الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا أَدَّعي جَوْرَ الزّمانِ ولا أَرى
…
لَيْلي يَزيدُ على اللّيالي طُولا
لكنّ مِرآةَ الصّباح تَنفُّسي
…
لِلهمِّ أصدأَ وَجْهَها المَصْقولا
وأين صاحب الطغرائي من قول أبي الطيب (1): (من البسيط)
لا أَستَزيدُكَ فيما فيكَ مِن كَرَمٍ
…
أَنا الَّذي نامَ إِن نَبَّهتُ يَقظانا
وله عذر في نومه واستحالته على الطغرائي؛ لأن هذا الصاحب سائر على مطايا الراحة والأمن، [والطغرائي](2) قد اقتعد في ذروة القلق، والجد والروع /* (3) والطلب، وهيهات، بينهما فرق بعيد وبون، قد ضلَّ مَن اعتقد أنّ الصاحب له عون في الشدائد، يا ويل الشجي من الخلي، هان على الأملس ما لاقى الدبر، ومن قول ابن قلاقس (4):(من السريع)
يغيظُني وهو على رَسْلِهِ
…
والمرءُ في غيظِ سواهُ حَليمْ
واستعارة العين للنجم في بيت الطغرائي من أحسن ما يكون، قال الأرجاني (5):(من الخفيف)
ثُمّ خافَتْ لمّا رأتْ أنجمَ الّليـ
…
لِ شَبيهاتِ أعيُنِ الرُّقبَاء
وهو مأخوذ من قول الأول (6): (من الكامل)
ما راعَنا تَحتَ الدُجى شَيءٌ سِوى
…
شِبهِ النُجومِ بِأَعيُنِ الرُقَباءِ
ومن الألغاز في السماء والنجوم: (من المتقارب)
وحسناء خرساء لا تنطق يروقك ملبسها الأزرق (7)
وأحسن من كل مستحسنٍ عيون لها في الدُّجى تبرقُ
فهل تُعِيُن على غَيٍّ هممتُ بهِ
…
والغيُّ يزجُرُ أحياناً عن الفَشَلِ
اللغة: [الإعانة: المساعدة في الخير والشر، الغَي: الضلال، تقول: غَوَى بالفتح يغوى غيَّاً وغواية، فهو غاوٍ وغوٍ، وأغواه غيره، فهو غوي، على فعيل، الزجر: المنع والنهي، يقال: زجره وازدجره فانزجر وازدجر، أحيانا: الحِين الوقت، وجمعه أحيان، الفشل: الجبن، يقال: فشِل بالكسر فشلاً إذا جبن](8)
(1) ديوانه 1/ 229.
(2)
زيادة من الغيث المسجم 1/ 344 يقتضيها السياق.
(3)
* من هنا تبدأ الصفحة [29 أ] في النسخة ب ،
(4)
ديوانه (م)
(5)
ديوانه 1/ 15
(6)
لابن المعتز، ديوانه ص 15.
(7)
البيتان في الغيث المسجم 1/ [345 ب] لا عزو.
(8)
ما بين الحاصرتين من الغيث المسجم 1/ 348، لأن المختصر قال اللغة، وترك مكان كلمة واحدة فراغا، ثم أخذ في الإعراب، ولم يعرض للغة البتة.