الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثمَّ ولي تدريس الشامية البرانية عِنْد شغورها بِمَوْت الشَّيْخ شمس الدّين ابْن النَّقِيب فَمَا حل مفرقها واقتعد نمرقها أعلم مِنْهُ كلمة لَا اسْتثِْنَاء فِيهَا كَذَا يكون من يتَوَلَّى المناصب وبمثل هَذَا تناط الْمَرَاتِب
ذكر شَيْء من الرِّوَايَة عَنهُ
أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ مناولة مقرونة بِالْإِجَازَةِ الْخَاصَّة قَالَ أخبرنَا عَليّ بن عبد الْكَافِي الْحَافِظ بِكفْر بَطنا بِقِرَاءَتِي أخبرنَا يحيى بن أَحْمد أخبرنَا مُحَمَّد ابْن عماد أخبرنَا ابْن رِفَاعَة أخبرنَا الخلعي أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن عمر أخبرنَا أَبُو سعيد بن الْأَعرَابِي حَدثنَا سَعْدَان حَدثنَا سُفْيَان عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن أبي الأوبر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي حافيا وناعلا وَقَائِمًا وَقَاعِدا وينفتل عَن يَمِينه وَعَن شِمَاله
قَالَ لنا شَيخنَا أَبُو عبد الله الذَّهَبِيّ الْحَافِظ رضي الله عنه هَذَا حَدِيث غَرِيب صَالح الْإِسْنَاد وَاسم أبي الأوبر زِيَاد الْحَارِثِيّ كُوفِي سَمَّاهُ يحيى بن معِين
أخبرنَا أبي تغمده الله برحمته أخبرنَا أقسيان بن مَحْفُوظ بِقِرَاءَتِي أخبرنَا قايماز بن عبد الله أخبرنَا السلَفِي أخبرنَا الخانساري بجرباذقان أخبرنَا أَبُو طَاهِر عبد الرَّحِيم أخبرنَا ابْن حَيَّان حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا حَدثنَا مُحرز حَدثنَا الْمُنْكَدر بن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن أَبِيه عَن جَابر قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِن أبي يُرِيد أَن يَأْخُذ مَالِي قَالَ (أَنْت وَمَالك لأَبِيك)
قَالَ لنا شيخ الْإِسْلَام الْوَالِد رضي الله عنه رَوَاهُ ابْن ماجة عَن هِشَام بن عمار عَن عِيسَى بن يُونُس عَن يُوسُف بن إِسْحَاق بن أبي إِسْحَاق عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر وَهُوَ إِسْنَاد جيد
والمنكدر بن مُحَمَّد الَّذِي وَقع فِي روايتنا هَذِه غلبت عَلَيْهِ الْعِبَادَة فقطعته عَن الْحِفْظ
ومحرز الرَّاوِي عَنهُ هُوَ ابْن سَلمَة روى عَنهُ ابْن ماجة وَذكره ابْن حَيَّان فِي الثِّقَات
وَهَذَا الحَدِيث متأول عِنْد أَكثر الْعلمَاء وَيدل لَهُ أَمْرَانِ أَحدهمَا قَوْله أَنْت وَمن الْمَعْلُوم أَن الْحر لَا يملك
وَالثَّانِي قَوْله وَمَالك وَمن الْمَعْلُوم أَن المَال لَا يكون فِي الْوَقْت الْوَاحِد لمالكين
فالمقصود أَن الْوَلَد يعد بِنَفسِهِ وَمَاله لِأَبِيهِ حَتَّى لَا يستأثر عَنهُ بِشَيْء
انْتهى كَلَام الْوَالِد رحمه الله
أخبرنَا شيخ الْإِسْلَام الْوَالِد رحمه الله قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع قَالَ أخبرنَا أَبُو الْعَبَّاس الدشتي بِقِرَاءَة الذَّهَبِيّ الْحَافِظ عَلَيْهِ وَأَنا أسمع أخبرنَا يُوسُف بن خَلِيل الْحَافِظ ح
وأخبرتنا زَيْنَب بنت الْكَمَال فِي كتابها عَن يُوسُف بن خَلِيل أخبرنَا خَلِيل بن أبي الرَّجَاء ومسعود الْخياط قَالَا أخبرنَا أَبُو عَليّ الْمُقْرِئ أخبرنَا أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظ حَدثنَا أَحْمد بن يُوسُف حَدثنَا الْحَارِث حَدثنَا عبد الله بن بكر حَدثنَا حميد عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ بِالبَقِيعِ فَنَادَى رجل يَا أَبَا الْقَاسِم فَالْتَفت إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لم أعنك يَا رَسُول الله إِنَّمَا دَعَوْت فلَانا قَالَ (تسموا باسمي وَلَا تكنوا بكنيتي)
