الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الأفعال الرافعة الاسم الناصبة الخبر:
"ص":
كان بها المبتدأ ارفع ناصبًا
…
خبره كـ"كان زيد صاحبا"
ومثل "كان": "ظل""بات""أضحى"
…
"أصبح""أمسى""صار بشر سمحًا"
هكذا "ليس" و"زال" و"برح"
…
"فتئ" و"انفك" وكل متضح
وألزم الأربعة الأواخرا
…
نفيًا كـ"ما زال ابن عوف شاكِرا
ومثل "كان": "دام" بعد ما لدى
…
إفهام مدة كقول من شَدَا
(126)
- "لتقربن قربًا جلذيا
(127)
- ما دام فيهن فصيل حيا (1)
"ش": هذه الثلاثة عشر فعلًا متساوية في دخولهن على المبتدأ والخبر وعملهن (2) فيهما (3) العمل المذكور.
إلاأن "ليس" وما قبلها تعمله بلا شرط.
و"زال" و"برح" و"فتئ" و"انفك" تعمله بشرط مصاحبة نفي. و"دام" تعمله بشرط مصاحبتها (4)"ما" المصدرية النائبة عن ظرف زمان (5).
(1) هكذا وردت هذه الأبيات في صلب نسخة الأصل، وخالفت النسخ الباقية وهي س وش وط وع وك وهـ هذه النسخة في الأبيات: الثاني، والثالث، والرابع، والخامس فجاء النظم كما يلي:
كـ"كان""ظل""بات""أضحى""أصبحا"
…
"أمس" و"صار""ليس""زال""برحا"
"فتئ" و"انفك" وهي الأربعة
…
لنفي أو مشبه نفي متبعه
ومثل "كان""دام" بعد "ما" لدى
…
إفهام وقت بعضهم في ذا شدا
وهكذا جاءت ثلاثة أبيات موضع أربعة، وقد كتبت هذه الأبيات الثلاثة في هامش الأصل.
(2)
هـ "وعلمهن".
(3)
ك وع سقط "فيهما".
(4)
ك وع "مصاحبة".
(5)
ك وع "الزمان".
126 -
127 - هذا الرجز الذي أورده المصنف في النظم وأغفله في الشرح ينسب لابن ميادة "الخزانة 4/ 60 اللسان "جلذ" ولم ينسب في كتاب سيبويه 1/ 28، وجاء بعده بيت ثالث هو
فقد دجا الليل فهيا هيا
ومعنى لتقربن: لتسيرن، والقرب: سير الليلة حتى يورد الماء في صبيحتها، والجلذي: السريع ومنه أجلوذ: جد في السير -والخطاب لناقته.
وقد يحذف النافي لـ"زال" وأخواتها للعلم به كقوله تعالى: {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} (1).
أي: لا تفتأ تذكر.
وكقول الشاعر:
(128)
- تنفك تسمع ما حييـ
…
ت بهالك حتى تكونه
وما كان منها بلفظ الماضي نفي بـ"ما" أو"لا" أو"إِنْ".
وما كان منها بلفظ المضارع نفي بكل ناف حتى بـ"ليس" كقول الشاعر:
(129)
- ولست وإن أقصيت أنفك ذا هوى
…
به العاذل القاسي يمهد لي عذرًا
(1) من الآية رقم 85 من سورة يوسف.
128 -
من مجزوء الكامل ينسب لخليفة بن براز وهو شاعر جاهلي وبعد البيت
والمرء قد يرجو الرجا
…
ء مؤملا والموت دونه
وهو من شواهد المصنف في شرح التسهيل 1/ 54، وابن الأنباري في الإنصاف 2/ 824، وابن يعيش في شرح المفصل 7/ 110، والسيوطي في همع الهوامع 1/ 111، وذكره صاحب الخزانة 4/ 47، 4/ 433، والعيني في المقاصد النحوية 2/ 75.
129 -
من الطويل استشهد به المصنف هنا وفي شرح التسهيل 1/ 54 ولم ينسبه في الموضعين.
فلذلك (1) قلت:
. . . . . . . . . . .
…
لنفي (2). . . . . . . . . . .
فأطلقت ولم أخص نافيًا من ناف.
ثم قلت:
. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . أو شبه (3) نفي. . . . . . . . . . .
ليدخل ما معه نهي كقول الشاعر:
(130)
- صاح شمر ولا تزل ذاكر المو
…
ت فنسيانه ضلال مبين
وما معه "غير" كقول الشاعر:
(131)
- إن امرًا غير منفك معين حجًا
…
على هوى فاتح للمجد أبوابًا
وما (4) معه تقليل (5) يراد به النفي كقول الشاعر:
(1) ع "وكذلك".
(2)
هذا يدل على أن المصنف كان يزاوج في الشرح بين ما في صلب النسخة وما على الهامش.
(3)
ع وهـ "أو مشبه".
(4)
ك وع "أو ما معه".
(5)
ع "تعليل".
130 -
من الخفيف لم ينسبه المصنف ولا غيره وهو من شاهده في شرح عمدة الحافظ ص 24، ولم ينسبه العيني في المقاصد 2/ 14، ولا السيوطي في همع الهوامع 1/ 111.
131 -
من البسيط وهو من شواهد المصنف في شرح التسهيل 1/ 55 ولم ينسبه في الكتابين.
(132)
- قلما يبرح اللبيب إلى ما
…
يورث المجد داعيًا أو مجيبًا
وأما "دام"(1) المشار إليها فكقوله (2) تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} (3).
فـ"ما"(4) مصدرية في موضع زمان والتقدير: مدة دوامي حيًا.
والتاء: اسم "دام". و"حيا": خبرها.
"وكل هذا منبه عليه بقولي:
ومثل "كان""دام"(5) بعد "ما" لدى
…
إفهام (6) مدة. . . . . . . . . . .
وكـ"دام" التي في الآية (7)" "دام" التي في الرجز (8)؛ لأن
132 - من الخفيف لم أعثر على من نسبه وهو في المغني 1/ 306، والتصريح 1/ 185 وأكثر كتب النحو.
(1)
ك وع "وما دام".
(2)
ك وع "كقوله".
(3)
من الآية رقم "21" من سورة "مريم".
(4)
ك وع سقطت الفاء.
(5)
في الأصل "ودام".
(6)
في الأصل "تقدير مدة" لكن النظم ورد فيه "إفهام مدة".
(7)
سقط ما بين القوسين من ع وك وهـ وجاءت العبارة "وكذلك دام".
(8)
يشير المصنف بذلك إلى الرجز الذي ورد في النظم وهو =
"ما" قبلها مصدرية في موضع ظرف زمان. و"فصيل" اسمها، و"حيا" خبرها.
ويجوز أن يكون "فيهن": خبرًا، و"حيا": حال مؤكدة.
فلو خلت "دام" من "ما" المصدرية لم يكن لها اسم، ولا خبر.
فلو وقع بعدها مرفوع ومنصوب جعل المرفوع فاعلًا، والمنصوب حالًا نحو قولهم:"دام زيد صحيحًا".
وكذا لو كان معها "ما" المصدرية، ولم تكن في موضع ظرف زمان نحو:"عجبت مما دام زيد صحيحًا".
أي: من دوامه صحيحًا.
فـ"زيد": فاعل، و"صحيحًا"(1)، حال، ولذا لا يجوز تعريفه.
بخلاف الخبر فإنه جائز التعريف.
وقد تستعمل (2)"دام" بعد "ما" المصدرية النائبة عن ظرف الزمان تامة تشبيهًا بـ"بقي"(3) فتستغني عن خبر كقوله تعالى
لتقربن قربًا جلذيا
…
ما دام فيهن فصيل حيا
(1)
هكذا في ع وفي الأصل وهـ وك "صحيح".
(2)
ع "يستعمل".
(3)
ك وع "نفي".
{خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} (1).
والله أعلم (2).
"ص":
وما سوى "دام" و"ليس (3) " صرفوا
…
وللتصاريف اجعلن ما وصفوا (4)
فغير ماض مثله في العمل
…
كذا اسم فاعل ومصدر جلي
من ذاك: "لست زائلًا أحبك"
…
"كونك إياه" كذاك قد حكي
"ش": لاحظ لـ"ليس" ولا لـ"دام" في التصرف (5)، إذ لا يستعملان إلا بلفظ الماضي.
وأما غيرهما من أفعال (6) هذا الباب فله لفظ ماض، ولفظ مضارع، ولفظ اسم فاعل.
(1) من الآية رقم 107 من سورة هود.
(2)
هكذا في ك وع وسقط "الله أعلم" من الأصل ومن هـ.
(3)
هكذا في الأصل وس وش وط أما في ك وع فجاء كما يلي:
وما سوى ليس ودام. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .
(4)
هكذا في الأصل، أما في باقي النسخ فجاءت القافية.
. . . . . . . . . . . صرفًا .... . . . . . . . . . . وصفا
(5)
ك وع "التصريف".
(6)
هـ وع وك "ألفاظ هذا الباب".
ولغير "زال" وأخواتها -أيضًا- فعل أمر، ومصدر.
وكل هذه التصاريف تعمل العمل المذكور.
فعمل الأفعال بين.
وأما عمل المصدر فكقول الشاعر:
(133)
- يبذل وحلم ساد في قومه الفتى
…
وكونك إياه عليك يسير
وأما عمل اسم الفاعل فكقول الآخر:
(134)
- وما كل من يبدي البشاشة كائنًا
…
أخاك إذا لم تلفه لك منجدًا
"وقال آخر:
(135)
- قضى الله يا أسماء أن لست زائلًا
…
أحبك حتى يغمض العين مغمض (1) "
(1) سقط ما بين القوسين من هـ.
133 -
من الطويل قال العيني 2/ 14: لم أقف على اسم قائله وهو من شواهد المصنف في شرح التسهيل 1/ 55، واستدل به هناك على استعمال الحدث من "كان" فإن من النحويين من قال: إن "كان" وأخواتها لا تدل على الحدث أصلًا، ومنهم من قال: إنها تدل على حدث لم ينطق به. ورواية الأصل:
ببذل وعلم. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .
134 -
من الطويل قال العيني 2/ 17: لم أقف على اسم قائله والبشاشة: البشر وطلاقة الوجه. ومنجدًا: معينًا.
135 -
من الطويل مطلع قصيدة قالها الحسين بن مطير الأسدي وبعده:
14/ 110 - 114.
والبيت من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ ص 24، وشرح التسهيل 1/ 55.
"ص":
واجعل كـ"صار" ما بمعناه ورد
…
"آض""رجع""عاد""استحال" و"قعد"
و"حار" و"ارتد" كذا "تحولا"
…
وهكذا "غدا" و"راح" جعلا
وألحقوا بهن "جاءت حاجتك"
…
من بعد "ما" فاصرف لها عنايتك
ومثل "صار" سابقاته سوى
…
"بات" وستهن في رأي سوا
"ش": يساوي "صار" في العمل ما وافقها في المعنى كقول الشاعر:
136 -
وربيته حتى إذا ما تركته
…
أخا القوم، واستغنى عن المسح شاربه
137 -
وبالمحض حتى آض جعدًا عنطنطًا
…
إذا قام ساوى غارب الفحل غاربه
136 - 137 - بيتان من الطويل قالهما فرعان بن الأعرف في ابنه
وقال آخر:
138 -
وكان مضلي من هديت برشده
…
فلله مغو عاد بالرشد آمرًا
وفي الحديث:
= منازل من أبيات تسعة أوردها أبو تمام في حماسته 2/ 260 بتحقيق خفاجي.
