المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الرد علي النصراني في انكار الجن وتجسم الشياطين] - الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية - جـ ١

[الطوفي]

فهرس الكتاب

- ‌أولا: المقدمة

- ‌المقدمة

- ‌ثانيا: قسم الدراسة

- ‌الفصل الأول: ما له أثر في حياة الطوفي:

- ‌الفصل الثاني: حياة الطوفي

- ‌ثالثا: التحقيق

- ‌الخطبة

- ‌ المقدمات ثلاث:

- ‌[المقدمة الأولى: سد باب الاستدلال بكتب أهل الكتاب]

- ‌[المقدمة الثانية: عدم استقلال العقل بمعرفة الشرائع]

- ‌[المقدمة الثالثة: ما تثبت به الأصول]

- ‌[المتنبئون الكذبة والتحذير منهم]

- ‌[حقيقة النبوة وحاجة الخلق إليها]

- ‌[فوائد النبوات ومنفعتها]

- ‌[النبي وشروطه]

- ‌[موقف النصارى من النكاح]

- ‌[فوائد النكاح وفضيلته]

- ‌[الأنبياء والنكاح]

- ‌[ظهور المعجز على يد النبي]

- ‌[موافقة ما يأتي به النبي للفطرة]

- ‌[موقف عتاة النصارى من نبوة محمد- صلى الله عليه وسلم]

- ‌[امتحان شرط الصدق في نبوة محمد- صلى الله عليه وسلم]

- ‌[المقصود بكلمات الله في القرآن الكريم]

- ‌[المقصود بلفظ الذكر في القرآن الكريم]

- ‌[الرد على تكذيب النصراني لبعض أخبار محمد صلى الله عليه وسلم]

- ‌[رد شبهة النصارى فى قوله:" يا أُخْتَ هارُونَ

- ‌[رد شبهة النصارى في سكوت زكريا عليه السلام]

- ‌[رد شبهة النصراني في حضور أم يوسف إليه، وسجود أبويه وإخوته له]

- ‌[رد شبهة النصراني في ورود بنات شعيب ماء مدين وعددهن واستئجار موسى ثماني حجج]

- ‌[تناقض كتب النصارى التي بأيديهم]

- ‌[ابطال دعوى صلب المسيح عليه السلام]

- ‌[أين تغرب الشمس كل يوم وموقف النصراني من ذلك]

- ‌[البشارة بمحمد- صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل]

- ‌[أصل خلق الإنسان واعتراض النصراني على الآيات المخبرة بذلك]

- ‌[قصة الغرانيق، وتعرض الشياطين للأنبياء]

- ‌[تجسم الشياطين وإنكار النصراني ذلك]

- ‌[بين القرآن والنصارى فيما أوتي سليمان عليه السلام]

- ‌[الرد علي النصراني في انكار الجن وتجسم الشياطين]

- ‌[تجسم الملائكة والرد على النصراني في إنكار ذلك]

- ‌[الرد على النصارى في إنكار صفات الباري سبحانه]

- ‌[القضاء والقدر وأفعال العباد وضلال النصارى في ذلك]

- ‌[كلام الأموات وإنكار النصارى ذلك]

- ‌[عذاب القبر ونعيمه وموقف النصارى منه]

- ‌[الحشر والحساب يوم القيامة والرد على النصراني في إنكاره]

- ‌[الإسراء والمعراج]

- ‌[الأكل والشرب في الآخرة وموقف النصارى منه]

- ‌[رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة]

- ‌[البعث والمعاد والرد على المنكر لذلك]

- ‌[الرد على اعتراض النصراني على خلق السموات والأرض في ستة أيام]

- ‌[مكان دفن الأنبياء]

الفصل: ‌[الرد علي النصراني في انكار الجن وتجسم الشياطين]

[الرد علي النصراني في انكار الجن وتجسم الشياطين]

قال:" وفي سورة الأحقاف «1» : وإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ

(29) وفي سورة الجن: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (1) الآيات. وذكر «2» ما ذكره ابن عطية وغيره في تفسير هذا من رمي مسترقي السمع لمبعثه صلى الله عليه وسلم وأنهم تفرقوا ينظرون ما السبب؟ فوجدوا النبي- عليه السلام يقرأ فعلموا أنه سبب منعهم «3» ، وذكر حديث مسلم من رواية ابن مسعود قال: فقدنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقلنا: اغتيل «4» ، أو

(1) الآية: 29.