قَالَ لنا الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد تغمد الله برحمته هَذَا حَدِيث صَحِيح مُتَّفق عَلَيْهِ رَوَاهُ البُخَارِيّ من حَدِيث زُهَيْر بن مُعَاوِيَة الْكُوفِي عَن حميد وَرَوَاهُ مُسلم من حَدِيث مَرْوَان بن مُعَاوِيَة الْفَزارِيّ عَن حميد
وَقد اخْتلف الْعلمَاء فِي التكني بِأبي الْقَاسِم وَالْمُخْتَار عِنْدِي امْتِنَاعه مُطلقًا لمن اسْمه مُحَمَّد وَلغيره فِي زَمَانه صلى الله عليه وسلم وَبعده لإِطْلَاق النَّهْي وَلَيْسَ للتخصيص أَو التَّقْيِيد دَلِيل قوي وَقد تكنى جمَاعَة من الْعلمَاء بِهِ كَأَنَّهُمْ رَأَوْا تَقْيِيد
النَّهْي وَذَلِكَ عذر لَهُم منم الرَّافِعِيّ وأقرانه وَعِنْدِي تحرج إِذا ذكرتهم أَن أذكر هَذِه الكنية وَإِن كَانَ ذكري لَيْسَ تكنية حَتَّى يدْخل فِي النَّهْي لِأَن التَّسْمِيَة وضع اللَّفْظ للمعنى والتسمي قبُول الْمُسَمّى ذَلِك وهما الواردان فِي النَّهْي وَأما الْإِطْلَاق فَأمر ثَالِث لكنه يظْهر امْتِنَاعه أَيْضا إِمَّا لِأَنَّهُ فِي معنى التسمي لِأَنَّهُ رضى بذلك وَإِمَّا لِأَن ذَلِك كالتقرير على الْمُنكر اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون ذَلِك الشَّخْص لَا يعرف إِلَّا بِهِ فَيكون عذرا مَانِعا من الْإِلْحَاق مَعَ عدم دُخُوله فِي النَّهْي فليتنبه لذَلِك
انْتهى كَلَام الْوَالِد رحمه الله إملاء
وَمَا ذكره من الْبَحْث دَقِيق حق وَبِه اعتذر فِي شرح الْمِنْهَاج عَن الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ رحمه الله حَيْثُ كنى فِي خطْبَة الْمِنْهَاج الرَّافِعِيّ بِأبي الْقَاسِم مَعَ اخْتِيَاره الْمَنْع
أخبرنَا الشَّيْخ الْوَالِد رضي الله عنه قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع قَالَ أخبرنَا الشَّيْخَانِ أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن بدران بن بدر الحجوي الْمَقْدِسِي وَأم مُحَمَّد زَيْنَب بنت أَحْمد ابْن عمر بن أبي بكر بن شكر المقدسية سَمَاعا عَلَيْهِمَا قَالَا أخبرنَا أَبُو الْفضل جَعْفَر ابْن عَليّ بن هبة الله الْهَمدَانِي قِرَاءَة عَلَيْهِ وَنحن نسْمع قَالَ أخبرنَا الْحَافِظ أَبُو طَاهِر أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم السلَفِي فِي جُمَادَى الأولى سنة سبعين وَخَمْسمِائة قَالَ أخبرنَا أَبُو غَالب مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد الباقلاني بِبَغْدَاد سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
قَالَ أخبرنَا أَبُو عَليّ الْحسن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن شَاذان الْبَزَّاز قَالَ أخبرنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الْخَالِق بن الْحسن بن مُحَمَّد بن نصر السَّقطِي الْمَعْرُوف بِابْن أبي رؤبة حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن الْحَارِث الباغندي الوَاسِطِيّ قَالَ حَدثنَا عبيد الله ابْن مُوسَى أخبرنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن خباب بن الْأَرَت رضي الله عنه قَالَ شَكَوْنَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّد بردة لَهُ عِنْد الْكَعْبَة أَن يَدْعُو الله لنا قُلْنَا أَلا تَسْتَنْصِر لنا قَالَ فَجَلَسَ مغضبا محمرا وَجهه فَقَالَ (كَانَ الرجل من قبلكُمْ يُؤْخَذ فَيُوضَع الْمِنْشَار على مفرق رَأسه فَيشق بِاثْنَيْنِ مَا يصرفهُ ذَلِك عَن دينه وَيُمشط بِأَمْشَاط الْحَدِيد مَا دون عظمه من لحم وَعصب وليتمن الله هَذَا الدّين حَتَّى يسير الرَّاكِب من صنعاء إِلَى حَضرمَوْت لَا يخَاف إِلَّا الله وَالذِّئْب على غنمه وَلَكِنَّكُمْ تعجلون)
// أخرجه البُخَارِيّ // عَن مُسَدّد وَابْن الْمثنى كِلَاهُمَا عَن يحيى عَن إِسْمَاعِيل
وَعَن الْحميدِي عَن سُفْيَان عَن بَيَان وَإِسْمَاعِيل
وَأَبُو دَاوُد عَن عَمْرو بن عون عَن هشيم وخَالِد بن عبد الله كِلَاهُمَا عَن يحيى بِبَعْضِه كِلَاهُمَا عَن إِسْمَاعِيل
وَالنَّسَائِيّ عَن عَبدة بن عبد الرَّحِيم عَن سُفْيَان بِهِ وَعَن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم وَابْن الْمثنى كِلَاهُمَا عَن يحيى بِبَعْضِه كِلَاهُمَا عَن قيس بن أبي حَازِم بِهِ
أخبرنَا شيخ الْإِسْلَام الشَّيْخ الإِمَام بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ أخبرنَا إِسْحَاق بن أبي بكر النّحاس قَالَ أخبرنَا يُوسُف بن خَلِيل الْحَافِظ قَالَ أخبرنَا يحيى بن أسعد الْأَزجيّ قَالَ أخبرنَا أَبُو طَالب عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد وَأَبُو نصر أَحْمد بن عبد الله وَأَبُو غَالب بن الْبناء أخبرنَا الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي أخبرنَا أَبُو بكر بن حمدَان الْقطيعِي حَدثنَا بشر بن مُوسَى الْأَسدي حَدثنَا أَبُو عبد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ عَن أبي حنيفَة عَن الْهَيْثَم عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه قَالَ لَيْسَ فِي العوامل والحوامل صَدَقَة
مُحَمَّد بن سِيرِين لم يذكر لَهُ تَرْجَمَة فِي الْأَطْرَاف عَن عَليّ
وَأَبُو عبد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ الرَّاوِي عَن أبي حنيفَة هُوَ عبد الله بن يزِيد الْعَدوي مولى آل عمر بن الْخطاب أَصله من نَاحيَة الْبَصْرَة سكن مَكَّة
وَلَا معنى للتطويل بِذكر الْكثير من حَدِيث شيخ الْإِسْلَام الشَّيْخ الإِمَام وَقد اشْتَمَل كتَابنَا هَذَا على الْكثير مِنْهُ فنكتفي مِنْهُ فِي تَرْجَمته بِذكر مَا أوردناه
أنشدنا شيخ الْإِسْلَام الشَّيْخ الإِمَام لنَفسِهِ وَقد وقف على كتاب صنفه ابْن تَيْمِية فِي الرَّد على ابْن المطهر الرافضي
(إِن الروافض قوم لَا خلاق لَهُم
…
من أَجْهَل الْخلق فِي علم وأكذبه)
(وَالنَّاس فِي غنية عَن رد إفكهم
…
لهجنة الرَّفْض واستقباح مذْهبه)
(وَابْن المطهر لم تطهر خلائقه
…
دَاع إِلَى الرَّفْض غال فِي تعصبه)
(لقد تَقول فِي الصحب الْكِرَام وَلم
…
يستحي مِمَّا افتراه غير منجبه)
(وَلابْن تَيْمِية رد عَلَيْهِ وفى
…
بمقصد الرَّد وَاسْتِيفَاء أضربه)
(لكنه خلط الْحق الْمُبين بِمَا
…
يوشبه كدرا فِي صفو مشربه)
(يخالط الحشو أَنى كَانَ فَهُوَ لَهُ
…
حثيث سير بشرق أَو بمغربه)
(يرى حوادث لَا مبدا لأولها
…
فِي الله سُبْحَانَهُ عَمَّا يظنّ بِهِ)
(لَو كَانَ حَيا يرى قولي ويفهمه
…