ورواية البيت الثاني في الحماسة:
تربيته حتى إذا آض شيظما
…
يكاد يساوي غارب الفحل غاربه
ولم يذكر المرزوقي البيت الأول في شرح ديوان الحماسة ص 1445.
أخا القوم: كناية عن الكبر.
استغنى عن المسح شاربه: كناية عن بلوغه عنفوان الشباب واستغنائه عمن بعينه.
آض: ضار.
الغارب: ما بين السنام إلى العنق في البعير، ثم استعير لأعالي كل شيء.
المحض: اللبن الخالص بلا رغوة، الجعد: الشديد.
العنطنط والعطنطن: الرجل الطويل -وفي ك وع عطنطنا.
138 -
من الطويل قاله سواد بن قارب من قصيدة يذكر فيها قصته مع ربيبه من الجن وكان كاهنًا فأتاه ربيئه ثلاث ليال ينشده رجزًا يبشره بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصرح له إلا في الثالثة، فهداه الله إلى الإسلام -وقد ترجمه ابن حجر في الإصابة 2/ 149. وقد نسب أبو علي القالي في الأمالي 1/ 134 إلى الكاهن خنافر الحميري هذا البيت في أبيات تسعة.
"فاستحالت غربًا"(1).
وفي حديث آخر:
"لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض"(2).
ومن كلام العرب: "أرهف (3) شفرته (4) حتى قعدت كأنها حربة".
وقال بعض العرب (5):
(139)
- وما المرء إلا كالشهاب وضوئه
…
يحور رمادًا بعد إذ هو ساطع
(1) أخرجه البخاري في باب التعبير 28، 29 والمناقب 25، وفضائل الصحابة 5، 6 والتوحيد 31.
ومسلم في فضائل الصحابة 17، 19.
والترمذي في باب الرؤيا 10.
وأحمد 2/ 28، 39، 89، 104، 107، 368، 450، 5/ 455.
استحالت: تحولت الغرب: الدلو العظيمة.
(2)
أخرجه البخاري في باب العلم 43، والحج 13، والمغازي 77.
ومسلم باب الإيمان 118، 120، والقسامة 29، والفتن 50.
وأبو داوود في باب السنة 15.
والترمذي في باب الفتن 28.
والنسائي في باب التحريم 29.
وابن ماجه في الفتن 5.
(3)
أرهف: رقق.
(4)
الشفرة: السكين العظيم.
(5)
هـ "وهو لبيد بن ربيعة".
139 -
من الطويل قاله لبيد بن ربيعة "الديوان ص 88" من قصيدته في رثاء أخيه أربد.
يحور: يصير.
وقال الله تعالى: {أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا} (1).
وقال امرؤ القيس:
(140)
- وبدلت قرحًا داميًا بعد صحة
…
فبالك من نعمى تحولن أبؤسا
ويروى:
. . . . . . . . . . .
…
لعل منايانا تحولن أبؤسا
وحكى سيبويه عن بعض العرب: "ما جاءت حاجتك" -بالنصب والرفع (2) بمعنى: ما صارت (3).
(1) من الآية رقم 96 من سورة يوسف.
(2)
قال سيبويه في الكتاب 1/ 24، 25:
"ومثل قولهم "من كان أخاك" قول العرب: ما جاءت حاجتك -كأنه قال: ما صارت حاجتك، ولكنه أدخل التأنيث على "ما" حيث كانت "الحاجة".
وإنما صير "جاء" بمنزلة "كان" في هذا الحرف وحده؛ لأنه بمنزلة المثل.
ومن يقول من العرب، ما جاءت حاجتك كثير.
وزعم يونس أنه سمع رؤبة يقول: ما جاءت حاجتك -فيرفع".
(3)
ك وع سقطت "ما".
140 -
من الطويل "ديوان امرئ القيس 107"، والرواية الثانية التي ذكرها المصنف هي رواية الديوان، وبهذا البيت سمي امرؤ القيس "ذا القروح".
وأراد بالقرح: ما نافه في جسمه من الحلة المسمومة التي وجه بها إليه ملك الروم.
فهذه ثمانية أفعال مساوية لـ"صار" معنى وعملًا.
وأما "غدا"(1) و"راح" فإنهما ملحقان -عند بعضهم- بها (2) أيضًا.
إلا أني لم أجد لذلك شاهدًا من كلام العرب يكون الاستدلال به صريحًا.
ويمكن أن يستدل على ذلك بقوله عليه السلام (3).
"لرزقتم كما ترزق الطير: تغدو خماصًا، وتروح بطانًا"(4).
وأما "كان" و"ظل" و"أضحى" و"أصبح" و"أمسى" فاستعمالها بمعنى "صار" كثير:
كقوله تعالى (5): {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا، وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} (6). وقال (7) ذو الرمة:
(1) ع "غذا".
(2)
ع "بها بها".
(3)
ك ع "صلى الله عليه وسلم".
(4)
أخرجه ابن ماجه في باب الزهد 14، والترمذي في الزهد 33 وأحمد 1/ 30، 52 وتمامه: "لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقتم
…
".
(5)
هـ "كقوله عز وجل".
(6)
الآيتان "19، 20" من سورة "النبأ".
(7)
هـ "وقول ذو الرمة".
(141)
- بتيهاء قفر. والمطي كأنها
…
قطا الحزن قد كانت فراخًا بيوضها
وورود "ظل" بمعى "صار" كقوله تعالى: {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيم} (1).
وإنما أصل "ظل"(2): الدلالة على الإنصاف نهارًا بالمخبر به.
و"بات" تقابلها (3) كقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} (4).
(1) من الآية رقم 58 من سورة النحل وتمامها: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ. . . . . . . . . . .} .
(2)
في الأصل" ضل" بالصاد.
(3)
هـ "يقابلها" بالياء.
(4)
الآية رقم "64" من سورة "الفرقان".
141 -
من الطويل نسبة المصنف هنا إلى ذي الرمة "غيلان بن عقبة"، وعلى هذا سار القيسي في إيضاح شواهد الإيضاح ص 178. ونسبه ابن يعيش في شرح المفصل 7/ 102 إلى ابن كنزة، ونسبه صاحب اللسان لابن أحمر، وقبل هذا البيت:
لعمري لئن حلت قتيبة بلدة
…
شديدًا بمال المفحمين عضيضها
فلله عينا أم فرع وعبرة
…
ترقرقها في عينها أو تغيضها
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
…
صحيح السرى والعين تجري غروضها
بتهياء. . . . . . . . . . .
والتيهاء: الصحراء يضل فيها الساري. قفر: خلاء موحشة.
القطا: ضرب من الطير، وأضاف القطا إلى الحزن؛ لأنه قليل الماء فيكون القطا أشد عطشًا، فإذا أراد الماء أسرع ليعود إلى فراخه، وغرضه من ذلك تشبيه المطي بها في سرعتها. والبيت من شواهد المصنف في شرح التسهيل 1/ 56.
وكقول الشاعر:
(142)
- وبات وليد الحي طيان ساغبًا
…
وكاعبهم ذات القفاوة أسغب
وقد جمعهما الراجز في قوله:
(143)
- أظل أرعى وابيت أطحن
(144)
- الموت من بعض الحياة أهون
وزعم الزمخشري أن "بات" ترد -أيضًا- بمعنى "صار" ولا حجة له على ذلك، ولا لمن وافقه (1).
وورود "أضحى" بمعنى "صار". كقول الشاعر:
(1) قال الزمخشري في المفصل:
"و"ظل" و"بات" على معنيين أحدهما: اقتران مضمون الجملة بالوقتين الخاصين على طريقة "كان".
والثاني: كينونتهما بمعنى "صار"".
142 -
من الطويل ورواية ع:
. . . . . . . . . . . ساعيا
…
وداعيهم. . . . . . . . . . .
143 -
144 - استشهد المصنف بهذا الرجز هنا وفي شرح عمدة الحافظ 143 وفي شرح التسهيل 1/ 56، 2/ 147 ولم ينسبه كما لم ينسبه أحد ممن استشهدوا به.
(145)
- ثم أضحوا كأنهم ورق جف
…
ف فألوت به الصبا والدبور
وورود "أصبح" بمعنى "صار" كقوله تعالى: {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} (1) ومن ورود "أصبح" و"أمسى" بمعنى "صار" قول الفرزدق.
(146)
- فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم
…
إذ هم قريش، وإذ ما مثلهم بشر
وقال النابغة الذبياني:
(147)
- أمست خلاء، وأمسى أهلها احتملوا
…
أخنى عليها الذي أخنى على لبد
(1) من الآية رقم 104 من سورة آل عمران.
145 -
من الخفيف قاله عدي بن زيد العبادي من قصيدة
الصبا: ريح تهب من مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار.
الدبور: الريح التي تقابل الصبا.
"والبيت من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ 70، وشرح التسهيل 1/ 56، وابن يعيش 7/ 105".
146 -
من البسيط قاله الفرزدق من قصيدة يمدح بها عمر بن عبد العزيز الأموي "الديوان ص 223، وشرح التسهيل للمصنف 1/ 61".
قد أعاد الله نعمتهم: أي أن نعمتهم كانت منقطعة بعزل مروان، وأعيدت إليهم بتولية عمر بن عبد العزيز.
147 -
من البسيط من قصيدة طويلة للنابغة الذبياني مدح فيها النعمان بن المنذر، واعتذر عما بلغه "الديوان 217".
والبيت من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ 27 وشرح التسهيل 1/ 56.
الخلاء: المكان الذي لا شيء به. احتملوا: حملوا إبلهم وارتحلوا.
أخنى عليها: أهلكها. لبد: آخر نسور لقمان بن عاد.
"ص":
وقدم إن شئت على الفعل الخبر
…
ما لم يكن "دام" وفي "ليس" نظر
ومنع تقديم عليها أمثل
…
عندي، وقوم الجواز فضلوا
وما بمنفي بـ"ما" علق لا
…
يسبقها، والخلف فيه قد خلا
"ش" تقديم (1) الخبر في هذا الباب شبيه بتقديم المفعول فليحكم (2) بجوازه ما لم يمنع مانع.
فتقول: "قائمًا كان زيد" كما تقول: "عمرًا ضرب زيد".
فإن عرض مانع فعل بمقتضاه كدخول حرف مصدري على "كان" نحو: "أن يكون زيد صديقك خير من أن يكون عدوك".
فتقديم الخبر في مثل هذا ممتنع؛ لأن الفعل صلة لـ"أن" ومعمول الصلة داخل في حكم الصلة.
(1) هـ "تقدم".
(2)
ع "فيحكم".
ولهذا امتنع تقديم خبر "دام" عليها أبدًا؛ لأنها لا تخلو من وقوعها صلة لـ"ما".
واختلف في تقديم خبر "ليس": فأجازه قوم، ومنعه قوم.
والمنع أحب إلي، لشبه "ليس" بـ"ما" في النفي، وعدم التصرف.
ولأن "عسى" لا يتقدم خبرها إجماعًا، لعدم تصرفها مع الاتفاق على فعليتها فـ"ليس" أولى بذلك لمساواتها لها في عدم التصرف مع الاختلاف في فعليتها.
