الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علامات أهل البدع
((هل لأهل البدع علامات يُعْرَفُونَ بها))؟
نعم، لهم علامات قد تجتمع فيهم، وقد تفترق:
العلامة الأولى:
الوقيعة في أهل الأثر أتباعِ السلف
.
قال أبو حاتم الرازي:
((علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر
…
وعلامة الجهمية أن يُسَمُّوا أهل السنة مشبهة
…
وعلامة الزنادقة أن يسموا أهل الأثر حشوية)).
قلت: هذا في زمانهم، وأما في زماننا، فعلامتهم:
اتهام أهل السنة بـ (العمالة) .. وعلامة التجديديين: اتهامهم بـ (الجمود) .. وعلامة الطائفة الفكرية: اتهامهم بـ (أصحاب الفقه البدوي)، أو (الفكر السطحي) .. ومن اتهاماتهم: ما عندهم سوى: ((قال الله، قال الرسول)) ((أين الله))؟ هؤلاء يهتمون بالقشور، ويتركون اللُّبَابَ)).
وعلامة العلمانيين اتهامهم بـ (أصحاب الكتب الصفراء).
وللجميع يقال: نِعْمَ الحديث عى لحاء شجر، أو جلد بعير .. وبئس الفكر
المخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو مكتوبًا بالفضة على الذهب.
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58].
وهكذا كان يهود يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم بألفاظهم، واتهاماتهم التي ليس عندهم فيها دليل، ولا برهان سوى دليل الهوى، وبرهان الحقد، والخوف على مصالحهم، وحزبياتهم! !
وأذى المؤمنين بغير ما اكتسبوا صفة من صفات المنافقين.
{وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ
…
} [التوبة: 61].
{وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ} [النساء: 46].
فكان عاقبتهم اللعن، والعياذ بالله.
لماذا الاتهام؟
وسرُّ هذا الذي فعله اليهود، ويفعله كثير من المسلمين بإخوانهم، إنما هو عجزهم عن ردِّ الدليل بالدليل، والْحُجَّةِ بالحجة.
فيلجئون إلى الاتهام؛ لإشغال الناس بهذه الاتهامات عن العلم والدليل، ولستر جهلهم، ولصَدِّ الناس عن الحق والعلم الذي عند غيرهم.
فاحذر أن تكون ممن يُلقي التهم جزافًا
…
فتُلْعَنَ كما لُعِنَتْ يهود .. ألا لعنة الله على الكاذبين .. ألا لعنة الله على الذين يتهمون الناس بغير حق.