الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطائفة الحزبية السياسية
!
هي -بل هم-: طوائف اجتمعوا على السياسة، وتفرقوا عليها، ولم يجتمعوا على أسس الطائفة المنصورة التي أَمَرَنَا الله تعالى بالاجتماع عليها؛ ولذلك تجدهم يجمعون في صفوفهم ما هب ودب.
سواء كان المجتمعون على عقيدة واحدة أو مختلفة، صحيحة أو فاسدة، وسواء كانوا على تربية أو على غير ذلك!
وسواء كانوا من الطوائف الضالة أو ممن ينتسب إلى الطائفة المنصورة، كل ذلك لا يَهُمُّ! !
المهم عندهم: الوصول إلى الحكم، سواء بطريق نبوي، أو همجي لا منهجي، أو علماني، أو شيوعي، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة؛ ولذلك أدخلوا فيهم في بعض البلاد جُهَّالَ القبائل وزعماءها .. وفي بلد آخر: اتفقوا مع من كان يلعن أبا بكر وعمر! .. وفي ثالث: شاركوا النصارى في الانتخابات! .. وفي رابع: تحالفوا مع العلمانيين الذين كانوا يُكَفِّرُونَهُمْ! !
كل ذلك من أجل الوصول إلى الحكم، ويا ليت الحكم كله، إذن لهان الأمر، ولكنه بعض الحكم، وتحت ظل من لا يقيم لحكم الله وزنًا ..
ولو كان هؤلاء الإخوة يدركون حقيقة التوحيد ومعالمه، ومقصود شريعة الله وغايتها
…
لَعَلَّمُوا أتباعَهُمُ التوحيدَ، وَلَسَعَوْا لإقامة شريعة الله في النفوس قبل الأرض، فإن غاية الإسلام: هداية العباد قبل حكمهم، وإقناعهم قبل إكراههم، على القاعدة المنهجية العظيمة:
غاية الإسلام: هداية الناس
…
ثم سياستهم .. ولا عكس.
والحقيقة أن هذه الطائفة أُتِيَتْ من ثلاث:
- عدم إدراكها لحقيقة الشريعة، وظنها أن شريعة الله هي أحكام الجلد، والقتل، والرجم، والقتل، وأن تطبيق هذه الأحكام على الناس يكون بقوة السلطان قبل قوة الإيمان، وغفلوا عن أن شريعة الله هي دينه، من أَلِفِهِ إلى يائه، بدءًا من كلمة التوحيد، وانتهاءًا بإماطة الأذى عن الطريق.
- ردة فعل قوية من الظلم الذي وقع على كثير من الشعوب من حكامهم أفقدتهم صواب الطريق.
- تأثرها بالأحزاب العلمانية المتوافرة على الساحة، فاقتدت بها، فتحزبت كما تحزبت، ونهجت منهاجها في التغيير، وضربت بطريق النبي صلى الله عليه وسلم والسلف عرض الحائط، بدعوى إباحة الوسائل مطلقًا.
وإليك مقتطفات من كلام سيد قطب رحمه الله في الرد عليهم:
((
…
وإذن فَأَيَّةُ حركة يجب أن تبدأ من إعادة تفهيم الناس معنى الإسلام، ومدلول العقيدة، وبالتالي لا يكون الوصول إلى إقامة النظام الإسلامي، وتطبيق الشريعة الإسلامية، عن طريق انقلاب في الحكم يجيء من أعلى
…
إن قيام حكم إسلامي في أي بلد لن يجيء عن مثل هذه الطرق
…
أي: الانتخابات)) (1).
(1) لماذا أعدموني (43 - 44)، وما بعدها.
وأخيرًا:
لنا تساؤل
…
هؤلاء إخواننا من يتبعون .. ؟ !
فلا بالكتاب والسنة تفقهوا، ولا بقادتهم العقلاء الذين تراجعوا عما كانوا عليه اقتدوا
…
وإلى الله عاقبة الأمور.