وإذا نفي الفعل في هذا الباب، وغيره بـ"ما" لم يتقدم معموله عليها؛ لأن "ما" النافية لها صدر الكلام، ولذلك لم تعامل معاملة "لا" فتتوسط بين جار، ومجرور، أو جازم ومجزوم، كما تتوسط "لا".
فلا يقال: "جئت (1) بما شيء" و"إن ما تفعل (2) فعلت".
كما تقال: "جئت (3) بلا شيء" و"إن لا تفعل (4) فعلت".
كما يجوز أن يقال في: "ما كان زيد فاضلًا".
(1) هـ "حيث".
(2)
ع "نفعل".
(3)
هـ "حيث".
(4)
ع "يفعل".
زال عمرو جاهلًا": فاضلًا ما كان زيد" و"جاهلًا ما زال عمرو".
وكلاهما جائز عند الكوفيين؛ لأن "ما" عندهم لا يلزم تصديرها.
ووافق ابن كيسان البصريين في "ما كان" ونحوه.
وخالفهم في "ما زال" وأخواتها؛ لأن نفيها إيجاب، والخبر بعدها كخبر "كان" المثبتة.
فلم يمتنع عنده: "جاهلًا ما زال عمرو"(1) كما لا يمتنع:
"جاهلًا كان عمرو".
فلو كان النفي بـ"لا" أو"لن" أو"لم" جاز التقديم عند الجميع نحو:
"عالمًا لم يزل زيد".
" (2) وقال الشاعر:
(148)
- ورج الفتى للخير ما إن "رأيته
…
على السن خيرًا لا يزال يزيد" (3)
(1) ك وع "ما زال زيد".
(2)
ك سقط الواو من "قال الشاعر".
(3)
ع سقط ما بين القوسين.
148 -
من الطويل ينسب للمعلوط بن بدل القريعي "سيبويه 2/ 306، الخصائص 1/ 110، سمط اللآلئ 434، شرح =
أراد: لا يزال يزيد على السن (1) خيرًا (2).
فقدم معمول "يزيد" وهو"خبر""يزال" مع نفيها بـ"لا".
وتقدم (3) المعمول يؤذن بتقدم (4) العامل غالبًا.
فلو كان النفي بـ"ما" لم يجز التقديم عليها.
ولا يمتنع توسيطه (5) بينها (6) وبين الفعل كما لم يمتنع مع غير "زال" وأخواتها:
كقول الكميت (7):
(149)
- طربت وما شوقًا إلى البيض أطرب
…
ولا لعبًا مني وذو الشيب يلعب
= المفصل لابن يعيش 8/ 120، المقرب 17 همع الهوامع 1/ 125، المقاصد النحوية للعيني 2/ 22".
(1)
ع "أليس".
(2)
ع "خبر".
(3)
ك ع "وتقديم".
(4)
ك ع "بتقديم".
(5)
ك وع هـ. "توسطه".
(6)
ع "بينه".
(7)
ع "المكيت".
149 -
من الطويل مطلع قصيدة طويلة للكميت بن زيد في مدح آل النبي صلى الله عليه وسلم "القصائد الهاشيمات ص 15".
الطرب: استخفاف القلب من حزن أو لهو.
البيض: النساء جمع بيضاء وهي المرأة النقية اللون.
"وكقول الراجز (1):
(150)
- ماذا صبابة عهدت في الصبا
(151)
- فكيف تيمت وهمت أشيبا" (2)
"ص":
وحيث لا مانع: التوسيط (3) قد
…
يجوز في كل، وحتمًا قد ورد
في نحو "كان عند (4) هند بعلها"
…
و"ليس في تلك الديار أهلها"
"ش": توسيط (5) الخبر كقوله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (6).
وهو (7) جائز في جميع هذه الأفعال حتى في "ليس" و"دام".
بخلاف التقديم.
(1) ك وع "وكقول الآخر".
(2)
هـ سقط ما بين القوسين.
(3)
ط "للتوسيط".
(4)
ط "عبد هند".
(5)
ع وك "توسط".
(6)
من الآية رقم 47 من سورة الروم.
(7)
ع سقط "هو".
150 -
151 - صبا إلى المرأة: حن، والصبوة: جهلة الفتوة.
وتيمته المرأة: عبدته وذللته والصبابة: الشوق، وقيل: رقته وحرارته، وقيل: الهوى.
وقد يعرض ما يمنع من التوسيط (1)، وما يجعله (2) -أيضًا- واجبًا.
فمنع التوسيط لأسباب:
منها خوف اللبس نحو: "كان صاحبي عدوي".
ومنها: أن يقترن الخبر بـ"إلا" نحو: "ما كان زيد إلا في الدار".
ومنها: أن يكون الخبر مضافًا إلى ضمير يعود على ما أضيف إليه اسم "كان" نحو "كان علام هند مبغضها".
وأما ما يوجب توسيط الخبر فنحو (3) أن يكون الاسم مضافًا إلى ضمير يعود على ما أضيف إليه الخبر نحو: "كان عند هند بعلها" و"ليس في تلك الديار أهلها".
فهذا وما أشبهه يقدم (4) فيه الخبر وجوبًا؛ لأنه لو قدم فيه الاسم لعاد الضمير إلى متأخر لفظًا، ورتبة فكان (5) يكون بمنزلة "ضرب بعلها عبد هند".
فهذا لا يجوز.
(1) ع وك وهـ "من التوسط".
(2)
ع "بجعل".
(3)
ع وهـ "ويجوز".
(4)
ع وهـ "تقدم".
(5)
ع وهـ "وكان".
بل الواجب أن يقال: "ضرب عبد هند بعلها"، ليعود الضمير إلى مذكور.
"ص":
في نحو: "كان الماء زيد شاربًا"
…
منعًا لأهل البصرة اجعل ناسبًا
وغيرهم أجاز، والجواز عم
…
في نحو: "كان المال يبذل الخضم
ونحو: "كان عندنا زيد حضر"
…
أجز فللظرف اتساع يغتفر
وما أتى في الشعر مثل الأول
…
ففيه تقدير ضمير ينجلي (1)
"ش" لا يتصل بـ"كان" ولا بشيء (2) من أخواتها معمول خبرها، والخبر مفصول بالاسم نحو:"كان الماء زيد شاربًا".
(1) هكذا في الأصل وجاء في س وش، وط وع وك وهـ ثلاثة أبيات موضعها هي:
ولا يلي العامل معمول الخبر
…
إن لم يكن ظرفًا ولا أداة جر
ومطلقًا أجاز أهل الكوفة
…
ذاك لشبهه لهم معروفة
والمنع -مطلقًا- حر بالنصرة
…
وهو الذي يراه أهل البصرة
ورواية هـ "تراه" وع وك "رآه" وقد وردت -أيضًا- هي الثلاثة الأبيات في هامش الأصل، ولو أضيف البيت الثالث هنا إلى الأبيات الأربعة الواردة في نسخة الأصل لاكتمل النظم والشرح.
(2)
هـ "ولا شيء".
"أو غير مفصول نحو: "كان الماء يشرب زيد" (1).
وأجار الكوفيون ذلك واحتجوا بقول الشاعر:
(152)
- قنافذ هداجون حول بيوتهم
…
بما كان إياهم عطية عودا
ووجه البصريون هذا وأمثاله على أن يجعل اسم "كان" ضمير الشأن.
ويجوز جعل "كان" في هذا البيت زائدة.
ويجوز -أيضًا- جعل "ما" بمعنى "الذي" واسم "كان" ضميرها.
وعطية: مبتدأ خبره: عودا.
والتقدير: بالذي كان إياهم عطية عوده.
فحذف الهاء، ونواها.
وأجاز ابن بابشاذ تقديم معمول الخبر، إذا تأخر الاسم وتوسط الخبر نحو:"كان الماء يشرب زيد".
(1) سقط من الأصل ما بين القوسين.
152 -
من الطويل قاله الفرزدق يهجو عبد القيس وجريرا "الديوان ص 214".
ورواية السيوطي في همع الهوامع 1/ 118 "قنافيذ".
والقنافذ: جمع قنفذ حيوان يضرب به المثل في سرى الليل.
والهدجان: السير السريع وعطية: أبو جرير الشاعر المعروف.
وهو ممنوع عند سيبويه كمنع التقديم مع توسط الاسم وتأخير الخبر (1).
و(2) في كلام ابن عصفور في "شرح الجمل" ما يوهم أن الأكثرين على تجويز نحو: "كان الماء يشرب زيد".
وليس بصحيح: فإن (3) سيبويه لم يفرق (4) في المنع بين: "كان الماء زيد يشرب"
وبين: "كان الماء يشرب زيد".
وينبغي أن يعلم (5) أن مثل هذا التقديم ممنوع في غير هذا الباب كمنعه فيه.
فلو قيل: "جاء عمرًا يضرب زيد" لم يجز.
كما لا يجوز: "كان الماء يشرب زيد".
لأن سبب المنع إيلاء الفعل معمول غيره، فلا يختص بفعل دون فعل.
(1) قال سيبويه في الكتاب 1/ 36.
"لو قلت: كانت زيدا الحمى تأخذ، أو تأخذ الحمى لم يجز، وكان قبيحًا.
(2)
ع سقطت الواو.
(3)
ك وع "لأن سيبويه".
(4)
ع "لم يعرف".
(5)
ك وع "تعلم".
وفي قولي:
والمنع -مطلقًا- حر بالنصرة (1) .... . . . . . . . . . .
إشعار بذلك (2)
ولو كان المعمول ظرفًا، أو جارًا ومجرورًا جاز تقدميه -مطلقًا- بلا خلاف نحو:"كان يوم الجمعة زيد معتكفًا"، و"كان في المسجد عمرو مصليًا".
لأن الظرف والجار والمجرور يتوسع بهما في الكلام (3) توسعًا لا يكون لغيرهما.
ولذلك فصل بهما بين المضاف والمضاف إليه كثيرًا نحو قول الشاعر:
(153)
- لما رأت ساتيدما استعبرت
…
لله در -اليوم- من لامها
(1) هذا من الأبيات التي ذكرها المصنف في الهامش، وجاءت في صلب النسخ الأخرى وهذا يدل على أن المصنف، كان يشرح ما في صلب النسخة وما في خارجها.
(2)
زادت هـ البيتين الثالث والرابع من الأبيات التي ذكرت في أول هذا الفصل وهي بذلك تكون جمعت بين بعض ما في الأصل وما في ك وع. على أن ما سيتعرض له المصنف منذ الآن هو شرح لأمور لم ترد في النظم الموجود في س وش وط وك وع، وقد أشار إلى ذلك صراحة فيما بعد.
(3)
ك وع سقط "في الكلام".
153 -
هذا ثاني أبيات ثلاثة من السريع قالها عمرو بن قميئة "الديوان ص 182" وينظر: سيبويه 1/ 91، ومجالس ثعلب 152 والأزمنة والأمكنة 2/ 309 وانصاف 432 وشرح المفصل 2/ 46، 3/ 19، 20، والخزانة 2/ 247.
ساتيدما: قال البكري في معجم ما استعجم هو جبل متصل من بحر الروم إلى بحر الهند، وقال ياقوت: هو جبل بالهند لا يعدم ثلجه أبدًا. وقيل غير ذلك.
