الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذهب عنهم الضحك، وخافوا دعوته، ثم قال:((اللَّهم عليك بأبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط)). قال ابن مسعود: فوالذي بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق لقد رأيت الذي سمّى صرعى يوم بدر، ثم سُحِبوا إلى القليب، قليب (1) بدر)) (2)، وفي رواية: <فأقسم باللَّه لقد رأيتهم صرعى على بدر قد غيرتهم الشمس، وكان يوماً حارّاً)) (3).
هـ - دعاؤه صلى الله عليه وسلم على سراقة بن مالك رضي الله عنه
-، لحق سراقة النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يقتله وأبا بكر، لكي يحصل على دية كل واحدٍ منهما؛ لأن قريشاً جعلوا لمن يقتل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبا بكر أو أسرهما دية كل واحد منهما، فلحق سراقة النبي صلى الله عليه وسلم وعندما رآه أبو بكر قال: يا رسول اللَّه! هذا فارسٌ قد لحق بنا، فالتفت إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:((اللَّهم اصرعه))، وساخت يدا فرس سراقة في الأرض حتى بلغت الركبتين، فقال سراقة: يا رسول اللَّه! ادع اللَّه لي، فدعا له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ونجت فرسه، ورجع يخفي عنهما، فكان أول النهار جاهداً على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان آخر النهار مسلحة (4) له يخفي عنه (5).
(1) القليب: البئر التي لم تطوَ.
(2)
مسلم، 3/ 1418، برقم 1794.
(3)
مسلم، 3/ 1420، برقم 1794.
(4)
المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو، ويرقبون العدو لئلا يطرقهم، فكذلك سراقة كان مدافعاً ومخفياً عن النبي صلى الله عليه وسلم، انظر النهاية، 2/ 388، والقاموس المحيط، ص287.
(5)
البخاري مع الفتح، 7/ 238، و240، و249، برقم 3906، و3908، و3911.
ودعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم بدر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يوم بدر نظر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً، فاستقبل نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مد يديه فجعل يهتف (1) بربه:((اللَّهم أنجز لي ما وعدتني، اللَّهم آتِ ما وعدتني، اللَّهم إن تُهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض))، فما زال يهتف بربه، مادَّاً يديه مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي اللَّه كذاك (2) مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك. فأنزل اللَّه عز وجل:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} (3)، فأمده اللَّه بالملائكة (4)، قال ابن عباس: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم، فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقياً، فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه، وشق وجهه كضربة السوط، فاخضرَّ ذلك أجمع، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول
(1) يهتف: يستغيث باللَّه ويدعوه.
(2)
كذاك: أي كفاك، وفي بعض النسخ كفاك، والمعنى صحيح.
(3)
سورة الأنفال، الآية:9.
(4)
مسلم، 3/ 1384، برقم 1763.