(2)

في (أ): وذكره ما ذكره ....

(3)

يقصد المؤلف بذلك الحديث الذي أخرجه البخاري في كتاب الآذان، باب الجهر بقراءة صلاة الفجر، وفي كتاب التفسير، تفسير سورة: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَ عن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: (انطلق النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استعموا له فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم قالوا: يا قومنا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ولَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَ وانما أوحي إليه قول الجن» وأخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح، والقراءة على الجن، وأخرجه الترمذي في كتاب التفسير، باب سورة الجن، وفي لفظه زيادة عنهما وأخرجه أحمد في المسند (1/ 252).

(4)

اغتيل: أهلك سرا. واغتاله أهلكه سرا. [انظر لسان العرب 11/ 507، وشرح صحيح مسلم 4/ 170].

ص: 420

استطير «1» ، فلما كان وجه الصبح إذا هو يجيء من قبل حراء، فقال: إنه" أتاني داعي الجن فأتيتهم فقرأت عليهم القرآن قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم. قال/ الشعبي: سألوه الزاد وكانوا من جن الجزيرة فقال:" كل عظم يذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة أو روثة علف لدوابكم" قال:" فلا تستنجوا بهما فإنهما زاد إخوانكم من الجن"«2» ورواه أحمد «3» .

قال:" وقد تقدم العلم بأن الشياطين بسائط مجردة عن المادة فكيف تصطلي بالنار وتركب الدواب، وتغتذي بنخر العظام؟ إن «4» وافقك عقلك على أن هذا حق فتزحزح عن الآدميين والحق بالبهائم".

قلت: الجواب عن هذا من وجوه:

أحدها: أنا قد بينا فيما تقدم أن الشياطين/ ليست مجردة عن المادة مطلقا بل إن صح أن لها تجردا عن المادة فعن الكيفية. وحينئذ يجوز «5» أن يرد عليها هذه

(1) افي (ش): اغتيل استطير، قلت: استيطر: طارت به الجن، من استطار إذا انتشر في أفق السماء.

[انظر لسان العرب 4/ 512 - 513، وشرح صحيح مسلم 4/ 170].

(2)

أخرجه مسلم في الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن حديث 150: بسنده عن علقمة قال: سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟

الخ والترمذي في تفسير سورة الأحقاف وبعضه في الطهارة باب ما جاء في كراهية ما يستنجى به، وأخرجه أحمد في المسند (1/ 436) ولم يلتزم الطوفي عند إيراد الحديث بلفظ أحدهم.

(3)

تقدمت ترجمته ص: 56 في القسم الدراسي.

(4)

إن: ليست في (أ).

(5)

«يجوز» ليست في (ش).

ص: 421

الأفعال بحسب مادتها. ودلالة الإنجيل قاطعة في نحو عشرين موضعا منه على عدم تجردها. كما سبق.

الثاني: أن الباري- سبحانه وتعالى إن قلتم ليس مجردا عن المادة فقد جعلتم الملائكة والشياطين أكمل منه. وإن جردتموه عن المادة فقد جوزتم تأنسه بالإنس حتى يمازجهم ويظهر في مظاهرهم كظهوره في ناسوت المسيح حتى صار يأكل ويشرب ويتغوط ويقتل ويصلب ويركب «1» الحمار ويشرب الخمر ويحي العظام النخرة فيجعلها أوفر ما كانت لحما ويصلي ويتعبد، فجواز ذلك على الجن الذين هم بعض خلق الله- سبحانه- بقدرته عليهم، وتصرفه فيهم أولى، وحينئذ لا يمتنع أن الجن إذا أرادوا الطعام خلق الله لهم على ما وجدوه من العظام لحما يأكلونه «2» ، وإن كنا نحن لا نرى ذلك، إذ لا حاجة بنا إليه فلا يوجد اللحم عليها حين نراها.

فإن قيل: المسيح كان يفعل ما ذكرتم من الأفعال بناسوته لا لاهوته.

قلنا: هذا باطل. فإنكم صرحتم بأن المسيح هو مجموع اللاهوت والناسوت وأن المسيح هو الله، وأنه إنما ظهر ذلك المظهر بطريق التأنس بالإنس والانتقال من حال إلى حال.

