الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما الفرق بين المتبعين والمبتدعين
؟
((هل لكم أن تُبَيِّنُوا لنا فَرْقًا بين المتبعين والمبتدعين يصلح أن يكون قاعدة ونِبْرَاسًا))؟
الفرق الدقيق: أن المتبعين آمنوا بأن كل ما كان من عند الله من عبادة وطريقة، ورأي وفكر، هو خير كله.
وإذا جاءهم الشيطان من جهة تعظيمه لعقولهم، ومدحه لآرائهم، رَدُّوهُ على أعقابه خاسرًا ..
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ .. } [النساء: 136].
فتأمل معنى كلمة ((آمنوا)) الثانية في الآيتين تُدْرِكْ معنى الاتباع
…
وأن المبتدعين دخلوا في ((آمنوا)) الأولى
…
ولم يلتزموا بالثانية
…
أي: آمنوا على سبيل الإجمال، وأما على سبيل التفصيل والاتباع فلم يؤمنوا؛ لأنهم أعرضوا عن كثير من طرق النبي صلى الله عليه وسلم، واخترعوا طرقًا، وَفِكَرًا، وعباداتٍ
ما أنزل الله بها من سلطان.
ولا شك أن عندهم حُجَجَهُمْ: المصلحة، والظروف! ((إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن))! !
كما كان عند الطوائف الأولى حُجَجُهُمْ.
وهذه هي مشكلة أهل زماننا، إذ يُقَدِّمُونَ ما ظهر لهم من مصلحة وظروف، وما أنتج عقلهم من فكر وآراء، على شرع ربهم.
وَلْيُعْلَمْ أنه مهما زُيِّنَ لهم من قوة في استدلالهم، وصواب في حجتهم، فحاصل ذلك رَدُّ النصوص، والإعراض عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والرغبة عن سنته!
فهل يستويان عند الله مثلًا؟ ! ؟
- مُسْلِمٌ مُسَلِّمٌ
…
مؤمن قانت موحد .. يقول: أسلمت وجهي، وعقلي، وفكري، للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا، مطيعًا، وما أنا من المعترضين.
- وَمُسْلِمٌ يقول: عقلي
…
فكري
…
ظروفي
…
مصلحتي
…
لا أُسَلِّمُ بكل شيء في الكتاب والسنة! !
ثم هم مختلفون:
فبعضهم يرى التسليم في العبادات فحسب .. ويا ليتهم أعطوها حقها! فصلوا كما صلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وحجوا كما حج، ولكن هيهات هيهات.
وبعضهم يرى اتباعه صلى الله عليه وسلم في طريقة الحكم -أي: خلافة، وبَيْعة- لا في طريق الوصول إلى الحكم.
وآخرون لا يرون اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، لا في طريق الحكم، ولا في طريق الوصول إليه، وإنما يكون الاتباع عندهم بتطبيق الحدود .. والحدود الخمسة فقط، دون الأخوة، والتعاون، وترسيخ الإيمان، والولاء، وحسن المعاملة، والأخلاق.
وكل هؤلاء رافعون راية الإسلام
…
حاملون لواء الجهاد! ! !
وقد شَابَهَ بعضهم العلمانيين من حيث لا يشعرون.
وذلك لأن العلمانيين يرون التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في العبادات، دون اتباعه صلى الله عليه وسلم في الحكم، والتشريع، بحجة تغير الزمان والأحوال.
وهذه هي حجة إخواننا نفسها.
فأي تفريق -إذن- بين من يَرُدُّ الأخوةَ بدعوى الحزبية والتنظيم، وبين من يَرُدُّ الواجباتِ والسننَ بدعو الأحوال؟ وبين العلمانيين الذين يَرُدُّونَ التشريع بدعاوى فارغة؛ كتغير الظروف؟
…
و
…
وبعبارة أخرى:
أَيُّ فَرْقٍ في دين الله بين من يرى الاتباع في ثلث الدين فحسب، وبين من يراه في ثلثيه فحسب؟ !
لا شك أنه لا فرق إلا من حيث النية والقصد.
أفيليق بمسلم قال: أسلمت وجهي للذي فطر السماوات والأرض أن يترك نَهْجَ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويسلك نَهْجَ هؤلاء العلمانيين؟