الجمان لابن الشعار: 6 / الورقة 245، وتكملة المنذري: 3 / الترجمة 1791، وذيل الروضتين لأبي شامة: 130، وتاريخ الإسلام للذهبي، الورقة 248 (باريس 1582)، والعبر: 5 / 75، والمختصر المحتاج إليه: 1 / 44 - 45، والوافي بالوفيات: 3 / 45 - 46، والبداية والنهاية: 13 / 96، والذيل لابن رجب: 2 / 124 - 125، وعقد الجمان للعيني 17 / الورقة 426، والنجوم الزاهرة: 6 / 251، وتاريخ ابن الفرات: 1 / الورقة 24، وشذرات الذهب: 5 / 82.
وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ: أَبِي المَكَارِمِ بنِ هِلَالٍ، وَجَمَاعَةٍ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَاشْتَغَلَ عَلَى ابْنِ المَنِّيِّ.
قَالَ الحَافِظُ الضِّيَاءُ: صَارَ أَوحد زَمَانِهِ فِي عِلْمِ النَّظَرِ، وَكَانَ يَقطعُ الخُصُوْمَ، وَيَذْهَبُ فَيُنَاظرُ الحَنَفِيَّةَ، وَيَتَأَذَّوْنَ مِنْهُ، وَقَدْ أَلْبَسَهُ شَيْخُهُ ابْنُ المَنِّيِّ طَرْحَةً، ثُمَّ إِنَّهُ مَرِضَ وَاصفرَّ حَتَّى قِيْلَ: هُوَ مَسْحُوْرٌ، وَكَانَ كَثِيْرَ الخَيْرِ، وَالصَّلَاةِ، سلِيمَ الصَّدْرِ، رَأَيتُهُم بِجَمَّاعِيْلَ، يُعَظِّمُونَهُ، وَلَا يَشكُّوْنَ فِي وِلَايتِهِ وَكَرَامَاتِهِ.
وَسَمِعْتُ الإِمَامَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ جَمَّاعِيْلَ، مِنْهُم: خَالِي عُمَرُ بنُ عَوَضٍ، قَالَ: وَقعَتْ فِي جَمَّاعِيْلَ فِتْنَةٌ، فَخَرَجَ بَعْضُهُم إِلَى بَعْضٍ بِالسُّيوفِ، وَكَانَ ابْنُ رَاجِحٍ عِنْدنَا، قَالُوا: فَسَجَدَ وَدَعَا، قَالُوا: فَضَرَبَ بَعْضُهُم بَعْضاً بِالسُّيوفِ، فَمَا قطعَتْ شَيْئاً، قَالَ عُمَرُ: فَلَقَدْ رَأَيتَنِي ضربْتُ بسيفِي رَجُلاً، وَكَانَ سَيْفاً مَشْهُوْراً، فَمَا قطعَ شَيْئاً، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ هَذَا بِبركَةِ دعَائِهِ.
قَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ فِي (مُعْجَمِهِ) : هُوَ إِمَامٌ، مُحَدِّثٌ، فَقِيْهٌ، عَابِدٌ، دَائِمُ الذِّكْرِ، لَا تَأْخذُهُ فِي اللهِ لُوْمَةُ لَائِمٍ، صَاحِبُ نَوَادِرٍ وَحِكَايَاتٍ، عِنْدَهُ وَسْوَسَةٌ زَائِدَةٌ فِي الطَّهَارَةِ، وَكَانَ يُحَدِّثُ بَعْدَ الجُمُعَةِ مِنْ حِفْظِهِ، وَكَانَتْ أَعدَاؤُهُ تَشهَدُ بفضلِهِ.
وَقَالَ المُنْذِرِيُّ (1) : كَانَ كَثِيْرَ المَحْفُوْظِ، متحرِّياً فِي العِبَادَاتِ، حَسَنَ الأَخْلَاقِ.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: الضِّيَاءُ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَالمُنْذِرِيُّ، وَالقُوْصِيُّ، وَابْنُ
(1) التكملة: 3 / الترجمة 1791.
عَبْدِ الدَّائِمِ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، وَابْنُ الكَمَالِ، وَالتَّقِيُّ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَالعِمَادُ عَبْدُ الحَافِظِ، وَالعزُّ ابْنُ العِمَادِ، وَإِسْمَاعِيْلُ ابْنُ الفَرَّاءِ، وَخَلْقٌ.
قَرَأْتُ وَفَاتَهُ بِخَطِّ الضِّيَاءِ: فِي التَّاسعِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ صفرٍ، سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ.
105
- صَاحِبُ الأَلموتِ * إِلكِيَا (1) جَلَالُ الدِّيْنِ حَسَنٌ الإِسْمَاعِيْلِيُّ
ابْنُ الأَمِيْرِ (2) ابْنِ إِلكيَا حَسَنُ بنُ الصَّبَّاحِ، الإِسْمَاعِيْلِيُّ، رَأْسُ الإِسْمَاعِيْلِيَّةِ.
مَاتَ: سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقَدْ شَاخَ.
وَكَانَ قَدْ أَظهرَ شِعَارَ الإِسْلَامِ مِنَ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ (3) ، فَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُهُ شَمْسُ الشُّموسِ، عَلَاءُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ حَسَنٍ، فَطَالَتْ أَيَّامُهُ إِلَى أَنْ أَخَذَهُ هولَاكُو، وَهدمَ الأَلموتَ.
(*) أخباره مبثوثة في التواريخ المستوعية لعصره وخاصة كامل ابن الأثير ومرآة السبط وتواريخ الذهبي وغيرها، وترجمته في الكامل لابن الأثير: 12 / 167، ومختصر أبي الفدا: 3 / 137، وتاريخ الإسلام، الورقة: 244 (باريس 1582)، والوافي بالوفيات: 11 / الورقة: 54، والبداية والنهاية لابن كثير: 13 / 96، وشذرات الذهب: 5 / 84.
وذكره المنذري في آخر وفيات سنة 618 من " التكملة "(3 / الترجمة: 1859) .
(1)
إلكيا: لفظ فارسي معناه الرئيس أو الكبير.
(2)
فراغ في الأصل، والظاهر عن الذهبي تركه لعدم معرفة اسم والد الحسن هذا، وما عرفه، ولم تذكر المصادر التي اطلعت عليها اسم أبيه، لكنها ذكرت انه حفيد الحسن بن الصباح المتوفى سنة 518.
(3)
على عهد الخليفة الناصر لدين الله العباسي، والظاهر أن ذلك كان لاسباب سياسية بحتة، ولذلك نعته الذهبي في غير ما موضع من كتبه " ضلال الدين " بدلا من " جلال الدين ". وسيأتي خبره في ترجمة الناصر من هذا الكتاب.