(1) في (أ): ويرد الحمار.

(2)

أخرج البخاري في مناقب الأنصار، باب ذكر الجن (32) عن أبي هريرة- رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"

وإنه أتاني وفد جن نصيبين- ونعم الجن- فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما" اهـ.

ص: 422

كذا قرره" ابن الأمثل"«1» مطران «2» " حمص"«3» منكم بنحو عشرين حجة من التوراة والإنجيل.

منها أن الله- سبحانه- ظهر ليعقوب حين قدومه من عند خاله فصارعه إلى الصبح «4» . وهذه من جملة الحجج عليكم.

الثالث: أن هذا وأمثاله من الحقائق الإلهية التي لا يستقل العقل/ بدركها فيجب علينا تسلمها عن الشرائع. وإنما ينكر هذا فيلسوف لم ترض «5» نفسه في

(1) لم أجد له ترجمة.

(2)

مطران: عند النصارى في درجة القاضي عند المسلمين، ولكن ليس في درجته في الفضل والإيمان فذاك نصراني كافر وهذا مؤمن موحد. ففي تتمة المختصر لابن الوردي: إن البطريق: إمام كبير عندهم. ومطران: قاض.، والأسقف: مفت، والقسيس: قارئ، والجاثليق: إمام الصلاة.

والشماس: مؤذن ومقيم وخادم.

[انظر هامش الجواب الصحيح 1/ 317 بتحقيق الدكتور علي بن حسن العسيري].

(3)

المدينة المعروفة بالشام في منتصف الطريق بين دمشق وحلب، وكانت أشهر من دمشق وهي مسماة باسم من بناها وهو: حمص بن مكنف العمليقي، قبر بها جماعة من الصحابة وحمص أيضا بلدة بالأندلس، يقال: إنها مدينة اشبيلية، يسمونها حمص أيضا.

[انظر تهذيب الأسماء واللغات 3/ 86، ومراصد الاطلاع 1/ 425].

قلت: والذي يظهر لي أن المقصود بها اشبيلية في الأندلس والتي سماها عبد الرحمن بن معاوية:

حمص حينما دخلها فاتحا كما سمى بقية المدن في الأندلس بما يشابهها من مدن الشام وافريقيا.

وقد كان للنصارى فيها شأن أيام الحروب الصليبية ولعل ابن الأمثل هذا منها.

(انظر الكامل في التاريخ 4/ 361).

(4)

انظر الأصحاح الثاني والثلاثين من سفر التكوين.

(5)

أي: لم تتسع وتنبسط وتطيب، ومنه يقال: افعل ما دامت النفس مستريضة. [انظر المصباح المنير 1/ 291 - 292، ومختار الصحاح ص 263].

ص: 423

علوم الشرائع.

على أني أراك أيها الخصم مذبذبا./ تارة فيلسوفا صلفا «1» . وتارة مشرعا جلفا «2» فأراك كما قال بعضهم لامرأته:/

إني رأيتك في الهوى ذواقة لا تصبرين على طعام واحد «3» قال:" وانظر أيضا إلى قوله في سورة الرحمن يصف نساء الجنة، الحور العين:

لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ ولا جَانٌّ (56)«4» قال ابن عطية في التفسير:

" قال مجاهد «5» : الجن قد تجامع نساء البشر مع أزواجهن، إذا لم يذكر الزوج،

(1) صلفا: الصلف: مجاوزة القدر في الظّرف والبراعة والادعاء فوق ذلك تكبرا. وهي آفة وغلو مع تكبر. [انظر لسان العرب 9/ 196].

(2)

الجلف: الرجل الجافي في خلقه وخلقه، شبه بجلف الشاة: أي أن جوفة هواء لا عقل فيه.

[انظر لسان العرب 9/ 31، وإكمال الإعلام بتثليث الكلام 1/ 118].

(3)

لم أعرف قائل هذا البيت. مع كثرة البحث عنه فيما استطعت الاطلاع عليه من المراجع.

(4)

سورة الرحمن، آية:56.

