الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهي أخصُّ من الوصيلة؛ لتضمُّنها معنى الرغبة، قال تعالى:{وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ} (1)، وحقيقة الوسيلة إلى اللَّه تعالى مراعاة سبيله بالعلم، والعبادة، وتحرّي مكارم الشريعة، وهي كالقربة، والواسِلُ: الراغب إلى اللَّه تعالى (2).
ومعنى قوله تعالى: {وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ} أي تقرَّبوا إليه بطاعته، والعمل بما يرضيه (3).
وأنواع التوسل المشروع ثلاثة:
النوع الأول:
التوسّل في الدعاء باسم من أسماء اللَّه تعالى، أو صفة من صفاته، كأن يقول الداعي في دعائه: اللَّهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير، أن تعافيني، أو يقول: أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمني، وتغفر لي؛ ولهذا قال تعالى:{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (4)، ومن دعاء سليمان عليه الصلاة والسلام ما قال اللَّه تعالى: {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا
(1) سورة المائدة، الآية:35.
(2)
مفردات غريب ألفاظ القرآن، ص871.
(3)
تفسير ابن كثير، 2/ 53، وانظر: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية، ص5 - 160. والتوسل أنواعه وأحكامه للشيخ الألباني، ص8 - 156.
(4)
سورة الأعراف، الآية:180.
تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} (1).
وعن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه أن رسول صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول:((اللَّهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت اللَّه، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد))، قال: فقال: ((والذي نفسي بيده، لقد سأل اللَّه باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى)) (2)، وفي رواية:((لقد سألت اللَّه عز وجل باسمه الأعظم)).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالساً ورجل يصلي ثم دعا: ((اللَّهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي،
يا قيوم))، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((لقد دعا اللَّه باسمه العظيم، الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى)) (3).
وعن محجن بن الأدرع أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فإذا هو
(1) سورة النمل، الآية:19.
(2)
أبو داود، 2/ 79، برقم 1495، والترمذي، 5/ 515، برقم 3475، وأحمد، 5/ 260، برقم 22952، وابن ماجه، 2/ 1267، برقم 3857، والحاكم، 1/ 604، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وابن حبان وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 3/ 163.
(3)
أبو داود بلفظه، 2/ 80، برقم 1495، وابن ماجه، 2/ 1268، برقم 3858، والترمذي، 5/ 550، برقم 3544، وأحمد، 3/ 120، برقم 12611، والنسائي، 3/ 52، برقم، وصححه ابن حبان، برقم 2382، (موارد)، والحاكم، 1/ 503، ووافقه الذهبي وهو كما قالا، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/ 279.