المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب الحروف الناصبة الاسم الرافعة الخبر: - شرح الكافية الشافية - جـ ١

[ابن مالك]

الفصل: ‌باب الحروف الناصبة الاسم الرافعة الخبر:

‌باب الحروف الناصبة الاسم الرافعة الخبر:

"ص":

لـ"إن" عكس ما لـ"كان" من عمل

في خبر، واسم، وهكذا "لعل"

و"ليت" مع "لكن" هكذا (1)"كأن"

وقيل في "لعل": عل و"لعن"(2)

و"عن" -أيضًا- ثم "أن" و"لأن"

كذا "لغن" و"رعن" و"رغن"

وكل ما "كان" عليه دَخَلَا

فاجعل لذي الحروف فيه عملا

ما لم يعن مانع ككون ما

أسند (3) مما ألزم التقدما

والتزمن هنا تأخر الخبر

إلا إذا ظرفًا أتى، أو حرف جر

(1) هـ "وهكذا".

(2)

هـ "ولمن".

(3)

طـ "يسند".

ص: 470

تقول: "إن خالدًا ذو (1) فضل" و"إن فيه شغفًا بالبذل"(2)

"ش": قد تقدم أن "كان" ترفع الاسم، وتنصب (3) الخبر.

وعكس ذلك نصب الاسم ورفع الخبر، وهو عمل هذه الأحرف.

وهي ستة إذا ذكرت "أن".

وخمسة إذا استغني بـ"إن" كما فعل سيبويه رحمه الله إذا قال: "هذا باب الحروف الخمسة"(4).

لأن فتح همزة "أن" يعرض بوقوعها موقع اسم مفرد، وإذا سلمت من ذلك كسرت همزتها.

ومعانيها مختلفة:

فـ"إن" للتوكيد. و"كأن" للتشبيه. و"لكن" للاستدراك.

و"ليت" للتمني.

و"لعل" للترجي فيما يحب، وللإشفاق (5) فيما يكره

(1) هـ "ذوا".

(2)

هـ "بالبدل".

(3)

في الأصل "ينصب".

(4)

ينظر كتاب سيبويه 1/ 289.

(5)

ك وع "والإشفاق".

ص: 471

كقوله -تعالى-: {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ} (1).

وفيها تسع لغات، وقد ذكرت (2).

ولما تقدم الإعلام بأن "كان" تدخل على المبتدأ والخبر وهما -أيضا- معمولا "إن" وأخواتها [نبهت على ما يعرض له سبب يقتضي اختصاص "كان" بالدخول عليه دون "إن" وأخواتها](3) فقلت:

ما لم يعن مانع ككون ما

أسند مما (4) ألزم التقدما

والإشارة بذلك إلى نحو: "أين زيد"؟ فإن فيه مانعا من دخول "إن" عليه، وهو كون المسند منه واجب التقديم، لتضمنه معنى حرف الاستفهام.

فإذا دخلت عليه "كان" جاز، ولزم تقديم المسند (5)، لأن خبرها (6) جائز التقديم فتقول:"أين كان زيد"؟

ولا سبيل إلى ذلك في "أن" وأخواتها، لأن شيئا مما

(1) من الآية رقم "12" من سورة "هود".

(2)

أي في النظم.

(3)

سقط ما بين القوسين من ع وتكرار ثلاث مرات في هـ.

(4)

ك وع "يسند".

(5)

ك وع "تقديم الخبر".

(6)

ك وع "خبر كان".

ص: 472

يتعلق (1) بها لا يتقدم عليها.

فإنها حروف عملت عمل الأفعال، ولم تقو قوتها فيتصرف في معموليها بتقديم وتأخير، كما تصرف في معمولي الأفعال.

ولكن (2) إذا قام مقام مرفوعها ظرف، أو جاز ومجرور جاز تقديمه؛ لأنه ليس في الحقيقة خبرًا، وإنما هو معمول الخبر المقدر آخرًا.

ألا ترى أن قولك: "إن عندك زيدًا" معناه: "إن عندك زيدًا كائن".

فحذف "كائن"(3) وأقيم الظرف مقامه لدلالته عليه.

وشبه تقديمه: وهو قائم مقام الخبر بتقديمه، والخبر موجود نحو قولك:"إن عندك زيدًا مقيم". فـ"عندك" في هذه المسألة ونحوها فضلة على الخبر (4).

وسهل الفصل به بين "إن" واسمها وخبرها كما سهل في "كان" و"ما".

(1) هكذا في ك وع وفي الأصل "لا يتعلق".

(2)

ك وع "ولكن".

(3)

ع سقط "كائن".

(4)

ك وع "فصله عن الخبر".

ص: 473

وكما سهل أن يفصل به بين المضاف والمضاف إليه مع أنهما كالشيء الواحد. وقد أشير إلى ذلك فيما مضى.

"ص":

وواجب تأخيرك اسمًا يشتمل

على ضمير ما بمسند وصل

كـ"إن في خباء هند بعلها"

و"ليت للمضنى بسعدى مثلها"

"ش":

تأخير اسم "إن" هنا واجب كوجوب تأخير المبتدأ في قول الشاعر:

(215)

-. . . . . . . . . . .

ولكن ملء عين حبيبها

ولكن التنبيه (1) على أن مثل ذلك قد يتفق في هذا الباب: حسن لأن أكثر الناس لا يستحضرون ذلك.

ولا يتفق مثل هذا في هذا الباب (2) إلا والخبر ظرف نحو: "إن عند هند بعلها".

أو جار ومجرور نحو: "ليت للمضنى بسعدى مثلها".

وأما في باب المبتدأ، وباب "كان" فيتأتى (3) ذلك بظرف وغير (4) ظرف.

(1) ع "الشبيه".

(2)

ك وع "ولا يتفق هذا في مثل هذا الباب".

(3)

ك وع "فيأتي".

(4)

ك وع "وبغير".

215 -

سبق الحديث عن هذا الشاهد في "باب الابتداء".

ص: 474

"ص":

ولدليل جوزوا حذف الخبر

وبعد واو مع وجوبًا اشتهر (1)

كذاك نحو إن زيدًا سيرا

سيرًا وإن النضر ميرًا ميرا

ونحو إن أكثر اشتغالي

به وحيدا مكتف بحال (2)

والحذف بعد ليت شعري التزم (3)

وذكر الاستفهام بعده حتم

كما جاز أن يحذف خبر المبتدأ إذا دل عليه دليل يجوز حذف خبر هذا الباب -أيضًا- (4) إذا دل عليه دليل (5). كقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه (6) - لرجل ذكر (7) أنه من ذوي القربى: "إن ذلك".

ثم ذكر له حاجة فقال: "لعل ذلك".

(1) هكذا في الأصل وفي هـ -أما في ك وع "استتر".

(2)

هكذا في الأصل وفي ط وس وش وع وك "بالحال".

(3)

هكذا في الأصل وفي ك وع -أما في ط فالشطر جاء كما يلي:

وبعد "ليت شعري" الحذف التزم .... . . . . . . . . . .

وهي رواية س.

(4)

ع سقط "أيضًا".

(5)

ع زاد "أيضًا كقول عمر".

(6)

ك وع "رحمه الله".

(7)

"وكر" هكذا في ع.

ص: 475

يريد: إن ذلك صحيح.

ولعل الذي طلبته حاصل (1).

وحكى سيبويه (2) عن بعض العرب: "إنك وخيرًا"(3) يريد: إنك مع خير.

فأعنت الواو التي بمعنى "مع" عن خبر "إن" كما أعنت عن خبر المبتدأ.

وحكى الكسائي: "إن كل ثوب لو (4) ثمنه".

فأدخل اللام على الواو كما تدخل على الخبر؛ لأنها سدت مسده.

وهذا من الحذف الواجب.

ومثله -أيضًا- في الوجوب نحو: "إن زيدًا سيرًا سيرًا".

أي: إن زيدًا يسير سيرًا.