(5)

مجاهد بن جبر شيخ القراء والمفسرين، أبو الحجاج المكي الأسود المخزومي. أكثر ما أخذ عن ابن عباس- رضي الله عنهما، وقد روى عنه قال:" عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة" وفي رواية: ثلاث عرضات أقفه عند كل آية، أسأله فيم نزلت، وكيف كانت". ولد مجاهد في خلافة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه سنة إحدى وعشرين من الهجرة، وشهد وفاة عمر بن عبد العزيز كان يحمد الله- عز وجل أن منعه من الانحراف إلى الرفض والقدر أو التجهم ويقول:" ما أدري أي النعمتين أعظم، أن هداني للإسلام، أو عافاني من هذه الأهواء».

والأشهر أنه توفي سنة أربع ومائة من الهجرة.

[انظر سير أعلام النبلاء 4/ 449 - 457، والتفسير والمفسرون 1/ 104].

ص: 424

" الله تعالى"«1» فنفى في هذه الآية جميع المجامعات. قال ضمرة بن حبيب «2» :

" الجن في الجنة لهم قاصرات الطرف «3» " يعني النساء من الجن، فنفى في هذه الآية الافتضاض في البشريات والجنيات".

قلت: هكذا وجدت كلامه، وهو مخبط لا يظهر منه وجه الإشكال لكنا نقول: أما قول مجاهد وضمرة بن حبيب فلسنا منه في شيء ولا يرد علينا لو عارض غيره، وأما معنى الآية فهو: أن لمن خاف مقام ربه في الجنة نساء أبكارا لم يفضضهن قبلهم أحد، إنسي ولا جني ثم تلك النساء يجوز أن يكن نساءهم في الدنيا، يعدن أبكارا كما قال تعالى:

كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ

(104)«4»

ويجوز أن يكن منشآت من الجنة.

(1) انظر تفسير القرطبي 10/ 289، وتفسير الطبري 27/ 151، ونص كلامه فيهما:" إذا جامع الرجل ولم يسم، انطوى الجان على احليله فجامع معه".

(2)

ضمرة بن حبيب بن صهيب الزبيدي أبو عتبة الحمصي، كان مؤذن المسجد الجامع بدمشق، وثقه علماء الجرح والتعديل. توفي سنة ثلاثين ومائة من الهجرة [انظر تهذيب التهذيب 4/ 459].

(3)

انظر تفسير الطبري 27/ 151، وتفسير القرطبي 17/ 181.

(4)

سورة الأنبياء، آية 104. وهذه الآية دليل على البعث، وأوضح في الاستدلال على ما نحن فيه قوله تعالى في سورة الواقعة (35 - 37): إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً (35) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً (36) عُرُباً أَتْراباً فقد روي في الآثار أن المراد: نساء بني آدم يخلقهن الله ويعيدهن شبابا كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا. [انظر تفسير الطبري 27/ 185 - 186، وتفسير القرطبي 17/ 210 - 211، وتفسير ابن كثير 4/ 291 - 292].

ص: 425

وذكر حديث: «إذا أذن بالصلاة أدبر الشيطان له ضراط» الحديث «1» .

وحديث: «إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب «2» فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله «3» ".

قال:" هذا كله تصريح باغتذاء/ الشياطين وجماعها".

قلت: هذا كله إشكال يورده بناء على ما قرره من أن الشياطين بسائط مجردة عن المادة، لا يتأتى منها ذلك.

(1) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في كتاب العمل في الصلاة، باب يفكر الرجل في الصلاة، وأخرجه بنحوه في الأذان، باب فضل التأذين، وفي السهو، باب إذا لم يدرك كم صلى سجد سجدتين

وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس. عن أبي هريرة في كل المواضع. وأخرجه مسلم عنه بألفاظ مختلفة في كتاب الصلاة، باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه، حديث 16، 17، 18، 19، وفي المساجد باب السهو في الصلاة .. حديث 83. وأبو داود عنه في الصلاة باب رفع الصوت بالأذان، والنسائي عنه في الأذان، باب فضل الأذان، والدارمي في الصلاة، باب الشيطان إذا سمع النداء فر، ومالك عنه في باب ما جاء في النداء للصلاة، وأحمد عنه في المسند (2/ 313، 460، 503، 522).

(2)

في الأصل:" فليأكل بيمينه ويشرب

" وما أثبته: لفظ مسلم وأبو داود وأحمد، وفي سنن الدارمي والموطأ:" فليأكل بيمينه وليشرب

".

