الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذا الغنى منك غناه وإنما ينفعه الإيمان والطاعة (1).
واللَّه تعالى يحب أن يسأله العباد جميع مصالح دينهم ودنياهم، من المطاعم والمشارب، كما يسألونه الهداية، والمغفرة، والعفو والعافية (2) في الدنيا والآخرة، قال اللَّه تعالى:{وسئَلُوا اللهَ من فضلِهِ إنَّ اللهَ كانَ بكلِّ شيءٍ عليماً} (3)، وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((سلوا اللَّه من فضله فإن اللَّه يحب أن يُسأل، وأفضل العبادة انتظار الفرج)) (4)، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((ليسأل أحدكم ربَّه حاجتهُ كلَّها، حتى يسأل شِسْعَ نعْلِهِ إذا انقطع)) (5).
ولكن العبد يهتم اهتماماً عظيماً بالأمور المهمة العظيمة التي فيها السعادة الحقيقية ومن أهم ذلك ما يأتي:
1 - سؤال اللَّه الهداية
، لقوله تعالى: {مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ
(1) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، 1/ 244.
(2)
انظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب، 2/ 38 - 40.
(3)
سورة النساء، الآية:32.
(4)
الترمذي، في الدعوات، باب في انتظار الفرج، برقم 3571، وحسنه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط في تحقيقه لجامع الأصول، 4/ 166.
(5)
أخرجه الترمذي، ولم أجده في نسختي قال عبد القادر الأرناؤوط في تحقيقه لجامع الأصول، 4/ 166: <أخرجه الترمذي، برقم 3607، و3608 في الدعوات، باب 149، وحسنه الترمذي، وهو كما قال>.
وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} (1)، والهداية نوعان: هداية مجملة، وهي الهداية للإيمان والإسلام، وهي حاصلة للمؤمن، وهداية مفصلة، وهي هدايته إلى معرفة تفاصيل أجزاء الإيمان والإسلام، وإعانته على فعل ذلك، وهذا يحتاج إليه كل مؤمن ليلاً ونهاراً، ولهذا أمر اللَّه عباده أن يقرأوا في كل ركعة من صلاتهم قوله تعالى:{إيَّاكَ نعبُدُ وإيَّاكَ نستَعينُ} (2)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه الذي يستفتح به صلاته بالليل: ((
…
اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)) (3)، وأوصى معاذ بن جبل رضي الله عنه أن يقول دبر كل صلاة:((اللَّهمَّ أعنِّي على ذكرك وشكرك، وحسن عبادتك)) (4)، ومن دعائه صلى الله عليه وسلم في استفتاح صلاة الليل: ((
…
اهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيِّئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت)) (5)، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يسأل اللَّه الهُدى والسداد:((اللَّهم إني أسألك الهُدى والسداد)) (6)، وعلَّم الحسن بن علي رضي الله عنه أن يقول في قنوت
(1) سورة الكهف، الآية:17.
(2)
سورة الفاتحة، الآية:6.
(3)
مسلم 1/ 534، برقم 770.
(4)
أبو داود، 2/ 86، برقم 1522، والنسائي، 3/ 53، برقم 1303، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، 1/ 284.
(5)
مسلم، 1/ 534، برقم 771.
(6)
مسلم، 4/ 209، برقم 2725.