المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إعراب المثنى والمجموع على حده، وما يتعلق بذلك: - شرح الكافية الشافية - جـ ١

[ابن مالك]

الفصل: ‌إعراب المثنى والمجموع على حده، وما يتعلق بذلك:

‌إعراب المثنى والمجموع على حده، وما يتعلق بذلك:

"ص"

مثنى أو شبيهه ارفع بالألف

وغير رفع فيهما باليا ألف

كـ"ابنيك" سل كليهما وإن تضف

كلا لظاهر فألزمها الألف

إلا قليلًا، والمثنى قد يرد

بألف في كل حال فاعتمد

"ش": / المثنى: ما دل على اثنين بزيادة، صالحًا للتجريد، وعطف مثله عليه دون اختلاف معنى كـ"رجلين".

وشبه المثنى: ما أعرب إعرابه غير صالح لذلك.

وكذا إن صلح له، واختلف معناه.

فـ"ابنان" مثنى لقولك فيه: "ابن وابن" بلا اختلاف معنى.

و"اثنان" شبيه (1) مثنى؛ لأنه لا يصلح لما قلنا.

وكذا نحو "القمرين" في: الشمس والقمر؛ لأنه لا يغني عنه "قمر وقمر".

(1) هكذا في ك وع في الأصل "شبه".

ص: 185

وكذا المقصود به التكثير (1) كـ"قوله تعالى": {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} (2).

لأن المراد به (3): ارجع البصر كرات لقوله تعالى: {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} .

أي: مزدجرًا وهو كليل.

وكذا قول الشاعر:

12 -

فاعمد لما تعلو فما لك بالذي

لا تستطيع من الأمور يدان

المراد نفي اليد فما فوقها

(1) ع "التنكير".

(2)

من الآية رقم 4 من سورة "الملك" وتمامها: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ

(3)

كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ}.

والقراءة المشهورة بجزم الفعل "ينقلب"، وقرأ برفعه الخوارزمي عن الكسائي.

الكر: الرجوع، والكرة: المرة والجمع الكرات.

ك سقط "به".

12 -

من الكامل قاله كعب الغنوي.

قال أبو علي القالي في الأمالي 2/ 312.

أنشدنا أبو عبد الله: إبراهيم بن محمد بن عرفة قال:

أنشدنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي لكعب الغنوي يقول لابنه وذكر سنة أبيات منها:

وإذا رأيت المرء يشعب أمره

شعب العصا، ويلج في العصيان

فاعمد لما تعنو فمالك بالذي

لا تستطيع من الأمور يدان

ص: 186

ومما يتناوله شبيه (1) المثنى "كِلَا" المضاف إلى مضمر نحو: "جاء كلاهما" و"رأيت كليهما" و"مررت بكليهما"(2).

فإذا أضيف إلى ظاهر كان بالألف على كل حال في اللغة المشهورة فيقال: "جاء كلا أخويك" و"رأيت كلا أخويك" و"مررت بكلا أخويك".

وأشرت بقولي:

إلا قليلًا. . . . . . . . . . .

إلى لغة حكاها الفراء (3) منسوبة إلى كنانة (4).

فيقال على لغتهم: "جاء كلا أخويك" و"رأيت كِلَيْ أخويك" و"مررت بكلي أخويك"(5).

(1) في الأصل "شبه".

(2)

في الأصل "ومررت بكليهما، ورأيت كليهما".

(3)

يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور أبو زكريا الديلمي، الكوفي توفي سنة 207 هـ تقريبًا.

(4)

قال الفراء في معاني القرآن 2/ 184:

وقد اجتمعت العرب على إثبات الألف في "كلا الرجلين" في الرفع، والنصب والخفض إلا بني كنانة، فإنهم يقولون:"رأيت كلي الرجلين" و"مررت بكلي الرجلين"، وهي قبيحة قليلة، مضوا على القياس.

(5)

في الأصل "ومررت بكلي أخويك" و"رأيت كلي أخويك".

ص: 187

فيجرون "كلا"(1) مجرى المثنى مع الظاهر، كما يجريه (2) الجميع مجراه مع المضمر.

و"كلتا" في جميع ما ذكر مثل "كلا".