(3)

أخرجه مسلم بهذا اللفظ في الأشربة، باب آداب الطعام، حديث 105 عن ابن عمر، وأبو داود كذلك في الأطعمة، باب الأكل باليمين، والدارمي في الأطعمة باب الأكل باليمين، ومالك في الموطأ في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب النهي عن الأكل بالشمال، وأحمد في المسند (2/ 8، 33، 135، 146، 325) عن ابن عمر وأبي هريرة.

ص: 426

قلت: وكأنه يورد تناقضا آخر بين قوله: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ ولا جَانٌّ (56)«1» وبين قول مجاهد:" الجن تجامع نساء البشر" وقول ضمرة بن حبيب" الجن في الجنة لهم قاصرات الطرف".

قلت: وجوابه من وجهين:

أحدهما: منع التناقض بما بيناه من أن المراد بالآية أن كلا من أهل الجنة له زوجات أبكار لم يطمثهن قبله غيره. وهذا لا ينفي أن الجن يجامعون نساءهم أو نساء غيرهم في الدنيا أو في الآخرة.

الثاني: أن التناقض بين قول الله سبحانه وأقوال المفسرين لا يلزمنا. لأن الخلاف بينهم كثير. فإن التزمنا ذلك طال علينا. ولأنهم ليسوا معصومين فيجوز أن يخطئوا.

قال:" وفي البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي- صلى الله عليه وسلم «2» قال:" إذا استيقظ أحدكم من نومه، فليستنثر ثلاثا. فإن الشيطان يبيت على خيشومه" «3» وفيه:" لا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس وغروبها، فإنها

(1) سورة الرحمن، آية:56.

(2)

صلى الله عليه وسلم: ليست في (أ).

(3)

أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب صفة ابليس وجنوده، عن أبي هريرة بلفظ مقارب لهذا اللفظ، ومسلم في الطهارة، باب الإيثار في الاستنثار والاستجمار، حديث 23، عنه بنحوه والنسائي في الطهارة باب الأمر بالاستنثار عند الاستيقاظ من النوم، وأحمد في المسند (2/ 352).

ص: 427

تطلع/ بين قرني شيطان" «1» .

قلت: وجه سؤاله من هذا ما قدمه من أن الشيطان بسيط مجرد عن المادة فكيف يبيت على خيشوم الآدمي؟ وذلك يستدعي أن يكون جسما. وكيف يكون له قرنان؟ وأيضا: الشمس مثل الأرض مرارا كثيرة فكيف تطلع بين قرني شيطان؟.

والجواب: قد تكلمنا قبل على بساطة الشيطان وتجرده عن المادة ومنعناه مطلقا. بل هو تجرد مقيد- كما سبق-.

وحينئذ يقع «2» منه المبيت على خيشوم الآدمي وأم رأسه/، ليزين له النوم «3» ويثقله فيه، كي لا يستيقظ بالليل فيصلي. كما ذكر في حديث آخر:

" يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد، فكلما أراد أن يستيقظ قال له:

نم «4» . عليك ليل طويل،. فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة. وإن توضأ/

(1) في (أ): الشيطان، والحديث أخرجه البخاري في بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، عن ابن عمر بهذا اللفظ. وأخرجه مسلم في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها، حديث 290، عن ابن عمر أيضا، والنسائي في المواقيت باب النهي عن الصلاة بعد العصر، عن عائشة- رضي الله عنها وأول حديثها:" لا تتحروا

" الحديث.

(2)

في (ش)، (أ): يصح.

(3)

في (أ): اليوم.

(4)

في (أ): ثم.

ص: 428

انحلت عقدة، وإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطا. وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" «1» .

وهذا من الأسرار الإلهية التي اعترف الخصم في أول كتابه: أن العقول لا تستقل بدركها.

وقد ذكر في الإنجيل: أن المسيح بعد قيامه من الأموات صار روحا مجردا يظهر لمن شاء، ويختفي عمن شاء «2» . فكذلك الملائكة والشياطين في ظهورها واستخفائها.

وأما قوله:" تطلع بين قرني شيطان"«3» فقال بعض أهل العلم بغريب الحديث: أي ناحيتي رأسه وجانبيه «4» .

