الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِالقَلْعَة أَرْبَع سِنِيْنَ فِي تَابوت، ثُمَّ نَقل إِلَى تُرْبَته.
وَخَلَّفَ عِدَّةَ أَوْلَاد: الكَامِل صَاحِب مِصْر، وَالمُعَظَّم صَاحِب دِمَشْق، وَالأَشرف صَاحِب أَرْمِيْنِيَةَ ثُمَّ دِمَشْق، وَالصَّالِح عِمَاد الدِّيْنِ، وَشِهَاب الدِّيْنِ غَازِياً صَاحِب مَيَّافَارِقِيْن، وَآخرُ مَنْ مَاتَ مِنْهُم: تَقِيّ الدِّيْنِ عَبَّاس، وَعَاشَتْ بِنْته مُؤنسَة بِنْت العَادل بِمِصْرَ إِلَى سَنَةِ ثَلَاثٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَحدثت بِإِجَازَة عفِيفَة (1) .
قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ (2) : كَانَ مَائِلاً إِلَى العُلَمَاء، حَتَّى لصَنف لَهُ الرَّازِيّ كِتَاب (تَأسيس التَّقْدِيس (3)) ، فَذَكَر اسْمه فِي خُطْبَتِهِ.
83 - المُعَظَّمُ عِيْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ شَاذِي الدُّوِيْنِيُّ *
السُّلْطَانُ، المَلِكُ، المُعَظَّم ابْنُ العَادِلِ المَذْكُوْر، هُوَ شَرَفُ الدِّيْنِ عِيْسَى بنُ مُحَمَّدٍ الحَنَفِيُّ، الفَقِيْهُ، صَاحِبُ دِمَشْقَ.
(1) كان للعادل ستة عشر ولدا سوى البنات على ما ذكر ابن واصل.
(2)
وفيات الأعيان: 5 / 76.
(3)
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رد مطول نفيس عليه، وقد طبع في الرياض في مجلدين واسمه " بيان تلبيس الجهمية ونقض بدعهم الكلامية ".
(*) سيرته مشهورة وله ذكر في معظم الكتب التاريخية المستوعبة لعصره، وله ترجمة في الكامل لابن الأثير: 12 / 195، ومرآة الزمان: 8 / 644 - 652، والتكملة للمنذري: 3 / الترجمة: 2171، وذيل الروضتين: 125، ووفيات الأعيان: 3 / 494 - 496، وتاريخ ابن العبري: 243 - 244، ومفرج الكروب: 4 / 208 - 224، والمختصر لأبي الفدا: 3 / 145، وتاريخ الإسلام، الورقة: 45 - 46 (أيا صوفيا 3012)، والعبر: 5 / 100، ودول الإسلام: 2 / 299، والجواهر المضية: 1 / 402، ونثر الجمان: 2 / الورقة: 4 - 6، والبداية والنهاية: 13 / 121 - 122، والسلوك للمقريزي: 1 / 1 / 224، والنجوم الزاهرة: 6 / 267 - 268، وحسن المحاضرة: 1 / 219، وتاج التراجم: 49، والطبقات السنية للتميمي: 2 / الورقة: 973 - 984، وشذرات الذهب: 5 / 115 - 116، وطبقات الزيله لي: الورقة: 23، والفوائد البهية: 151 - 153.
مَوْلِدُهُ: بِالقَصْر مِنَ القَاهِرَة، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَنَشَأَ بِدِمَشْقَ، وَحفظ القُرْآن، وَبَرَعَ فِي المَذْهَب، وَعُنِي (بِالجَامِع الكَبِيْر) ، وَصَنَّفَ لَهُ شرحاً كَبِيْراً بِمعَاونَة غَيْره، وَلَازَمَ التَّاج الكِنْدِيّ، وَتردّد إِلَيْهِ إِلَى درب الْعَجم مِنَ القَلْعَة، وَتحت إِبطه الكِتَاب، فَأَخَذَ عَنْهُ (كِتَاب سِيْبَوَيْه) ، وَكِتَاب (الحُجَّة فِي القِرَاءات) ، وَ (الحمَاسَة) ، وَحفظ عَلَيْهِ (الإِيضَاح) ، وَسَمِعَ (مُسند الإِمَامِ أَحْمَد بنِ حَنْبَلٍ) ، وَلَهُ (دِيْوَان شعر) سَمِعَهُ مِنْهُ القُوْصِيّ فِيمَا زَعَمَ.
وَلَهُ مصَنّف فِي الْعرُوض، وَكَانَ رُبَّمَا لَا يُقيم الْوَزْن، وَكَانَ يَتعصّب لمَذْهَبه، قَدْ جَعَلَ لِمَنْ عرض (المُفَصّل) مائَة دِيْنَارٍ صُوْرِيّة وَلِمَنْ عرض (الجَامِع الكَبِيْر) مائَتَيْ دِيْنَار (1) .
وَحَجّ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ، وَأَنشَأَ البِرَك، وَعَمِلَ بِمُعَان دَار مَضيف وَحمَّاماً.
وَكَانَ يَبحث وَيُنَاظر، وَفِيْهِ دَهَاء وَحزم، وَكَانَ يُوْصَف بِالشَّجَاعَة وَالكرم وَالتَّوَاضع؛ سَاق مرَّة إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّة فِي ثَمَانِيَة أَيَّام عَلَى فَرَس وَاحِد، وَاعد القُصَّاد وَأَصْحَاب الأَخْبَار، وَكَانَ عَلَى كَتِفِهِ الفِرَنْج، فَكَانَ يظلم، وَيدير ضمَان الخَمْر لِيَسْتَخْدِمَ بِذَلِكَ، وَكَانَ يَرْكَب وَحْدَه مرَاراً ثُمَّ يَلحقه ممَاليكه يَتطَاردُوْنَ، وَكَانَ يُصَلِّي الجُمُعَة فِي تربَة عَمّه صَلَاح الدِّيْنِ، ثُمَّ يَمْشِي مِنْهَا يَزور قَبْر أَبِيْهِ.
قَرَأْت بِخَطّ الضِّيَاء الحَافِظ: كَانَ المُعَظَّم شُجَاعاً فَقِيْهاً يَشرب الْمُسكر، وَأَسّس ظلماً كَثِيْراً، وَخرب بَيْت المَقْدِسِ.
وَقَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ (2) : وَكَانَ عَالِماً بِعِدَّة عُلُوْم، نَفق سُوْق العِلْم فِي أَيَّامِهِ،
(1) هذا ليس من التعصب، بل هو من الاحترام والتقدير.
(2)
الكامل: 12 / 195.