الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سَمِعَ: أَبَا الخَيْرِ البَاغَبَان، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ الرُّسْتُمِيّ، وَمَسْعُوْد بن الحَسَنِ الثَّقَفِيّ، وَمَحْمُوْداً فورجَة، وَأَبَا المُطَهَّر الصَّيْدَلَانِيّ، وَطَبَقَتهُم.
وَكَتَبَ الكَثِيْر، وَجَمَعَ، وَخَرَّجَ، وَحَدَّثَ.
رَوَى عَنْهُ: ضِيَاء الدِّيْنِ المَقْدِسِيّ، وَزَكِيّ الدِّيْنِ البِرْزَالِيّ، وَطَائِفَة مِنَ الرّحَّالَة.
وَأَجَاز: لابْنِ شَيْبَان، وَالفَخْر ابْن البُخَارِيِّ، وَالبُرْهَان ابْن الدّرَجِيِّ.
مَاتَ: فِي المُحَرَّم، سَنَةَ عَشْرٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقَدْ شَاخَ.
80 - نَجْمُ الدِّيْنِ الكُبْرَى أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ الخُوَارِزْمِيُّ *
الشَّيْخُ، الإِمَامُ، العَلَاّمَةُ، القُدْوَةُ، المُحَدِّثُ، الشَّهِيْدُ، شَيْخُ خُرَاسَانَ، نَجْمُ الكُبَرَاءِ - وَيُقَالُ: نَجْمُ الدِّيْنِ الكُبْرَى (1) - الشَّيْخ، أَبُو الجَنَّابِ أَحْمَد بن عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ الخُوَارِزْمِيُّ، الخِيْوَقِيُّ (2) ، الصُّوْفِيُّ.
وَخِيْوَق (3) : مِنْ قُرَى خُوَارِزْم.
طَاف فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَأَبِي العَلَاءِ الهَمَذَانِيّ العَطَّار، وَمُحَمَّد بن بُنَيْمَانَ، وَعَبْد المُنْعِمِ ابْن الفُرَاوِيّ،
(*) تاريخ الإسلام، الورقة: 180 - 181 (أيا صوفيا 3011)، والعبر: 5 / 73 - 74، وشذرات الذهب: 5 / 79 - 80 وغيرها.
(1)
قال الذهبي في " تاريخ الإسلام ": " سمعت أبا العلاء الفرضي يقول: إنما هو نجم الكبراء ثم خفف وغير وقيل: نجم الدين الكبرى ".
هذه رواية أبي العلاء، أما ابن العماد فنقل في " شذرات الذهب " حكاية أخرى في لقبه فقال:" وسبق أقرانه في صغره إلى فهم المشكلات والغوامض فلقبوه: الطامة الكبرى، ثم كثر استعماله فحذفوا " الطامة " وأبقوا " الكبرى ".
قلنا: وأبو العلاء الفرضي أدرى بما يقول وبتلك النواحي.
(2)
ضم محقق الجزء الخامس من العبرياء " الخيوقي " فما أصاب.
(3)
هذا هو اختيار المؤلف - أعني بكسر الخاء - أما ياقوت فقال: " بفتح أوله وقد يكسر " فكأن الكسر عنده ضعيفا.
وَطَبَقَتهم، وَعُنِي بِالحَدِيْثِ، وَحصّل الأُصُوْل.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ هِلَالَة، وَخَطِيْب دَارَيَّا شَمخ، وَنَاصِر بن مَنْصُوْرٍ العُرْضِيّ، وَسَيْف الدِّيْنِ البَاخَرْزِيّ - تِلْمِيْذه - وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ نُقْطَة (1) : هُوَ شَافعِيّ، إِمَام فِي السُّنَّةِ.
وَقَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ: طَاف البِلَاد، وَسَمِعَ، وَاسْتَوْطَنَ خُوَارِزْم، وَصَارَ شَيْخ تِلْكَ النَّاحيَة، وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَسُنَّة، ملجَأ لِلْغربَاء، عَظِيْم الجَاه، لَا يَخَاف فِي اللهِ لُوْمَة لَائِم.
وَقَالَ ابْنُ هِلَالَة: جلَسْتُ عِنْدَهُ فِي الخلوَة مرَاراً، وَشَاهِدت أُمُوْراً عَجِيْبَة، وَسَمِعْتُ مَنْ يُخَاطبنِي بِأَشيَاء حَسَنَة.