قلت: وهذا لا ينافي عظمها في نفسها كما تقول خرجت بين الجبلين والجدارين «5» ، كما سبق في قوله: تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ

(86)«6» ومعناه: أن

(1) أخرجه البخاري في التهجد، باب عقد الشيطان على قافية الرأس

، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، بهذا اللفظ. وأخرجه مسلم في صلاة المسافرين، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح، وأبو داود في التطوع، باب قيام الليل، والنسائي في قيام الليل وتطوع النهار، باب الترغيب في قيام الليل، وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب ما جاء في قيام الليل، وأحمد في المسند (2/ 243)، كلهم عن أبي هريرة بألفاظ مختلفة.

(2)

انظر آخر إنجيل لوقا.

(3)

في (أ): الشيطان.

(4)

انظر كتاب غريب الحديث للخطابي 1/ 725 - 726، وفتح الباري 6/ 340.

(5)

في (ش): الجللين والجدار.

(6)

سورة الكهف، آية: 86، وانظر ص: 360 من هذا البحث.

ص: 429

الشيطان يقارنها على جهة المسامتة «1» لا الملاصق كما تقارن بعض الكواكب السبعة بعضا، وإن كانت في أفلاكها متباعدة المراكز والذوات ليزيّن للكفار «2» السجود لها.

وقال بعضهم: القرن: القوة. أي حين تطلع يتحرك الشيطان ويتسلط فيكون كالمعين لها، وقيل: بين قرنيه أي أمتيه الأولين والآخرين من الساجدين لها، المطيعين له في ذلك «3» ، أي أن عادة الكفار مستمرة في عبادة الشمس عند طلوعها وغروبها «4» ، فلا تصلوا «5» حينئذ لئلا يصير فيكم/ شبه منهم. وهو- عليه السلام من شرعه: بغّض الكفار والتشبه بهم جدا حتى أنه يحسم مواد ذلك بكل ممكن، كما كرّه في شرعه الصلاة إلى محراب فيه نار تتقد لئلا يشبه

(1) المسامتة: المقابلة والموازاة. [انظر المصباح المنير 1/ 340].

(2)

في (أ): الكفار.

(3)

يقول الإمام النووي- رحمه الله في شرح صحيح مسلم (6/ 112):" قيل المراد بقرني الشيطان حزبه وأتباعه، وقيل: قوته وغلبته وانتشار فساده، وقيل: القرنان ناحيتا الرأس وأنه على ظاهره، وهذا هو الأقوى. قالوا: ومعناه أنه يدني رأسه إلى الشمس في هذه الأوقات ليكون الساجدون لها من الكفار كالساجدين له في الصورة، وحينئذ يكون له، ولبنيه تسلط ظاهر، وتمكن من أن يلبسوا على المصلين صلاتهم فكرهت الصلاة حينئذ صيانة لها

" اهـ. وبقاء اللفظ على ظاهره دون تأويل هو الصحيح- والله أعلم-.

(4)

في (أ): أو غروبها.

(5)

في (أ): يصلوا.

ص: 430

فعل المجوس «1» . وأن لا يشد وسطه في الصلاة بما يشبه شد الزنار لئلا يشبه فعل النصارى «2» ، ولا يتعمم غير مذوب «3» لئلا يشبه/ عمامة اليهود «4». وأشباه ذلك كثير. قال بعضهم: وكل هذا تمثيل لمن يسجد للشمس عند طلوعها، فكأن الشيطان مقترن بها، يسول له ذلك.

(1) لم أجد في ذلك إلا ما ذكره ابن حجر في فتح الباري (1/ 528) عند شرح ما قاله البخاري:

" باب من صلى وقدامه تنور أو نار أو شيء مما يعبد فأراد به الله" قال ابن حجر:" وإنما خصه بالذكر- أي التنور- مع كونه ذكر النار بعده اهتماما به لأن عبدة النار من المجوس لا يعبدونها إلا إذا كانت متوقدة بالجمر كالتي في التنور، وأشار به إلى ما ورد عن ابن سيرين أنه كره الصلاة إلى التنور، وقال هو بيت نار، أخرجه ابن أبي شيبة" اهـ.