رددت مَا قَالَ أقفو إِثْر سبسبه)
(كَمَا رددت عَلَيْهِ فِي الطَّلَاق وَفِي
…
ترك الزِّيَارَة ردا غير مشتبه)
(وَبعده لَا أرى للرَّدّ فَائِدَة
…
هَذَا وجوهره مِمَّا أضن بِهِ)
(وَالرَّدّ يحسن فِي حَالين وَاحِدَة
…
لقطع خصم قوي فِي تغلبه)
(وَحَالَة لانتفاع النَّاس حَيْثُ بِهِ
…
هدى وَربح لديهم فِي تطلبه)
(وَلَيْسَ للنَّاس فِي علم الْكَلَام هدى
…
بل بِدعَة وضلال فِي تكسبه)
(ولي يَد فِيهِ لَوْلَا ضعف سامعه
…
جعلت نظم بسيطي فِي مهذبه)
وأنشدنا أَيْضا لنَفسِهِ قصيدته الَّتِي يُخَاطب بهَا أخي الْأَكْبَر أَبَا بكر مُحَمَّدًا تغمد الله برحمته وَهِي طَوِيلَة مِنْهَا
(أبني لَا تهمل نصيحتي الَّتِي
…
أوصيك واسمع من مقالي ترشد)
(احفظ كتاب الله وَالسّنَن الَّتِي
…
صحت وَفقه الشَّافِعِي مُحَمَّد)
(وَاعْلَم أصُول الْفِقْه علما محكما
…
يهديك للبحث الصَّحِيح الأيد)
(وَتعلم النَّحْو الَّذِي يدني الْفَتى
…
من كل فهم فِي الْقُرْآن مُسَدّد)
(واسلك سَبِيل الشَّافِعِي وَمَالك
…
وأبى حنيفَة فِي الْعُلُوم وَأحمد)
(وَطَرِيقَة الشَّيْخ الْجُنَيْد وَصَحبه
…
والسالكين طريقهم بهم اقتد)
(وَاتبع طَرِيق الْمُصْطَفى فِي كل مَا
…
يَأْتِي بِهِ من كل أَمر تسعد)
(واقصد بعلمك وَجه رَبك خَالِصا
…
تظفر بسبل الصَّالِحين وتهتد)
(واخش الْمُهَيْمِن وأت مَا يَدْعُو إِلَيْهِ
…
وانته عَمَّا نهى وتزهد)
(وارفع إِلَى الرَّحْمَن كل ملمة
…
بضراعة وتمسكن وَتعبد)
(واقطع عَن الْأَسْبَاب قَلْبك واصطبر
…
واشكر لمن أولاك خيرا وَاحْمَدْ)
(وَعَلَيْك بالورع الصَّحِيح وَلَا تحم
…
حول الْحمى واقنت لِرَبِّك واسجد)
(وَخذ الْعُلُوم بهمة وتفطن
…
وقريحة سمحاء ذَات توقد)
(واستنبط الْمكنون من أسرارها
…
وابحث عَن الْمَعْنى الْأسد الأرشد)
(وَعَلَيْك أَرْبَاب الْعُلُوم وَلَا تكن
…
فِي ضبط مَا يلقونه بمفند)
(وَإِذا أتتك مقَالَة قد خَالَفت
…
نَص الْكتاب أَو الحَدِيث الْمسند)
(فاقف الْكتاب وَلَا تمل عَنهُ وقف
…
متأدبا مَعَ كل حبر أوحد)
(فلحوم أهل الْعلم سمت للجنة
…
عَلَيْهِم فاحفظ لسَانك وابعد)
(هذي وصيتي الَّتِي أوصيكها
…
أكْرم بهَا من وَالِد متودد)
وأنشدنا لنَفسِهِ
(إلهي فوضت الْأُمُور جَمِيعهَا
…
إِلَيْك فدبرها بِمَا شِئْت والطف)
(وسلمني اللَّهُمَّ يَا رب واحمني
…
وَخذ بيَدي وامنن وجد وَتعطف)
وأنشدنا من لَفظه لنَفسِهِ
(لعمرك إِن لي نفسا تسامى
…
إِلَى مَا لم ينل دَارا بن دَارا)
(فَمن هَذَا أرى الدُّنْيَا هباء
…
وَلَا أرْضى سوى الفردوس دَارا)
وَأَيْضًا
(إِن الْولَايَة لَيْسَ فِيهَا رَاحَة
…
إِلَّا ثَلَاث يبتغيها الْعَاقِل)
(حكم بِحَق أَو إِزَالَة بَاطِل
…
أَو نفع مُحْتَاج سواهَا بَاطِل)
وَأَيْضًا وَقد أوردهَا عَنهُ ابْن فضل الله فِي تَارِيخه
(قلبِي ملكت فَمَا بِهِ
…
مرمى لواش أَو رَقِيب)
(قد حزت من أعشاره
…
سهم الْمُعَلَّى والرقيب)
(يحييه قربك إِن مننت
…
بِهِ وَلَو مِقْدَار قيب)
(يَا متلفي ببعاده
…
عني أما خفت الرَّقِيب)
وَأَيْضًا وَهُوَ مِمَّا أوردهُ ابْن فضل الله عَنهُ فِي التَّارِيخ
(فِي كل وَاد بليلى وإله شغف
…
مَا إِن يزَال بِهِ من مَسهَا وصب)
(فَفِي بني عَامر من حبها دنف
…
وَلابْن تَيْمِية من عهدها سغب)
وَكَانَ قد قالهما وَقد وجد إكثار ابْن تَيْمِية من ذكر ليلى وتمنيها وَأَرَادَ بِعَهْد ليلى ظَاهرا مَا هُوَ لَهُ وَبَاطنا يَمِينهَا وَالْيَمِين الْعَهْد