وقولنا:

. . . . . . . . . . . والمثنى قد يرد

بألف (3) في كل حال. . . . . . . . . . .

أشير به إلى لغة بني الحارث بن كعب فإنهم يجرون المثنى، وشبهه مجرى المقصور، فتثبت ألفه في النصب والجر (4)، كما تثبت في الرفع.

ومنه قراءة من قرأ: "إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ"(5).

(1) في الأصل "كلى".

(2)

في ك، ع "تجريه".

(3)

في الأصل "بالألف".

(4)

في الأصل "في الجر والنصب".

(5)

من الآية رقم "63" من سورة طه، وفيها قراءات:

قرأ نافع، وابن عامر، وأبو بكر، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب، وخلف بتشديد النون من "إنَّ" و"هذان" بالألف وتخفيف النون وفيها أوجه:

أحدهما: كون "إن" بمعنى "نعم"، وهذان مبتدأ، خبره "لساحران".

الثاني: "إن" عاملة واسمها ضمير الشأن محذوف والجملة الاسمية خبرها.

الثالث: "إن" عامله و"هذان" اسمها على لغة من أجرى المثنى =

ص: 188

وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِر (1):

13 -

وأطرق إطراق الشجاع ولو رأى

مساغًا لناباه الشجاع لصمما

= بالألف دائمًا، وقرأ ابن كثير وحده بتخفيف "إن" و"هذانّ" بالألف وتشديد النون، وقرأ حفص كذلك إلا أنه خفف النون، ووافقه ابن محيصن.

وهاتان القراءتان أوضح القراءات معنى ولفظًا وخطًا على أن "إنْ" مخففة من الثقيلة أهملت، و"هذان" مبتدأ و"لساحران" الخبر، واللام فارقة.

وقرأ أبو عمرو "إن" بتشديد النون وهذين بالياء مع تخفيف النون، ووافقه اليزيدي والمطوعي، وهي واضحة من حيث الإعراب، والمعنى لكن استشكلت من حيث خط المصحف.

13 -

من الطويل نسبه ابن الشجري في مختاراته 32، وابن قتيبة في الشعر والشعراء والآمدي في المؤتلف 71 للمتلمس، وهو في ديوانه ص 34 وروايته في الديوان:

فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى

مساغًا لنابيه الشجاع لصمما

وفي الأمالي نسبه القالي لعمرو بن شأس، وذكره مع سبعة أبيات ذكر قصتها وروايته:

وأطرقت إطراق الشجاع ولو رأى

مساغًا لنابيه الشجاع لقد أزم

لكن رواية المصنف هي الرواية المشهورة التي اعتمدها كثير من العلماء. قال الأزهري في تهذيب اللغة 12/ 128: هكذا أنشده الفراء "لناباه" على اللغة القديمة لبعض العرب، وفي معاني القرآن للفراء 2/ 184، وأنشدني رجل من الأسد عنهم "يريد بني الحارث" ثم ذكر البيت.

الشجاع: الذكر من الحيات. صمم: عض في العظم.

(1)

في الأصل "وقول الشاعر".

ص: 189

وذكر ابن درستويه (1) أن بني الهجيم (2)، وبني العنبر (3) يوافقون بني الحارث في لزومألف المثنى.

"ص":

وارفع بواو وانصبن واجرر بيا

سالم جمع خص باسم عريا

من تاء أنثى صفة، أو علما

لعاقل، أو شبهه إن أفهما

مذكرًا (4) لا مثل سكران ولا

أحوى صبور وفعيل فعلا

وشذ أسودون أحمرونا

كذا علانون وعانسونا

وغير ذي العقل به يلحق إن

يضاهه كـ ساجدين فاستبن (5)

(1) عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان، الفارسي، الفسوي، النحوي، أخذ عن المبرد، وانتصر لمذهب البصريين في اللغة، والنحو. توفي لسبع بقين من صفر سنة 347 هـ.

(2)

الهجيم: كزبير: بطنان في العرب أحدهما: ابن عمرو بن تميم والثاني: ابن علي

من الأزد.

(3)

العنبر: أبو حي من تميم، وبنو العنبر أهدى قوم في العرب. ولذلك يقولون في المثل: فلان عنبري البلد.

(4)

ع "مذكر".

