المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في دخول الفاء على خبر المبتدأ: - شرح الكافية الشافية - جـ ١

[ابن مالك]

الفصل: ‌فصل في دخول الفاء على خبر المبتدأ:

وكقول الراجز:

(121)

-. . . . . . . . . . . فهذا بتي

(122)

- مقيظ مصيف مشتي

أنشده سيبويه (1)

والثاني: تعدد (2) في اللفظ دون المعنى كقولك: "هذا حلو حامض"، بمعنى: مز.

(1) ينظر كتاب سيبويه 1/ 358 قال سيبويه:

"سمعنا ممن يروي هذا الشعر: من العرب من يرفعه".

(2)

ك ع سقط "تعدد".

ص: 373

‌فصل في دخول الفاء على خبر المبتدأ:

"ص"

والفًا أجز في خبر اسم شبه ما

ضمن معنى الشرط كـ"الذي" و"ما"

إذا بفعل، أو بظرف (1) وصلا

وعمما، واقتضيا مستقبلا

(1) ك ع "بظرف أو بفعل".

121 -

122 - ينسب هذا الرجز إلى رؤبة بن العجاج وهو في زيادات الديوان ص 189 ورواية الديوان هي رواية سيبويه.

من يك. . . . . . . . . . .

والبت: ضرب من الطيالسة غليظ.

مقيظ مصيف مشتى: أي يكفي طول العام زمن القيظ والصيف والشتاء.

ص: 373

كذا منكر يضاهي ما ذكر

وفي مضاف لهما ذاك اعتبر

إن عم، والموصوف بالموصول في

ذا الحكم مثله لمعنى ما خفي (1)

"ش" حق خبر المبتدأ ألا يدخل عليه فاء؛ لأن نسبته من المبتدأ نسبة الفعل من الفاعل، ونسبة الصفة من الموصوف.

إلا أن المبتدآت يشبه (2) أدوات الشرط، فيقترن (3) بالفاء جوازًا وذلك:

إما موصول بفعل لا حرف (4) شرط معه، أو بظرف، وإما موصوف بهما، وإما مضاف إلى أحدهما، وإما موصوف بالموصول المذكور بشرط قصد العموم، واستقبال معنى الصلة، أو الصفة.

نحو: "الذي يأتي، أو في الدار فله درهم".

(1) هكذا في الأصل وفي س وط وهـ أما في ش وع وك، فجاء البيت كما يلي:

. . . . . . . . . . .

ذا مثله لسبب غير خفي

(2)

هـ "تشبه".

(3)

ك وع "فتقترن".

(4)

ك وع سقط "حرف".

ص: 374

و"رجل يسألني (1)، أو في المسجد فله بر".

و"كل الذي تفعل فلك أو عليك".

و"كل رجل يتقي الله فسعيد".

و"السعي الذي تسعاه فتسلقاه".

فلو عدم العموم لم تدخل (2) الفاء، لانتفاء شبه الشرط.

وكذا لو عدم الاستقبال.

أو وجد مع الصلة، أو الصفة حرف شرط.

"وربما دخلت في خبر موصول مع عدم العموم، والاستقبال كقوله تعالى (3):{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ} (4).

"ص":

وذو الجواز بعد "لكن" و"إن"

و"أن" باقٍ وأبى أبو الحسن (5)

(1) ك وع "يسأل".

(2)

هـ "يدخل".

(3)

من الآية رقم "166" من سورة "آل عمران".

(4)

هـ سقط ما بين القوسين.

(5)

هكذا ورد هذا البيت في صلب نسخة الأصل وفي هـ وك وع -وجاء على هامش الأصل وفي ط وس وش على هيئة أخرى هي.

وأبق ذا الفا بعد "لكن" و"أن" و"إن" والخلاف عن أبي الحسن.

ص: 375

وغير باق هو بعد ما بقي

بغير خلف فانتق الذي انتقي

"ش": إذا دخل شيء من نواسخ الابتداء على المبتدأ الذي اقترن خبره بالفاء أزال الفاء (1)، إن لم يكن "إِنَّ" أو"أَنَّ" أو"لكن" بإجماع من المحققين (2).

فإن كان الناسخ "إن" أو"أن" أو"لكن"(3) جاز بقاء الفاء.

