المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إعراب ما اتصل به من الفعل ألف اثنين أو واو جمع أو ياء مخاطبة: - شرح الكافية الشافية - جـ ١

[ابن مالك]

الفصل: ‌إعراب ما اتصل به من الفعل ألف اثنين أو واو جمع أو ياء مخاطبة:

‌إعراب ما اتصل به من الفعل ألف اثنين أو واو جمع أو ياء مخاطبة:

"ص":

بالنون رفع نحو تذهبونا

وتذهبان ثم "تذهبينا

واحذف إذا جزمت أو نصبتا

كـ"لم تكونا" لتروما سحتا

وحذفها في الرفع قبل "ني" أتى

والفك والإدغام أيضًا ثبتا

ودون ني في الرفع حذفها حكوا

في النثر والنظم ومما قد رووا (1)

أبيت أسري وتبيتي تدلكي

وجهك بالعنبر والمسك الذكي

"ش": إذا اتصل بالفعل المضارع ألف اثنين، أو واو جمع، أو ياء

فلما اجتلاها. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

والضمير يعود إلى جماعات النحل. واجتلاها: طردها.

والأيام: الدخان.

(1)

ك وع وش:

وقل حذف دون ني نثرًا كما

لا تؤمنوا حتى ومما نظما

وفي ط:

ودون ني في الرفع حذفها حكوا

نظما ونثرًا نادرًا وقد رووا

وفي س:

ودون ني في الرفع حذفها حكوا

نثرًا ونظمًا قد أتى وقد رووا

ص: 207

مخاطبة فعلامة رفعه نون مكسورة بعد الألف نحو: "تذهبان" ومفتوحة بعد الواو والياء نحو: "تذهبون" و"تذهبين".

وحذف هذه النون علامة للجزم نحو: "لم تذهبا"(1).

وعلامة للنصب نحو: "لن تَذْهَبَا".

وإذا اتصل بهذه النون نون الوقاية جاز حذفها تخفيفًا، وإدغامها في نون الوقاية، والفك.

وبالوجه الأول قرأ نافع: "تَأْمُرُوني أَعْبد"(2).

وقرأ ابن عامر: "تَأْمُرُونَني" -بالفكِّ.

وقرأ الباقون بالإدغام.

وزعم قوم: أن المحذوف في نحو: "تَأْمُرُونِي" هو الثاني، وليس كذلك.

بل المحذوف هو الأول. نص على ذلك سيبويه (3).

(1) ك وع: "لم يذهبا".

(2)

من الآية رقم "64" من سورة "الزمر" وتمامها: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُون} ، وينظر: إتحاف فضلاء البشر 376/ 377.

(3)

قال سيبويه في الكتاب 2/ 154:

"وإذا كان فعل الجميع مرفوعًا، ثم أدخلت فيه النون الخفيفة أو الثقيلة حذفت نون الرفع، وذلك قولك: "لتفعلت ذاك" "ولتذهبن"؛ لأنه اجتمعت فيه ثلاث نونات، فحذفوها استثقالًا.

وتقول: "هل تفعلن ذاك" تحذف نون الرفع؛ لأنك ضاعفت النون، وهم يستثقلون التضعيف.

فحذفوها إذا كانت تحذف، وهم في هذا الموضع أشد استثقالًا للنونات. وقد حذفوها فيما هو أشد من ذا.

بلغنا أن بعض القراء قرأ: "أتحاجُّوني"، وكان يقرأ "فبم تبشرونِ" وهي قراءة أهل المدينة، وذلك أنهم استثقلوا التضعيف.

ص: 208

ويدل على صحة قوله: أن نون الوقاية لا يجوز حذفها مفردة مع فعل غير "ليس".

وأن الأول قد حذف دون ملاقاة (1) مثل مع عدم الجازم والناصب، فحذفها عند ملاقاة مثل أولى.

وأيضًا فلو حذف نون الوقاية، وأبقي نون الرفع لتعرض بذلك إلى حذف نون الرفع عند دخول الجازم والناصب.

وإذا حذف نون الرفع لم يعرض لنون الوقاية ما يقتضي حذفها.

وحذف ما لا يحوج إلى حذف أولى من حذف ما يحوج إلى حذف. وقولي:

ودون ني. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

أي: ودون اتصال (2) نون الوقاية بنون الرفع قد حكي حذفها.

ومثال ذلك في النثر ما روي من قول النبي -عليه

(1) هـ "مالاقاه".

(2)

ك وهـ "إيصال".

ص: 209

السلام (1): "والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا"(2).

الأصل: (3) لا تدخلون ولا تؤمنون؛ لأن "لا" نافية، و "لا" النافية لا تعمل في الفعل شيئًا.

ومثال (4) ذلك في النظم قول الراجز:

26 -

أبيت أسري وتبيتي تدلكي

27 -

وجهك بالعنبر والمسك الذكي

(1) ك وع وهـ "صلى الله عليه وسلم".

(2)

أخرجه مسلم في باب الإيمان 94، وأبو داود في باب الأدب 131، والترمذي في باب الاستئذان، والقيامة 56، وابن ماجه في المقدمة 9 وباب الأدب 11، وأحمد بن حنبل 1/ 165، 167، 2/ 391، 442، 447، 495، 512.

(3)

ك وع "والأصل".

(4)

ك وع "ومثل ذلك".

26 و 27 - هذا رجز استشهد به كثير من العلماء، ولم ينسبه أحد إلى قائل.

وفي الخصائص قال ابن جني 1/ 388 وما بعدها:

وسألت أبا علي رحمه الله عن قوله:

أبيت أسري

فخضنا فيه واستقر الأمر فيه على أنه حذف النون من "تبيتين"

كما حذف الحركة للضرورة في قوله:

فاليوم أشرب غير مستحقب

كذا وجهته معه. فقال لي: فكيف تصنع بقوله: تدلكي؟ فقلت: بجعله بدلًا من "تبيتي" أو حالًا فيحذف النون كما حذفها من الأول في الموضعين. فاطمأن الأمر على هذا.

ص: 210

والأصل: "تبيتين" و"تدلكين" فحذف النونين (1) دون جازم ولا ناصب.

ومن ذلك قول (2) أبي طالب:

28 -

فإن يك قوم سرهم ما صنعتم

سيحتلبوها لاقحًا غير باهل

أراد: فسيحتلبونها.

فحذف الفاء (3)، والنون للضرورة.

ولا يجوز اعتقاد حذف النون (4) للجزم على ما يستحقه المضارع المجرد من حرف التنفيس إذا وقع جوابًا.

لأن شرط جزم الجواب أن يصلح لمباشرة (5) حرف الشرط.

(1) ك "حذف حرف النون".

(2)

ك وع "ومنه قول أبي طالب".

(3)

ع "فحذف الفاء فحذف الفاء".

(4)

ك "حذف حرف النون".

(5)

ع "لمباشر ط".

28 -

من الطويل وينظر غاية المطالب في شرح ديوان أبي طالب للخطيب ص 27.

اللاقح: التي قبلت اللقاح من الإبل.

الباهل: أبهل الناقة أهملها من غير صرار، ولا خطام، ولا سمة.

ص: 211