المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إعراب المجموع بالألف والتاء، وما جرى مجراه: - شرح الكافية الشافية - جـ ١

[ابن مالك]

الفصل: ‌إعراب المجموع بالألف والتاء، وما جرى مجراه:

ونون الجمع الذي على حد المثنى، والمحمول عليه مفتوحة، وكسرها لغة (1).

قال الشاعر:

23 -

عربين من عرينة ليس منا

برئت إلى عرينة من عرين

24 -

عرفنا جعفرًا وبني رباح

وأنكرنا زعانف آخرين

(1) ك وع "وكسرها ضرورة".

23 و 24 - هذان بيتان من الوافر قالهما جرير من أبيات أربعة يخاطب بها فضالة العرني "ديوان جرير ص 577".

والرواية في الديوان:

عرفنا جعفرًا وبني عبيد

ص: 200

‌إعراب المجموع بالألف والتاء، وما جرى مجراه:

"ص"

أولات مع جمع بتاء وألف

زيدا اكسرن نصبا كـ"آيات" أصف (1)

(1) هكذا في ك وع وس وش، وفي الأصل "أقف" وفي ط "أصنف".

23 و 24 - هذان بيتان من الوافر قالهما جرير من أبيات أربعة يخاطب بها فضالة العرني "ديوان جرير ص 577".

والرواية في الديوان:

عرفنا جعفرًا وبني عبيد ورواية الأصل "وبني رباح" وفي ك وع "بني رباح"- بالباء الموحدة وعرين: هو عرين بن ثعلبة بن يربوع من آباء فضالة.

وعرينة: بطن من بجيلة.

وجعفر: أخو عرين.

وزعانف: جمع زعنفة -بكسر الزاي- وهم الأتباع والملحقون.

ص: 200

"ش": أولات بمعنى ذوات، والواحدة منها (1): ذات. لكن "ذوات" جمع؛ لأن واحده من لفظه، و"أولات" اسم جمع؛ لأن واحده من غير لفظه إلا أن يجري مجرى الجمع الذي علامته ألف، وتاء زائدتان.

وقيدت الألف والتاء بالزيادة احترازًا من نحو (2)"أبيات" فإن ألفه زائدة، وتاءه أصلية.

ومن نحو "قضاة" فإن تاءه مزيدة، وألفه منقلبة عن الأصل.

"ص"

وهو لذي التا مطلقًا وما خلا

منها اسم أنثى (3) نحو هند وحلى

"ش" الضمير من "وهو لذي التا" عائد إلى الجمع بالتاء والألف.

أي: الجمع بالألف والتاء المزيدتين على ضربين: مقيس وغير مقيس.

فالمقيس: ما كان واحده بتاء التأنيث -مطلقًا.

(1) في الأصل "منهما".

(2)

ع "من لفظ أبيات".

(3)

هكذا في الأصل وفي ط "منها لأنثى" وفي ك وع وس وش:

. . . . . . . . . . . واسم خلا

منها لأنثى. . . . . . . . . . .

ص: 201

وأعني بـ"مطلقًا"(1) أن وجود التاء في الواحد مصحح لجمعه بالألف والتاء:

علم مؤنث كان كـ"عمرة" و"سلمة".

أو علم مذكر كـ"طلحة" و"حمزة".

أو اسم جنس جامدًا كـ"تمرة" و"غرفة".

أو اسم جنس صفة كـ"ضخمة" و"حلوة".

و"ما" من قولي:

. . . . . . . . . . . وما خلا .... . . . . . . . . . .

بمعنى "الذي" معطوفة على "ذي التا".

أي: الجمع المذكور لذي التاء -مطلقًا- ولما خلا منها من اسم علم لأنثى كـ"هند" و"حلى"(2) -والمراد بهما امرأتان (3) ".

"ص":

وما خلا منها اسم جنس أنثا

لغير نقل فيه لا تنبعثا

وقسه في ذي ألف التأنيث لا

شبهًا لـ حمراء وسكرى واعدلا

(1) ك وع "مطلق".

(2)

ع "حبلى".

(3)

سقط ما بين القوسين من ك وع وجاء موضعه "أي: وهو باطراد لما فيه تاء التأنيث من أعلام الذكور، والإناث كطلحة وسلمة وأسماء الأجناس جوامدها ومشتقاتها كتمرة وضخمة، ولما خلا من التاء من أعلام الإناث كحبلى، وهو اسم امرأة".

ص: 202

ولا مذكر المسمى علمًا

بل مثل (1) صحراء حبارى أدمى (2)

وقس على دريهمات وعلى

نحو جبال راسيات واقبلا (3)

إذا كان المؤنث اسم جنس وخلا من علامة التأنيث لم يجز جمعه بالألف والتاء إلا فيما سمع كـ"خود"(4) و"خودات" و"ثيب" و"ثيبات" و"سماء" و"سماوات" و"شمال"(5) و"شمالات".