وَأَيْضًا
(كَمَال الْفَتى بِالْعلمِ لَا بالمناصب
…
ورتبة أهل الْعلم أَسْنَى الْمَرَاتِب)
(هم ورثوا علم النَّبِيين فاهتدى
…
بهم كل سَار فِي الظلام وسارب)
(وَلَا فَخر إِلَّا إِرْث شرعة أَحْمد
…
وَلَا فضل إِلَّا باكتساب المناقب)
(وَبحث وتدقيق وإيضاح مُشكل
…
وتحرير برهَان وَقطع مغالب)
(وإحكام آيَات الْكتاب وَسنة
…
أَتَت عَن رَسُول من لؤَي بن غَالب)
(إِذا الْمَرْء أَمْسَى للعلوم محالفا
…
أَضَاء لَهُ مِنْهَا جَمِيع الغياهب)
(وينزاح عَنهُ كل شكّ وشبهة
…
وتبدو لَهُ الْأَنْوَار من كل جَانب)
(هِيَ الرُّتْبَة الْعليا تسامى بِأَهْلِهَا
…
إِلَى مُسْتَقر فَوق متن الْكَوَاكِب)
(فدونكها إِن كنت للرشد طَالبا
…
تنَلْ خير مرجو الدنا والعواقب)
(وَلَا تعدلن بِالْعلمِ مَالا ورفعة
…
وَسمر القنا أَو مرهفات القواضب)
(وهبك ازوت دنياك عَنْك فَلَا تبل
…
فعنها لقد عوضت صفو المشارب)
(فَمَا قدر ذِي الدُّنْيَا وَمَا قدر أَهلهَا
…
وَمَا اللَّهْو بالأولاد أَو بالكواعب)
(إِذا قست مَا بَين الْعُلُوم وَبَينهَا
…
بعقل صَحِيح صَادِق الْفِكر صائب)
(فَمَا لَذَّة تبقى وَلَا عَيْش يقتنى
…
سوى الْعلم أَعلَى من جَمِيع المكاسب)
نقلت من خطّ أخي شَيخنَا شيخ الْإِسْلَام أبي حَامِد أَحْمد سلمه الله تَعَالَى أَن الْوَالِد أنْشد هَذِه الأبيات حِين أخذت مِنْهُ مشيخة جَامع طولون فِي سنة تسع عشرَة وَأَن والدته الْجدّة ناصرية أسفت عَلَيْهِ وَكَانَ ذَلِك بعد ولادَة الْأَخ أبي حَامِد قَالَ فَكَانَ الْوَالِد يَقُول هَا يَا أم وَمَا أَدْرَاك أَن هَذَا الميعاد يعود وَيكون رزق هَذَا الْمَوْلُود فَعَاد إِلَيْهِ فِي سنة سبع وَعشْرين وَاسْتمرّ بِيَدِهِ إِلَى سنة تسع وَثَلَاثِينَ لما ولي قَضَاء الشَّام وَاسْتمرّ باسم الْأَخ أبي حَامِد وَهُوَ الْآن بِيَدِهِ جعله الله كلمة بَاقِيَة فِي عقبه
قلت وَقد ضمن صاحبنا الْحَافِظ الْكَبِير صَلَاح الدّين خَلِيل بن كيكلدي العلائي الْبَيْت الأول من هَذِه القصيدة فِي أَبْيَات لَهُ وَهِي
(أَلا إِنَّمَا الدُّنْيَا مَطِيَّة رَاكب
…
تسير بِهِ فِي مهمة وسباسب)
(فإمَّا إِلَى خير يسر نواله
…
وَإِمَّا إِلَى شَرّ وَسُوء معاطب)
(فلولا ثَلَاث هن أفضل مقصد
…
لما كنت فِي طول الْحَيَاة براغب)
(مُلَازمَة خير اعْتِقَاد منزها
…
عَن النَّقْص والتشبيه رب الْمَوَاهِب)
(وَنشر عُلُوم للشريعة ناظما
…
عُقُود مَعَانِيهَا لتفيهم طَالب)
(وصوني نَفسِي عَن مزاحمة على
…
دني حطام أَو عَليّ مناصب)
(فَفِي ذَاك بالقنوع وراحة
…
مُعجلَة من خوف ضد مغالب)
(وحسبك فِي ذَا قَول عَالم عصره
…
مقَال محق صَادِق غير كَاذِب)
(كَمَال الْفَتى بِالْعلمِ لَا بالمناصب
…
ورتبة أهل الْعلم أَسْنَى الْمَرَاتِب)
(وَمَعَ ذَاك أَرْجُو من إلهي عَفوه
…
وخاتة الْحسنى ونيل الرغائب)
(ويطمعني فِي ذِي الثَّلَاث ثَلَاثَة
…
بهم اعتصامي من وبيل المصائب)
(محبَّة خير الْخلق أَحْمد مصطفى الْمُهَيْمِن
…
من عليا لؤَي بن غَالب)
(وَأَنِّي موَالٍ للصحابة كلهم
…
وَمن بعدهمْ من تَابع فِي الْمذَاهب)
(وبالأولياء الغر حسن تعلقي
…
أرى حبهم حتما عَليّ كواجب)
(فحسبي بِهَذَا كُله لي عدَّة
…
حَياتِي وموتي والإله محاسبي)
وأنشدنا الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد رَحمَه لله لنَفسِهِ جَوَابا عَن سُؤال ورد عَلَيْهِ فِي السماع أَيّمَا أحل هُوَ أَو الْغَيْبَة