فحذف الفعل، وجعل تكرار المصدر بدلًا منه، كما فعل ذلك في باب الابتداء.

(1) تنظر هذه القصة في الأمالي الشجرية 1/ 322.

(2)

كتاب سيبويه 1/ 152.

(3)

في الأصل "إنك وما خيرًا".

(4)

ع "له ثمنه".

ص: 476

وكذلك حذف خبر "إن" لسد الحال مسده (1)، كما كان كذلك (2) في باب الابتداء.

تقول: "إن أكثر شربي السويق ملتوتًا""كما قلت في الابتداء (3) "أكثر شربي السويق ملتوتًا" (4).

والتقدير هنا، كالتقدير هناك. ومنه قول الشاعر:

(216)

- إن اختيارك ما تبغيه ذا ثقة

بالله مستظهرًا بالحزم والجلد

وقالوا: "ليت شعري" وحذفوا الخبر -أيضًا- وجوبًا لسد الاستفهام مسده (5) كقول أبي طالب:

(217)

- ليت شعري مسافر بن أبي عمـ

ـرو، وليت يقولها المحزون

(218)

- أي شيء دهاك أم غال مرآ

ك، وهل أقدمت عليك المنون

(1) في الأصل وفي هـ "مسدها".

(2)

ك وع "ذلك".

(3)

هـ "في ابتداء".

(4)

ك وع سقط ما بين القوسين.

(5)

معنى قول الشيخ "لسد الاستفهام مسده: يعني إذا قلت: ليت شعري أكان كذا، فقولك: "أكان كذا" سد مسد الخبر. "حاشية على الأصل".

216 -

من البسيط أنشده المصنف وتبعه كثير من الشراح، ولم ينسبه أحد إلى قائل معين.

217 -

218 - من الخفيف نسبهما المصنف لأبي طالب وهما في ديوانه ص 7، وفي غاية المطالب في شرح ديوان أبي طالب ص 168، وفي سيبويه 2/ 32.

دهاك: أصابك بداهية وهي الأمر العظيم.

غاله: أهلكه وأخذه من حيث لم يدر.

ص: 477

"ص":

ونحو: "إن قائمًا عبداكا"

أجاز يحيى، وسعيد ذاكا

"ش": يحيى هو الفراء.

وسعيد، هو أبو الحسن الأخفش.

اتفقا على جواز: "إن قائمًا الزيدان"(1).

يجعلان الصفة اسم "إن"، يرفعان بها ما بعدها مغنيًا عن الخبر، كما يفعل الجميع ذلك بعد النفي والاستفهام نحو:"ما قائم الزيدان" و"أقائم الزيدان"؟ .

وفاعل ذلك بعد النفي والاستفهام معذور؛ لأن النفي والاستفهام لشدة طلبهما الفعل، وأولويتهما به جعلا الصفة كأنها فعل، وعوملت لذلك معاملة الفعل.

(1) جاء في أصول ابن السراج 1/ 310.

"وأجاز الفراء": "إن قائمًا الزيدان" و"إن قائمًا الزيدون" على معنى إن من قام الزيدان، وإن من قام الزيدون.

وأجاز البصريون "إن قائمًا الزيدان والزيدون" على ما تقدم ذكره".

ص: 478

ونحو، "إن قائمًا الزيدان" بخلاف ذلك؛ لأن "إن" مختصة بالأسماء فدخولها على ما يه شبه الفعل مزيل لشبهه به، أو جاعله كالزائل.

فمذهبهما في ذلك ضعيف.

"ص":

و"ما" تكف (1) العمل الموصوفا

زائدة إن تل ذي الحروفا

كـ"إنما الله إليه" وأتى

في "ليتما" الوجهان فيما أثبتا

وغير "ليت" لاحق به لدى

قوم قياسًا، وينقل أسندا (2)

"ش" لما كان عمل هذه الحروف العمل المخصوص، لأجل شبهها بـ"كان" في الاختصاص بالمتبدأ والخبر.

وكان الاختصاص مفقودًا بتركيبها مع "ما" فتصير جائزة الدخول على الفعل والاسم.

بطل عملها لشبهها حينئذ بالحروف المهملة لعدم اختصاصها.

(1) هـ "يكف".

(2)

هكذا في الأصل، أما في باقي النسخ وفي هامش الأصل، فقد جاء كما يلي:

. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . وبنقل عضدا

ص: 479

إلا "ليتما" فإن اختصاصها بالمبتدأ والخبر باق، فأعملت وأهملت.

فمن أعملها، فلبقاء الاختصاص.

ومن أهملها فإلحاقًا بأخواتها؛ ولأنها باينت "كان" حين قارنها ما لا يقارن "كان". كما أهملت "ما" حين وصلت بـ"إن"؛ لأنها باينت "ليس" بمقارنتها ما لا يقارنها.

وقد روي بيت النابغة:

(219)

- قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا

إلى حمامتنا أو نصفه فقد

بنصب "الحمام" ورفعه (1). ورفعه أقيس (2).

وحكى ابن برهان أن الأخفش روى عن العرب: "إنما زيدًا قائمًا". فأعمل "أن"(3) مع زيادة "ما".

(1) هـ وع سقط "ورفعه".

(2)

جوز سيبويه في "ليتما هذا الحمام لنا" كون "ما" موصولة. والصلة: الحمام مع مبتدأ محذوف.

ولنا: الخبر "حاشية في هامش الأصل".

(3)

سقط "أن" من جميع النسخ والمقام يقتضيها.

219 -

من البسيط من قصيدة مشهورة للنابغة الذبياني يسترضي بها النعمان بن المنذر والرواية في الديوان ص 16.

قالت فياليتما. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

ورواية المصنف هي رواية الأصمعي

فقد: حسب.

ص: 480

وحكى مثل ذلك الكسائي في كتابه.

وأما (1)"ليتما" فالجميع روى عن العرب (2) إعمالها وإلغاءها.

"ص":

وكسر "إن" الزم بحيث يعتقب

اسم وفعل، فلبدء ذا يجب

أو كونها محل حال، أو صلة

أو لجواب (3) قسم مكملة

أو وليت فعلًا بلام علقا

أو حكيت من بعد قول -مطلقا-

والكسر والفتح (4) يجوزان (5) إن

"إذا" فجاءة تلت أو تقترن

بفا الجزاء، أو (6)"أما" أو أوليت

فعل (7) يمين دون لام أو تلت

(1) هـ "فأما".

(2)

ك وع: "فالجميع عن العرب روى".

(3)

ط "الجواب".

(4)

هكذا في الأصل وفي ط -أما في ك وع وس وش "والفتح والكسر".

(5)

هكذا في الأصل وفي هـ وك وع -أما في ط وفي س وش "مجوزان".

(6)

هـ "وأما".

(7)

هكذا في الأصل وفي س وش وط أما في ك وع فجاء "ذكر يمين".

ص: 481

قولًا كـ"ظن" أو بـ"إن" مخبرا

عنه وثان جا لـ"إن" خبرا

وكل موضع سوى ما قدما

ففتح همز "أن" فيه التزما

"ش": "إن" -بالكسر- هي الأصل؛ لأن الكلام معها جملة غير مؤولة بمفرد.

و"أن" -بالفتح- فرع؛ لأن الكلام معها جملة في تأويل مفرد.

وكون الشيء جملة من كل وجه، أو مفردًا من كل وجه أصل لكونه جملة من وجه، ومفردًا من وجه.

ولأن المكسورة مستغنية بمعموليها (1) عن زيادة، والمفتوحة لا تستغني عن زيادة.

والمجرد من الزيادة أصل للمزيد فيه.

ولأن المفتوحة تصير مكسورة بحذف ما تتعلق به كقولك في "عرفت أنك بر": "إنك بر".

"ولا تصير المكسورة مفتوحة إلا بزيادة كقولك في "إنك بر": "عرفت أنك بر" (2).

(1) ك وع "بمعمولها".

(2)

ع سقط ما بين القوسين.

