الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (1).
وقال تعالى: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (2).
ولا شك أن العمل الذي لا يكون على شريعة النبي صلى الله عليه وسلم يكون باطلاً؛ لحديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ)) (4).
الشرط الثالث: الثقة باللَّه تعالى، واليقين بالإجابة
(5):
فمن أعظم الشروط لقبول الدعاء الثقة باللَّه تعالى، وأنه على كل شيء قدير؛ لأنه تعالى يقول للشيء كن فيكون، قال سبحانه:{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (6)، وقال سبحانه:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (7)، ومما يزيد ثقة
(1) سورة آل عمران، الآية:31.
(2)
سورة الأعراف، الآية:158.
(3)
سورة النور، الآية:54.
(4)
متفق عليه، صحيح البخاري، برقم 2697، ومسلم، برقم 1718
(5)
انظر: جامع العلوم والحكم، 2/ 407، ومجموع فتاوى ابن باز جمع الطيار، 1/ 258.
(6)
سورة النحل، الآية:4.
(7)
سورة يس، الآية:82.
المسلم بربه تعالى أن يعلم أن جميع خزائن الخيرات والبركات عند اللَّه تعالى، قال سبحانه:{وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَاّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَاّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} (1).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي رواه عن ربه تبارك وتعالى: ((
…
يا عبادي لو أن أوَّلكم وآخركُم وإنسَكُم وجنَّكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني، فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذا أُدخِلَ البَحْرَ)) (2)، وهذا يدل على كمال قدرته سبحانه وتعالى، وكمال ملكه، وأن ملكه وخزائنه لا تنفد، ولا تنقص بالعطاء، ولو أعطى الأولين والآخرين: من الجن والإنس جميع ما سألوه في مقام واحد (3)؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يدُ اللَّه (4) ملأى لا يَغِضُها نَفَقةٌ سحّاءُ (5) الليلَ والنهارَ، أرأيتُم ما أنفقَ مَذُ خلَقَ السماءَ (6) والأرض؛ فإنه لم يغِضْ ما في يده، وكان عرشُهُ على
(1) سورة الحجر، الآية:21.
(2)
مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه، برقم 2577.
(3)
جامع العلوم والحكم، 2/ 48.
(4)
في رواية مسلم: <يمين اللَّه ملأى>، برقم 993.
(5)
سحَّاءُ: أي دائمة الصبّ، تصبّ العطاء صبّاً، ولا ينقصها العطاء الدائم في الليل والنهار، انظر: الفتح، 13/ 395.
(6)
في رواية للبخاري بالجمع للسموات والأرض برقم 7441.