الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويدل على مشروعية ذلك قوله تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (1).
وقوله تعالى: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} (2).
ومن ذلك ما تضمنته قصة أصحاب الغار؛ فإن كلاً منهم ذكر عملاً صالحاً تقرب به إلى اللَّه ابتغاء وجهه سبحانه، فتوسل بعمله الصالح، فاستجاب اللَّه له (3).
النوع الثالث:
التوسّل إلى اللَّه تعالى بدعاء الرجل الصالح الحي الحاضر:
كأن يقع المسلم في ضيق شديد، أو تحلّ به مصيبة كبيرة، ويعلم من نفسه التفريط في جنب اللَّه تبارك وتعالى، فيحب أن يأخذ بسبب قوي إلى اللَّه تعالى، فيذهب إلى رجل يعتقد فيه الصلاح، والتقوى، أو الفضل والعلم بالكتاب والسنة، فيطلب منه أن يدعو له ربه، ليفرج عنه كربه، ويزيل عنه همه. ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أصابت الناس سَنَةٌ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة، قام أعرابي فقال: يا رسول اللَّه! هلك المال وجاع العيال فادع اللَّه لنا. فرفع يديه ثم قال: ((اللَّهم أغثنا، اللَّهم أغثنا، اللَّهم أغثنا))، وما نرى في السماء قَزَعةً، فوالذي نفسي بيده، ما وضعها حتى ثار
(1) سورة آل عمران، الآية:16.
(2)
سورة آل عمران، الآية:53.
(3)
أخرجه البخاري 4/ 37، برقم 2215، ومسلم، 4/ 3099، برقم 2743.
السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل من منبره حتى رأيت المطر يتحادر عن لحيته صلى الله عليه وسلم، فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد، وبعد الغد، والذي يليه، حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي، أو قال غيره فقال: يا رسول اللَّه، تهدم البناء، وغرق المال، فادع اللَّه لنا، فرفع يديه فقال:((اللَّهم حوالينا ولا علينا))، فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت، وصارت المدينة مثل الجوبة، وسال الوادي قناة شهراً، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدَّث بالجود)) (1).
ومن ذلك سؤال أبي هريرة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لأمه بالهداية إلى الإسلام، فدعا لها صلى الله عليه وسلم، فهداها اللَّه تعالى (2).
ومن ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يطلب من العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم اللَّه عز وجل أن يغيثهم، فيغيثهم سبحانه (3).
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه: ((يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه، إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على اللَّه لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل)) (4).
(1) أخرجه البخاري، 1/ 224، برقم 933، ومسلم، 2/ 612، برقم 897.
(2)
مسلم، 4/ 1939، برقم 2491، ويأتي تخريجه.
(3)
انظر: البخاري مع الفتح، 2/ 494 كتاب الاستسقاء باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، حديث رقم 1008.
(4)
أخرجه مسلم 4/ 1968، برقم 2542.