الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1376 - عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام السُّبْكِيّ
جدي أقضى الْقُضَاة زين الدّين أَبُو مُحَمَّد
سمع من ابْن خطيب المزة وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل بن الْأنمَاطِي وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ الْحَرَّانِي وَابْن الْقُسْطَلَانِيّ وَغَيرهمَا
وَحدث بِالْقَاهِرَةِ والمحلة خرج لَهُ الْحَافِظ تَقِيّ الدّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن يحيى السُّبْكِيّ مشيخة حدث بهَا
وَولي قَضَاء الشرقية وأعمالها والغربية وأعمالها من الديار المصرية
وَكَانَ من أَعْيَان نواب الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد
قَرَأَ الْأُصُول على الْقَرَافِيّ وَالْفُرُوع على الظهير التزمنتي
وَكَانَ رجلا صَالحا كثير الذّكر وَله نظم كثير غالبه زهد ومدح فِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم
توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع شبعان سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بالمحلة وَدفن من الْغَد بظاهرها حضرت دَفنه وَأَنا شَاك فِي حُضُور الصَّلَاة عَلَيْهِ
أخبرنَا جدي تغمده الله برحمته قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا حَاضر فِي سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة أخبرنَا أَبُو الْفضل عبد الرَّحِيم بن يُوسُف ابْن خطيب المزة سَمَاعا أخبرنَا عمر بن مُحَمَّد بن طبرزد أخبرنَا القَاضِي أَبُو بكر الْأنْصَارِيّ وَأَبُو الْمَوَاهِب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُلُوك قَالَا أخبرنَا القَاضِي أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ أخبرنَا أَبُو أَحْمد بن الغطريف بجرجان حَدثنِي أَبُو عوَانَة الإسفرايني حَدثنَا يزِيد بن سِنَان حَدثنَا زَكَرِيَّا بن يحيى حَدثنَا إِدْرِيس الأودي عَن الْمنْهَال بن عَمْرو عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (مَا قَالَ عبد عِنْد مَرِيض أسأَل الله الْعَظِيم رب الْعَرْش الْعَظِيم أَن يشفيك سبع مَرَّات إِلَّا عوفي)
// أخرجه النَّسَائِيّ // فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث الْمنْهَال بن عَمْرو
وَكَثِيرًا مَا كَانَ رحمه الله ينشد
(يَا أَيهَا الْمَغْرُور بِاللَّه
…
فر من الله إِلَى الله)
(ولذ بِهِ واسأله من فَضله
…
لقد نجا من لَاذَ بِاللَّه)
(وقم لَهُ وَاللَّيْل فِي جنحه
…
فحبذا من قَامَ لله)
(واتل من الْوَحْي وَلَو آيَة
…
تكس بهَا نورا من الله)
(وعفر الْوَجْه لَهُ سَاجِدا
…
فعز وَجه ذل الله)
نقلت من خطّ الْجد رحمه الله سَمِعت شَيخنَا الإِمَام تَقِيّ الدّين أَبَا الْفَتْح بن دَقِيق الْعِيد فِي درس الكاملية يَقُول أَقمت مُدَّة أطلب الْفرق بن الْجَهْر والإسرار فَلم أجد إِلَّا قَوْله مَا أسر من أسمع نَفسه
نقلت من خطّ الْجد رحمه الله نسبتنا معاشر السبكية إِلَى الْأَنْصَار رضي الله عنهم
وَقد رَأَيْت الْحَافِظ النسابة شرف الدّين الدمياطي رحمه الله يكْتب بِخَطِّهِ للشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد رحمه الله الْأنْصَارِيّ الخزرجي
وَصُورَة مَا نقل من خطّ الْجد حَدثنَا الصاحب بهاء الدّين أَبُو الْفَضَائِل تَمام الْوَزير الْمَالِكِي الْمَذْهَب ولد يُوسُف بن مُوسَى بن تَمام بن حَامِد بن يحيى بن عمر بن عُثْمَان بن عَليّ بَين مسوار بن سوار بن سليم بن أسلم الْأنْصَارِيّ الخزرجي وَأسلم من خُزَاعَة وَقيل لَهُم خُزَاعَة لأَنهم تخزعوا عَن الأزد والتخزع التقاسم
وَأسلم ابْن أفصى بن حَارِثَة بن عَمْرو مزيقياء بن عَامر وَهُوَ مَاء السَّمَاء
