الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خَرَجتْ عَلَيْهِ حَرَامِيَّةٌ، وَجُرِحَ، وَمَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، بِبَغْدَادَ.
وَأَقَامَ بِخُرَاسَانَ أَكْثَرَ مِنْ سَنَةٍ، وَقَدْ خَرَّجَ (الأَرْبَعِيْنَ) لِنَفْسِهِ، وَحَدَّثَ بِهَا سَنَة سِتِّ مائَةٍ.
سَمِعَ مِنْهُ: تَاجُ الأُمَنَاءِ، وَأَخُوْهُ؛ الفَقِيْهُ فَخْرُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَانِ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَالتَّاجُ ابْنُ القُرْطُبِيِّ، وَقَدْ رَثَاهُ العِزُّ النَّسَّابَةُ بِأَبيَاتٍ، مِنْهَا:
صَاحِبِي هَذِهِ دِيَارُ سُعَادٍ
…
فَتَرَفَّقْ وَمُنَّ بِالإِسْعَادِ
عُجْ عَلَيْهَا نَقْضِي لبَانَاتِ قَلْـ
…
ـبٍ مُسْتَهَامٍ أَصْمَاهُ حُبُّ سُعَادِ
قَرَأْتُ بِخَطِّ عُمَرَ بنِ الحَاجِبِ: سَأَلتُ العِزَّ ابْن عَسَاكِرَ عَنِ العِمَادِ، فَقَالَ:
كَانَ يَتشيَّعُ، وَكُنْت أَنقمُ عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَلَا جَرَمَ أَنَّهُ قُصِفَ.
قُلْتُ: عَاشَ خَمْساً وَثَلَاثِيْنَ سَنَةً رحمه الله وَسَامَحَهُ -.
أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَسَاكِرَ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَخِي عَبْدُ المَلِكِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِيْهِ الحَسَنِ بِحَدِيْثٍ مِنْ (صَحِيْحِ البُخَارِيِّ) .
95 - صَاحِبُ حَمَاةَ المَنْصُوْرُ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ شَاهِنْشَاه بنِ أَيُّوْبَ *
المَلِكُ المَنْصُوْرُ، نَاصِرُ الدِّيْنِ، مُحَمَّدُ ابْنُ المَلِكِ المُظَفَّرِ تَقِيِّ الدِّيْنِ عُمَرَ
(*) سيرته مشهورة في كتب التاريخ وانظر: عقود الجمان لابن الشعار، 6 / الورقة 151 - 157، وتكملة المنذري: 3 / الترجمة 1775، وذيل الروضتين لأبي شامة: ص 124، ومفرج الكروب لابن واصل: 4 / 77 - 86، والمختصر لأبي الفداء 3 / 132، وتاريخ الإسلام للذهبي، الورقة 241 - 242 (باريس 1582) ، والعبر 5 / 71، والوافي بالوفيات: 4 / 259 - 260، وفوات الوفيات لابن شاكر 2 / 498 - 499، والبداية والنهاية: 13 / 93، والسلوك =
بنِ شَاهنشَاه بنِ أَيُّوْبَ بنِ شَاذِي صَاحِب حَمَاة، وَأَبُو مُلُوكِهَا.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي الطَّاهِر بنِ عَوْفٍ بِالثَّغْرِ مَعَ عَمِّ أَبِيْهِ صَلَاحِ الدِّيْنِ، وَأَلَّفَ (تَارِيخاً) كَبِيْراً فِي مُجَلَّدَات.
وَكَانَ شُجَاعاً، مُحِبّاً لِلْعُلَمَاءِ، يُقَرِّبُهُم وَيعْطِيهِم.
رَوَى عَنْهُ: القُوْصِيُّ فِي (مُعْجَمِهِ) ، وَكَانَتْ دَوْلَته ثَلَاثِيْنَ سَنَةً، وَقَدْ هَزَمَ الفِرَنْجَ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَ زوج بِنْت السُّلْطَان الْملك العَادل، وَجَاءته مِنْهَا أَوْلَاده، وَمَاتَتْ، فَبَالغَ فِي حُزنه عَلَيْهَا، حَتَّى إِنَّهُ لَبِسَ عِمَامَةً زَرقَاءَ.
قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ (1) : وَلَمَّا وَرد السَّيْف الآمِدِيّ حَمَاةَ، بَالغَ فِي إِكرَامِه، وَاشْتَغَلَ عَلَيْهِ، وَأَلَّفَ (طَبَقَات الشُّعَرَاءِ) ، وَكِتَابَ (مِضْمَارِ الحَقَائِقِ) نَحْوَ عِشْرِيْنَ مُجَلَّدَةً، وَجَمَعَ فِي خزَانَتِه مِنَ الكُتُبِ مَا لَا مَزِيدَ عَلَيْهِ، وَكَانَ فِي خِدْمَتِه مَا يُنَاهزُ مائَتَي مُعَمَّمٍ مِنَ الفُقَهَاءِ وَالأُدَبَاءِ وَالنُّحَاةِ وَالمُنَجِّمِينَ وَالفَلَاسِفَةِ وَالكَتَبَةِ، وَكَانَ كَثِيْرَ المُطَالَعَةِ وَالبحث، بَنَى سوراً لِحَمَاةَ وَلِقَلعَتِهَا، وَكَانَ مَوْكِبُه جَلِيْلاً تُجْذَبُ بَيْنَ يَدَيْهِ السُّيوفُ الكَثِيْرَةُ، يُضَاهِي مَوْكِبَ عَمِّه العَادِلِ، وَجُمِعَ نَظْمُهُ فِي (دِيْوَانٍ) ، ثُمَّ أَوْرَد مِنْهُ ابْن وَاصِلٍ قَصَائِدَ جَيِّدَةً.
مَاتَ: فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ ابْنُه قِلْج رِسْلَانَ تِسْعَةَ أَعْوَامٍ، وَتَلقَّبَ بِالملكِ النَّاصِرِ (2) .
وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ المَلِكِ المُعَظَّمِ، فَعَزَلَهُ الكَامِلُ، وَوَلَّى أَخَاهُ المَلِكَ المُظَفَّر، وَسَجَنَ قِلْجَ رِسْلَانَ حَتَّى مَاتَ بِمِصْرَ.
= للمقريزي ج 1 / 1 / 205، وعقد الجمان للعيني، 17 / الورقة 409 - 410، والنجوم الزاهرة 6 / 250، وشذرات الذهب 5 / 77 - 78، وتاريخ حماة للصابوني: ص 84.
(1)
مفرج الكروب: 4 / 78 فما بعد، بتصرف كبير.
(2)
مفرج الكروب: 4 / 86 فما بعد.