قُلْتُ: لَا وُجُوْد لِمَنْ خَاطبك فِي خَلْوَتِك مَعَ جُوعِك الْمُفرط، بَلْ هُوَ سَمَاع كَلَام فِي الدِّمَاغ الَّذِي قَدْ طَاش وَفَاش وَبَقِيَ قَرعَة كَمَا يتمّ لِلمُبَرْسَم (2) وَالمغمور بِالحُمَّى وَالمَجْنُوْن، فَاجزِم بِهَذَا، وَاعَبد اللهِ بِالسُّنَن الثَّابتَة، تُفْلِح!
وَقِيْلَ: إِنَّهُ فَسّر القُرْآن فِي اثْنَيْ عَشَرَ مُجَلَّداً، وَقَدْ ذهب إِلَيْهِ فَخْر الدِّيْنِ الرَّازِيّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَنَاظر بَيْنَ يَدَيْهِ فَقِيْهاً فِي مَعْرِفَةِ الله وَتوحيده، فَأَطَالَا الجِدَال، ثُمَّ سَأَلَا الشَّيْخ عَنْ علم المَعْرِفَة، فَقَالَ: هِيَ وَاردَات ترد عَلَى النُّفُوْس، تَعجز النُّفُوْس عَنْ ردّهَا، فَسَأَلَهُ فَخْر الدِّيْنِ: كَيْفَ الوُصُوْل إِلَى إِدرَاك ذَلِكَ؟
قَالَ: بِتَرْكِ مَا أَنْتَ فِيْهِ مِنَ الرِّئَاسَة، وَالحظوظ.
قَالَ: هَذَا مَا أَقْدِر عَلَيْهِ.
وَأَمَّا رَفِيْقُهُ فَزَهِدَ، وَتَجَرَّدَ، وَصَحِبَ الشَّيْخَ.
(1) لابد أنه ترجمه في " التقييد " ولكني لم أجده في نسختي، وهي ناقصة في هذا الموضع.
(2)
البرسام: علة يهذي فيها.
نَزَلَتِ التَّتَارُ عَلَى خُوَارِزْم فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، فَخَرَجَ نَجْم الدِّيْنِ الكُبْرَى فِيْمَنْ خَرَجَ لِلْجِهَاد، فَقَاتلُوا عَلَى بَابِ البَلَد حَتَّى قتلُوا رضي الله عنهم وَقُتِلَ الشَّيْخ وَهُوَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ (1) .
وَفِي كَلَامه شَيْء مِنْ تَصُوف الحكمَاء (2) .
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ نَافِع الهندِيّ، أَخْبَرَنَا مَوْلَايَ سَعِيْد بن المُطَهَّر (3) ، أَخْبَرَنَا أَبُو الجَنَّابِ أَحْمَد بن عُمَرَ سَنَة 615، قَالَ:
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي العَلَاءِ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بنُ سَالِمٍ، عَنْ نُوْح بن أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
سُئِلَ رَسُوْل اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ هَذِهِ الآيَة: {لِلَّذِيْنَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ (4) } ، قَالَ:(لِلَّذِيْن أَحْسَنُوا العَمَلَ فِي الدُّنْيَا الحُسْنَى، وَهِيَ الجَنَّة، وَالزِّيَادَة: النَّظَر إِلَى وَجه الله الكَرِيْم) .
نوح تَالِف، وَسَلْم ضَعَّفُوهُ (5) .
(1) حينما أراد الكفار التتار دخول البلد، نادى الشيخ نجم الدين وأصحابه الباقون: الصلاة جامعة، ثم قال: قوموا نقاتل في سبيل الله، ودخل البيت ولبس خرقة التصوف التي ألبسها له شيخه، وحمل على العدو فرماهم حتى بالحجارة، ثم أصابه سهم في صدره قتله، رضي الله عنه وعن الشهداء المدافعين عن بيضة الإسلام ضد الكافرين والمارقين والمشعوذين والدجالين.
(2)
قال المؤلف في " تاريخ الإسلام ": " وكان شيخنا عماد الدين الحزامي يعظمه ولكن في الآخر أراني كلاما فيه شيء من لوازم الاتحاد، وهو إن شاء الله سالم من ذلك، فإنه محدث معروف بالسنة والتعبد كبير الشأن، ومن مناقبه أنه استشهد في سبيل الله
…
قتلوا مقبلين غير مدبرين ".
(3)
الباخرزي.
(4)
يونس / 26.
(5)
انظر ميزان الاعتدال: 2 / 185 وأورده السيوطي في " الدر المنثور " ونسبه لأبي الشيخ وابن منده والدارقطني في الرؤية وابن مردويه واللالكائي وابن النجار.
وقال المؤلف في " تاريخ الإسلام ": هذا حديث منكر انفرد به سلم بن سالم البلخي، وهو ضعيف باتفاق ".