الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبالغ القائل في ملازمة الرقيب (1): (من الخفيف)
أنا والحب ما خلونا ولا طرفةُ
…
عينٍ إلا علينا رقيبُ
ما اجتمعنا بحيثُ إنْ لم يكن لدهـ
…
رِ بأني اقول انتَ الحبيب
بل خلونا بقدر ما قلت أنت الح فوافى فقلت كيم الطبيب
قال الشارح: وما ترك هذا الشاعر غاية لمن بعده في الظرف، وتذكرت من هذه المادة ما ذكره الحريري في درة الغواص قال: حكى لي أبو الفتح عبدوس بن محمد الهمداني حين قدم البصرة حاجا في سنة أربع وستين وأربعمائة أن الصاحب أبا القاسم بن عباد رأى أحد ندمائه متغير السحنة، فقال: ما الذي بك؟ قال له الصاحب قه، فقال له النديم وه، فاستحسن الصاحب ذلك، وخلع عليه.
قيل إنّ بعض الظرفاء سمع امرأة حسناء وقد أتت إلى جانب نهر تقول: يا جارية أين أضع رجلي، فقال: على كتفي، فقالت له، بخفي، فقال لها: رقبة زوجك، فقالت له:[من أين]
خرجت: فقال لها: من بيتك، فقالت له: مصفوع، فقال لها: على تهمة بك، فقالت له: وأنت بريء، فانقطع. قال الطغرائي رحمه الله:
نَؤمُّ ناشِئةً بالجزع قد سُقيَتْ
…
نِصالُها بمياه الغَنْجِ والكَحَلِ
اللغة: نؤم: أي نقصد، ناشئة: مؤنثة ناشئ، الجزع: منعطف الوادي / النِّصال: [42 ب] نصل، وهو نصل السيف والسهم، ويجمع على نصول، مياه: جمع ماء، والغنج: معروف، والكحل: سواد يعلو جفن العين.
الإعراب: نؤُمُّ: فعل مضارع مرفوع، وفاعله مستتر، أي نحن، ناشئة: مفعول به، وهو صفة لموصوف محذوف تقديره نؤم فتاة ناشئة، وهذا جائز، نطق القرآن به كثيرا، كقوله تعالى:[ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا](2) أي شخصا، بالجزع: موضعه نصب بما في ناشئة من معنى الفعل، والباء هنا ظرفية، قد: حرف توقع، سقيت: فعل مُغيَّر لما لم يسم فاعله، نصالها: مفعوله (3)،والضمير في موضع جر بالإضافة، بمياه الغنج: متعلق بسقيت، والباء هنا زائدة، كما في قوله تعالى:[وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ](4) والكحل: معطوف على الغنج، والجملة في قوله قد سقيت إلى آخره في محل نصب على الصفة لناشئة.
(1) الأبيات في الغيث المسجم 1/ [394 ب] لا عزو
(2)
النساء 112
(3)
أي مفعول ما لم يسم فاعله كما في الغيث المسجم، ص 1/ 397
(4)
البقرة 195