نص على ذلك في "إن" و"أن" سيبويه (4) وهوالصحيح الذي ورد نص القرآن المجيد به كقوله تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ} (5).

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا} (6).

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (7).

(1) ع سقط "أزال الفاء".

(2)

هـ سقط "المحققين".

(3)

ع ك وهـ "كان الناسخ واحدًا منهن".

(4)

ينظر كتاب سيبويه 1/ 467.

(5)

من الآية رقم 13 من سورة الأحقاف.

(6)

من الاية رقم 91 من سورة آل عمران.

(7)

من الآية رقم 21 من سورة آل عمران.

ص: 376

{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} (1).

{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ} (2).

ومثال ذلك مع "لكن" قول الشاعر:

(123)

- بكل داهية ألقى العداة وقد

يظن أني في مكري بهم فزع

(124)

- كلا ولكن ما أبديه من فرق

فكي يغروا فيغريهم بي الطمع

"وقول الشاعر (3):

(125)

- فوالله ما فارقتكم قاليًا لكم

ولكن ما يقضي فسوف يكون (4)

(1) من الآية رقم 41 من سورة الأنفال، وقد تأخرت هذه الآية عن التي بعدها في الأصل.

(2)

من الآية رقم 8 من سورة "الجمعة".

(3)

ك وع "ومثله قول الآخر".

(4)

هـ سقط ما بين القوسين.

123 -

124 - من البسيط لم ينسبها المصنف هنا ولا في شرح التسهيل 1/ 54.

والداهية: قصد منها الرجل العظيم البصير بعواقب الأمور.

والفرق: الخوف.

125 -

هذا آخر ثلاثة أبيات من الطويل ذكرها القالي في أماليه 1/ 99 ولم ينسبها، وإنما قال:

أنشدنا أبو بكر رحمه الله قال: أنشدنا أبو حاتم -ولم يسم قائلًا -في طول الليل.

ونسبها الشنقيطي في الدرر اللوامع 1/ 80 للأفوه الأودي، وليست في ديوانه ولم ينسبها العيني في المقاصد 2/ 315.

ص: 377

وروي عن (1) الأخفش أنه منع من دخول الفاء بعد "إن"، وهذا عجيب؛ لأن زيادة الفاء في الخبر على رأيه جائزة، وإن لم يكن المبتدأ يشبه أداة شرط (2). نحو "زيد فقائم" فإن دخلت "إن" على اسم يشبه أداة الشرط. فوجود الفاء في الخبر أحسن وأسهل من وجودها في خبر "زيد" وشبهه.

وثبوت هذا عن الأخفش مستبعد (3).

(1) ع سقط "عن".

(2)

ك وع "أداة الشرط".

(3)

قال الزمخشري في المفصل في مبحث المبتدأ والخبر:

"وإذا تضمن المبتدأ معنى الشرط جاز دخول الفاء على خبره وذلك على نوعين: الاسم الموصول، والنكرة الموصوفة إذا كانت الصلة أو الصفة فعلًا، أو ظرفًا كقول الله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ}، وقوله: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}، وكقولك: "كل رجل يأتيني أو في الدار فله درهم".

فإذا دخلت "ليت" أو"لعل" لم تدخل الفاء بالإجماع.

وفي دخول "إن" خلاف بين الأخفش وصاحب الكتاب".

قال ابن يعيش 1/ 101.

"فالأخفش يحمل الفاء في ذلك كله على الزيادة والأول أظهر؛ لأن الزيادة على خلاف الأصل".

ص: 378

وقد ظفرت له في كتابه "في معاني القرآن"(1) بأنه موافق لسيبويه في بقاء الفاء بعد دخول "إن" وذلك أنه قال:

وأما "واللذان يأتيانها منكم فآذوهما"(2).

فقد يجوز أن يكون هذا خبر المبتدأ؛ لأن "الذي" إذا كان صلته فعلًا جاز أن يكون (3) خبره بالفاء نحو قول الله تعالى (4): {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} (5) .... ثم قال: {فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} .

(1) هـ -"في معنى القرآن".

(2)

من الآية رقم 16 من سورة النساء.

(3)

ع سقط "يكون".

(4)

ك وع "قوله تعالى".

(5)

من الآية رقم 97 من سورة النساء.

ص: 379