الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الطوائف المبتدعة المعاصرة
اعلم -أرشدني الله وإياك للحق- أن المتبعين أمة واحدة
…
لا تَعَدُّدَ فيها، ولا تفرق، ولا تحزب ..
ورائدهم الصحابة بإجماع العقلاء، فضلًا عن تزكية الله لهم ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهم الأئمة الهادون لمن خلفهم، والميزان للمختلفين من بعدهم.
وأن كل من تبعهم في عقيدتهم، ومنهجهم، وأخلاقهم، فهو من المتبعين ..
وكل من عداهم ممن تبنى عباداتٍ مخترعة، أو مناهجَ جديدة، أو فِكَرًا مُحْدَثَةً، أو طرقًا مبتدعة
…
يدخل في زمرة المبتدعين، مهما كانت حجته، ومهما كانت نيته.
وعلى هذا؛ فالمبتدعون لا يُعَدُّونَ، وَلَا يُحْصَوْنَ، فمنهم طوائف قديمة، ومنهم معاصرة حديثة، منها:
-
الطائفة الفكرية:
وهي الطائفة التي تُقَدِّمُ فكرها على نصوص الكتاب والسنة، وعلى فهم سلف هذه الأمة.
وذكر هذه الطائفة غني عن الرد عليها، إذ مقتضى دعواها أنهم أعلم من سلف هذه الأمة في العقيدة، والشريعة، والعربية، والفهم، والاستنباط، والفقه، وهذا هو التقديم المنهي عنه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1].
وما ذكرنا من النصوص السابقة يغني عن إطالة الرد عليها .. وهذه الطائفة وليدة المعتزلة عُبَّادِ العقل .. ومن قَدَّمَ عقله على شرع الله فقد عَبَدَ عَقْلَهُ.
وقد رد عليهم كثيرون، ومنهم سيد قطب في ((خصائص التصور الإسلامي))، وغيره، فأجاد، وأفاد، طيب الله ثراه، وغفر له خطاياه، وجعل الجنة مأواه.
قال في رده على محمد عبده:
((
…
حتى صَرَّحَ -أي: محمد عبده- مراتٍ بوجوب تأويل النص ليوافق مفهوم العقل، وهو مبدأ خَطِرٌ)) (1).
وكيف لا يكون خطيرًا وفيه إحالةُ شرعِ اللهِ المنضبط إلى عقل غير منضبط، وإحالة علم الله الواسع إلى فكر غير مُدْرِكٍ؟ !
وقد فَضَحَ أجدادَهُمْ مِنْ قَبْلُ شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله في كتابه العظيم ((درء تعارض العقل والنقل))، وبين عوار مذهبهم، وضلال منهجهم، وقد أجاد ووفى، وشفى الله بِرَدِّهِ صدور قوم موقنين، فعليه من الله الرحمة والرضوان.
وقد فَصَّلْنَا القول فيهم في أصول الطائفة المنصورة، فيما سيأتي إن شاء الله.
(1) خصائص التصور الإسلامي (29).