وما لم يسمع فلا يجمع بالألف والتاء.

فلا يقال في "عين": "عينات" ولا في "دار": دارات" ولا في "شمس": "شمسات".

وإن كان في الاسم ألف التأنيث جاز جمعه بالألف والتاء -مطلقًا.

(1) ع "مثله".

(2)

أُدَمَى: موضع.

(3)

هكذا في الأصل وط وش وفي ع وك وس جاء الشطر الثاني كما يلي:

. . . . . . . . . . .

حمامك "راسيًا" تريد الجبلا

(4)

الخود: المرأة الحسنة الخلق الشابة أو الناعمة.

(5)

الشمال: ريح تهب من قبل الحجر.

ص: 203

ما لم يكن علم مذكر (1) كـ"سلمى" و"ورقاء" اسمي (2) رجلين.

ولا "فعلاء"(3) مؤنث "أفعل" كـ"حمراء" و"صفراء".

أو "فَعْلَى" فَعْلَان" كـ"سكرى" و"غضبى".

واطرد هذا الجمع في تصغير غير الثلاثي من أسماء المذكرات التي لا تعقل نحو: "دريهمات".

وفي صفات المذكرات التي لا تعقل كقوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} (4)"وقوله": {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} (5).

وعلى هذا نبهت بقولي:

. . . . . . . . . . . وعلى

جمعك راسيًا تريد الجبلا (6)

"س":

وما به سمي من ذا الباب

فهو على ما كان من إعراب

وترك تنوين قليل، وجعل

أيضًا كـ"أرطاة" لإنسان نقل

(1) هـ "علمًا لمذكر".

(2)

هـ "اسما رجلين".

(3)

ع "فعلى".

(4)

من الآية رقم "197" من سورة "البقرة".

(5)

من الآية رقم "203" من سورة "البقرة".

(6)

سقط ما بين القوسين من الأصل.

ص: 204

وجاء في نحو "ثبات" فتح

في النصب نزرًا، لا عداك نجح (1)

"ش": أي: إذا سمي بـ"أولات"، أو بنحو "هندات" من المجموع فإعرابه بعد التسمية به كإعرابه قبل التسمية به.

فتقول في رجل اسمه "هندات": "هذا هندات" و"رأيت هندات" و"مررت بهندات".

كما كنت تقول إذ كان جمعًا.

هذه (2) اللغة الجيدة.

قال الله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ} (3).

ومن العرب من يزيل التنوين "ويبقي الكسرة في جره ونصبه.

ومنهم من يزيل التنوين" (4) ويمنعه الكسرة فيقول (5):

"هذه عرفات مباركًا فيها"، و"رأيت عرفات"، و"مررت بعرفات".

(1) ط "النجح".

(2)

ك وع "هذه هي اللغة الجيدة".

(3)

من الآية رقم "198" من سورة "البقرة" وتمامها: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ. . . . . . . . . . .} .

(4)

هـ سقط ما بين القوسين.

(5)

هـ "فتقول".

ص: 205

وإلى هذه اللغة أشرت بقولي:

. . . . . . . . . . . وجعل

أيضا كـ أرطاة (1). . . . . . . . . . .

وأما "ثبات" ونحوه من جمع المحذوف اللام المعوض منها التاء، فالمشهور جريه مجرى "هندات".

ومن العرب من ينصبه بفتحة، ومن قول بعض العرب:

"سمعت لغاتهم".

وأنشد الفراء (2) لأبي ذؤيب:

25 -

فلما جلاها بالأيام تحيزت

ثباتًا عليها ذلها واكتئابها

(1) الأرطاة: شجرة لها نور، وثمرها كالعناب مر تأكله الإبل غضًا، وعروقها حمر.

(2)

قال الفراء في معاني القرآن 2/ 93:

السبت واللغات: ربما أعربوا التاء منهم بالنصب، والخفض وهي تاء جماع ينبغي أن تكون خفضًا في النصب والخفض.

فيتوهمون أنها هاء، وأن الألف قبلها من الفعل.

وأنشدني بعضهم:

إذا ما جلاها بالأيام تحيرت .... . . . . . . . . . .

وتحيزت: اجتمع بعضها إلى بعض ويروى تحيرت وفي: وع "تميزت".

ثبات: جماعات.

25 -

من الطويل نسبه المصنف لأبي ذؤيب الهذلي، وهو في ديوان الهذليين 1/ 79 وفي الاقتضاب 409 وفي الخصائص 3/ 304 ورواية الديوان:

ص: 206