ص: 482

والمرجوع إليه بحذف أصل للمتوصل إليه بزيادة.

ولما كانت المكسورة أصلًا استحقت موضعًا لا يتقيد بقبيل دون قبيل بل موضعها صالح للاسم والفعل دون اختلاف معنى.

فمن ذلك وقوعها أول كلام نحو: "إن زيدًا ذاهب".

ووقوعها في موضع الحال كقولك: "جئت وإن زيدًا حاضر"(1).

أنشد سيبويه (2):

(220)

- ما أعطياني ولا سألتهما

إلا وإني لحاجزي كرمي

ووقوعها صلة كقوله -تعالى (3): {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا

(1) ك وع "لحاضر".

(2)

كتاب سيبوبه 1/ 472.

(3)

من الآية رقم 76 من سورة القصص.

220 -

من المنسرح قاله كثير بن عبد الرحمن من قصيدة يمدح عبد الملك بن مروان، وأخاه عبد العزيز "الديوان ص 273".

والشطر الثاني يروى بروايتين:

الأولى: بتشديد اللام من "إلا" وكسر همزة "إن" وهي رواية سيبويه 1/ 472.

الثانية: بتخفيف اللام من "إلا" وفتح همزة "أن"، وهي رواية المبرد في المقتضب 2/ 346.

والرواية الأولى أصلح من جهة المعنى.

ص: 483

إِنَّ مَفَاتِحَهُ} (1).

ووقوعها جواب قسم كقوله تعالى: (2){إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَة} (3).

ووقوعها بعد فعل معلق باللام نحو قوله تعالى (4):

{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُك} (5).

وكإنشاد سيبويه (6).

(221)

- ألم تر أني وابن أسود ليلة

لنسري إلى نارين يعلو سناهما

ووقوعها محكية بقول نحو: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ} (7).

"وقيد القول بكونه محضًا احترازًا من قول بمعنى "الظن"، وسيأتي ذكره -إن شاء الله.

(1) ك وع زادتا "لتنوء بالعصبة أولي القوة".

(2)

هـ سقط "قوله تعالى".

(3)

من الآية رقم 3 من سورة الدخان.

(4)

هـ سقط "قوله تعالى".

(5)

من الآية رقم 33 من سورة الأنعام.

(6)

ينظر كتاب سيبويه 1/ 474.

(7)

من الآية رقم 48 من سورة سبأ.

221 -

من أبيات سيبويه الخمسين التي لا يعلم قائلها وهو في العيني 2/ 222. السرى: السير ليلًا. السنا: الضوء.

ص: 484

والمراد بقولي "مطلقًا" التنبيه على أن القول صالح لأن تكسر بعده "إن" حين يقصد به معن الظن؛ لأن أصل ما علق به أن يكون محكيا (1).

والمراد بقولي "مطلقًا -أيضًا- التنبيه على (2) أنه يكون بعد فعل القول ومصدره، واسم فاعله، ومفعوله نحو:

"قلت: إنك فاضل" و"صح قولي: إنك فاضل" و"لم أزل (3) قائلًا، إنك فاضل" و"سر المقول: إنك (4) فاضل".

وقولنا:

والكسر والفتح (5) يجوزان إن

"إذا" فجاءة تلت. . . . . . . . . . .

معناه: إن "إذا" حيث قصد بها المفاجأة ووليتها "إن" جاز كسر همزتها وفتحها كقول الشاعر:

(222)

- وكنت أرى زيدًا كما قيل: سيدًا

إذا إنه عبد القفا واللهازم

(1) هـ وك وع سقط ما بين القوسين.

(2)

سقط "على" من الأصل.

(3)

هـ "أرك".

(4)

ع "إنه".

(5)

هـ "والفتح والكسر".

222 -

من الطويل من الخمسين التي لا يعلم قائلها في كتاب سيبويه أرى: الظن.

اللهازم: جمع لهزمة، ولهزمتا الإنسان عظمتان ناتئتان تحت الأذنين. أو هما مضغتان في أصل الحنك الأسفل.

وعبد القفا واللهازم: كناية عن العبودية؛ لأن القفا موضع الصفع واللهزمة موضع اللكز "سيبويه 1/ 472، المقتضب 2/ 35، الخصائص، 2/ 399، شرح المفصل 4/ 97، 8/ 61، الخزانة 4/ 303".

ص: 485

فمن كسر فعلى تقدير: فإذا هو عبد. ومن فتح فعلى تقدير: فإذا (1) العبودية.

فـ"أن" وما عملت فيه في تأويل مصدر ابتدئ به، وحذف خبره.

وكذا إذا وقعت بعد فاء الجزاء يجوز فيها الكسر والفتح.

فالكسر (2) على تقدير جملة صرح بجزأيها.

والفتح على تقدير مصدر ابتدئ به وحذف خبره.

ومثال الكسر قوله تعالى: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم} (3).

ومثال الفتح "قوله تعالى": {أَلَمْ يَعْلَمُواأَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ} (4)، (5).

(1) ع ك سقط "فإذا".

(2)

ع "فالفتح".

(3)

من الآية رقم 92 من سورة آل عمران.

(4)

هـ "ألم تعلموا".

(5)

من الآية رقم 63 من سورة التوبة.

ص: 486

ويجوز كسرها بعد "أما" مقصودًا بها معنى "ألا" الاستفتاحية. وإن قصد بها معنى "حقًا" فتحت.

ويجوز -أيضًا- كسرها وفتحها بعد القسم إن لم يكن مع أحد معموليها اللام.

و(1) وكذلك يجوز كسرها وفتحها في نحو: "أول قولي أني (2) أحمد الله" وشبهه.

فمن فتح فعلى تقدير: "أول قولي حمد الله".

ومن كسر جعل "أول قولي" مبتدأ.

و"إني أحمد الله" جملة أخبر بها مستغنية عن عائد يعود على المبتدأ.

لأنها (3) نفس المبتدأ في المعنى كأنه قال: أول قولي هذا الكلام المفتتح بـ"أني".

ونظير ذلك (4) قوله تعالى (5): {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ} (6).

(1) هـ سقط الواو من "وكذلك".

(2)

ع "أول قولي مبتدأ وإني أحمد الله".

(3)

هـ "لأنه".

(4)

هـ "في مثل قوله تعالى".

(5)

من الآية رقم 10 من سورة يونس.

(6)

ك وع سقط "وتحيتهم فيها سلام".

ص: 487

وقوله -عليه الصلاة (1) والسلام:

"أفضل ما قلته أن والنبيون من قبلي لا إله إلا الله"(2).

وضابط ما يجوز فيه الوجهان من هذا النوع أن تقع "أن"(3) خبر قول (4)، ويكون خبرها قولا كـ"أحمد" أو"آمر" أو"أدعو".

فلو لم يكن خبرها قولًا تعين الكسر نحو: "أول قولي إنك ذاهب".

وما سوى المواضع التي يجب فيها الكسر، والمواضع التي يجوز فيها الكسر والفتح فالفتح (5) متعين نحو:"عرفت (6) أنك ذاهب"، و"معلوم أنك فاضل" وما أشبهه (7).

"ص":

وبعد ذات الكسر لام الابتدا

تأتي (8) كـ"إن خالدًا لذو هدى"

(1) سقط من الأصل "الصلاة".

(2)

أخرجه مالك في الموطأ باب القرآن 32 والحج 246.

(3)

سقط من الأصل "أن".

(4)

هـ "خبر قولي".

(5)

هـ "والفتح".

(6)

ك وع "علمت أنك ذاهب".

(7)

ك وع "وما أشبه ذلك".

(8)

ط "يأتي".

ص: 488

والثاني المثبت مما يقتضي (1)

يلحق (2) نحو: "إن زيدًا لوضي"

وإن يكن فعل مضى صرفا

ولم يقارن "قد" فذا اللام انتفى

ووصله واو "مع" ارتضى علي

لشاهد حكى ابن كيسان جلي (3)

وجنبوه جزأي الشرط وفي

لحاقه الجزا أبو بكر قفي (4)

ووصله (5) معمول غير الماض إن

وسط فهو باستباحة قمن (6)

ويلحق الفصل وزائدًا يعد

فيما سوى هذا ومما قد ورد

"أم الحليس لعجوز شهربه

ترضي من اللحم بعظم الرقبه"

(1) ك وس وش وط "تقتضي" -بالتاء.