(5)

سقط هذا البيت من ك وع وس وش وود في الأصل في هذا الموضع، وجاء في ط قبل البيت الذي يسبقه.

ص: 190

وهكذا أولوا وعشرون إلى

تسعين مع باب سنين (1) بولا

وما لذا الجمع من إعراب ففي

تسمية به على الأولى اقتفي

وقد يجي (2) كـ"الحين" أو كـ"الدون"

أو لازم الواو وفتح النون

والنون في جمع له فتح وفي

تثنية كسر، وعكس قد يفي

"ش": وربما استعمل مثل "حين"

باب "سنين" نحو "مذ سنين"

هذا الفصل يشتمل على ما يرفع بالواو، وينصب، ويجر بالياء، وهو على ضربين:

جمع كـ"زيدين" و"سنين".

وغير جمع كـ"أولي" و"عشرين".

والمراد بالجمع: ماله واحد من لفظه صالح لعطف مثليه، أو أمثاله عليه دون اختلاف معنى.

والمطرد منه: ما كان واحده لمذكر عاقل، أو شبيه به، كـ

(1) ع "السنين".

(2)

ع "يجيء".

ص: 191

ِ"قوله تعالى": {رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} (1) خاليًا من تاء التأنيث، علمًا، أو صفة لا من "أفعل فعلاء"، ولا من "فعلان فعلى" كـ"أحوى"(2). "وسكران" ولا مما يستوي فيه الذكر والأنثى كـ"صبور" و"قتيل".

وإن (3) ورد من هذه الأنواع مجموع بالواو والنون حفظ، ولم يقس عليه كقولهم (4):"رجل علانية" و"رجال علانون" إذا كانوا مشاهير. فجمعوه بالواو والنون، وليس خاليًا (5) من التاء:

وكذا قول الشاعر:

14 -

منا الذي هو ما إن طر شاربه

والعانسون ومنا المرد والشيب

(1) من الآية رقم "4" من سورة "يوسف" وتمامها: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} .

(2)

ع "حوى".

(3)

في الأصل "فإن".

(4)

ك وع سقط "عليه".

(5)

ع "جالبًا".

14 -

من البسيط نسبه السيرافي إلى أبي قيس بن رفاعة، وهو شاعر جاهلي ونسبه غيره إلى أبي قيس بن الأسلت، وهذا أدرك الإسلام ولم يسلم، وليس في ديوانه.

وطر الشارب: نبت. والأجرد: الشاب الذي بلغ خروج اللحية ولم تبد لحيته.

والعانس: الجارية يطول مكثها في بيت أهلها بعد إدراكها حتى تخرج من سن الشباب ولم تتزوج.

ص: 192

فجمع "عانسًا" بالواو والنون، وهو مما يستوي فيه الذكر والأنثى كـ"صبور" و"قتيل".

وكذا قول الآخر:

15 -

فما وجدت نساء بني نزار

حلائل أسودين وأحمرينا

فجمع "أسود" و"أحمر" الجمع المشار إليه مع أنهما من باب "أفعل فعلاء".

فهذا وأمثاله يحفظ ولا يقاس عليه.

وكثر هذا الاستعمال في المحذوف اللام، المؤنث بالتاء بتغير الفاء إن كان مفتوحها كـ"سنة" و"سنين".

وبسلامتها إن كان مكسورها كـ"مائة" و"مئين".

وبالوجهين إن كان مضمومها كـ"قلة" و"قلين" و"قلين"(1).

15 - من الوافر قاله الكميث بن زيد الأسدي "الديوان 2/ 116"، وروايته وما وجدت.

ونزار: والد مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

الحلائل: جمع حليل وهو الزوج.

(1)

ك وع سقط "قلين" الثانية.

ص: 193

وقد يجعل إعراب هذا النوع في نونه، وتلزمه الياء، ولا تحذف نونه حينئذ للإضافة.

وإلى هذا أشرت بقولي:

وربما استعمل مثل حين

باب سنين. . . . . . . . . . .

ومنه قول الشاعر:

16 -

دعاني من نجد فإن سنينة

لعبن بنا شيبًا، وشيبننا مردا

وعومل هذا النوع بهذه (1) المعاملة لشبهة بجمع التكسير؛ لأن تغييره (2) أكثر من سلامته.