(يَا صَاحب الْأَحْوَال والزفرات
…
وَالذكر وَالتَّسْبِيح فِي الخلوات)
(أما اغتياب النَّاس فَهُوَ محرم
…
قطعا بِنَصّ الله فِي الحجرات)
(فحذار مِنْهُ حذار لَا تعدل بِهِ
…
لهوا بِهِ نوع من الشُّبُهَات)
(وَاعْلَم بِأَن الرقص والدف الَّذِي
…
عَنهُ سَأَلت وَقلت فِي أصوات)
(فِيهِ خلاف للأئمة قبلنَا
…
سرج الْهِدَايَة سادة السادات)
(لكنه لم تأت قطّ شَرِيعَة
…
طلبته أَو جعلته فِي القربات)
(والعارف المشتاق إِن هُوَ هزه
…
وجد فَقَامَ يهيم فِي سَكَرَات)
(لَا لوم يلْحقهُ ويحمد حَاله
…
يَا طيب مَا يلقى من اللَّذَّات)
(إِن نلْت ذَا يَوْمًا فقد نلْت المنى
…
وغنيت فِيهِ عَن فَتَاوَى الفاتي)
(هَذَا جَوَاب عَليّ السُّبْكِيّ ذِي الْحجب
…
الْعَظِيمَة صَاحب الحسرات)
أنشدنا الشَّيْخ الإِمَام لنَفسِهِ قصيدته الَّتِي نظمها فِي الشطرنج عِنْد اقتراح الشَّيْخ أبي حَيَّان ذَلِك على أهل الْعَصْر على زنة خَاصَّة
وَمن نبأ ذَلِك أَن أَبَا حَيَّان اقترح أَن ينظم الشُّعَرَاء على عرُوض قَول ابْن حزمون وقافية قَوْله
(إِلَيْك إِمَام الْخلق جبت المفاوزا
…
وخلفت خَلْفي صبية وعجائزا)
وَشرط أَبُو حَيَّان على من عَارضه أَن يتغزل ثمَّ يذكر الْغَرَض ثَانِيًا ثمَّ يمدحه ثَالِثا
فمطلع قصيدة الشَّيْخ الإِمَام
(أَخا العذل لَا تفرط وَكن متجاوزا
…
فَمَا كل عذل فِي الْمحبَّة جَائِزا)
(وَلَا كل ذِي وجد يُطيق احْتِمَاله
…
وَإِن كَانَ ذَا أيد شَدِيدا مبارزا)
(وَلَا كل صب يحْسب الغي رشده
…
وَكَيف ومثلي من يفك المرامزا)
وَهِي طَوِيلَة عدتهَا مائَة وَاثنا عشر بَيْتا لم يتَكَرَّر عَلَيْهِ فِيهَا قافية مِنْهَا
(وَإِنِّي لفي أسر الْهوى ووثاقه
…
حَلِيف الضنا من حِين كنت مناهزا)
(تقاذفني أمواجه وبحوره
…
وَلم ألق فِيهَا بَين بحرين حاجزا)
(وَلَا أَبْتَغِي عَنْهَا زوالا وإنني
…
لفي لَذَّة مِنْهَا أحاذر غامزا)
(وَمَا من رياض الْأنس إِلَّا ولي بهَا
…
مراتع لَهو جاهرا لَا مغامزا)
(وَكم من ربى زهر بهَا عِشْت طيبا
…
خمائلها تسبي النهى والنحائزا)
(فطورا أغاني الغانيا وَتارَة
…
أغازل غزلانا نفارا نوافزا)
(تصيد بأجفان مراض نواعس
…
أسود عرين خادرات نواشزا)
(وطورا بألحان تعبد معبد
…
بهَا مهجتي أهْدى إِلَيْهَا هزاهزا)
(وطورا براح رَاحَة الْقلب عِنْدهَا
…
ينازعنيها أحور بَات قافزا)
(صبوت إِلَيْهَا حِين طَابَ عزائزا
…
فصد فَألْقى فِي الْقُلُوب حزائزا)
(وَعز فذلت نفس حر على الْهوى
…
وصال فَقلت اسفك دمي لَك جَائِزا)
لَا حرَام وَلَا مَكْرُوه بل يتَخَيَّر بَين طَرفَيْهِ
(سلوي محَال والصبابة وَاجِب
…
أَلَيْسَ وصالي يَا أَخا الْحسن جَائِزا)
(فجد واغتنم أجري وَكن متعطفا
…
وَلَو بخيال فِي مَنَامِي حائزا)
أنشدنا الشَّيْخ الإِمَام لنَفسِهِ جَوَابا لبَعض الصُّوفِيَّة من أَبْيَات فِي الذّكر
(إِذا مَا رمت إدراكا بفكري
…
يقصر عَن مدى معشار عشر)
(ويدهش أَن يفكر فِي جلال
…
من السبحات والتنزيه سري)
(فهيبة ذِي الْجلَال تثير وجدي
…
ورؤية ذِي الْكَمَال تبيح سكري)
(أَتَانِي مِنْك يَا شيخ الْمعَانِي
…
سُؤال جلّ فِي تَحْقِيق ذكر)
(وَأَنت بشرحه أولى وأدرى
…
وَفِي مثل وَمَا خبر كَخَبَر)
(إِذا رمنا اقتناصا من معَان
…
تدق فَأَنت مقصد كل حبر)
(وَإِن رمنا المعارف أَو صَلَاح الْقُلُوب