(2)

ك وس وش وط "تلحق" -بالتاء.

(3)

سقط هذا البيت من كل النسخ ما عدا الأصل.

(4)

زادت النسخ الباقية غير الأصل بيتًا هو:

وقد تليه واو "مع" وقد يرد

مع اسم اثر ظرف الغاه قصد

وقد جاء هذا البيت على هامش الأصل

(5)

ط "وأوله".

(6)

سقط هذا البيت من صلب نسخة الأصل وجاء في الهامش.

ص: 489

وخبر المعطوف بعد "إن" إن

قارنها استحسنه كل فطن

"ش": مما تختص به "إن" المكسورة وقوع لام الابتداء بعدها مقارنًا لاسمها المتأخر نحو: "إن في الدار لزيدًا".

أو لخبرها المتأخر نحو: "إن زيدًا لفي الدار".

فإن كان الخبر منفيًا لم تلحقه مطلقًا.

وكذا إن كان فعلًا (1) ماضيًا متصرفًا غير مقارن لـ"قد".

فإن كان (2) ماضيًا (3) غير متصرف، أو متصرفًا (4) مقارنًا لـ"قد" لم يمتنع اقترانه باللام نحو:"إنك لنعم الرجل" و"إنك لقد أحسنت".

وإن كان الخبر جملة شرطية لم يلحق (5) هذا اللام، لا مع الجزء الأول، ولا مع الثاني نحو:"إنك إن تأتني أكرمك".

وأجاز أبو بكر بن الأنباري: "إنك إن تأتني لأكرمك".

وأجاز -أيضًا- علي الكسائي دخولها على الواو التي

(1) ع سقط "فعلا".

(2)

هـ "فإن كان فعلًا".

(3)

هـ سقط "ماضيًا".

(4)

هـ "أو ماضيًا متصرفًا" وع سقط "أو متصرفًا".

(5)

ك وع "لم تلحقه" وهـ "يلحقه".

ص: 490

بمعنى "مع" وسمع "إن كل ثوب لو ثمنه" -حكاه ابن كيسان في المهذب.

وقد تدخل هذه اللام على الاسم المسبوق بظرف ملغى نحو: "إن غدًا لزيدًا راحل".

ويتناول الظرف الملغي: الجار والمجرور الملغى نحو: "إن بك لزيدًا واثق".

وقد يقارن هذه اللام معمول الخبر ما لم يتأخر عن الخبر، أو يكن الخبر فعلًا ماضيًا.

فيجوز: "إني لأباك مؤتمن" ولا يجوز: "إني مؤتمن لأباك".

وأجاز الأخفش نحو: "إني لبك وثقت" مع أنه لا يجيز: "إني بك لوثقت".

ومعلوم أن اللام إنما دخلت على معمول الخبر لوقوعه قبل الخبر من أجل أنه واقع موقعه فكأنها دخلت عليه.

فإذا لم يكن هو صالحًا لها فلا حظ لمعموله فيها، وإلا لزم ترتجيع الفرع (1) على الأصل.

ومما تدخل (2) عليه هذه اللام: الفصل المسمى عمادًا

(1) هـ "ترجيح الفعل".

(2)

هـ "يدخل".

ص: 491

كقوله (1) تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} (2).

وما سوى ما ذكر من مواقع (3) اللام إن ورد بلام حكم بزيادتها.

فمن ذلك ما حكاه الكوفيون من قول الشاعر (4):

(223)

- ولكنني من فعلها لعميد

وكقراءة سعيد بن جبير (5): {إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَالطَّعَامَ} (6)، (7) بفتح الهمزة.

(1) في الأصل "لقوله تعالى".

(2)

من الآية رقم 62 من سورة آل عمران.

(3)

ع "من موانع".

(4)

هـ ك وع "بزيادتها كقول من قال: ولكنني".

(5)

هكذا في هـ وك وع -في الأصل "ومنه قراءة بعض السلف""ينظر البحر المحيط 6/ 490".

(6)

هـ سقط "الطعام".

(7)

من الآية رقم 20 من سورة الفرقان.

223 -

هذا عجز بيت من الطويل يذكر له البعض صدرًا هو

يلومونني في حب ليلى عواذلي .... . . . . . . . . . .

ورواية ابن الأنباري في الإنصاف ص 209 حبها لكميد. . . . . . . . . . .

وهي رواية الجوهري "ع م د" ورواية هـ وع وك من حبها لعميد.

قال ابن النحاس في التعليقة: إن هذا البيت لا يعرف قائله ولا أوله. أنشده الكوفيون ولم يذكروا له صدرًا، ولا ذكروا له سابقًا أو لاحقًا، ولهذا تضافرت كلمة البصريين على إنكاره.

"ينظر العيني 2/ 47، وشرح التسهيل للمصنف 1/ 69".

ص: 492

ومنه قول الراجز:

224 -

أم الحليس لعجوز شهربه

ومنه قول الشاعر:

225 -

مروا عجالى فقالوا: كيف سيدكم؟

فقال من سألوا: أمسى لمجهودًا

ومنه قول الآخر:

226 -

وما زلت من ليلى لدن أن عرفتها

لكالهائم المقصى بكل مراد

224 - هذا بيت من مشطور الرجز اشتهرت نسبته إلى رؤبة بن العجاج، وهو في ملحقات ديوانه ص 170.

الحليس: تصغير حلس: كساء رقيق يوضع تحت البرذعة، وأصل هذه كنية الأتان.

الشهربة: الطاعنة في السن.

225 -

من البسيط من أبيات سيبويه الخمسين المجهول قائلها وهو في مجالس ثعلب 155، والخصائص لابن جني 1/ 316 وشرح المفصل لابن يعيش 8/ 64، 87 والمقاصد للعيني 2/ 310 ولم ينسبه هؤلاء ولا غيرهم ممن استشهد به.

226 -

من الطويل قائله كثير عزة من قصيدة "الديوان ص 443".

الهائم: المجنون والذاهب في الطريق لا يدري أين يقصد. المقصى: المبعد.

مراد: اسم مكان من راد إذا ذاهب وجاء.

شبه نفسه في إبعاد ليلى له بالبعير الذي يصيبه الهيام، فيطرد عن الإبل خشية أن يصيبها ما أصابه.

والرواية في الديوان:

. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . بكل مزاد

ص: 493

ومنه قول الآخر:

(227)

- أمسى أبان دليلًا بعد عزته

وما أبان لمن أعلاج سودان (1)

ص":

وإن تخفف "أن" أو"كأنا"

فبعدها انو الاسم مستكنا

وقد يبين، وإذا ما أضمرا

مع "أن" فجملة تجيء (2) خبرا

وإن بفعل صدرت غير دعا

وغير ما تصرفا قد منعا

فالأحسن الفصل بـ"قد" أو نفي او

تنفيس أو"لو"، وقليل ذكر "لو"

227 - من البسيط لم ينسبه أحد ممن استشهدوا به.

أبان: اسم رجل.

أعلاج: جمع علج: الرجل الغليظ من كفار العجم.

سودان: جمع سود الذي هو جمع أسود، ومثله أعمى وعمي، وعميان ورواية ع "من أعلاج" من غير لام.

(1)

هـ سقط من أول قوة المصفن:

مروا عجالي .... إلى هنا وجاء موضعه:

إن الخلافة بعدهم لذميمة

وخلائف طرف لمما أحقره

(2)

ع "يجيء".

ص: 494

وقبل (1)"أن" ذي علم أو ظن لزم

وبشذوذ ما سوى هذا وسم

"ش": "أن" المفتوحة أشبه بالفعل من المكسورة؛ لأن لفظها كلفظ "عض" مقصودًا به المضي، أو الأمر.