وكقوله (1):
(154)
- وكرار -خلف المحجرين- جواده
…
إذا لم يحام دون أنثى حليلها
وكقول عبعبة بن (2) قيس بن ثعلبة:
(155)
- هما أخوا في الحرب من لا أخا له
…
إذا خاف يومًا نبوة فدعاهما
(1) ك وع "وقال آخر".
(2)
ع "عبعبة بني قيس" ك وهـ "عبعبة من بني قيس".
154 -
من الطويل قاله الأخطل والرواية في الديوان ص 361.
وكرار خلف المرهقين جواده
…
حفاظًا إذا لم يحم أنثى حليلها
ورواية ع "لم يحامي"، والمراهقون هم الذين ركبهم الظلم والشر واستبيحت محارمهم والمحجر: الحرام -وقد تفتح الجيم- يقصد الشاعر بالمحجرين المنتهكين للحرات ومن ذلك قوله:
. . . . . . . . . . .
…
وهممت أن أغشى إليها محجرًا
155 -
من الطويل نسبه المصنف إلى عبعبة، وقال الزمخشري: هو لدرني بنت عبعبة، وفي الحماسة 1/ 631 نسبت القصيدة التي منها البيت إلى عمرة الخثعمية، وأيد هذا المرزوقي في شرح الحماسة 1083.
وفي نوادر أبي زيد 115 قالت امرأة من بني سعد جاهلية، وذكر بيتًا قبله هو:
وقد زعموا أني جزعت عليهما
وهل جزع إن قلت: وا بأباهما؟
وفي ع وك "نبؤة".
"وأشرت بقولي:
وما أتى في الشعر مثل الأول .... . . . . . . . . . .
إلى قول الشاعر:
. . . . . . . . . . .
…
بما كان إياهم عطية عود" (1)
وأما ما أنشده سيبويه (2) من قول الآخر (3):
(156)
- فأصبحوا والنوى عالي معرسهم
…
وليس كل النوى يلقي المساكين
فـ"كل" منصوب بـ"يلقي"، و"المساكين" فاعل "يلقي"، و"يلقي" وفاعله خبر "ليس".
(1) سقط ما بين القوسين من ع وك وهـ.
(2)
ينظر كتاب سيبويه 1/ 35 وما بعدها وقد مر هذا البيت قريبًا.
(3)
ع وك وهـ "من قول حميد الأرقط".
156 -
من البسيط نسب هنا وفي كتاب سيبويه 1/ 35 إلى حميد الأرقط، وليس في ديوانه.
والبيت من شواهد المصنف في شرح التسهيل 1/ 60.
معرسهم: موضع نزولهم ليلًا.
وفي ع سقطت "كل" من الشطر الثاني.
"المقتضب 4/ 100، أمالي ابن الشجري 2/ 203، 204، العيني 2/ 82 الأشموني 1/ 239".
ولا يجوز أن يكون "المساكين" اسم "ليس"؛ لأن ذلك يوجب أن يكون "يلقي" خبرًا.
ولو كان خبرًا لوجب أن يقال: "يلقون" أو"تلقي".
فإذا لم يقل إلا "يلقي" وجب أن يكون خاليًا من ضمير، وأن يكون "المساكين" مرتفعًا به.
"ص":
وبعض ذي الأفعال بالرفع اكتفى
…
فتم والنقصان غيره (1) اقتفى
وللتمام قابل كل سوى
…
"فتئ""ليس""زال" فاشكر من روى
"ش": هذه الأفعال لعدم استغنائها بالمرفوع تسمى أفعالًا ناقصة فلازم النقص منها: "ليس" و"زال" و"فتئ".
وما سوى هذه الثلاثة فقد (2) تجيء (3) تامة. أي: مستغنية بمرفوع من غيره إلا (4) على سبيل (5) المثال الفضلة.
فمن ذلك: "كان" بمعنى: "حدث" نحو: "ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن"(6).
(1) ع "غير".
(2)
ك وع "قد".
(3)
هـ "يجيء".
(4)
ع سقط "إلا".
(5)
ك "إلا إذا قصد على سبيل الفضلة".
(6)
أخرجه أبو داود أدب 101.
وكقول الراجز أشنده سيبويه (1):
(157)
- وكنت إذ كنت إلهي وحدكا
(158)
- لم يك شيء يا إلهي قبلكا
وبمعنى "حضر" نحو قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍفَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} (2)، (3)
وتكون -أيضًا- بمعنى: "كفل" وبمعنى: "غزل". ذكر ذلك البطليوسي (4)، وغيره (5). ومنها "ظل (6) اليوم" أي: دام ظله (7). "ومنها بات" أي: لبث ليله، و"بات فلان بالقوم" أي: نزل بهم ليلًا (8)". ومنها "أضحى" بمعنى: دخل في الضحى. و"أصبح" بمعنى (9): دخل في الصباح. و"أمسى"
(1) ينظر كتاب سيبويه 1/ 317.
(2)
ع "ذوا".
(3)
من الآية رقم 280 من سورة البقرة.
(4)
عبد الله بن محمد بن السيد أبو محمد البطليوسي، نزيل بلنسبة، كان عالمًا باللغات والآداب، متبحرًا فيهما، انتصب لإقراء العربية، واجتمع الناس إليه مات سنة 521 هـ.
(5)
ك وع سقط "وغيره".
(6)
هـ "طلب اليوم".
(7)
ك وع "إذا دام ظله".
(8)
هـ سقط ما بين القوسين.
(9)
هـ سقط "بمعنى".
157 -
158 - بيتان من الرجز قائلهما عبد الله بن عبد الأعلى القرشي. "المقصاد النحوية 3/ 397، المقتضب 2/ 232، شرح المفصل لابن يعيش 2/ 11". ورواية ع "إذا كنت".
بمعنى: دخل في المساء. و"صار فلان الشيء" بمعنى: ضمه. وإليه بمعنى (1): رجع.
ومنها "برح" بمعنى: ذهب، وبمعنى: ظهر. ومنها "انفك" بمعنى: انفصل، وبمعنى: خلص (2).
وأشار أبو علي في "الحلبيات" إلى جواز وقوع "زال" تامة -رأيا- وقد يعضد رأيه قول الراجز:
(159)
- وفي حميا بغيه تفجس
(160)
- ولا يزال وهو ألوى أليس
فاستغنى بالجملة الحالية عن الخبر.
ولنا أن نقول: الخبر محذوف، والتقدير: ولا يزال متفجسًا وهو ألوى أليس.
(1) هـ "ضمه إليه وبمعنى رجع" ك وع "ضمه وبمعى رجع".
(2)
ك وع "تخلص".
159 -
160 - استشهد المصنف بهذا الرجز هنا وفي شرح التسهيل 1/ 56 ولم ينسبه في الموضعين ولم ينسبه أحد ممن استشهدوا به.
وقد بين المصنف معنى التفجس، والأليس.
أما الألوى: فهو الشديد الخصومة، الجدل، والمنفرد المعتزل.
والبغي: الظلم والعلو والاستطالة.
والحميا: شدة الغضب وأوله.
والتفجس: التكبر. والأليس: الشجاع.
"ص":
وزيد "كان" بين جزأي جمله
…
وشذ حيث حرف جر قبله
كذا "تكون"(1) زائدًا -أيضًا- ندر
…
وفيه قول امرأة ممن غبر
"أنت تكون ماجد نبيل
…
إذا تهب شمأل بليل"
وشذ "أمسى" زائدًا و"أصبحا"
…
كلا رواه ناقلوه موضحًا
"ش" من مواضع "كان" التي تختص (2) بها: الزيادة في التوسط دون التقدم. والتأخر.
والمشهور زيادتها بلفظ الماضي بين جزأي جملة كقول بعض العرب:
"ولدت فاطمة بنت الخرشب: الكملة من بني عبس لم يوجد -كان- مثلهم".
وقد كثرت زيادتها بين "ما" التعجبية وفعلها (3) نحو: "ما كان أحسن زيدًا".
(1) هـ "يكون".
(2)
هـ "يختص".
(3)
سقط من الأصل "وفلها".
وحكم سيبويه (1) بزيادتها في قول الفرزدق (2):
(161)
- فكيف إذا مررت بدار قوم
…
وجيران لنا كانوا كرام
ورد ذلك عليه، لكونها رافعة للضمير.
وليس ذلك مانعًا من زيادتها، كما لم يمنع من إلغاء "ظلن" عند توسطها، أو تأخرها إسنادها إلى فاعل.
وشذت زيادتها بين الجار والمجرور في قول الشاعر:
(162)
- سرانة بني أبي بكر تسامى
…
على -كان- المسومة العراب
(1) قال سيبويه في الكتاب 1/ 289.
"وقال الخليل: أن من أفضلهم كان زيدًا على إلغاء "كان" وشبهه بقول الشاعر:
فكيف. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .
(2)
في الأصل "قول الشاعر".
161 -
من الوافر قاله الفرزدق من قصيدة في مدح هشام بن عبد الملك وهجاء جرير "الديوان 835"، وهو من شواهد المصنف في شرح التسهيل 1/ 58.
162 -
من الوافر أنشده الفراء في معاني القرآن، وتتابع العلماء من بعده على إنشاده ولم ينسبه أحد إلى قائل معين، وهو من شواهد المصنف في شرح التسهيل 1/ 59.
قال العيني: 2/ 41 أنشده الفراء ولم يعزه إلى أحد ولا يعرف إلا من قبله.
سراة: جمع سري، أو اسم جمع له، وصحح السهيلي أنه مفرد بمعنى الشريف العظيم.
تسامى: أصله تتسامى أي: تعلو.
المسومة: المعلمة أي التي جعلت عليها علامة وتركت في المرعى.
ورواه الفراء:
. . . . . . . . . . .
…
على -كان- المطهمة الصلاب
وشذت زيادتها -أيضًا- (1) بلفظ المضارع (2) في قول أم عقيل بن (3) أبي طالب:
(163)
- أنت تكون ماجد نبيل
(164)
- إذا تهب شمأل بليل
وشذت -أيضًا- زيادة (4)"أصبح" و"أمسى" في قول من قال من العرب (5):
(1) ك وع "وشذت أيضًا زيادتها".
(2)
أجاز المصنف زيادتها بلفظ المضارع بين "ما"، وفعل التعجب في هذا الكتاب.
(3)
ك وع "بنت أبي طالب".
(4)
هـ سقط "زيادة".
(5)
ك وع "في قول امرأة من العرب".
المطهم: التام الخلق من كل حيوان.
163 -
164 - بنسب هذا الرجز إلى أم عقيل، وهي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وعقيل كل شيء: أفضله والرجز في الخزانة 4/ 41 وأوله:
إن عقيلًا كاسمه عقيل
…
وبيبي الملفف المحمول
"ما أصبح أبردها، وما أمسى أدفأها".
"يعنون الدنيا (1)، روى (2) ذلك الكوفيون (3) ".
وأجاز أبو علي زيادة "أصبح" في قول الشاعر:
(165)
- عدو عينيك وشانيهما
…
أصبح مشغول بمشغول
وكذلك (4) أجاز زيادة "أمسى" في قول الآخر (5):
(166)
- أعاذل قولي: ما هويت فأوبي
…
كثيرًا أرى أمسى لديك ذنوبي
(1) سقط من الأصل "يعنون الدنيا".
(2)
ك وع "وروى".
(3)
هـ سقط ما بين القوسين.
(4)
ك وع "وكذا".
(5)
هـ "قول الشاعر".
165 -
من السريع وهو من شواهد المصنف في شرح التسهيل 1/ 59 شانيهما: مبغضهما.