…
فَأَنت لجة كل بَحر)
(وأحوال الْقُلُوب عَلَيْك تجلى
…
معارفها فتأخذ كل بكر)
(إِذا مَا السَّيْف برح عَن خَفَاء
…
رَأينَا مِنْهُ كل مصون در)
(وَإِن أبدى من الْأَحْوَال كشفا
…
فدونك فاستمع لحلال سحر)
(وَلَكِنِّي أَقُول ومنك قولي
…
وَلَيْسَ بنافد ودي وشكري)
(وَلَوْلَا العَبْد مُعْتَقدًا محبا
…
لأمسك خوف تَقْصِير وَقصر)
(سَأَلت عَن المداد جرى مُضَافا
…
إِلَى كَلِمَاته فِي ضمن ذكر)
(وَهل مدد يُضَاف لَهَا منَاف
…
مرَادا أَو على مجْرَاه يجْرِي)
(وَمَا الأولى بأوراد لعبد
…
يُحَاسب نَفسه بجزيل أجر)
(فدونك يَا مربي كل شيخ
…
وعارف وقتنا بديار مصر)
(مدادا لَفْظَة صحت لدينا
…
عَن الْهَادِي البشير بِغَيْر نكر)
(رَوَاهَا مُسلم وَاللَّفْظ فِيهِ
…
كَمَا قُلْنَا كَذَا نقرا ونقري)
(وَمَا مدد بِلَفْظ فِي حَدِيث
…
وَفِي مَعْنَاهُ بعد عِنْد سبر)
(مداد مَا تسطر مِنْهُ خطّ
…
وَذَلِكَ مُمكن فِي كل أَمر)
(فيفنى الْخط والكلمات تبقى
…
بَقَاء مهيمن رَحْمَن بر)
(وَأما قَوْلنَا مدد فَأصل
…
لفرع نَاشِئ عَنهُ بنشر)
هَذَا مَا أحفظ من هَذَا الْجَواب وَكَانَت القصيدة طَوِيلَة أجَاب بهَا بعض العارفين عِنْد وُرُود سُؤال مِنْهُ عَلَيْهِ وَلم أَقف على السُّؤَال وَلَا عرفت السَّائِل
وَقد كَانَت الأسئلة تَأتيه من شَرق الأَرْض وغربها فَمَا كَانَ مِنْهَا مُتَعَلقا بعلوم الظَّاهِر نقف عَلَيْهِ ونبحث عَنهُ وَمَا كَانَ مِنْهَا مُتَعَلقا بِعلم الْبَاطِن قل أَن يوقفنا عَلَيْهِ أَو يعرفنا سائله وَكَانَ يكتم أَحْوَال من يعرفهُ من الْأَوْلِيَاء
وَأَنا أجوز أَن يكون هَذَا السَّائِل شَيْخه الشَّيْخ أَبَا الْعَبَّاس بن عَطاء الله فَإِنِّي أرى فِي هَذَا النّظم من تَعْظِيمه للسَّائِل وَوَصفه إِيَّاه بِأَنَّهُ عَارِف وقته بديار مصر مَا يُنبئ عَن ذَلِك
أنشدنا الشَّيْخ الإِمَام لنَفسِهِ أرجوزته الْمُسَمَّاة بلمعة الْإِشْرَاق فِي أَمْثِلَة الِاشْتِقَاق وَهِي
(يَقُول راجي الله ذِي الألطاف
…
حَقًا عَليّ بن عبد الْكَافِي)
(من بعد حمد الله وَالصَّلَاة
…
على النَّبِي دَائِم الْأَوْقَات)
وأنشدنا لنَفسِهِ وَقد وقف على كتاب المناقضات للْأَخ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة بهاء الدّين أبي حَامِد أَحْمد أمتع الله بِبَقَائِهِ
(أَبُو حَامِد فِي الْعلم أَمْثَال أنجم
…
وَفِي النَّقْد كالإبريز أخْلص بالسبك)
(فأولهم من إسفراين نشؤه
…
وثانيهم الطوسي وَالثَّالِث السُّبْكِيّ)
وَهَذِه منقبة للْأَخ سلمه الله فَأَي مرتبَة أَعلَى من تَشْبِيه وَالِده وَهُوَ من هُوَ علما ودينا وتحرزا فِي الْمقَال لَهُ بالغزالي وَأبي حَامِد الإسفرايني
وَلَقَد كَانَ الْوَالِد رضي الله عنه يجل الْأَخ ويعظمه سمعته غير مرّة يَقُول أَحْمد وَالِد وَهَذَا يشبه قَول الْأُسْتَاذ أبي سهل الصعلوكي فِي وَلَده الْأُسْتَاذ أبي الطّيب
سهل بن أبي سهل الصعلوكي سهل وَالِد
وَكَذَلِكَ سَمِعت الشَّيْخ الإِمَام رحمه الله يَقُول فِي مرض مَوته وَالْأَخ غَائِب فِي الْحجاز غيبَة أَحْمد أَشد عَليّ مِمَّا أَنا فِيهِ من الْمَرَض وَقد قَالَ أَبُو سهل هَذِه الْكَلِمَة فِي مرض مَوته وَولده أَبُو الطّيب غَائِب
وبلغه أَن دروس الْأَخ خير من دروسه فَقَالَ
(دروس أَحْمد خير من دروس عَليّ
…
وَذَاكَ عِنْد عَليّ غَايَة الأمل)