ابْن حَارِثَة وَهُوَ الغطريف بن امْرِئ الْقَيْس وَهُوَ البطريق بن ثَعْلَبَة بن مَازِن بن الأزد مِنْهُم بُرَيْدَة بن الْحصيب الْأَسْلَمِيّ وَعبد الله بن أبي أوفى الصحابيان وَغَيرهمَا
ومازن من الأزد إِلَيْهِ جماع غَسَّان وغسان اسْم مَاء شربوا مِنْهُ قَالَ الشَّاعِر
(إِمَّا سَأَلت فَإنَّا معشر نجب
…
الأزد نسبتنا وَالْمَاء غَسَّان)
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم (أسلم سَالَمَهَا الله وغفار غفر الله لَهَا وَعصيَّة عصيت الله وَرَسُوله) انْتهى
وَهُوَ عَن مسودات بِخَط الْجد رحمه الله وَذكر بعده النِّسْبَة إِلَى آدم عليه السلام ثمَّ قَالَ فِي آخِره وَقد نقلت هَذَا من خطّ الْفَقِيه الْفَاضِل الْحَافِظ شرف الدّين مُحَمَّد بن المخلص بن أسلم السنهوري فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة
قلت سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة ظرف لخط السنهوري يَعْنِي أَنه خطه فِي ذَلِك التَّارِيخ لَا أَن الْجد كتب هَذَا الَّذِي نقلته فِي ذَلِك التَّارِيخ
وَلم يكْتب الشَّيْخ الإِمَام رحمه الله بِخَطِّهِ لنَفسِهِ الْأنْصَارِيّ قطّ وَإِن كَانَ شَيْخه الدمياطي يَكْتُبهَا لَهُ وَإِنَّمَا كَانَ يتْرك الشَّيْخ الإِمَام كِتَابَة ذَلِك لوفور عقله ومزيد ورعه
فَلَا يرى أَن يطْرق نَحوه طعن من المنكرين وَلَا أَن يَكْتُبهَا مَعَ احْتِمَال عدم الصِّحَّة خشيَة أَن يكون قد دَعَا نَفسه إِلَى قوم وَلَيْسَ مِنْهُم
وَقد كَانَت الشُّعَرَاء يمدحونه وَلَا يخلون قصائدهم من ذكر نسبته إِلَى الْأَنْصَار وَهُوَ لَا يُنكر ذَلِك عَلَيْهِم وَكَانَ رحمه الله أورع وَأتقى لله من أَن يسكت على مَا يعرفهُ بَاطِلا وَقد قَرَأَ عَلَيْهِ شَاعِر الْعَصْر ابْن نباتة غَالب قصائده الَّتِي امتدحه بهَا وفيهَا ذكر نسبته إِلَى الْأَنْصَار وَالشَّيْخ الإِمَام يقره وَسمع لَهُ قصيدته الَّتِي يَقُول فِيهَا فِيهِ
(من بَيت فضل صَحِيح الْوَزْن قد رجحت
…
بِهِ مفاخر آبَاء وَأَبْنَاء)
(قَامَت لنصرة خير الْأَنْبِيَاء ظبا
…
أنصاره واستعاضوا خير أنباء)
(أهل الصريحين من نطق وَمن كرم
…
آل الربيحين من نصر وإيواء)
(المعربون بِأَلْفَاظ ولحن ظبا
…
ناهيك من عرب فِي الْخلق عرباء)
(مفرغين جفونا فِي صباح وغى
…
ومالئين جفانا عِنْد إمساء)
(مضوا وضاءت بنوهم بعدهمْ شهبا
…
تمحى بِنور سناها كل ظلماء)
(فَمن هِلَال وَمن نجم وَمن قمر
…
فِي أفق عز وتمجيد وعلياء)
(حَتَّى تجلى تَقِيّ الدّين صبح هدى
…
يملي وإملاؤه من فكره الرَّائِي)
وَكتب عَلَيْهَا طبقَة السماع بِخَطِّهِ
وَكَذَلِكَ حضر الشَّيْخ الإِمَام عقد بَنَات بعض الأكابر وَكَانَ الصَدَاق صناعَة القَاضِي الْفَاضِل شهَاب الدّين بن فضل الله فَلَمَّا قرئَ وَجَاء ذكر الشَّيْخ الإِمَام أنْشد القَاضِي شهَاب الدّين لنَفسِهِ مَا كتبه فِي الصَدَاق وَالشَّيْخ الإِمَام يسمع
(قَاضِي الْقُضَاة بِعِلْمِهِ وضح الْهدى
…
وبجوده ووجوده فاض الندى)
(من آل يعرب فِي ذوائبها العلى
…
جَازَ السَّمَاء علا وَجَاز الفرقدا)
(من كل أَبيض باسم يَوْم الوغى
…
يجتاب من ليل الضلال الأسودا)
(نصر النَّبِي مُحَمَّدًا بجداله
…
وجدوده نصروا النَّبِي مُحَمَّدًا)
فَلَمَّا انْفَصل الْمجْلس وَجَاء الصَدَاق إِلَى الشَّيْخ ليكتب عَلَيْهِ اسْمه كتب عَلَيْهِ وعلق عَلَيْهِ من خطه فِي مجاميعه هَذِه الأبيات وَمن خطه نقلتها وَلَوْلَا أَنه رأى ذَلِك حَقًا مَا كتبه بِخَطِّهِ لما أعلمهُ من ورعه وشدته فِي ذَلِك
نقلت من خطّ الْجد رحمه الله
(قَطعنَا الْأُخوة عَن معشر
…
بهم مرض من كتاب الشفا)
(فماتوا على دين رسطالس
…
ومتنا على مِلَّة الْمُصْطَفى)