166 -
من الطويل أنشده أبو علي ولم يعزه ولم يوجد من العلماء بعده من نسبه، وهو من شواهد المصنف في شرح التسهيل 1/ 59.
ورواية السيوطي في همع الهوامع 1/ 120.
أعاذل قومي ما هويت فإنني .... . . . . . . . . . .
وأيدها الشنقيطي في الدرر اللوامع 1/ 90.
العاذلة: اللائمة أوبي: عودي.
"ص":
وحذف كان بعد "إن" أو"لو" ورد
…
وبعد "أن" تعويض "ما" عنها استند (1)
من ذاك: "أما أنت ذا" وأربعه
…
أوجه "إن خيرًا فخير"(2) مقنعه
أجودها نصب بليه رفع
…
والعكس واه لا عداك نفع
و"كان" واسمها نوى من قالا
…
"أمرعت الأرض لو أن مالًا
لو أن نوقًا لك، أو جمالًا
…
أو ثلة من غنم إما لا"
"ش": تحذف "كان" مع اسمها بعد "إن" ويبقى خبرها دليلًا عليها.
وكذلك يفعل (3) بعد "لو".
فمن حذفها بعد "إن" قول النابغة:
(167)
- حدبت علي بطون ضنة كلها
…
إن ظالمًًا فيهم وإن مظلومًا
(1) هكذا في الأصل وط وك وهـ وفي ع "استبد" وفي س وش "أشد".
(2)
ع "الخير".
(3)
ك وع "تفعل".
167 -
من الكامل "ديوان النابغة ص 179" من قصيدة يخاطب بها يزيد بن سنان المري إذ لاحاه فنماه إلى قضاعة.
ضنة: قبيلة من عذرة كان النابغة وأهل بيته ينسبون إليها، وفي الأصل "ضبة" وهو تحريف.
وقالت ليلى الأخيلية:
(168)
- لا تقربن الدهر آل مطرف
…
إن ظالمًا أبدًا وإن مظلوما
وقال آخر (1):
(169)
- وأحضرت عذري عليه الشهو
…
د إن عاذرًا لي وإن تاركا
(1) ك وع "وقال الآخر".
168 -
من الكامل "ديوان ليلى الأخيلية ص 109" والأبيات أوردها أبو تمام في حماسته ص 391 جـ 2، وفي شرح المرزوقي 1609.
وفي الأمالي قال القالي: 1/ 140 وقرأت على أبي بكر بن دريد لليلى الأخيلية، وقال لي: كان الأصمعي يرويها لحميد بن ثور الهلالي.
قال أبو علي فكذا وجدته بخط ابن زكريا وراق الجاحظ في شعر حميد.
ثم ذكر القالي -تسعة أبيات منها الشاهد.
169 -
من المتقارب من قصيدة قالها عبد الله بن همام "معاهد التنصيص للعباسي 1/ 285، سيبويه 1/ 132.
قال سيبويه: "فنصبه؛ لأنه عنى الأمير"
يعني سيبويه أن التقدير: إن كنت عاذرًا، وإن كنت تاركًا لذلك العذر.
وقال النعمام بن المنذر:
(170)
- قد قيل ما قيل إن حقًا وإن كذبًا
…
فما اعتذارك من شيء إذا قيلا
وفي الحديث: "التمس ولو خاتمًا"(1) أي: ولو كان الملتمس خاتمًا.
ومن مثل سيبويه: إلا طعام ولو تمرًا"، و"ائتني بدابة ولو حمارًا". أي: ولو كان.
قال سيبويه (2): "وإن شئت رفعت، كأنك قلت: ولو يكون عندنا تمر ولو سقط إلينا تمر". هذا نصه.
وحذفت وجوبًا بعد "أَنْ" المفتوحة، وعوض منها (3) "ما" كقول عباس بن مرداس:
(1) أخرجه البخاري باب النكاح 32، 40، وأبو داود باب النكاح 30، والترمذي باب النكاح 23، والنسائي باب النكاح 69، وأحمد 5/ 336 وابن ماجه 1/ 608.
(2)
ينظر كتاب سيبويه 1/ 136.
(3)
ك وع "عوض عنها".
170 -
من البسيط من أبيات قالها النعمان بن المنذر يجيب بها على أبيات الربيع بن زياد العبسي، والخطاب في اعتذارك للربيع.
والقول الذي قيل هو ما زعمه لبيد بن ربيعة من أن في است الربيع برص -في رجز قاله لينفر النعمان من مؤاكلة الربيع- "الخزانة 2/ 78".
ورواية السيوطي في همع الهوامع "قد قيل ذلك".
ورواية ك وع "فما اعتذارك من قول".
171 -
أبا خراشة أما أنت ذا نفر
…
فإن قومي لم تأكلهم الضبع
وقال آخر:
172 -
أما أقمت وأما أنت مرتحلًا
…
فالله يكلأ ما تأتي وما تذر
التقدير: لأن كنت ذا نفر، ولأن كنت مرتحلًا.
وفي الحديث:
"المرء مجزي بعمله، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر".
171 - من البسيط من أبيات قالها العباس بن مرداس السلمي يخاطب بها خفاف بن ندبة في ملاحاة وقعت بينهما "الديوان ص 58، الخزانة 2/ 80".
أبو خراشة: صحابي شهد فتح مكة ومعه لواء من بني سليم، كما شهد بعض الغزوات الأخرى واسمه خفاف بن ندبة، وهي أمه اشتهر بها، الضبع: الحيوان المعروف، وقد يراد به السنة المجدبة ولعله المراد هنا. ورواية ك وع "يأكلهم".
172 -
من البسيط قال صاحب الخزانة 2/ 83: هذا البيت مع اسفاضته في كتب النحو لم أظفر بقائله ولا تتمته، والله أعلم به.
الكلاءة: الحفظ.
ورواية الأصل "ما يأتي وما بذر" -بالمثناة التحتية.
وهو من شواهد ابن يعيش في شرح المفصل 2/ 92.
وقد سقط الشطر الثاني من هـ.
وفيه أربعة أوجه: هذا أجودها.
وتقديره: إن كان عمله (1) خيرًا فجزاؤه (2) خير.
وعكسه أضعف الوجوه، وتقديره (3): إن كان في عمله خير، فيكون جزاؤه خيرًا (4). والوجه الثالث، والرابع: نصبهما ورفعهما:
وتقدير نصبهما: إن كان عمله خيرًا فيكون جزاؤه (5) خيرًا.
وتقدير رفعهما (6): إن كان في عمله خيرًا فجزاؤه (7) خير.
وأما قول الراجز:
(173)
- أو ثلة من غنم إما لا
(1) هـ "عملها".
(2)
هـ "فجزك".
(3)
ع سقط "وتقديره".
(4)
هـ "حيزا".
(5)
هـ "جزك".
(6)
ك وع "وتقدير الرفع فيهما".
(7)
هـ "فجزاه".
173 -
هذا واحد من ثلاثة أبيات من مشطور الرجز ذكرها المصنف في النظم، ولم ينسبها هنا ولا في شرح التسهيل 1/ 60 كما لم ينسبها السيوطي في همع الهوامع 1/ 122، ولا الشنقيطي في الدرر ولا غيرهم ممن استشهد بها. وفي ع "إقالا" موضع "إمالا".
والثلة: مثلثة الفاء: جماعة الغنم.
فتقديره: إن كنت لا تجدين (1) غيرها، وكذا قول العرب:"افعل ذلك إما لا" تقديره: إن كنت (2) لا تفعل غيره.
"ص":
واقرن إذا شئت بـ"إلا" بعد ما
…
بنفي جوازًا خبرًا قد سلما
من كونه لا يقبل الإيجابا
…
نحو "يعيج" فاعرف الأسبابا
وفه إذا أوجبت ما "ليس" نفى
…
كمثل: "ليس الحر إلا من وفى"
ونحو: "لم يزل" ينافي ذاكا
…
فاستعمل التأويل إن أتاكا
و"يك" في "يكن" أجز ما لم تصل
…
بساكن والحذف نزرًا (3) قد نقل
"ش": إذا دخل على غير "زال" وأخواتها من أفعال هذا الباب ناف فالمنفي (4) هو الخبر نحو: "ما كان زيد عالمًا".
(1) ع "لا تجد".
(2)
ع سقط "كنت".
(3)
ط "نزر".
(4)
ع "فالنفي".
فإن قصد الإيجاب قرن الخبر بـ"إلا" نحو: "ما كان زيد (1) إلا جاهلًا.
فإن كان الخبر من الكلمات الملازمة للنفي نحو: "يعيج" لم يجز أن يقرن بـ"إلا"، فلا يقال في:"ما كان (2) زيد يعيج بدواء": "ما كان زيد إلا يعيج".
لأن "يعيج" من الكلمات التي تلازم النفي. ومعنى "يعيج": ينتفع.
وحكم "ليس" حكم "ما كان" في كل ما ذكرناه.
وأما "زال" وأخواتها فنفيها إيجاب، فلا يقرن (3) خبرها بـ"إلا" كما لا يقرن (4) بها خبر "كان" الخالية من نفي لتساويهما في اقتضاء ثبوت الخبر.
وما أوهم خلاف ذلك فمؤول كقول الشاعر:
(174)
- حراجيج ما تنفك إلا مناخة
…
على الخسف أو نرمي بها بلدًا قفرا
(1) سقط من الأصل "زيد".
(2)
هـ "مكان" موضع "ما كان".
(3)
و (4) ك وع "يقترن".
174 -
من الطويل قاله ذو الرمة من قصيدة طويلة "الديوان 240" حراجيج: جمع حرجوج: الناقة الطويلة الجسيمة، وقيل الشديدة.
الخسف: الجوع وهو أن تبيت من غير علف.
وفي شرح التسهيل ذكر المصنف 1/ 58 في هذا البيت أربعة أوجه: هذين الوجهين والثالث: أن تكون "إلا" زائدة -وهو قول ابن جني في المحتسب 1/ 328.
والرابع: أن ذا الرمة أخطأ بإيقاع "إلا" موقعًا لا يصلح إيقاعها فيه -ثم قال: وهذا أضعف الأقوال.
أي: ما تنفصل عن الإتعاب إلا في حال إناختها على الخسف إلى أن نرمي (1) بها بلدًا قفرًا.
فـ"تنفك "هنا تامة لا ناقصة. ويجوز أن تكون الناقصة، وخبرها "على الخسف".
و"مناخة" منصوب على الحال فيكون التقدير:
لا تنفك على الخسف (2) أو نرمي (3) بها بلدًا قفرًا إلا في حال إناختها.
وإلى هذا الإشارة بقولي:
. . . . . . . . . . .
…
فاستعمل (4) التأويل إن أتاكا
ثم بينت اختصاص "كان" في حال الجزم بسقوط نونها. فإن ذلك جائز فيها لكثرة استعمالها. وذلك نحو قوله -تعالى: {وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} (5).
(1) في الأصل "يرمي".
(2)
ع سقط ما بين القوسين.
(3)
ك وع "يرمي".
(4)
في الأصل "واستعمل".
(5)
من الآية رقم "127" من سورة "النحل".
فإن وصلت بساكن ردت نونها كقوله -تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} (1).
ولا يجيز (2) سيبويه سقوط النون عند ملاقاة ساكن.
