الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل السادس: الدعوات المستجابات
كل من عمل بالشروط، وابتعد عن الموانع، وعمل بالآداب، وتحرّى أوقات الإجابة، والأماكن الفاضلة، فهو ممن يستجيب اللَّه دعاءه، وقد بيَّنت السنة أنواعاً وأصنافاً ممن طبَّق هذه الشروط، واستجاب اللَّه دعاءهم، ومنهم:
1 - دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب:
عن أم الدرداء رضي الله عنها أنها قالت لصفوان: أتريد الحج العام؟ قال: فقلت: نعم، قالت: فادعُ اللَّه لنا بخير؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((دعوةُ المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل)) (1).
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال المَلَكُ ولكَ بِمِثلٍ)) (2).
2 - دعوة المظلوم:
عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً إلى اليمن، وساق الحديث وقال فيه:((واتقِ دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين اللَّه حجاب)) (3)، ومن هذه الإجابة قصة سعد رضي الله عنه مع أبي سعدة عندما
(1) مسلم 4/ 2094 برقم 2733.
(2)
مسلم 4/ 2094، برقم 2732.
(3)
البخاري، برقم 1395، و2448.
قال لمن سأله عن سعد: ((أما إذا نشدتنا فإن سعداً كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، قال سعد: أَمَا واللَّه لأدعونَّ بثلاث: اللَّهم إن كان عبدك هذا كاذباً، قام رياء وسمعة، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرّضه بالفتن، وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد، قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكِبَر، وإنه ليتعرض للجواري في الطريق يغمزُهُن)) (1).
وخاصمت أروى بنت أويس سعيد بن زيد رضي الله عنه عند مروان بن الحكم وادعت عليه أنه أخذ من أرضها، فقال: أنا كنت آخذ من أرضها شيئاً بعد الذي سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: وما سمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أخذ شبراً من الأرض بغير حقِّه طُوِّقه إلى سبع أرضين))، ثم قال: اللَّهم إن كانت كاذبة فأعمِ بصرها، واجعل قبرها في دارها، قال: فرأيتها عمياء تتلمس الجدر، تقول: أصابتني دعوة سعيد بن زيد، فبينما هي تمشي في الدار مرت على بئر في الدار، فوقعت فيها فكانت قبرها (2).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((دعوة المظلوم
(1) البخاري، 2/ 236، برقم 755، ومسلم، 1/ 334، برقم 453، وهو أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة.
(2)
مسلم، برقم 1610، 2/ 1230.