الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوتر: ((اللَّهم اهدني فيمن هديت)) (1).
2 - سؤال اللَّه مغفرة الذنوب
، لأن من أهم ما يسأل العبد ربه مغفرة ذنوبه، أو ما يستلزم ذلك كالنجاة من النار، ودخول الجنة (2).
والعبد محتاج إلى الاستغفار من الذنوب، وطلب مغفرة ذنوبه من اللَّه تعالى؛ لأنه يخطئ بالليل والنهار، واللَّه يغفر الذنوب جميعاً؛ ولعظم هذا الأمر قال عليه الصلاة والسلام:((يا أيها الناس توبوا إلى اللَّه فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة)) (3)، ولفظ النسائي: <يا أيها الناس، توبوا إلى اللَّه واستغفروه، فإني أتوب إلى اللَّه، وأستغفره كلّ يومٍ مائة مرّة، أو أكثر من مائة مرّة> (4)، وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: إن كنَّا لنعدُّ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول: ((ربِّ اغفر لي وتب عليَّ إنك أنت التوابُ الرحيم)) (5). ولفظ الترمذي ورواية عند الإمام أحمد: ((رب اغفر لي وتب عليَّ إنك أنت التواب
(1) أخرجه أصحاب السنن، أبو داود، برقم، 1425، والترمذي، برقم 466، والنسائي، برقم 1745، وابن ماجه، برقم 1178، وصححه الألباني في إرواء الغليل 2/ 172، وفي صحيح سنن الترمذي، 1/ 144، وفي صحيح ابن ماجه، 1/ 194.
(2)
جامع العلوم والحكم، 2/ 41، 404.
(3)
مسلم، 4/ 2076، برقم 2702.
(4)
النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 326، برقم 444.
(5)
أبو داود، برقم 1516، وابن ماجه، برقم 3814، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، 1/ 283، وصحيح ابن ماجه، 2/ 321، وأخرجه أحمد بهذا اللفظ أيضاً، 1/ 21.
الغفور)) (1).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((من قال أستغفر اللَّه العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر اللَّه له وإن كان فرَّ من الزحف)) (2).
واللَّه عز وجل يقول: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (3).
وقال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (4).
وعن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال اللَّه تعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عَنَانَ السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة)) (5).
(1) الترمذي، برقم 3444، وأحمد بلفظ الترمذي، إلا أنه قال بالشك: <التواب الرحيم أو التواب الغفور>، 1/ 67.
(2)
أبو داود، 2/ 85، برقم 1517، والترمذي، واللفظ له، 5/ 569، برقم 3577، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، 1/ 511، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 3/ 182، وانظر: تحقيق الأرناؤوط لجامع الأصول، 4/ 389.
(3)
سورة النساء، الآية:110.
(4)
سورة طه، الآية:82.
(5)
الترمذي 4/ 122، برقم 3540، والدارمي، 2/ 230، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، 5/ 548، وانظر: تحفة الأحوذي، 9/ 525، وجامع العلوم والحكم، 2/ 400 - 418.
وكثيراً ما يُقْرَنُ الاستغفار بذكر التوبة، فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان، والتوبة عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلوب والجوارح، وقد وعد اللَّه في سورة آل عمران (1) بالمغفرة لمن استغفر من ذنوبه، ولم يصرَّ على ما فعله، فتحمل النصوص المطلقة في الاستغفار كلها على هذا المقيد، وأما استغفار اللسان مع إصرار القلب على الذنب، فهو دعاء مجرَّد، إن شاء اللَّه أجابه، وإن شاء ردَّه، وقد يكون الإصرار مانعاً من الإجابة (2)، فعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((ارحموا تُرحموا، واغفروا يغفر اللَّه لكم، ويل لأقماع القول (3)، ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون)) (4).
وإن قال أستغفر اللَّه وأتوب إليه فله حالتان:
(1) سورة آل عمران، الآية:135.
(2)
جامع العلوم والحكم، 2/ 407 - 411.
(3)
جمع: قمع كضلع وهو الإناء الذي يترك في رؤوس الظروف لتملأ بالمائعات من الأشربة والأدهان شبه أسماع اللذين يستمعون القول ولا يعونه ولا يحفظونه ولا يعملون كالأقماع التي لا تعي شيئاً مما يفرغ فيها فكأنه يمر عليها مجازاً كما يمر الشراب في الأقماع اجتيازاً.
(4)
أخرجه أحمد، 2/ 165، 219، برقم 6541، و7041، ورواه البخاري في الأدب المفرد، برقم 380 وحسنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري، 1/ 112، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص151، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 482.