والمسكورة لا تشبه إلا الأمر كـ"جد".

فلذلك أوثرت "أن" المفتوحة المخففة ببقاء عملها، لكن على وجه تبين (2) فيه الضعف، وذلك بأن جعل اسمها محذوفًا لتكون (3) بذلك عاملة كلا عاملة (4).

ومما يوجب مزيتها على المكسورة أن طلبها لما تعمل (5) فيه من جهة الاختصاص، "ومن جهة وصليتها بمعمولها. ولا تطلب المسكورة ما تعمل فيه إلا من جهة الاختصاص"(6).

فضعفت (7) بالتخفيف، وبطل عملها -غالبًا- بخلاف المفتوحة.

(1) ط "وقيل".

(2)

ك وع "يتبين".

(3)

هـ وع "ليكون".

(4)

في هذا الموضع اضطراب في الأصل كما يلي: "لتكون بذلك عاملة، ومن جهة وصلتيها بمعمولها ولا تطلب المكسورة ما تعمل فيه إلا من جهة الاختصاص كلا عاملة".

(5)

ع "يعمل".

(6)

هـ سقط ما بين القوسين.

(7)

هـ "وضعفت".

ص: 495

ومثلها "كان" لتركيبها من "أن" والكاف.

وقد يظهر اسماهما (1). فمثال ذلك في "أن" قول الشاعر:

(228)

- لقد علم الضيف والمرملون

إذا اغبر أفق وهبت شمالًا

(229)

- بأنك ربيع، وغيث مريع

وأنك هناك تكون الثمالا

ومثال ذلك في "كأن" قول الشاعر:

(230)

- فيوما توافينا بوجه مقسم

كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم

(1) هـ "أسماؤها".

228 -

229 - من المتقارب قالتهما جنوب أخت عمرو ذي الكلب الهذلية من قصيدة ترثي فيها أخاها عمرًا، وكان قد خرج غازيًا فنام في الطريق فهجم عليه نمران فأكلاه، والبعض ينسبهما إلى أخته عمرة بنت العجلان، والقصيدة في ديوان الهذليين 3/ 122 وما بعدها وحماسة البحتري 430 وقد نسب الأبيات إلى عمرة، وأمالي المرتضى 4/ 148، والحماسة البصرية 3/ 211، وبلاغات النساء 172 والحماسة الشجرية 1/ 309، والخزانة 4/ 353، نهاية الأرب 7/ 142.

المرملون: الفقراء من أرمل القوم نقد زادهم. المريع: الواسع.

230 -

من الطويل اختلف في نسبته فقال البعض هو لكعب بن أرقم اليشكري، وصححه في اللسان وذكر ثلاثة أبيات بعد البيت، ونسبه آخرون إلى باعث بن صريم اليشكري، ونسبه غيرهم إلى علباء بن أرقم من أبيات في شأن امرأته "ينظر سيبويه 1/ 282 ونسب إلى باغت بن صريم، الإنصاف 202، ابن الشجري 2/ 3 ابن يعيش 8/ 72، الخزانة 4/ 364، 489، العيني 2/ 301، 4/ 384، همع 1/ 143، 2/ 18.

ص: 496

على من (1) نصب "ظبية".

ويروى برفعها (2) على حذف الاسم.

ويروى بجرها (3) على زيادة "أن" بين كاف الجر، والمجرور بها.

ولا يكون الخبر عند إضمار اسم "أن" إلا جملة.

إما اسمية كقول الأعشى:

(231)

- في فتية كسيوف الهند قد علموا

أن هالك كل من يحفى وينتعل

وإما فعلية: فإن كان الفعل دعاء، أو غير متصرف باشرته "أن" كقوله تعالى:{وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا} (4).

(1) ك ع سقط "من".

(2)

ك وع "رفعها".

(3)

ك ع "جرها".

(4)

من الآية رقم 9 من سورة النور.

231 -

من البسيط من قصيدة للأعشى والرواية في الديوان ص 147.

. . . . . . . . . . .

أن ليس يدفع عن ذي الحيلة الحيل

ورواية ع "يخفى".

ص: 497

وقوله: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} (1).

وإن كان غيرهما قرن بـ"قد" كقوله تعالى (2): {وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا} (3).

وكقول الشاعر (4):

(232)

- شهدت بأن قد خط ما هو كائن

وأنك تمحو ما تشاء وتثبت

أو بنفي نحو (5) "قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} (6).

أو بحرف تنفيس نحو قوله تعالى (7): {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} (8). أو بـ"لو" نحو قوله تعالى (9): {أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْب} (10).

(1) من الآية رقم 39 من سورة النجم.

(2)

هـ "كقول الله تعالى".

(3)

من الآية رقم 113 من سورة المائدة.

(4)

سقط ما بين القوسين من الأصل.

(5)

هـ سقط "نحو".

(6)

من الآية رقم 7 من سورة البلد.

(7)

من الآية رقم 20 من سورة المزمل.

(8)

سقط من الأصل ومن هـ "منكم مرضى".

(9)

من الآية رقم 14 من سورة "سبأ".

(10)

هـ سقط "الغيب".

232 -

من الطويل لم أعثر له على قائل معين وهو في الأشموني 1/ 292.

ص: 498

وعلى كل حال لا تقع (1)"أن" المذكورة -غالبًا- إلا بعد علم أو ظن فلذلك قلت:

وقبل "أن" ذي علم أو ظن لزم

وبشذوذ ما سوى هذا وسم

فمن الشاذ قول كثير:

(233)

- تمنيك نفس أن ستدنو ولو دنت

دنت وهي لا بالوصل يدنو سرورها

وقول الفرزدق:

(234)

- أبيت أمني النفس أن سوف نلتقي

وهل هو مقدور لنفسي لقاؤها

فأوقعا "أن" المخففة بعد فعل (2) التمني -وهو غريب.

(1) ع "يقع".

(2)

هـ "فعلى التمني".

233 -

من الطويل نسبه المصنف إلى كثير بن عبد الرحمن وليس في ديوانه.

وفي ع:

تمنيك نفس أن سيدنو وقد دنت .... . . . . . . . . . .

وفي هـ. سقط "دنت" من أول الشطر الثاني.

234 -

من الطويل قاله الفرزدق "الديوان 1/ 12".

وفي هـ "أتيت أمني".

ص: 499

ومن الشاذ -أيضًا- قول الشاعر (1):

(235)

- رأيتك أحييت الندى بعد موته

فعاش الندى من بعد أن هو خامل

(236)

- فكان لها ودي وريقة ميعتي

وليدًا إلى أن رأسي اليوم أشيب

فأوقعا "أن" المخففة غير مسبوقة بعلم ولا ظن.

وكذلك إن وقع الفعل بعدها متصلًا بها ولم يكن دعاء، ولا غير متصرف (2) فهو جائز بضعف.

وقد يكون الفعل المتصل بها مضارعًا، وقد يكون ماضيًا. فالمضارع كقول الشاعر.

(237)

- علموا أن يؤملون فجادوا

قبل أن يسألوا بأعظم سؤل

(1) هـ وك وع "ومن الشاذ أيضًا قوله".

(2)

ك "غير منصرف".

235 -

من الطويل وعبارة المصنف في هـ وك وع توحي بأن قائله الفرزدق، وليس في ديوانه خامل: ساقط لا نباهة له.

وإن كان التعبير بخامد أولى؛ لأن الخامد: الساكن وهو يناسب قوله في الشطر الأول "بعد موته".

236 -

من الطويل ورواية هـ "وكان لها".

الريقة: القوة والرمق، ميعة الشباب: أوله.

237 -

من الخفيف قال العيني 2/ 294 لم أقف على اسم قائله.

يؤملون: يرجون. السؤل: الأمنية.

