الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعض فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: في الشمائل النبوية:
1- حرصه صلى الله عليه وسلم على تعليم الصحابة ما ينفعهم من فرائض العبادات
وغيرها، ففي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم القرآن سورة سورة، ويعلمهم أيضا صلاة الاستخارة، ويهتم بتعليمهم إياها كما يهتم بتعليمهم القرآن، وهذا يدل على عظيم حب النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة وحرصه على إبلاغهم كل ما ينفعهم.
ويتفرع عليه: بيان الأهمية البالغة لصلاة الاستخارة، وذلك لحرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تعليمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، ومعلوم مدى أهمية القرآن بالنسبة للمسلم، فعلى كل مسلم، الحرص على هذه العبادة وعدم التفريط فيها.
فمن الفوائد العظيمة لهذه الاستخارة:
أ- أن يتذكر العبد دائما حاجته إلى الله- عز وجل، وأن يبقى في صلة دائما بخالقه ومولاه.
ب- أن يتعلم المسلم حسن التضرع والتوجه إلى الله- سبحانه وتعالى.
ج- أن يوطن العبد نفسه على التواضع بين يدي الرب- تبارك وتعالى فهو مهما بلغ فقير إلى علم الله وقدرته وفضله، مع إعلان عجزه الكامل.
د- أن يرضى العبد دائما بقضاء الله وقدره، وألايتسخط على ما جاء به القضاء، لعلمه أنه من عند الله، وأنه قد اجتهد قبل العمل، بسؤال ربه التوفيق والبركة.
2- حسن تعبيده صلى الله عليه وسلم الناس لرب الناس
حيث أمرهم صلى الله عليه وسلم وحثهم على الاستخارة في الأمور كلها، ليتيقنوا أنهم مفتقرون إلى الله- سبحانه وتعالى في كل أمر، صغير وكبير، عظيم وحقير، وهذا يزرع في قلب المسلم العقيدة الصحيحة، بأن الأمر كله يرجع إلى الله، وأن الله لم يوكل لغيره شيئا من الملك ولو كان أدنى الأمور، ولو أن الله وكل لغيره أي أمر، لعلّمنا النبيّ صلى الله عليه وسلم أن نتوجه لهذا الغير بالدعاء في الأمور الموكول بها، فلله الحمد والمنة، أن جعل قبلتنا في الدعاء واحدة، قال تعالى: وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [هود: 123] ، فأوضحت الآية أن صاحب الأمر كله هو الله- تبارك وتعالى؛ ولأن الأمر كله بيده لا يشاركه فيه أحد، فيجب على العباد صرف العبادة كلها له، وضربت الآية مثالا لأعظم هذه العبادات التي يجب صرفها إليه- عز وجل وهي التوكل، والذي يبدأ بالدعاء مع حسن الثقة،