المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(6) باب قرب الساعة وأن من مات فقد قامت قيامته - شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن - جـ ١١

[الطيبي]

الفصل: ‌(6) باب قرب الساعة وأن من مات فقد قامت قيامته

(6) باب قرب الساعة وأن من مات فقد قامت قيامته

الفصل الأول

5509 -

عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بعثت أنا والساعة كهاتين)). قال شعبة: وسمعت قتادة يقول في قصصه: كفضل إحداهما على الأخرى، فلا أدري أذكره عن أنس أو قاله قتادة؟. متفق عليه.

5510 -

وعن جابر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت بشهر: ((تسألوني عن الساعة؟ وإنما علمها عند الله، وأقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ)). رواه مسلم.

ــ

والعامل محذوف، والمعنى: شرع الله أن يكون إمام المسلمين منهم وأميرهم من عدادهم تكرمة لهم وتفخيما لشأنهم، أو على أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة التي قبله.

باب قرب الساعة وأن من مات فقد قامت قيامته

((تو)): الساعة جزء من أجزاء الزمان، ويعبر بها عن القيامة، وقد ورد في كتاب الله وسنة رسوله على أقسام ثلاث: القيامة الكبرى وهي بعث الناس للجزاء، والقيامة الوسطى وهي انقراض القرن الواحد بالموت، والقيامة الصغرى وهي موت الإنسان. والمراد ها هنا هذه.

الفصل الأول

الحديث الأول عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((والساعة)) ((مح)): روى بنصب الساعة ورفعها. ((قض)): معناه: أن نسبة تقدم بعثته على قيام الساعة كنسبة فضل إحدى الإصبعين على الأخرى. ((تو)): ويحتمل وجها آخر، وهو أن يكون المراد منه ارتباط دعوته بالساعة، لا تفترق إحداهما عن الأخرى، كما أن السبابة لا تفترق عن الوسطى، ولا يوجد بينهما ما ليس [منهما].

أقول: يؤيد الوجه الأول الحديث [الآتي] لمستورد بن [شداد]. وقوله: ((كفضل إحداهما)) بدل من قوله: ((كهاتين))، وموضح له، وهو يؤيد الوجه الأول، والرفع على العطف، والمعنى: بعثت أنا والساعة بعثا متفاضلا مثل فضل إحداهما، ومعنى النصب لا يستقيم على هذا.

الحديث الثاني عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((وإنما علمها عند الله)) حال مقررة لجهة

ص: 3481

5511 -

وعن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:((لا يأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم)). رواه مسلم.

5512 -

وعن عائشة، قالت: كان رجال من الأعراب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسألونه عن الساعة، فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول:((إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم)). متفق عليه.

الفصل الثاني

5513 -

عن المستورد بن شداد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:((بعثت في نفس الساعة، فسبقتها كما سبقت هذه هذه)) وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى. رواه الترمذي. [5513]

5514 -

وعن سعد بن أبي وقاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إني لأرجو أن

ــ

الإشكال، أنكر عليهم سؤالهم وأكده بقوله:((وإنما علمها عند الله)). وقوله: ((وأقسم بالله)) مقررة له، يعني تسألوني عن القيامة الكبرى وعلمها عند الله وما أعلمه هو القيامة الصغرى.

((فا)): المنفوسة المولدة يقال: نفست المرأة ونفست إذا ولدت نفسا فهي نافس ونفساء والولد منفوس؛ قال الشاعر:

كما سقط [المنفوس] بين القوابل

((شف)): معناه: ما تبقى نفس مولودة اليوم إلى مائة سنة، أراد به موت الصحابة رضي الله عنهم. وقال صلى الله عليه وسلم هذا على الغالب، وإلا فقد عاش بعض الصحابة أكثر من مائة سنة.

الحديث الثالث عن أبي سعيد رضي الله عنه: قوله: ((اليوم)) هو ظرف منفوسة.

الحديث الرابع عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((عليكم ساعتكم)) ((قض)): أراد بالساعة انقراض القرن الذين هم من عدادهم؛ ولذلك أضاف إليهم.

الفصل الثاني

الحديث الأول عن المستورد: قوله: ((في نفس الساعة)) ((تو)): نفس بالتحريك لا غير، أراد به قربها، أي حين تنفست، وتنفسها ظهور أشراطها، وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم أول أشراطها.

الحديث الثاني عن سعد: قوله: ((أن لا تعجز أمتي)) عدم العجز كناية عن التمكن من القربة، والمكانة عند الله تعالى. مثال ذلك قول المقرب عند السلطان: إني لا أعجز أن يوليني الملك كذا وكذا. يعني أن لي عنده مكانة وقربة يحصل بها كل ما أرجوه عنده، فالمعنى: إني أرجو

ص: 3482