وقد أجازه يونس، وهو قليل ومنه قول الشاعر:
(175)
- فإن لم تك المرأة أبدت وسامة
…
فقد أبدت المرآة جبهة ضيغم
"ص":
والخبر المنفي -غالبًا- يجر
…
كـ"لست بابني حيث لم تكن ببر"
وذكر "إلا" مانع كـ"ليس ذا
…
إلا امرؤ لم يخل من كف الأذى
"ش" الخبر المنفي: يعم خبر "ليس" وخبر "ما" الحجازية، وخبر "كان" وأخواتها إذا دخل عليها نفي.
ولا يدخل في ذلك خبر "ما زال" وأخواتها؛ لأن نفيها أوجب ثبوت أخبارها.
فدخول الباء بعد "ليس" و"ما" كثير.
(1) من الآية رقم 1 من سورة البينة.
(2)
ك وع "ولم يجز".
175 -
من الطويل ينسب للخنجر بن صخر الأسدي "ينظر العيني 2/ 63 والمقتضب 3/ 167، والإنصاف 422. وهو من شواهد المصنف في شرح التسهيل 1/ 60.
وأما دخولها بعد "كان" المنفية فكقول الشنفرى:
(176)
- وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن
…
بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل
وقد دخلت -أيضًا- على ثاني المفعولين (1) في باب "ظن" لكونه منفيًا كقول الشاعر:
(177)
- دعاني أخي والخيل بيني وبينه
…
فلما دعاني لم يجدني بقعدد
فإن انتقض النفي بـ"إلا" امتنعت الباء نحو: "ليس زيد إلا قائمًا".
"س":
ومبطل "إلا" لدى تميم
…
إعمال "ليس" فارو ذا تتميم
يقال: "ليس البر إلا ذو التقى"
…
والنصب مختار فكن محققًا
(1) ع "المفعول".
176 -
من الطويل من لامية العرب للشنفرى الأزدي "لامية العرب ص 29".
والجشع: أشد الحرص. "أعجب العجب في شرح لامية العرب للزمخشري ص 19".
177 -
من الطويل من قصيدة دريد بن الصمة في رثاء أخيه عبد الله بن الصمة وله قصة مبسوطة في موضعها "العيني 2/ 121".
القعدد: الجبان الرعديد: أو الخامل.
"ش": حكى أبو محمد بن السيد: أن أبا عمرو بن العلاء أخبر: أن بني تميم يقولون (1): "ليس الطيب إلا المسك" -بالرفع- وأن تكلمهم بذاك (2) وأمثاله ذائع.
وقد أشار سيبويه إلى أن من العرب من يجري "ليس" مجرى "ما" في "باب حروف أجريت مجرى حروف (3) الاستفهام". فقال في ذلك الباب.
"وقد زعم بعضهم أن "ليس" يجعل كـ"ما" وذلك قليل.
يجوز أن يكون منه: "ليس خلق الله أشعر منه" و"ليس قالها زيد"(4).
"ص":
وما على المجرور بالبا نسقا
…
فانصب وإن تجرره فهو المنتقى
(1) ك ع "تقول".
(2)
ك ع وهـ "بذلك".
(3)
ك ع "حرف".
(4)
ينظر كتاب سيبويه 1/ 73.
ثم قال سيبويه:
"هذا كله سمع من العرب، والوجه والحد أن تحمله على أن في "ليس" إضمارًا، وهذا مبتدأ كقوله: "إنها أمة الله ذاهبة".
ثم قال: "إلا أنهم زعموا أن بعضهم قال: "ليس الطيب إلا المسك" و"ما كان الطيب إلا المسك".
ومن هنا يعلم أن سيبويه ممن أثبت "ليس الطيب إلا المسك -بالرفع".
وحيث يتلو سببي ما عطف
…
فزد مع (1) الوجهين رفع المنعطف
كـ"ليس عامر بمستهام
…
ولا ملم قلبه بذام"
وربما قدرت البا فولي
…
معطوف الذ مع لفظها (2) يلي
وقبل أجنبي ارفع بعد "ما"
…
وبعد "ليس" -مطلقًا- فيه احكما
من بعد با كـ"لست بالواني (3) ولا
…
غمرًا (4) أنا" والجر عمرو حظلا
"ش": المعطوف على الخبر المجرور بالباء الزائدة التي تقدم ذكرها، يجوز جره حملًا على اللفظ -وهو المختار، ويجوز نصبه على المحل، فيقال:"ليس زيد بقائم، ولا نائم، ولا نائمًا".
فإن تلا المعطوف سببي، أي: ملابس لضمير المخبر عنه جاز فيه مع الوجهين: الرفع على أن يكون خبرًا مقدمًا، وما بعده مبتدأ نحو:"ما زيد قائمًا، ولا نائمًا أبوه"، ومثله:
(1) ع "على الوجهين".
(2)
ط "لفظه".
(3)
جـ "بالوافي".
(4)
س "عمرا أنا".
"ليس عامر بمستهام
…
ولا ملم قلبه بذام
يجوز جر "ملم"، ونصبه، ورفعه
فلو كان المعطوف عليه منصوبًا لجاز في المعطوف عليه (1) ما جاز في المعطوف على (2) المجرور.
أما غير الجر فظاهر.
وأما الجر فعلى تقدير وجود الباء، ومنه قول زهير:
(178)
- بدا لي أني لست مدرك ما مضى
…
ولا سابق شيئًا إذا كان جائيًا
يروى بجر "سابق" ونصبه. وأمثاله كثيرة.
ولو كان بعد ما يلي العاطف مخبر (3) عنه أجنبي جاز جعله مبتدأ مقدم الخبر.
(1) هكذا في جميع النسخ.
(2)
ك وع سقط "المعطوف على" فأصبحت العبارة "ما جاز في المجرور".
(3)
ع "مخبرًا".
178 -
هذا بيت من الطويل نسبه المصنف لزهير بن أبي سلمى، وقد نسب إلى زهير في كتاب سيبويه 1/ 83، 418، 429، 452، 2/ 278 ثم نسب إلى صرمة الأنصاري 1/ 154. وهو في ديوان زهير 287.
واسمًا لـ"ليس" والخبر: ما يلي العاطف، والجملة معطوفة على الجملة (1).
ويجوز جر الخبر الثاني إذا جر الأول عند الأخفش (2)، لا عند (3) سيبويه (4).
(1) جاءت حاشية في الهامش في نسخة الأصل للمصنف هذا نصها:
"ولو كان بعد "لا" أجنبي جاز جعل الأجنبي معطوفًا على اسم "ليس"، وتعين حينئذ نصب ما ولي العاطف؛ لأنه معطوف على خبر "ليس"؛ لأن خبر "ليس" يجوز تقديمه على اسمها.
وجاز أن يجعل ما بعد العاطف مبتدأ وخبرًا.
وهذا الوجه متعين مع "ما"؛ لأن خبر "ما" لا يتقدم على اسمها.
وهذا حاصل قولي:
وقبل أجنبي ارفع بعد "ما"
…
وبعد ليس مطلقًا فيه احكما
ثم ذكرت المثال فيما بعد".
(2)
قال المبرد عند حديثه عن بيت النابغة الجعدي الآتي "المقتضب 4/ 195". وأما الخفض فيمتنع؛ لأنك تعطف بحرف واحد على عاملين، وهما: الباء و"ليس".
فكأنك قلت: "زيد في الدار" و"الحجرة عمرو"، فتعطف على "في" والمبتدأ.
فكان أبو الحسن الأخفش يجيزه.
وقد قرأ بعض القراء: {وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} .
فعطف على "إن" وعلى "في".
وهذا عندنا غير جائز".
(3)
سقط من الأصل "عند".
(4)
قال سيبويه في حديثه عن بيت النابغة الآتي بعد أن ضبط "مستنكر" =
والقول في ذلك قول الأخفش، لاستعمال العرب إياه كقول الشاعر:
179 -
وليس بمعروف لنا أن نردها
…
صحاحًا ولا مستنكر أن تعقرا
فإن كان العامل "ما" تعين جعل الأجنبي، وما قبله مبتدأ وخبرًا.
-بالرفع- "1/ 32 وما بعدها":
"كأنه قال: ليس بمعروف لنا ردها صحاحًا، ولا مستنكر عقرها. والعقر ليس للرد.
ويجوز أن يجر ويحمله على الرد ويؤنث؛ لأنه من الخيل.
ثم قال: وإن شئت نصبت فقلت: "ولا مستنكرًا".
179 -
من الطويل قائله النابغة الجعدي "الديوان ص 72" وروايته:
. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . ولا مستنكرًا. . . . . . . . . . .
باب "ما" و"لا" و"إن" المشبهات بـ"ليس":
"ص":
أهل الحجاز ألحقوا بـ"ليس""ما"
…
إن عدمت "إلا" و"إن" وقدما
ذو خبر، وإن تؤخره بطل
…
إعمال "ما"، كذاك يبطل العمل
بكون الاسم بعد معمول الخبر
…
وبعد ظرف أبقه، أو حرف جر
"ش": ألحق أهل الحجاز "ما" النافية بـ"ليس" في العمل، فجعلوا لها اسمًا مرفوعًا، وخبرًا منصوبًا، وبلغتهم نزل القرآن، قال الله -تعالى:{مَا هَذَا بَشَر} (1). وقال -تعالى: {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِم} (2). وشرط في إلحاقها بـ"ليس"(3) أربعة شروط:
(1) من الآية رقم 31 من سورة يوسف.
(2)
من الآية رقم 2 من سورة المجادلة.
وقد قرأ "أمهاتهم" -برفع التاء- المفصل عن عاصم.
وقرأ ابن مسعود "ما هن بأمهاتهم" مختصر ابن خالويه ص 153".
(3)
ك وع "ولا لحاقها بليس".
أحدها: بقاء النفي، فلا عمل لها عند زواله، كقوله -تعالى:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُول} (1). والثاني: عدم "إن"، فلا عمل لها عند وجودها كقول الشاعر:
(180)
- بني غدانة ما إن أنتم ذهب
…
ولا صريف، ولكن أنتم خزف
والثالث: تأخر (2) الخبر، فلا عمل لها -غالبًا- عند تقدمه كقولك:"ما قائم زيد".
والرابع: عدم تقدم (3) معمول الخبر، فلا عمل لها إذا تقدم (4)، ولم يكن ظرفًا (5)، ولا جارًا ومجرورًا (6) كقولك:"ما طعامك زيد آكل".
(1) من الآية رقم 144 من سورة آل عمران.
(2)
هـ "تأخير".
(3)
ع "تقديم".
(4)
ع ك "فلا تعمل إذا تقدم".
(5)
زادت ع "ولم يكن ظرفًا ولا خبرًا".
(6)
هـ "ولا مجرورًا".
180 -
من البسيط لم ينسبه أحد إلى قائله مع كثرة المستشهدين به من النحاة. غدانة: حي من يربوع.
الصريف: الفضة.
الخزف: ما عمل من الطين وشوي بالنار حتى يكون فخارًا.
"والبيت من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ ص 27 وشرح التسهيل 1/ 60 وهو في الخزانة 2/ 124 واللسان 11/ 91 والمقاصد النحوية 2/ 91 والمغني 1/ 24 وهمع الهوامع 1/ 123".
فلو كان المفعول ظرفًا، أو جارًا ومجرورًا (1) لم تبال (2) بتقدمه نحو (3) قولك:"ما عندك زيد مقيمًا".
