الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا الاعتبار -أيضًا- يستلزم ترجيح انفاصل المفعول الأول وهو ممتنع بإجماع، وما استلزم ممتنعًا فهو حقيق بأن يمنع.
وأما انفصال ما باشره الفعل، أو ولي ضميرًا مرتفعًا بفعل ليس من باب "كان" فلا (1) يجوز انفصاله إلا في ضرورة كقول الشاعر:
29 -
بالوارث الباعث الأموات قد ضمنت
…
إياهم الأرض في دهر الدهارير
29 - من البسيط قاله الفرزدق من قصيدة يمدح بها يزيد بن عبد الملك "الديوان" ص 266"، وهو من شواهد المصنف في شرح التهسيل ص 26.
والباعث والوارث: من أسماء الله عز وجل.
ضمنتهم: تضمنتهم واشتملت عليهم، أو تكفلت بأبدانهم.
والجار والمجرور أول البيت متعلق بالبيت السابق وهو:
إني حلفت ولم أحلف على فند
…
فناء بيت من الساعين معمور
قال المصنف في شرح التسهيل بعد أن ذكر البيت: فأوقع الشاعر الضمير المنفصل بغير سبب موقع المتصل، فلولا ضرورة إقامة الوزن لكان خطأ.
(1)
ع "ولا يجوز".
فصل: في ضمير الشأن
"ص":
ومضمر الشأن ضمير فسرا
…
بجملة كـ "إنه زيد سرى"
للابتدا أو ناسخاته انتسب
…
إذا أتى مرتفعًا أو انتصب
وإن يكن مرفوع فعل استتر
…
حتمًا، وإلا فتراه قد ظهر
في باب "إن" اسما كثيرًا يحذف
…
كـ"إن من يجهل يسل من يعرف
وجائز تأنيثه متلو ما
…
أنت أو تشبيه (1) أنثى أفهما
وقبل ما أنت عمدة فشا
…
تأنيثه كـ"إنها هند رشا"(2)
"ش": قد يقصد المتكلم تعظيم مضمون كلامه قبل النطق به، فيقدم ضميرًا كضمير غائب يسمى ضمير الشأن، ويعمل فيه الابتداء، أو أحد نواسخه، وهي "كان" و"إن" و"ظن" أو إحدى أخواتهن.
ويجعل (3) الجملة بعده (4) متممة لمقتضى (5) العامل
(1) ط، ع، ك "شبيه".
(2)
جاء هذا البيت في الأصل وفي س، وسقط من ك ع هـ س.
(3)
ك ع هـ "وتجعل".
(4)
ع "بعد".
(5)
ع. "بمقتضى".
نحو: "هو الله أحد"(1) -في أحد الوجهين (2).
و"كان الله أحد".
و"إنه الله (3) أحد".
و"علمته الله أحد".
فموضع الضمير في المثال الأول رفع بالابتداء.
وفي الثاني رفع بـ"كان" إلا أنه استتر كما يستتر الفاعل إذا كان ضمير غائب.
وموضعه في الثالث والرابع نصب بـ"إن" و"علمت". وموضع الجملة في الأول، والثالث: رفع.
وفي الثاني والرابع: نصب.
(1) الآية رقم "1" من سورة "الإخلاص".
قرأ "الله أحد" النبي صلى الله عليه وسلم بغير قل، وقال:"من قرأ "الله أحد" فإنه يعدل القرآن كله".
وقرأ "هو الله أحد" عبد الله بن مسعود وأبي -بغير قل.
وقرأ "الله الواحد" عبد الله بن مسعود والأعمش.
ينظر: مختصر في شواذ القرآن لابن خالويه ص 182.
(2)
ينظر الوجهان في البحر المحيط لأبي حيان 8/ 528، والوجه الثاني أن يكون هو مبتدأ والله خبر وأحد: خبر ثان. وقال الزمخشري "أحد" بل من "الله" أو على "هو أحد".
(3)
ع سقط لفظ الجلالة.
ويجوز حذفه مع "إن" وأخواتها، ولا يخص (1) ذلك بالضرورة وعليه يحمل قوله، عليه السلام:"إن من أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون"(2).
التقدير: إنه من أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون. وأنشد سيبويه:
30 -
ولكن من لا يلق أمرًا ينوبه
بعدته ينزل به وهو أعزل
وإن صدرت الجملة المفسرة لهذا الضمير بمؤنث، أو بفعل ذي علامة تأنيث، أو بمذكر شبه (3) به مؤنث رجح تأنيثه باعتبار القصة، على تذكيره باعتبار الشأن.
(1) ك وهـ "تختص".
(2)
أخرجه البخاري في باب اللباس 89، 91، 92، 95.
ومسلم في باب اللباس 96، 97، 98، 99.
والنسائي في باب الزينة 113.
وأحمد 1/ 375، 426، 2/ 26، 55.
(3)
ع "يشبه".
30 -
من الطويل قائلة أمية بن أبي الصلت "الديوان ص 46"، وينظر سيبويه 1/ 439، وابن الشجري 295، والإنصاف 181، شرح شواهد المعنى 239.
والأعزل: الذي لا سلاح معه.
وفي ع "يعدله" موضع "بعدته".
ولأن (1) القصة والشأن معناهما واحد، وفي التأنيث مشاكلة لما بعد فكان أولى.
فالأول نحو: {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} (2).
والثاني نحو: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور} (3).
ونحو قول الشاعر:
31 -
على أنها تعفو الكلوم وإنما
…
نوكل بالأدنى وإن جَلَّ ما يمضي
والتذكير جائز كما قال أبو طالب:
(1) هكذا في ك ع هـ وفي الأصل "لأن" من غير واو.
(2)
من الآية رقم "97" من سورة "الأنبياء" وتمامها:
(3)
من الاية رقم "46" من سورة "الحج" وتمامها:
31 -
من الطويل قاله أبو خراش الهذلي "ديوان الهذليين 2/ 158" والرواية فيه "بلى إنها"، وهي رواية القالي في الأمالي، وديوان الحماسة 1/ 459.
والكلوم: جمع كلم ويعني به الحزن عند ابتداء المصيبة.
وفي ع على أنها بعض الكلام. نوكل بالأوس.
32 -
وإن لم يكن لحم غريض فإنه
…
تكب على أفواههن الغرائر
والثالث نحو: "إنها قمر جاريتك".
"فإن وليه ظرف مسند إلى مؤنث نحو: "إنه عندك جارية" (1) جاز فيه الوجهان.
وإن تضمنت الجملة المفسرة لهذا الضمير مؤنثًا غير فضلة، ولا كفضلة كان تأنيثه باعتبار القصة مختارًا لا واجبًا (2).
فإن كان المؤنث فضلة كقولك: "إنه زيد حب هند" أو كفضلة كقوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ} (3) فالمسموع يه التذكير، ويجوز التأنيث (4).
(1) ع "جارته".
(2)
حدث اضطراب في الأصل حيث زاد الناسخ أربعة أسطر من الكلام السابق.
(3)
سورة طه الآية 74.
(4)
ك ع هـ سقط ما بين القوسين.
32 -
من الطويل من قصيدة يرثي بها أبو طالب أبا أمية بن المغيرة "الديوان ص 11".
الغريض: الطري من اللحم. الغرائر: الأعدال يكون فيها الدقيق والحنطة وغيرهما.