ص: 500

وكقول الآخر (1):

(238)

- إني زعيم يا نويقة إن أمنت من الرزاح

(239)

- ونجوت من عرض المنون من الغدو إلى الرواح

(240)

- أن تهبطين بلاد قوم يرتعون من الطلاح

والماضي كقول أبي ذؤيب:

(241)

- فلما رأوا أن أحكمتهم ولم يكن

يحل لهم إكراهها وغلابها

(242)

- دعاني إليها القلب إني لأمره

سريع فما أدري أرشد طلابها

(1) ع سقط "الآخر".

238 -

240 - من مجزوء الكامل أنشدها الفراء عن القاسم بن معن قاضي الكوفة.

زعيم: كفيل. الرزاح: السقوط من الإعياء هزالًا. الطلاح: من شجر العضاه.

وفي اللسان "طلح": إن نجوت من الرزاح. والأبيات في الخزانة 3/ 559.

وفي ع وك "غرض المنون".

241 -

242 - من الطويل قالهما أبو ذؤيب الهذلي "خويلد بن خالد" والقصيدة التي منها هذان البيتان في ديوان الهذليين 1/ 71.

وضمير المفردة المؤنثة يعود إلى أسماء المتقدم ذكرها في مطلع القصيدة وهو:

أبالصرم من أسماء حدثك الذي

جرى بيننا يوم استقلت ركابها

وروي "مطيع" و"سميع" بدل "سريع" وهي رواية ع وك و =

ص: 501

وليس المراد بالعلم والظن لفظهما، بل معناهما بأي لفظ كان.

فمن وقوع "أن" المخففة بعد مفهم (1) علم قول ابن أبي ربعية:

(243)

- ثم انصرفت وكان آخر عهدنا

أن سوف يجمعنا إليك الموسم

ومنه قول الأحوص (2):

(244)

- وما كنت زوارًا ولكن ذا الهوى

إذا لم يزر لا بد أن سيزور

ومنه قول جرير:

= هـ ورواية الديوان "عصاني إليها القلب".

والبيت الذي ذكره المصنف متقدمًا هنا ذكر في الديوان متأخرًا ووقعت كلمة "دعاني" أو"عصاني" في جواب "لما" في بيت يسبق هو.

ثلاثة أعوام فلما تجرمت

علينا بهون واستحار شبابها

والبيت الثاني من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ ص 119، وشرح التسهيل 2/ 199.

(1)

ع "بعد فهم علم".

(2)

هـ "قول الآخر".

243 -

من الكامل ديوان عمر ص 227، والرواية فيه:

. . . . . . . . . . . وكان آخر قولها .... . . . . . . . . . .

244 -

من الطويل وفي هـ "إذا لم تزر".

ص: 502

(245)

- وآية لؤم التيم أن لو عددتم

أصابع تيمي نقصن عن العشر

ولذلك فإن الفراء في: {آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاس} (1): "قرئ نصبًا، ولو رفع كان صوابًا"(2).

"ص":

وخففت "إن" فقل العمل

وإن تلا فعل فمما يعزل

عمل الابتدا وشذ نحو "إن

قتلت" والثاني بلام يقترن

فارقة إن لم يكن يستغنى

عن ذكرها بعمل، أو معنى

إهمال "إنَّ" المكسورة بالتخفيف أكثر من إعمالها، ولذا قلت:

. . . . . . . . . . . فقل العمل .... . . . . . . . . . .

(1) من الآية رقم 41 من سورة آل عمران ومن الآية رقم 10 من سورة مريم.

(2)

قال الفراء في معاني القرآن 2/ 162.

وقوله: {آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ} .

"أن" في موضع رفع أي: آيتك هذا.

و"تكلم" منصوبة بـ"أن".

ولو رفعت كما قال: {أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} ، كان صوابًا.

245 -

من الطويل "ديوان جرير 204" والرواية في الديوان:

. . . . . . . . . . . من العشر.

ص: 503

"ثم أشرت إلى أنه إذا تلاها فعل فحقه أن يكون بعض نواسخ الابتداء نحو قوله تعالى (1): {إِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} (2).

ثم أشرت إلى أنه قد يليها فعل غير ناسخ للابتداء على سبيل الشذوذ كقول عاتكة امرأة الزبير رضي الله عنه.

(246)

- يا عمرو لو نبهته لوجدته

لا طائشَا رعش الجنان ولا اليد

(247)

- شلت يمينك إن قتلت لمسلمًا

حلت عليك عقوبة المتعمد

وحكى الكوفيون: "إن يزينك لنفسك، وإن يشينك لهيه (3) ".

(1) من الآية رقم 143 من سورة البقرة.

(2)

هـ "سقط ما بين القوسين".

(3)

جاء في أصول ابن السراج 1/ 316:

"حكى الفراء: "إن يزينك لنفسك، وإن يشينك لهيه"".

246 -

247 - بيتان قالتهما عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشية، العدوية ترثي زوجها الزبير بن العوام رضي الله عنه وتدعو على قاتله عمرو بن جرموز، وفي الشطر الأول من البيت الثاني روايات منها رواية المصنف هنا، وهي رواية ابن جني في المحتسب 145.

ومنها روايته في شرح التسهيل 1/ 70 وهي:

ثكلتك أمك. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

ص: 504

وسمع سيبويه (1) بعض العرب يقول: "أما إن جزاك الله خيرًا -بالكسر.

وجعل تقديره: أما إنك جزاك الله خيرًا.

والفتح أشهر.

وإذا أعملت وهي (2) مخففة "فالمتكلم بالخيار في الإتيان باللام وتركها، كما كان قبل التخفيف.

ومن إعمالها مخففة (3) قوله تعالى: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} (4).

= ومنها روايته في شرح عمدة الحافظ 81 وهي:

هبلتك أمك. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

ومنها رواية ابن يعيش في شرح المفصل 8/ 72.

بالله ربك. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

"ينظر الخزانة 4/ 348، همع 1/ 142، المقاصد النحوية 2/ 278، والإنصاف 2/ 641"

والشلل: يبس في اليد أو ذهابها، الطائش: الذي لا يصيب الهدف.

الجنان: القلب أو الروح. عقوبة المتعمد: القتل في الدنيا، والعذاب في الآخرة.

(1)

ينظر كتاب سيبويه 1/ 482.

(2)

هـ "فهي مخففة".

(3)

هـ سقط ما بين القوسين.

(4)

من الآية رقم 111 من سورة هود. =

ص: 505

قال سيبويه (1):

"وحدثنا من نثق به أنه سمع من العرب من يقول: "إن عمرًا لمنطلق".

وقال الأخفش في كتاب "المعاني" له:

"وزعموا أن بعضهم يقول: "إن زيدًا لمنطلق" وهي مثل:

= وفي هذه الآية قراءات منها ما يلي:

الأولى: قراءة نافع وابن كثير بتخفيف نون "أن" وميم "لما" على إعمال" "إن" المخففة. واللام في "لما" داخلة في خبر "إن" و"ما" موصولة أو نكرة موصوفة، ولام "ليوفينهم" لام القسم، وجملة القسم مع جوابه صلة الموصول، أو صلة لـ"ما".

والتقدير على الأول: وإن كلا للذين والله ليوفينهم.

والتقدير على الثاني: وإن كلا لخلق أو لفريق والله ليوفينهم.

والموصول أو الموصوف خبر لـ"إن".

الثانية: قراءة ابن عامر وحفص وحمزة وأبي جعفر بتشديد نون "أن" وميم "لما" وهي قراءة ظاهرة فـ"أن" عاملة، ووافقهم الشنبوذي.

الثالثة: قراءة أبي بكر -بتخفيف النون وتشديد الميم- جعل "إن" نافية و"لما" كـ"إلا" و"كلا" منصوب بمفسر بقوله ليوفينهم. ووافقه الحسن.

الرابعة: قراءة المطوعي بتخفيف "إن" ورفع "كل" وتشديد "لما" على أن "إن" نافية و"كل" متبدأ و"لما" بمعنى "إلا" وهي قراءة ظاهرة.