وقد يفعل ذلك بـ"بنين" لشبهه بـ"سنين"(3) في حذف

(1) ك ع "هذه" بدون الباء.

(2)

ع "تغيره".

(3)

ع "لسنين".

16 -

من الطويل ينسب للصمة بن عبد الله القشيري من قصيدة ذكرها العيني في المقاصد النحوية 1/ 170، وقد ذكره ابن الشجري في أماليه، ولم ينسبه 2/ 53، وكذا فعل ابن يعيش في شرح المفصل 5/ 11. والبيت في اللسان مادة

"سنه"، وفي المفصل نسب الزمخشري البيت إلى سحيم.

وقبل البيت:

لحا الله نجدا كيف يترك ذا الغنى

فقيرًا وحر القوم يتركه عبدا

والمرد: جمع الأمرد وهو الشاب طر شاربه ولم تنبت لحيته.

ص: 194

اللام وعدم سلامة نظم (1) الواحد قال الشاعر:

17 -

وكان لنا أبو حسن علي

أبًا برًّا ونحن له بنين

واطرد الجمع بالواو والنون في المشبه بمن يعقل نحو "قوله تعالى": {رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} (2).

وقريب من هذا إلحاق ما يستعظمون بهذا كقول الشاعر:

(1) ك وع سقط "نظم".

(2)

من الآية رقم "4" من سورة "يوسف".

17 -

من الوافر ذكره العيني 1/ 156 ولم ينسبه، ونسبه صاحب الخزانة 3/ 418 إلى سعيد بن قيس الهمذاني، وذكر القصيدة التي منها الشاهد وقصتها، وبين أنها قيلت في حرب صفين وروى البغدادي البيت هكذا:

ألم تر أن والينا علينا

أب بر ونحن له بنين

ورواه الرضى في شرح الكافية:

وإن لنا أبا حسن. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

قال المصنف في شرح التسهيل 1/ 14 بعد أن ذكر البيت يعلل معامله "بنين" هذه المعاملة: لأنه أشبه "سنين" في حذف اللام وتغيير نظم الواحد، ولتغيير نظم واحدة قيل فيه:"فعلت البنون" ولا يقال: "فعلت المسلمون".

ثم قال:

ولو عومل بهذه المعاملة "عمرون"، وأخواته لكان حسنًا؛ لأنها ليست جموعًا فكان لها حق في الإعراب بالحركات كـ"سنين".

ص: 195

18 -

يلاعب الريح بالعصرين قسطله

والوابلون وتهتان التجاويد

شبه المطر في عموم نفعه بالرجل الجواد (1) الكثير الإحسان، وإن سمي بهذا الجمع على سبيل النقل، أو على سبيل الارتجال فقيه أربعة أوجه:

أجودها: إجراؤه على ما كان له كقوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ} (2).

والثاني: إجراؤه مجرى "غسلين"(3) في لزوم الياء، وكون النون حرف إعراب.

"والثالث: إجراؤه مجرى "عربون" في لزوم الواو، وكون النون حرف إعراب (4) ".

(1) ك وع سقط "الجواد".

(2)

الآيتان "18" و"19" من سورة "المطففين".

(3)

ع زادت "غسلين وعربون" ولا موضع لكلمة "عربون" هنا. والغسلين: هو ما يغسل من الثوب ونحوه، وما يسيل من جلود أهل النار.

(4)

سقط ما بين القوسين من الأصل، وجاء في ك وع.

18 -

من البسيط قائلة أبو صخر الهذلي كما في شرح السكري لأشعار الهذليين ص 925، واللسان مادة "جود".

وقسطله: غباره، والتجاويد: المطر دون الوبل.

والوابلون: جماع الوابل.

ص: 196

ولم يتأت (1) في النظم إلا ذكر "حين" و"دون" فاستغنيت (2) بهما عن "غسلين" و"عربون".

والرابع: استصحاب الواو على كل حال مع كون النون مفتوحة غير ساقطة في الإضافة.

ذكر هذا الوجه أبو سعيد السيرافي (3)، وزعم أنه ثابت في كلام العرب، وأشعارها بالرواية الصحيحة ثم قال:

"كأنهم حكوا لفظ الجمع المرفوع في حال التسمية، وألزموه طريقة واحدة، وأنشد:

19 -

ولها بالماطرون إذا

أكل النمل الذي جمعا

20 -

خلفة حتى إذا ارتبعت

ذكرت من جلق بيعا

(1) ك وع "يأت".

