المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌السابعة: قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرفق لا يكون في - صراع الفكر والاتباع

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌مباحث هذا الجزء

- ‌الأصل الثالث:ديننا دين اتباع لا دين فكر وابتداع

- ‌معنى الاتباع:

- ‌أهمية الاتباع:

- ‌ثمار الاتباع:

- ‌شمولية الاتباع:

- ‌معنى الابتداع:

- ‌الابتداع الشرعي:

- ‌الترهيب من الابتداع:

- ‌خطورة الابتداع

- ‌عاقبة المبتدع:

- ‌فيم يكون الابتداع

- ‌حكم الابتداع في الآراء:

- ‌الابتداع مرض مُعْدٍ:

- ‌موقف السلف من الآراء والآرائيين

- ‌حكم الابتداع في الطرق

- ‌إما اتباع، وإما ابتداع:

- ‌خطورة الابتداع في الطرق:

- ‌موقف الصحابة والسلف من الابتداع في الطرق

- ‌ما هي أسباب الابتداع؟ وما هو سره

- ‌كيف أتجنب البدع وأكون متبعا

- ‌الأصل الأول:قوله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [

- ‌الأصل الثاني:قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي

- ‌ لفتتان مهمتان:

- ‌اللفتة الأولى:

- ‌اللفتة الثانية:

- ‌حصون النجاة من أهل البدع

- ‌ الحصن الأول:العلم النافع المأخوذ من الكتاب والسنة، وسلف هذه الأمة، فوالله ما ضَلَّ عالم مخلص أبدًا

- ‌ الحصن الثاني:الابتعاد عنهم ومفارقتهم

- ‌ الحصن الثالث:ملازمةِ أهل الكتاب والسنة أتباعِ السلف الصالح

- ‌علامات أهل البدع

- ‌العلامة الأولى:الوقيعة في أهل الأثر أتباعِ السلف

- ‌العلامة الثانية:استخفافهم ببعض الواجبات والسنن قولًا وعملًا

- ‌العلامة الثالثة:لا يَدَّعُونَ مذهب السلف، والاتباع، ولا يَدْعُونَ إليه

- ‌العلامة الرابعة:يعرفون أو يتكلمون عن (ظاهر) حال أعداء الله أكثر مما يعرفون عن دين الله، وسلف هذه الأمة

- ‌العلامة الخامسة:لا يحتجون بالأدلة، ولا يعرفونها، وإذا عرفوها أَوَّلُوهَا بأدلتهم المظنونة

- ‌العلامة السادسة:لا يرون في الجماعات القديمة والحديثة جماعة ضالة، أو مبتدعة

- ‌العلامة السابعة:يرون الكلام في الْحُكَّامِ، وبيان كيد أعداء الله لُبَّا

- ‌العلامة الثامنة:لا يجتمعون على التوحيد والمنهاج، بل يجتمعون على أجزاء من الدين .. بعضهم يجتمع على السياسة، ويتفرقون عليها

- ‌العلامة التاسعة:أثقل شيء عليهم آيات التفرق، وأغيظ شيء عليهم أحاديث الاختلاف

- ‌العلامة العاشرة:يدافعون عن الرجال والحزبيات أكثر من دفاعهم عن العقيدة والمنهاج

- ‌العلامة الحادية عشرة:يُقَلِّلُونَ من شأن العلم، ويغمزون أصحابه

- ‌من الطوائف المبتدعة المعاصرة

- ‌ الطائفة الفكرية:

- ‌ الطائفة التجديدية:

- ‌الطائفة الحزبية السياسية

- ‌ما الفرق بين المتبعين والمبتدعين

- ‌علامات أهل الاتباع

- ‌العلامة الأولى:دَنْدَنَتُهُمْ على الاتباع قولًا، والتزامه عملًا

- ‌العلامة الثانية:الاهتمام بمصادر الاتباع، ودراستها، والدعوة إليها

- ‌العلامة الثالثة:إجلال السلف قولًا وعملًا:

- ‌العلامة الرابعة:دينهم البرهان، ومذهبهم الدليل

- ‌خلاصة هذا الفصل:

- ‌مِنْ قَوَاعِدِ الْإِنْصَافِ

- ‌الأولى:

- ‌الثانية:

- ‌الثالثة:

- ‌الرابعة:

- ‌الخامسة:

- ‌السادسة:

- ‌السابعة:

الفصل: ‌ ‌السابعة: قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرفق لا يكون في

‌السابعة:

قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه)) (1).