وحكم "لما" في الطارق حكمها في "هود" تشديدًا وتخفيفًا، ويس كالزخرف "ينظر إتحاف فضلاء البشر ص 260، 364، 385".

(1)

ينظر كتاب سيبويه 1/ 283.

ص: 506

{وَإِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} (1) يقرأ (2) بالنصب والرفع" (3). هذا نصه.

فإذا (4) أهملت لزمت اللام (5) ثاني الجزأين لئلا يتوهم كونها نافية.

"فإن كان المحل غير صالح للنفي لم يجب اللام نحو: "إن كادت نفس الخائف تزهق" (6) و"إن كان الكريم يرتاح للعطاء" و"إن وجدت الله لطيفًا بعباده".

وفي صحيح مسلم عن عائشة أم المؤمنين (7) رضي الله عنها:

"إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره إذا تطهر، وفي ترجله إذا ترجل، وفي انتعاله (8) إذا انتعل (9).

(1) الآية رقم 4 من سورة الطارق.

(2)

ك وع "قرئ".

(3)

تفصيل هذه القراءة ووجوهها في البحر المحيط 8/ 454.

(4)

هـ سقط "فإذا".

(5)

هـ "باللام".

(6)

هـ سقط ما بين القوسين.

(7)

ك ع هـ سقط "أم المؤمنين".

(8)

ع "نعاله".

(9)

أخرجه البخاري باب الصلاة 47، والأطعمة.

ومسلم في باب الطهارة 66، 67. وأبو داوود في اللباس 41 =

ص: 507

ومنه قراءة بعض السلف: {وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّامَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (1)، (2).

- ذكرها ابن جني في المحتسب، وعزاها إلى أبي رجاء- (3).

و"ما" موصولة، وعائدها محذوف.

والتقدير: وإن كان ذلك للذي هو متاع الحياة الدنيا (4).

ومنه قول الطرماح.

(1) ع سقطت اللام من "لما".

(2)

من الآية رقم 35 من سورة الزخرف.

(3)

أبو رجاء هو عمران بن تيم العطاردي، البصري، التابعي، الكبير، ولد قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة. وكان مخضرمًا، أسلم في حياة النبي، صلى الله عليه وسلم -ولم يره، عرض القرآن على ابن عباس، وتلقنه من أبي موسى، وحدث عن عمر وغيره من الصحابة مات سنة 105 هـ.

"طبقات القراء للجزري 1/ 604".

(4)

قال ابن جني في المحتسب 2/ 255 ومن ذلك قراءة أبي رجاء "لما متاع". قال أبو الفتح:

"ما" هنا بمنزلة "الذي" والعائد إليها من صلتها محذوف وتقديره: وإن كل ذلك للذي هو متاع الحياة الدنيا.

فكأنه قال: وإن كل ذلك لما يتمتع به من أحوال الدنيا".

ص: 508

(248)

- أنا ابن أباة الضيم من آل مالك

وإن مالك كانت كرام المعادن

"ص":

ونصب ما على اسم ذا الباب عطف

أجز بلا قيد، وبالرفع اعترف

لـ"إن" بعد خبر، وقبل أن

نويت تأخيرًا، و"أن" مثل "إن"(1)

والرفع (2) - مطل قًا- رأى الكسائي

وإن يك الإعراب ذا خفاء

وقدم المعطوف فالفراء قد

يرفع عمومًا، وبفتواه ورد

"يا ليتني وأنت يا لميس

في بلد ليس به (3) أَنِيسُ"

(1) هكذا ورد في الشطر الثاني في الأصل.

وفي س وش وط وك وع .... نويت تأخيرًا و"لكن" لـ"إن".

(2)

ع "والرمطلقا".

(3)

هـ "ليس فيه".

248 -

من الطويل قاله الطرماح -الحكم بن حكيم- "الديوان 173". وهو من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ 32، وشرح التسهيل 1/ 70.

أباة: جمع آب وهو الممتنع. الضيم: الظلم.

والشاهد في قوله "وإن مالك كانت" حيث استغنى عن اللام بعد "إن" المخففة؛ لأن موضعها غير صالح للنافية.

ص: 509

وصح "أجمعون ذاهبونا"

"وإنهم" من قبل "أجمعون"

وناصب بـ"ليت" يحيى الخبرا (1)

وبعضهم عم، ومما سطرا

"كأن أذنيه إذا تشوفا

قادمة أو قلما محرفا"

"ش": يجوز نصب المعطوف على اسم "إن" وأخواتها متقدمًا على الخبر، ومتأخرًا.

فالتقدم (2) كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} (3).

والتأخر كقول الراجز:

(249)

- إن الربيع الجود والخريفا

(250)

- يدا أبي العباس والصيوفا

(1) هكذا في الأصل وفي ط وهـ وفي باقي النسخ.

"وناصب يحيى بـ"ليت" الخبرا .... . . . . . . . . . .

(2)

هـ "فالمتقدم".

(3)

من الآية رقم 56 من سورة الأحزاب.

249 -

250 - هذا رجز ينسب لرؤبة بن العجاج "الديوان ص 179" من أرجوزة قالها في مدح أبي العباس السفاح.

الجود: بفتح الجيم وسكون الواو: المطر الغزير.

ويروى الجون: والمراد به السحاب الأسود.

ص: 510

ويجوز الرفع مع "إن" و"لكن" -خصوصًا- بعد الخبر بإجماع.

ومثال ذلك مع "إن" قوله:

251 -

فمن يك لم ينجب أبوه وأمه

فإن لنا الأم النجيبة والأب

ومثاله مع "لكن" قوله:

252 -

وما زلت سباقًا إلى كل غاية

بها يقتضي في الناس مجد وإفضال

253 -

وما قصرت بي في التسامي خؤولة

ولكن عمى الطيب الأصل والخال

251 - من الطويل أنشده النحاة، ولم ينسبه أحد إلى قائله "العيني 2/ 265".

قال يس في حاشيته على التصريح:

"قال اللقاني: والوصف وعطف البيان، والتوكيد كالمنسوق عند الجرمي والزجاج والفراء في جواز العطف على المحل.

ولم يذكر غيرهم في ذلك منعًا ولا إجازة.

والأصل الجواز إذ لا فارق.

ولم يذكروا البدل، والقياس كونه كسائر التوابع في جواز الرفع نحو "إن الزيدين استحسنهما شمائلهما" -بالرفع".

252 -

253 - من الطويل والتسامي: العلو والرفعة "ينظر، شواهد العيني 2/ 316 التصريح 1/ 227 الهمع 2/ 144 الدرر 2/ 202 شرح الأشموني 1/ 287.

ص: 511

وأجاز ذلك الكسائي -مطلقًا (1).

والفراء في سائر عوامل الباب بشرط خفاء إعراب الاسم.

ومن حجج الفراء قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (2).

ومن حججه (3) - أيضًا- قول الشاعر (4):

(254)

- فمن يك أمسى بالمدينة رحله

فإني وقيار بها لغريب

ويصلح أن يكون هذا وشبهه حجة للكسائي (5).

(1) ع وك سقط "مطلقًا".

(2)

من الآية رقم 169 من سورة المائدة.

(3)

ك وع " ومن حجته".

(4)

هـ "كقول الشاعر".

(5)

هـ "حجة الكسائي".

254 -

من الطويل قاله ضابئ بن الحارث البرجمي من أبيات يقولها، وهو محبوس بالمدينة أيام أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه رواها له أبو العباس المبرد في الكامل 1/ 188 وأبو زيد في النوادر ص 20.

وقيار: اسم فرسه، وقال أبو زيد: اسم جمله، وقيل: هو رجل.

ص: 512

ويقول: بناء الاسم في الآية والبيت وقع اتفاقًا، ورفع المعطوف هو الحجة والأصل التسوية بين المعرب والمبني في إجراء (1) التوابع عليهما.

وسيبويه يحمل الآية والبيت على أن المعطوف فيهما منوي التأخير (2).