(2)

يقول ابن قدامة في المغني (1/ 586):" فأما شد الوسط في الصلاة فإن كان بمنطقة أو مئزر أو ثوب أو شد قباء فلا يكره رواية واحدة

وإن كان بخيط أو حبل مع سرته وفوقها فهل يكره؟

على روايتين: إحداهما: يكره لما فيه من التشبه بأهل الكتاب، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم وقال:«لا تشتملوا اشتمال اليهود» رواه أبو داود اهـ.

قلت: الحديث عند أبي داود في الصلاة، باب إذا كان الثوب ضيقا يتزر به. ولفظه:"

ولا يشتمل اشتمال اليهود".

(3)

في (أ): غير ملله، أو غير ملكه. ليست واضحة ومكانها بياض في (ش).

والمذوب: ماله طرف مرخي، وهي في الأصل: الضفيرة من الشعر. [انظر منال الطالب ص 148].

(4)

العمامة المقطعة التي لا ذؤابة لها ولا حنك يلبسها اليهود، وقد لبس النبي صلى الله عليه وسلم العمامة ذات الذؤابة أي التي لها طرفان كما في حديث مسلم في الحج حديث 453 عن عمرو بن حريث قال: كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء. قد أرخى طرفيها بين كتفيه" كما أخرج مسلم أيضا في الحج حديث 452: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس وعليه عمامة سوداء" ولم يذكر أنها مذوبة. والذي قال بالنهي عن لبس العمامة غير المذوبة ليس له دليل غير أن اليهود يلبسونها. والله أعلم. [انظر زاد المعاد 1/ 135 - 136، ونيل الأوطار 2/ 105 - 107].

ص: 431

قلت: ومثل هذه الإشارات كثيرة في كلام العرب خصوصا في كلام هذا النبي، فإنه كان أفصح العرب وأبلغها، فليس ينبغي لعلوج النصارى وأعاجمهم أن يناقشوه في ظواهر العبارات «1» ، حتى يعلموا لغته فيكونوا مثله فيها «2» . والله أعلم.

قال:" وفي كتاب مسلم عن أبي هريرة قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم «3»: «ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن. قالوا: وإياك يا رسول الله «4». قال: وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير"«5» وقال:" إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم"«6» .

(1) في (أ): العبادات.

(2)

فيها: ليست في (أ).

(3)

صلى الله عليه وسلم: ليست في (م).

(4)

لفظ الجلالة: ليس في (م).

(5)

أخرجه مسلم بهذا اللفظ في صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان وأن مع كل إنسان قرين، حديث 69، وأحمد في المسند (1/ 257، 385، 401، 460) بألفاظ متقاربة.

(6)

طرف من حديث أخرجه البخاري في الأحكام، باب الشهادة تكون عند الحاكم

، وفي بدء الخلق باب صفة إبليس وجنوده، وفي الاعتكاف، باب زيارة المرأة زوجها في اعتكافه، وباب هل يدرأ المعتكف عن نفسه؟ ومسلم في السلام، باب تحريم الخلوة بالأجنبية. وأخرجه أبو داود في الصوم باب المعتكف يدخل البيت لحاجته، وفي السنة، باب في ذرارى المشركين، وفي الأدب، باب في حسن الظن، والترمذي في الرضاع باب 17، وأخرجه ابن ماجه في الصيام، باب في المعتكف يزور أهله في المسجد، وأحمد في المسند (3/ 156، 285، 6/ 337)

ص: 432

قلت: ومن سبب هذا الحديث ما رواه الترمذي من حديث مجالد «1» عن الشعبي «2» عن جابر «3» عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تلجوا على المغيبات فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم. قالوا: ومنك؟ قال: ومني. ولكن الله أعانني عليه فأسلم» «4» .

(1) في (أ): مخالد. وهو أبو عمر مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني الكوفي، راوية للحديث والأخبار، اختلفوا في توثيقه في الرواية. قال البخاري: صدوق، وقال ابن حجر، لين الحديث من السادسة، روى عنه مسلم والأربعة، مات سنة أربع وأربعين ومائة من الهجرة.

[انظر تقريب التهذيب 2/ 229، والأعلام 5/ 277].