إن الرفق مطلوب في كل شيء، حتى مع الحيوانات .. والحكمة مأمورون بها مع كل مدعو، وفي كل دعوة حتى مع الأعداء .. والكلمة الطيبة ممدوحة مع كل مخاطب، سواء كان موحدًا تقيًّا، أو مؤمنًا عاصيًّا، أو مسلمًا مبتدعًا، وسواء كان يهوديًّا، أو نصرانيًّا، أو مجوسيًّا.

وَلَمَّا رَدَّتْ عائشة على اليهود الذين كانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم أمرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق في الرد، مع أنهم أعتى عدو للإسلام والمسلمين، فما بالك بمسلم مبتدع، يظن أنه مصيب؟ !

وكذلك أمره تعالى لموسى وهارون عليهما السلام من قبل في مخاطبة فرعون، وهو أكفر الكافرين، وإمام المبتدعين، ومع ذلك قال تعالى:

{فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44].

هذا هو الأصل في كل دعوة، ونصيحة، وكلمة، ولكن هذا لا ينفي أن تكون الشدة، وقسوة العبارة -أحيانا- من الحكمة، كما كان ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه أحيانًا.

وذلك لأن الشدة في موضعها حكمة .. وإن الرفق في موضعه حكمة .. وإن السيف في موضعه حكمة .. ويعتمد هذا على المصلحة المترتبة، والثمرة المقطوفة، وردود الفعل المتوقعة.

(1) أخرجه مسلم (4/ 2004)، واللفظ له، وأحمد (6/ 206)، وغيرهما.

ص: 109

فإذا كانت الشدة، أو الهجر، أو الكلمة القاسية، تهدي المدعو، أو تردع المنصوح، فهي الحكمة

وإلا فلا.

إذ المقصود في كل هذا مصلحة الدعوة، واتعاظ المنصوح، وهداية الضال، لا مجرد الهجر، أو الشدة، أو شفاء ما في الصدر، أو الانتقام للنفس.

ومن وجد شيئًا من الشدة في كلام السلف .. فلا يعني هذا أن له حكمًا مطلقًا في كل زمان ومكان، أو مع كل إنسان.

ولكن المسألة تُقَدَّرُ بقدرها، ويُراعى في ذلك ظروف المدعو، وأحواله، فكم من كلمة طيبة هَدَتْ فُجَّارًا، وكم من هجر خاطئ أضل أبرارًا.

ولا تُصْغِ لمن يقول: ((ليس علي من ذلك شيء .. المهم أني أهجر .. ))؛ لأنه لم يدرك غاية الهجر، ولا حكمة العمل به.

وعلى هذا؛ فإن محاربة البدع وأهلها شيء .. والحكمة والرفق بهم شيء آخر [وهذا الفرق] لا يدركه كثير من حدثاء الأسنان، فيخلطون الأوراق، ولا يميزون (1).

وللمسألة تفصيل ليس ههنا محله.

والخلاصة:

إن الرفق وحسن الخلق لا يتنافى مع معاداة البدع وأهلها، بل الواجب جمع الاثنين معًا، وسوء الخلق والفظاظة من وسوسة الشيطان ونزغه، حيث يظن المرء أنه يحارب البدع، في الوقت الذي يَضِلُّ في طريقة محاربتها.

وللمسألة تفصيل في كتابنا: ((الهجر بين الإفراط والتفريط)).

(1) بعد كتابة ما تقدم ألقى فضيلة الشخ صالح الفوزان -حفظه الله- محاضرة بهذا الخصوص بعنوان ((ظاهرة التبديع)) ننصح الإخوة بسماعها.

ص: 110

وكذلك ألقى الشيخ محمد بن هادي المدخلي محاضرة في الموضوع ذاته.

وبيان بقية الأصول، وما يتعلق بالطائفة المنصورة، وصفاتها، وخصائصها، ومفاهيمها، والتربية ومتعلقاتها، وطلب العلم، ومراحله

محله -بتوفيق الله وتيسيره- في القسم الرابع، وما بعده من هذا ((السبيل)) إن شاء الله.

والله الهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.

ص: 111