وأنشدنا لنَفسِهِ وَكتب بهما على الْجُزْء الَّذِي خرجته فِي الْكَلَام على حَدِيث الْمُتَبَايعين بِالْخِيَارِ
(عبد الْوَهَّاب مخرجه
…
من فضل الله عَليّ نشا)
(يَا رب قه مَا يحذرهُ
…
واقدر فِيهِ الْخيرَات وشا)
وَكتب بِخَطِّهِ على تَرْجَمته الَّتِي أنشأتها فِي كتاب الطَّبَقَات الْوُسْطَى وَقد كَانَت الطَّبَقَات الْوُسْطَى تعجبه ويضعها غَالِبا بَين يَدَيْهِ ينظر فِيهَا رَأَيْته كتب بِخَطِّهِ على تَرْجَمته وَهُوَ عِنْدِي الْآن مَا نَصه
(عبد الْوَهَّاب نظرت إِلَى
…
ورم باد يَحْكِي سمنا)
(وشغاف بِي يَدْعُوك إِلَى
…
حسبانك فِي حَالي حسنا)
(يَا رب اغْفِر لِابْني فِيمَا
…
قد خطّ وَقَالَ هوى وجنا)
وَالله إِنِّي فِي نَفسِي أَحْقَر من أَن أنسب إِلَى غلْمَان وَاحِد من الْمَذْكُورين وَمن
أَنا فِي الغابرين أسأَل الله خَاتِمَة حَسَنَة بمنه وَكَرمه وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم كتبه عَليّ السُّبْكِيّ فِي يَوْم السبت مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة بِظَاهِر دمشق هَذَا صُورَة خطه على حَاشِيَة كتاب الطَّبَقَات الْوُسْطَى لي
وأنشدوني عَنهُ وَقد جَلَست للشغل فِي الْعلم عقيب وَفَاة الشَّيْخ الإِمَام فَخر الدّين الْمصْرِيّ إِلَى جَانب الرخامة الَّتِي بالجامع الْأمَوِي الَّتِي يُقَال إِن أول من جلس إِلَى جَانبهَا شيخ الْإِسْلَام فَخر الدّين ابْن عَسَاكِر ثمَّ تِلْمِيذه شيخ الْإِسْلَام عز الدّين ابْن عبد السَّلَام ثمَّ تِلْمِيذه الشَّيْخ تَاج الدّين ابْن الفركاح الْفَزارِيّ ثمَّ تِلْمِيذه وَلَده الشَّيْخ برهَان الدّين ثمَّ تِلْمِيذه الشَّيْخ فَخر الدّين الْمصْرِيّ ثمَّ أَنا وكتبتها من خطّ الْوَالِد رَحمَه الله تَعَالَى
(الْجَامِع الْأمَوِي فِيهِ رخامة
…
يأوي لَهَا من للفضائل يطْلب)
(الشَّيْخ فَخر الدّين نجل عَسَاكِر
…
وَالشَّيْخ عز الدّين عَنهُ ينْسب)
(وَالشَّيْخ تَاج الدّين نجل فَزَارَة
…
عَنهُ تلقاها يُفِيد ويدأب)
(ثمَّ ابْنه أكْرم بِهِ من سيد
…
ورع لَهُ كل المناصب تخْطب)
(وتلاه فَخر الدّين وَاحِد مصره
…
بذكائه كالنار حِين تلهب)
(وَابْني يليهم زَاده رب السما
…
علما وفهما لَيْسَ فِيهِ ينصب)
وَكتب إِلَيّ الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد تغمده الله برحمته وَقد وليت توقيع الدست
بِالشَّام المحروس بَين يَدي ملك الْأُمَرَاء الْأَمِير عَلَاء الدّين أَمِير عَليّ ين عَليّ المارديني نَائِب الشَّام
(أَقُول لنجلي الْبر المفدى
…
مقَالا وثقت مِنْهُ عراه)
(وليت كِتَابَة فِي دست ملك
…
رست أَحْكَامه وسمت ذراه)
(فَلَا تكْتب بكفك غير شَيْء
…
يَسُرك فِي الْقِيَامَة أَن ترَاهُ)
(وَلَا تَأْخُذ من الْمَعْلُوم إِلَّا
…
حَلَالا طيبا عطرا ثراه)
(ونصحك صَاحب الدست اتَّخذهُ
…
شعارك فالسعادة مَا ترَاهُ)
(ثَلَاث يَا بني بهَا أوصِي
…
فَمن يَأْخُذ بهَا يحمد سراه)
(وتقوى الله رَأس المَال فَالْزَمْ
…
فَمَا للْعَبد إِلَّا من براه)
فَكتبت إِلَيْهِ الْجَواب رضي الله عنه
(أَتَت وَالْقلب فِي الغفلات ساه
…
تنبه كل ساه من كراه)
(وصاية وَالِد بر شفوق
…
يقوم مَعَ ابْنه فِيمَا عراه)
(رءوف بِابْنِهِ لَو بيع مجد
…
بمقدور لبادر وَاشْتَرَاهُ)
(أَلا يأيها الرجل المفدى
…
وَمن فَوق السَّمَاء نرى ثراه)
(أنلت فنلت فِي الدُّنْيَا منالا
…
يَسُرك فِي الْقِيَامَة أَن ترَاهُ)