"ص":
ورفع "ما بها زيد" بـ"ما"
…
وموضع المجرور نصب زعما
وذاك فيه نظر، والمنعطف
…
هنا على المنصوب إن بـ"بل" عطف
أو "لكن"(4) ارفعه، ونصب ربما
…
جاء هنا في خبر تقدما
"ش" من النحويين من يرى بقاء عمل "ما" إذا تقدم خبرها وكان ظرفًا أو جارًا أو مجرورًا، وهو اختيار أبي الحسن ابن عصفور، فإلى (5) هذا المذهب (6) أشرت بقولي:
ورفع "ما بها زيد" بـ"ما"
…
وموضع المجرور نصب (7)
(1) هـ "أو مجرورًا".
(2)
ع وهـ "لم يبال".
(3)
ع وهـ "بتقديمه".
(4)
طـ "ولكن".
(5)
ع "وإلى".
(6)
سقط من ع وك "المذهب".
(7)
ك وع زادتا "نصب زعما".
وإذا عطف على خبر "ما" بـ"بل" أو"لكن" وجب رفع المعطوف؛ لأنه مثبت كالمقرون بـ"إلا" فاشتركا في الرفع نحو:
"ما زيد قائمًا بل قاعد"، و"ما عمرو كريمًا لكن بخيل".
ومن العرب من ينصب الخبر متقدما (1)، أشار إلى ذلك سيبويه.
وسوى بينه وبين قول من قال: "ملحفة جديدة". بالتاء -وبين قول من قال: {وَلاتُ حِينَ مَنَاص} (2) - بالرفع.
فإن المشهور: "ملحفة جديد"(3) - بلا تاء- و {لَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} -بالنصب- وأنشد سيبويه (4) شاهدًا على ذلك (5):
(181)
- فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم
…
إذ هم قريش وإذ مثلهم بشر (6)
181 - من البسيط سبق في باب كان وأخواتها.
(1)
ك ع "مقدما".
(2)
من الآية رقم 3 من سورة ص وينظر سيبويه 1/ 29.
(3)
ع هـ "جديدة".
(4)
هـ ك ع زادت "للفرزدق".
(5)
ك وع سقط "على ذلك".
(6)
قال سيبويه في الكتاب 1/ 29:
"وتقول: "ما زيد إلا منطلقًا" تستوي فيه اللغتان "يعني سيبويه لغة الحجازيين ولغة التميميين".
ومثله قوله عز وجل: {مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} لم تقو "ما" حيث نقضت معنى "ليس" كما لم تقو حين قدمت الخبر.
"ص":
وما لـ"ما" عند تميم عمل
…
لأنها حرف لديهم مهمل
وبعد بالبا قد يجرون الخبر
…
كغيرهم وذا كثير (1) اشتهر
وجاء مجرورًا بباء بعد "إن"
…
كـ"ما إن الله بغافل" فدن
وجرت (2) البا خبرًا من بعد "هل"
…
وذو انتصار من بهذين استدل
"ش": لغة بني تميم في تركهم (3) إعمال "ما" أقيس من لغة أهل الحجاز.
= فمعنى "ليس" النفي، كما أن معنى "كان": الواجب، وكل واحد منهما يعني "كان" و"ليس" إذا جردته فهذا معناه.
فإن قلت "ما كان" أدخلت عليها ما ينفي به، فإن قلت "ليس زيد إلا ذاهبًا" أدخلت ما يوجب كما أدخلت ما ينفي.
فلم تقو "ما" في باب قلب المعنى كما لم تقو في تقديم الخبر.
وزعموا أن بعضهم قال وهو الفرزدق.
فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم
…
إذا هم قريش وإذ ما مثلهم بشر
وهذا لا يكاد يعرف كما أن "لات حين مناص" كذلك.
وربما شيء هكذا وهو كقول بعضهم "هذه ملحفة جديدة" في القلة.
(1)
هـ "كبير" وع "كثيرًا".
(2)
هـ "وجرب".
(3)
ك وع "في ترك".
كذا قال سيبويه.
وهو كما قال؛ لأن العامل حقه أن يمتاز من غير العامل بأن يكون مختصًا بالأسماء إن كان من عواملها كحروف الجر، ومختصًا بالأفعال إن كان من عواملها كحروف الجزم، وحق ما لا يختص كـ"ما" النافية ألا يكون عاملًا (1).
إلا أن شبها بـ"ليس" سوغ إعمالها إذا لم يعرض مانع من الموانع المذكورة (2).
وزعم أبو علي أن دخول الباء الجارة على الخبر مخصوص بلغة أهل الحجاز، وتبعه في ذلك الزمخشري (3):
(1) هـ "عالمًا".
(2)
قال سيبويه في الكتاب 1/ 28:
"هذا باب ما أجري مجرى "ليس" في بعض المواضع بلغة أهل الحجاز: ثم يصير إلى أصله، وذلك الحرف "ما".
تقول: "ما عبد الله أخاك"، و"ما زيد منطلقًا".
وأما بنو تميم فيجرونها مجرى "أما" و"هل" أي: لا يعملونها في شيء وهو القياس؛ لأنه ليس بفعل، وليس "ما" كـ"ليس" ولا يكون فيها إضمار.
وأما أهل الحجاز فيشبهونها بـ"ليس" إذ كان معناها كمعناها".
(3)
قال الزمخشري في المفصل في باب خبر "ما" و"لا" المشبهتين بـ"ليس": "ودخول الباء في الخبر نحو قولك: "ما زيد بمنطلق" إنما يصح على لغة أهل الحجاز؛ لأنك لا تقول: "زيد بمنطلق".
قال ابن يعيش 2/ 116.
"يريد أن ما بعد "ما" التميمية مبتدأ وخبر والباء لا تدخل في خبر المبتدأ، وهذا فيه إشارة إلى مذهب الكوفيين.
وليس بسديد، وذلك؛ لأن الباء إن كان أصل دخولها على "ليس" و"ما" محمولة عليها لاشتراكهما في النفي فلا فرق بين الحجازية والتميمية في ذلك.
وإن كانت دخلت في خبر "ما" بإزاء اللام في خبر "إن" فالتميمية والحجازية في ذلك سواء".
والأمر بخلاف ما زعماه لوجوه (1):
أحدها: أن أشعار بني تميم تتضمن دخول الباء على الخبر كثيرًا، منه قول الفرزدق (2) أنشده سيبويه (3):
(182)
- لعمرك ما معن بتارك حقه
…
ولا منسئ معن ولا متيسر
ولو كان دخولها على الخبر مخصوصًا (4) بلغة أهل الحجاز ما وجد في لغة غيرهم.
الثاني: أن الباء إنما دخلت على الخبر بعد "ما" لكونه منفيًا، لكونه خبرًا منصوبًا.
يدل على ذلك دخولها في نحو: "لم أكن بقائم"، وامتناع
(1) ك وع "زعمًا".
(2)
ك وع "قول العرب".
(3)
الكتاب 1/ 30.
(4)
ك وع "مخصوص".
182 -
من الطويل قاله الفرزدق في هجاء معن وهو رجل كلاء بالبادية "الديوان 384" منسئ: مؤخر.
دخولها في نحو: "كنت قائمًا".
وإذا ثبت كون المسوغ لدخولها النفي، فلا فرق بين منفي (1) منصوب المحل، ومنفي مرفوع المحل.
الثالث: أن الباء المذكورة قد ثبت دخولها بعد بطلان العمل بـ"إن" كقول الشاعر:
(183)
- لعمرك ما إن أبو مالك
بواه ولا بضعيف قواه
فكما دخلت على الخبر المرفوع بعد "إن" لكونه منفيًّا كذلك تدخل (2) على الخبر المرفوع دون وجود "إن" وهو ما أردناه.
وقد دخلت -أيضًا- على الخبر المرفوع بعد "هل" كقوله:
(1) ع سقط "منفي".
(2)
هـ "يدخل".
183 -
من المتقارب قاله المتنخل الهذلي في مطلع قصيدة يرثي بها أباه "ديوان الهذليين 2/ 29" ورواية الديوان.
. . . . . . . . . . .
…
بوان. . . . . . . . . . .
أبو مالك: أبو الشاعر واسمه عويمر بن عثمان.
ورواية هـ. . . . . . . . . . . أبوك .... . . . . . . . . . .
184 -
تقول إذا اقلولى عليها وأفردت
…
ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم
وإذا دخلت على الخبر بعد "هل" لكون "هل" تشبه النافي، فلأن تدخل على الخبر بعد النافي نفسه أحق وأولى.
بل قد دخلت على الخبر المرفوع بعد "لكن" "كقول الشاعر:
185 -
ولكن أجرًا لو فعلت بهين
…
وهل ينكر المعروف في الناس والأجر
وبعد "إن" كقول امرئ القيس:
184 - من الطويل قال الفرزدق من قصيدة يهجو فيها جريرًا وبني كليب رهطه، ويعيرهم بإتيان الأتن والضمير في عليها يعود إلى الإتان في البيت السابق وهو:
وليس كليبي إذا جن ليله
…
إذا لم يجد ريح الأتان بنائم
"الديوان ص 863 نشر الصاوي"
اقلولى: ارتفع عليها. أقردت: سكنت.
ورواية الأصل "يقول" ورواية باقي النسخ "تقول".
185 -
من الطويل قال العيني في المقاصد النحوية، هذا أنشده أبو علي وأبو الفتح ولم يعزواه إلى أحد "2/ 134".
وهو في شرح المفصل 8/ 139، والخزانة 4/ 160، وهمع الهوامع 1/ 127.
(186)
- فإن تنأ عنها حقبة لا تلاقها
…
فإنك -مما أحدثت- بالمجرب
وبعد "أن" المفتوحة (1) كقوله -تعالى (2): {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} (3)
"ص":
وأعملوا (4) في النكرات "لا" كـ"ما"
…
مثاله: "لا ذو ارتياب مسلما"(5)
و"لا أنا باغيًا" آت عن ثقة
…
وفيه بحث بارع من حققه
واسما لـ"لات": الحين" محذوفًا جعل
…
ونصب "حين" خبرًا بعد نقل
186 - من الطويل قاله امرئ القيس "الديوان 42".
والضمير في "عنها" لأم جندب امرأة امرئ القيس، وتقدم ذكرها قبل البيت الشاهد. وهو:
خليلي مرا بي على أم جندب
…
نقض لبانات الفؤاد المعذب
وللقصيدة قصة مبسوطة في موضعها.
الحقبة: السنة وأراد بها الحين.
(1)
هـ سقط ما بين القوسين.
(2)
من الآية رقم "33" من سورة "الأحقاف".
(3)
هـ وك وع سقط "على أن يحيى الموتى".
(4)
هـ "وأعلموا".
(5)
هكذا في الأصل -وفي باقي- النسخ "لا معتد مسلمًا".
وقد يري المحذوف بعد خبرًا
…
والثابت اسمًا حيث مرفوعًا جرى
في "لات هنا" ما لـ"لات" عمل
…
وبعضهم "هنا" لها اسمًا يجعَلُ
"ش": إلحاق "لا" بـ"ليس" في العمل عند من "قال به -وهم البصريون- مخصوص بالنكرات، كقولك: "لا رجل خيرًا من زيد" و"لا عمل أنفع من طاعة الله".