(2)

أبو عمرو عامر بن شراحيل بن عبد ذي كبار الشعبي الحميري الكوفي مولدا ونشأة ووفاة. راوية من التابعين يضرب المثل بحفظه. قال:" ما كتبت سوداء في بيضاء، ولا حدثني رجل بحديث إلا حفظته" وهو من رواة الحديث الثقات، وهو جليس عبد الملك بن مروان وسميره ورسوله إلى ملك الروم، وكان قاضيا في خلافة عمر بن عبد العزيز، فقيها شاعرا، اختلف في سنة وفاته.

فقيل سنة ثلاث أو أربع ومائة من الهجرة وقيل: غير ذلك. [انظر تقريب التهذيب 1/ 387، وسير أعلام النبلاء 4/ 294 - 319، والأعلام 3/ 251].

(3)

أبو عبد الرحمن وأبو عبد الله جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي السلمي، من أهل بيعة الرضوان والعقبة الثانية مع أبيه وهو صغير، شهد بدرا فكان ينقل الماء للصحابة لصغره ثم شهد ثماني عشرة غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم، كان من المكثرين في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد بصره في آخر عمره وكانت وفاته سنة ثمان وسبعين وقيل سبع وسبعين من الهجرة. [انظر الاستيعاب 1/ 219 - 220، وسير أعلام النبلاء 3/ 189 - 194].

(4)

أخرجه الترمذي بهذا اللفظ في الرضاع باب 17، وقال:" هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقد تكلم بعضهم في مجالد بن سعيد من قبل حفظه" اهـ. وأخرجه الدارمي من طريق مجالد عن الشعبي عن جابر في الرقاق، باب الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، بلفظ غير هذا اللفظ، وأحمد في المسند (3/ 309) بلفظ الترمذي من طريق مجالد عن الشعبي عن جابر أيضا.

ص: 433

والمغيبات: اللاتي غاب عنهن أزواجهن. وفي لفظ لمسلم «1» : «لا يبيتن أحد عند امرأة إلا أن يكون ناكحا أو ذا محرم» «2» .

قلت: ومستنده «3» في إنكار هذا ما قدمه/ من أن الشيطان بسيط مجرد عن المادة فلا يوصف بأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم «4» . لأن ذلك يوجب جسميته ونحن قد منعنا ذلك عليه في موضعه. وبينا قواطع الإنجيل في جسمية الشياطين لكنها أجسام لطيفة للطافة مادتها وبذلك يصح عليها أن تجري من ابن آدم مجرى الدم وغيره، كالأرواح، والرياح،/ فإنه قد قال بعض أهل العلم:" إن الروح جسم لطيف سار في هذا الهيكل الكثيف على شكله «5» والهوى يتخرق نواحي البدن، حتى قال بعضهم: الروح هو الهواء المتردد في مخاريق البدن «6» ، على أنه يجوز أن يكون أراد بالشيطان هنا: النفس الأمارة، أو الهوى، لأن هذين يوافقان الشيطان على ما يريده وإذا اتجه ما قلناه، واحتمل ما عليه «7» حملناه، لم يبق للاعتراض به وجه.

وروى عبد الرزاق في تفسيره قال: أخبرنا معمر عن قتادة في قوله: «قال قرينه ربنا ما أطغيته» «8» قال:" قرينه الشيطان"«9» .

(1) في كتاب السلام، باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها حديث: 19، عن أبي الزبير عن جابر.

(2)

في (أ):" أو ذو رحم محرم" والمعنى الا أن يكون الداخل أو البائت زوجا أو ذا محرم، أو أن تكون المرأة ذات زوج حاضر، أو ذات محرم حاضر. [انظر شرح صحيح مسلم 14/ 153].

(3)

في (أ): ومسنده.

(4)

عبارة (أ):" بأنه يجري مجرى من ابن آدم فجرى مجرى الدم".

(5)

ذكر ابن كثير- رحمه الله في تفسيره (3/ 61) عن السهيلي أنها:" ذات لطيفة كالهواء سارية في الجسد كسريان الماء في عروق الشجر" اهـ.

(6)

ذكر ابن القيم- رحمه الله في كتابه الروح (ص: 235) وما بعدها أقوال الناس فيها واختلافاتهم.

(7)

في (ش): على ما عليه.

(8)

سورة ق، آية:27.

(9)

قلت: وهذا مروي عن مجاهد. [انظر تفسير القرطبي 17/ 16].

ص: 434