ويلحق في ذلك "أن" بـ"إن" إذا كان موضعها موضع جملة نحو: "علمت أن زيدًا منطلق، وعمرو".

واستشهد سيبويه (3) يقول الله تعالى (4): {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} (5).

ويقول (6) الشاعر (7):

(255)

- وإلا فاعلموا أنا وأنتم

بغاة ما بقينا في شقاق

(1) هـ "آخر".

(2)

تنظر الآية في كتاب سيبويه 1/ 290، وما بعدها والبيت في كتابه 1/ 37 وما بعدها.

(3)

استشهد سيبويه بالآية في موضعين 1/ 121، 1/ 285.

(4)

ك ع هـ "بقوله تعالى".

(5)

من الآية رقم 3 من سورة التوبة.

(6)

هـ وكقول.

(7)

تحدث سيبويه عن هذا البيت 1/ 290 وما بعدها.

255 -

من الوافر قاله بشر بن أبي خازم "الديوان ص 165".

ص: 513

وقال:

التقدير: فاعملوا أنا بغاة ما بقينا (1) وأنتم (2).

ولموافقة سيبويه قلت:

. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . و"أنَّ" مثل "إنّ"

ولم يخص (3) الفراء رفع (4) المعطوف بـ"إن" و"لكن" بل أجازه عمومًا وأنشد مستشهدًا (5):

(256)

- يا ليتني وأنت يا لميس

(257)

- في بلد ليس به إنيس

ومما يصلح الاحتجاج (6) به للفراء والكسائي على رفع المعطوف قبل الخبر قول بعض العرب: "إنهم أجمعون ذاهبون".

(1) هكذا في كتاب سيبويه وسقط قوله "ما بقينا" من كل النسخ.

(2)

زادت ك وع "وأنتم كذلك".

(3)

ع "ولم يختص".

(4)

ك وع سقط "رفع".

(5)

معاني القرآن 3/ 273.

(6)

ك وع "للاحتجاج".

256 -

257 - من أرجوزة لجران العود: عامر بن الحارث النميري "الديوان ص 52". ورواية سيبويه 1/ 133 والفراء: وبلدة ليس بها أنيس.

ونسب هذا الرجز في التصريح 1/ 230 لرؤبة بن العجاج.

ورواية همع الهوامع 2/ 144 في بلدة ليس بها أنيس.

ص: 514

فرفع التوكيد حملًا على معنى الابتداء في المؤكد مع أنهما شيء واحد في المعنى.

فإن يكون ذلك في المعطوف والمعطوف عليه لتباينهما في المعنى أحق وأولى.

ونسب سيبويه قائل: "إنهم (1) أجمعون ذاهبون" إلى الغلط (2) مع أنه من العرب الموثوق بعربيتهم.

وليس ذلك من سيبويه رحمه الله بمرضي، بل الأولى أن يخرج (3) على أن قائل ذاك (4) أراد: أنهم هم أجمعون ذاهبون.

على أن يكون "هم" مبتدأ مؤكدًا بـ"أجمعون" مخبرًا عنه بـ"ذاهبون".

ثم حذف المبتدأ، وبقي توكيده، كما يحذف الموصوف، وتبقى صفته.

وأكثر ما يكون ذلك في صلة الموصول نحو: "قدم الذين فارقت أجمعين". أي: الذين فارقتهم أجمعين.

(1) هـ "إنهوا أجمعون".

(2)

قال سيبويه في الكتاب 1/ 290:

"واعلم أن ناسًا من العرب يغلطون فيقولون: "إنهم أجمعون ذاهبون" و"إنك وزيد ذاهبان".

(3)

ك "تخرج".

(4)

ك وع "ذلك".

ص: 515

وقد أجاز الفراء نصب جزأي الابتداء بـ"ليت"(1) ومن شواهده قول الشاعر:

(258)

- ليت الشباب هو الرجيع إلى الفتى

والشيب كان هو البديء الأول

ولا حجة فيه لإمكان تقدير "كان"، وجعل "الرجيع" خبرها.

وأنشد أبو العباس ثعلب (2):

(259)

- فليت غدًا يكون غرار شهر

وليث اليوم أيامًا طوالًا

ومن الكوفيين من ينصب الجزأين بـ"ليت"(3) وغيرها من

(1) قال الفراء في معاني القرآن 2/ 352.

"أنشدني الكسائي:

ليت الشباب هو الرجيع إلى الفتى

والشيب كان هو البديء الأول

فرفع في "كان" ونصب في "ليت". . . . . . . . . . .

قال: الفراء يجيز هذا، ولا يجيزه غيره من النحويين.

(2)

ينظر مجالس ثعلب ص 236.

(3)

ينظر تفصيل ذلك في شرح المفصل لابن يعيش 8/ 84 وقد نسب هذه اللغة لبني تميم.

258 -

من الكامل أنشده الفراء عن الكسائي في معاني القرآن 2/ 352 ولم يعزه، وقائله القطامي "الديوان ص 7".

259 -

من الوافر أنشده ثعلب ولم ينسبه لقائل معين "مجالس ثعلب 196 القسم الأول"، ومعنى غرار شهر: مثل شهر.

ص: 516

أخواتها ويستشهد بقول الراجز العماني (1):

(260)

- كأن أذنيه إذا تشوفا

(261)

- قادمة أو قلما محرفا

وبحديث يروى (2) وهو (3): "إن قعر جهنم سبعين خريفًا"(4).

ورد جميع ذلك إلى الأصول المجمع عليها أولى.

فيخرج "كأن أذنيه" على تقدير كأن أذنيه يحاكيان (5) أو نحو ذلك.

(1) هو محمد بن ذؤيب، من مخضرمي الدولتين وأحد شعراء الرشيد.

(2)

ك ع هـ "روى".

(3)

سقط "وهو" من الأصل.

(4)

أخرجه مسلم في باب الإيمان 329.

(5)

هـ "يحاكيا".

260 -

261 رواية المصنف هنا هي رواية المبرد في الكامل 513، والعقد 5/ 367، وسمط اللالئ 876، ورواية ابن جني في الخصائص "قلامة أو قلما محرفًا" وينظر الخزانة 4/ 292 والخصائص 2/ 430 والموشح 297، وشرح التبريزي 2/ 329.

تشوف: نصب أذنيه للاستماع القادمة: إحدى قوادم الطير، القلم المحرف، المقطوط لأعلى جهة الاستواء، بل يكون الشق الوحشي أطول من الشق الأنسي.

وقد أجيب عن هذا البيت بأجوبة كثيرة منها إجابة ابن جني في الخصائص أن الراجز أراد: قادمتان أو قلمان محرفان فحذف النون للضرورة، ومنها إجابة المصنف.

ص: 517

ويخرج "إن قعر جهنم" على أن "قعر" مصدر من قولهم: قعرت (1) البئر، أي بلغت قعرها.

و"سبعين" منصوب (2) على الظرفية، وقد وقع خبرًا؛ لأن الاسم مصدر والإخبار عن المصدر بظرف الزمان مطرد.

ومما يستشهد به ناصب الجزأين قول الشاعر:

(262)

- إذا أسود جنح الليل فلتأت ولتكن

خطاك خفافًا إن حراسنا أسدًا

(1) هكذا في الأصل -وفي هـ وع وك "قعر البئر".

(2)

هـ "منصوبًا".

262 -

من الطويل نسب في الخزانة 2/ 144 لأبي زبيد الطائي، وليس في ديوانه ونسبه السيوطي في شرح شواهد المغني 1/ 122 لعمر بن أبي ربيعة. جنح الليل: جانبه.

والشاهد قوله: "إن حراسنا أسدًا" حيث نصب الجزأين بـ"إن". وقد صحح الصبان في حاشيته على الأشموني 1/ 169 أن تكون خطاك -بكسر الخاء- فقال: والخطاء بالكسر والمد، لكن قصره الشاعر للوزن جمع خطوة -بالفتح- كركوة وركاء كما في الصحاح، وهي نقل القدم.

ص: 518