ومنه قول الرجل من الصحابة رضي الله عنهم (1) - يقال له سواد بن قارب:
(187)
- وكن لي شفيعًا يوم لاذو شفاعة
…
بمغن فتيلًا عن سواد بن قارب (2)
وذكر الشجري أنها عملت في معرفة، وأنشد للنابغة الجعدي (3):
(1) هـ سقط "رضي الله عنهم".
(2)
جاء بعد هذا البيت في ع وك "ومثله:
تعز فلا شيء على الأرض باقيًا
…
ولا وزر مما قضى الله واقيًا
(3)
الأمالي الشجرية 1/ 282.
187 -
من الطويل من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ 28، وشرح التسهيل 1/ 61. والسيوطي في همع الهوامع 1/ 127. وذكره العيني 2/ 114 وصاحب الجمهرة 21.
(188)
- وحلت سواد القلب لا أنا باغيًا
…
سواها ولا في حبها متراخيًا
ويمكن عندي أن يجعل "أنا" مرفوع فعل (1) مضمر ناصب "باغيًا" على الحال تقديره: لا أرى باغيًا، فلما أضمر الفعل برز الضمير، وانفصل.
ويجوز أن يجعل (2)"أنا" مبتدأ، والفعل المقدر بعده خبرًا ناصبًا "باغيًا" على الحال.
ويكون هذا من باب الاستغناء بالمعمول عن العامل لدلالته عليه.
نظائره كثيرة، منها قولهم:"حكمك مسمطًا"(3)، أي:
حكمك لك مسمطًا أي: مثبتًا. فجعل "مسمطًا" -وهو حال-
(1) ع "مرفوع فعله".
(2)
ع ك "تجعل".
(3)
هذا مثل رواه الأزهري في تهذيب اللغة مادة "سمط" قال:
"من أمثال العرب السائرة قولهم للرجل يجيزون حكمه "حكمك مسمطًا".
قال المبرد: هو على مذهب لك حكمك مسمطًا. قال: معناه: مرسلًا، يعني جائزًا.
188 -
من الطويل، ينظر ديوان النابغة الجعدي ص 171.
باغيًا: طالبًا. متراخيًا: متهاونًا.
ورواية الشجري هي رواية الديوان
. . . . . . . . . . .
…
ولا عن حبها. . . . . . . . . . .
مغنيًا عن (1) عامله مع كونه غير فعل، فإن يعامل (2)"باغيًا" بذلك وعامله فعل أحق وأولى.
وأما "لات" فإنهم رفعوا (3) بها "الحين" اسمًا، ولا يكادون يلفظون به بل بآخر منصوب خبرًا كقوله -تعالى:{فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاص} (4).
أي: و (5) ليس الحين حين مناص.
و(6) لا بد من تقدير المحذوف معرفة؛ لأن المراد نفي كون الحين الحاضر حينًا ينوصون فيه أي: يهربون، أو يتأخرون.
وليس المراد نفي جنس حين المناص.
ولذلك كان رفع الحين الموجود شاذًّا؛ لأنه (7) محوج إلى تكلف مقدر (8) يستقيم به المعنى، مثل أن يقال: معناه ليس حين
(1) هـ "معينًا".
(2)
هـ "نعامل".
(3)
ع ك "يرفعون".
(4)
من الآية رقم 3 من سورة ص.
(5)
هـ سقطت الواو من "وليس".
(6)
ك وع سقطت الواو من "ولا بد".
(7)
ك وع "لا أنه".
(8)
ك وع سقط "مقدر".
مناص (1) موجودًا لهم حين (2) تناديهم ونزول ما نزل بهم. إذ قد كان لهم قبل ذلك حين مناص، فلا يصح نفي جنسه مطلقًا، بل مقيدًا.
وقد نبهت على شذوذ رفع الحين -الثابت- اسمًا وجعل المحذوف خبرًا بقولي:
وقد يرى المحذوف بعد خبرا
…
والثابت (3) اسمًا حيث مرفوعًا جرى (4)
لأن "قد" تدل مع المضارع على التقليل.
وقد تقع (5)"ساعة" و"أوان" بعد "لات"، فوقوع "ساعة" (6) كقول الشاعر (7):
(189)
- ندم البغاة ولات ساعة مندم
…
والبغي مرتع مبتغيه وخيم
(1) ك وع سقط "مناص".
(2)
ك وع "عند تناديهم" موضع "حين تناديهم".
(3)
في الأصل "والتأنيث" موضع "والثابت".
(4)
في الأصل سقط "حيث مرفوعًا جرى".
(5)
الأصل "يقع".
(6)
الأصل سقط "فوقوع ساعة".
(7)
هـ "رجل من طيئ".
189 -
من الكامل نسبه العيني، 2/ 146 إلى محمد بن عيسى بن طلحة بن عبيد الله قال: ويقال: إن قائله مهلهل بن مالك الكناني.
وأنشد الفراء والأخفش (1):
(190)
- طلبوا صلحنا ولات أوان
…
فأجبنا أن ليس حين بقاء
أي: ليس الأوان أوان صلح، فحذف المضاف إليه "أوان" منوي الثبوت. وبني كما فعل بـ"قبل" و"بعد".
إلا أن "أوانا" لشبهه بـ"نزال" وزنًا بني على الكسر، ونون اضطرارًا.
وأما "لات" الواقع بعدها "هنا" كقوله:
(1) الأصل سقط "الأخفش".
190 -
من الخفيف من قصيدة لأبي زبيد الطائي النصراني "الديوان ص 30" وللقصيدة التي منها البيت قصة، وطلبوا جواب لما في البيت قبله وهو
بعثوا حربنا إليهم وكانوا
…
في مقام لو أبصروا ورخاء
ثم لما تشذرت وأنافت
…
وتصلوا منها كريه الصلاء
قال الفراء في معاني القرآن 2/ 397 وما بعدها:
"ومن العرب من يضيف فيخفض أنشدوني:
. . . . . . . . . . . لات ساعة مندم .... . . . . . . . . . .
ثم قال: وأنشدني بعضهم:
طلبوا صلحنا ولات أوان
…
فأجبنا أن ليس حين بقاء
فخفض "أوان" فهذا خفض".
(191)
- حنت نوار ولات هنا حنت
…
وبدا الذي كانت نوار أجنت
فللنحويين فيها مذهبان:
أحدهما: أن "لات" مهملة لا اسم لها ولا خبر.
و"هنا" في موضع نصب على الظرفية؛ لأنه إشارة إلى مكان.
و"حنت" مع "أن" مقدرة قبلها في موضع رفع بالابتداء، والتقدير: حنت نوار ولا هنالك حنين. وهذا توجيه الفارسي. والوجه الثاني: أن يكون "هنا" اسم "لات"، و"حنت": خبرها على حذف مضاف. والتقدير: وليس ذلك الوقت وقت حنين.
وهذا الوجه ضعيف؛ لأن فيه إخراج "هنا" عن الظرفية، وهو من الظرف التي لا تتصرف.
وفيه -أيضًا- إعمال "لات" في معرفة ظاهرة (1) وإنما تعمل في نكرة. وهو اختيار ابن عصفور.
(1) هكذا في ك وهـ وع وسقط من الأصل "ظاهرة".
191 -
ثاني بيتين من الكامل اختلف في نسبتهما إلى قائلهما فقيل هما: لشبيب بن جعيل وعلى هذا الآمدي في المؤتلف ص 115، وقيل: هما لحجل بن نضلة ولهما قصة ذكرت في الخزانة 2/ 158 وفي المقاصد النحوية 1/ 418.
أجنت: أخفت وسترت.
"ص":
وملحق بـ"ما": "إن النافي لدى
…
محمد فيه الكسائي أنشدا
إن هو مستوليًا -اعلم- وأبو
…
بشر بإيماء إلى ذا يذهب
وبـ"إن الذين" مع "عبادًا
…
أمثالكم" تلفي (1) لذا اعتضادًا
"ش": لـ"إن" النافية -أيضًا- اسم مرفوع، وخبر منصوب إلحاقًا بـ"ما".
نص على ذلك أبو العباس محمد (2) بن يزيد المبرد (3)، وأومأ سيبويه إلى ذلك دون تصريح بقوله في "باب عدة ما يكون عليه الكلم":
"ويكون (4) "إن" كـ"ما" في معنى "ليس""(5)"". فلو أراد النفي دون العمل لقال: "ويكون "إن" كـ"ما" في النفي".
لأن النفي من (6) معاني الحروف فـ"ما" به أولى من "ليس"؛ لأن "ليس" فعل، وهي حرف.
(1) ط "تلغى".
(2)
هـ "أحمد".
(3)
ينظر المقتضب جـ 1 ص 49 وما بعدها.
(4)
ع "وتكون".
(5)
ينظر كتاب سيويه 2/ 307.
(6)
ع "في معاني".
بخلاف العمل فإن "ليس" فيه هي أصل (1) لـ"ما" و"لا" و"إن"؛ لأنها فعل، وهن حروف.
ومما يقوي إعمال "إن" إذا نفي بها ما أنشده (2) الكسائي من قول الشاعر:
إن هو مستوليًا على أحد
…
إلا على أضعف المجانين
ويروى:
. . . . . . . . . . .
…
إلا على حزبه الملاعين
وإلى هذا أشرت بقولي:
. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . فيه الكسائي أنشدا
(192)
- إن هو مستوليًا. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .
وذكر أبو الفتح في المحتسب أن سعيد بن جبير (3) قرأ: {إِنَّ الَّذِيْنَ
(1) ك وع "الأصل".
(2)
ك وع "أنشد".
(3)
سعيد بن هشام الأسدي الوالبي التابعي، عرض على ابن عباس قتله الحجاج سنة 95 هـ. تقريبًا.
192 -
من المنسرح اشتهد به المصنف في شرح عمدة الحافظ ص 28 وشرح التسهيل 1/ 61، وروايته هناك هي رواية هنا، وقد ذكر هنا رواية ثانية وفي البيت رواية ثالثة هي رواية الخزانة 2/ 143.
. . . . . . . . . . .
…
إلا على حزبه المناحيس
إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} (1).
"على أن "إن" نافية، رفعت "الذين" اسمًا.
ونصبت (2)"عبادًا (3) " خبرًا وَنَعْتًا.
والمعنى: ليس الأصنام الذين يدعون (4) من دون الله عبادًا أمثالكم في الاتصاف بالعقل (5).
فلو كانوا أمثالكم فعبدتموهم (6) لكنتم بذلك مخطئين (7) ضالين. فكيف حالكم في عبادة من هو دونكم بعدم الحياة (8) والإدراك؟
(1) من الآية رقم "194" من سورة "الأعراف":
قال أبو الفتح "2/ 270 المحتسب":
"ينبغي والله أعلم -أن تكون "إن" هذه بمنزلة "ما" فكأنه قال: "ما الذين تدعون من دون الله عبادًا أمثالكم.
فأعمل "إن" إعمال" "ما" وفيه ضعف؛ لأن "إن" هذه لم تختص بنفي الحاضر اختصاص "ما" به فتجري مجرى "ليس" في العمل.
(2)
ك وع "ونصبت عبادًا أمثالكم".
(3)
سقط من الأصل ما بين القوسين.
(4)
ع وك "الذين تدعون".
(5)
ع "في الإنصاف بالفعل".
(6)
ك وع "فعبدتموهن".
(7)
هـ "لكنتم بذلك مخلصين".
(8)
ع تكرر قوله "من هو دونكم بعدم الحياة".