(2)

ك وع "فاستغنى".

(3)

الحسن بن عبد الله بن المرزبان أبو سعيد، القاضي السرافي، النحوي توفي 368 هـ.

19 و 20 - هذين بيتان من المديد المعروف أنهما من قطعة تنسب ليزيد بن معاوية، يتعزل بها في جارية نصرانية كانت قد ترهبت في دير خراب عند الماطرون.

وفي الكامل للمبرد 217 "طبع ليبسك" وبعضهم ينسبها إلى الأحوص. وفي الحيوان للجاحظ نسب البيتين 4/ إلى أبي دهبل الجمحي "وينظر: الأغاني/ 150 ومعجم البلدان "الماطرون" والخزانة 3/ 278".

الماطرون: بلدة بالشام، الخلفة: الدواب التي تختلف أي تذهب وتجيء.

جلق: دمشق أو غوطتها، ارتبع بالمكان: أقام فيه زمن الربيع، البيع: جمع بيعة بسكر الباء، كنيسة النصارى.

ص: 197

ففتح (1) نون "الماطرون" وأثبت الواو. وهو في موضع جر. قال:

والعرب تقول: "اليَاسَمُون" في حال الرفع، والنصب، والجر (2)، ويقولون:"ياسمون البر" فيثبتون النون مع الإضافة ويفتحونها".

ومنهم من يرويه بـ"الماطرون" ويعرب نون "الياسمون"(3) ويجريه مجرى "الزيتون" وهو الأجود، وأنشد:

21 -

طال ليلي وبت كالمجنون (4)

واعترتني الهموم بالماطرون

(1) ع "ففتحوا".

(2)

ك ع سقط "والجر".

(3)

ع سقط ما بين القوسين، والياسمون: واحدة باسم -كصاحب أو عالم: نبات له زهر. أبيض وأصفر له فوائد طبية "قاموس".

(4)

أول النسخة الأزهرية المرموز إليها بـ"هـ".

21 -

من الخفيف قاله عبد الرحمن بن حسان من قصيدة تشبب فيها برملة بنت معاوية "الديوان ص 59".

والماطرون: اسم موضع في الشام.

ص: 198

وَلَمْ يذكُرْ سيبويه إلا الوجهين الأولين (1).

ولو نظر السيرافي "ياسمون البر" ونحوه بـ"عربون" لا بـ"زيتون" لكان أولى بالصواب؛ لأن نون "عربون" زائدة بلا ريب، لقولهم:"أعرب المشتري": إذا أعطى العربون.

وأما نون "الزيتون" فالأكثر على أنها زائدة بناء على أنه من "الزيت".

والصحيح أنها غير زائدة، لقول بعض العرب:"أرض زتنة" إذا كانت كثيرة الزيتون.

فَوَزْنُ "زيتون" -على هذا: "فيعول" كـ"قيصرم"(2).

ونون المثنى وشبهه مكسورة، وفتحها لغة، أنشد الفراء (3) رحمه الله (4).

22 -

على أحوذيين استقلت عشية

فما هي إلا لمحة وتغيب

(1) فصل هذه المسألة ونقل كلام سيبويه، وذكر الأوجه الأربعة ابن سيدة في المخصص 7/ 104.

(2)

القيصوم: نبات أطرافه نافعة، وزهره مروله فوائد طبية "قاموس".

(3)

معاني القرآن 2/ 423.

(4)

هكذا في ك وع وسقط من الأصل "رحمه الله".

22 -

من الطويل من قصيدة لحميد بن ثور الهلالي يصف قطاه "الديوان ص 55".

وعلى أحوذيين: جار ومجرور متعلق بـ"استقلت"، والضمير في هذا الفعل يعود إلى القضاة، التي تقدم ذكرها في أبيات قبل الشاهد. فما هي إلا لمحة.

أي: فما مشاهدتها إلا لمحة وتغيب بعدها أي: اللمحة، ثم حذف المضاف فصار: فما هي.

والأحوذي: الخفيف الحاذق.

ص: 199