الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ألما كثيرا لفراقه فَدخلت إخميم وَأَنا على تِلْكَ الْحَال متألم فَحَضَرت ميعاد ابْن عبد الظَّاهِر فَتكلم على عَادَته ثمَّ نظر إِلَيّ وَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله ثمَّ أنَاس يظنون أَنهم من الْخَواص وهم من عوام الْعَوام قَالَ الله تَعَالَى {قل للْمُؤْمِنين يغضوا من أَبْصَارهم} وَمن للتَّبْعِيض وَمعنى التَّبْعِيض أَن لَا ترفع شَيْئا من بَصرك إِلَى شَيْء من الْمعاصِي
وكراماته كَثِيرَة
توفّي فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة بإخميم
1388 - عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف قَاضِي الْقُضَاة الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي
شيخ الشُّيُوخ
قدم دمشق قَدِيما وَسمع الحَدِيث بِهَذِهِ الديار من أبي الْفضل أَحْمد بن هبة الله ابْن عَسَاكِر وَأبي حَفْص عمر بن القواس وَأبي الْعَبَّاس الأبرقوهي وَابْن الصَّواف وَابْن الْقيم والحافظين أبي مُحَمَّد الدمياطي وَشَيخ الْإِسْلَام ابْن دَقِيق الْعِيد
وشغل النَّاس بِالْعلمِ شاما ومصرا وَمَعَ مُلَازمَة التَّقْوَى وَحسن السمت وَكَثْرَة الْعلم والإفادة
انْتفع بِهِ أهل مصر ثمَّ ولي قَضَاء الشَّام فَسَار سيرة حَسَنَة
ذكره كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي فِي كتاب الْبَدْر السافر فَقَالَ شيخ الدَّهْر وعالمه من شادت بِهِ أَرْكَان التصوف ومعالمه إِن ذكر التَّفْسِير فالزمخشري أَو الْفِقْه فالطبري أَو الْبَيَان والبديع فالسكاكي والجزري أَو النَّحْو فالجياني العكبري أَو التصوف فالجنيد وَالسري أَو الْأُصُول فالبحر العجاج والعارض الصيب أَو الْكَلَام فَابْن فورك وَأَبُو الطّيب أَو الجدل وَالْخلاف فالنسفي والعميدي يسلمان لَهُ فِيهِ أَو المنطلق فالخونجي والأبهري يتلقيانه من فِيهِ مَعَ عقل وافر ونسل طَاهِر
أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ قَرِيبا من ثَلَاثِينَ سنة يلقِي دروسا يُدِير من المعارف على أهل العوارف كئوسا إِذا طلع الْفجْر خرج من مَسْكَنه للصَّلَاة بِسُكُون ووقار ثمَّ يسْتَمر فِي إِفَادَة الطّلبَة إِلَى منتصف النَّهَار
انْتهى
وَذكر أَن شيخ الْإِسْلَام ابْن دَقِيق الْعِيد قَالَ إِنَّه يُطلق على القونوي اسْم الْفَاضِل استحقاقا قَالَ وناهيك بِابْن دَقِيق الْعِيد من عَالم متضلع ومحتاط بِمَا يَقُوله متورع
قلت لَا شكّ أَن هَذِه من ابْن دَقِيق الْعِيد منقبة للقونوي عَظِيمَة
درس بِدِمَشْق بِالْمَدْرَسَةِ الإقبالية ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا مُدَّة فِي غَايَة من الْفقر مَعَ عزة النَّفس إِلَى أَن ولي تدريس الشريفية ومشيخة الخانقاه الصلاحية
وصنف شرح الْحَاوِي وَاخْتصرَ منهاج الْحَلِيمِيّ وَشرح كتاب التعرف فِي التصوف وَاخْتصرَ المعالم فِي الْأُصُول
ثمَّ ولي قَضَاء الشَّام وَأقَام دون عَاميْنِ إِلَى أَن مَاتَ فِي رَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة وعمره اثْنَتَانِ وَسِتُّونَ سنة
وَمن شعره أَبْيَات أجَاب بهَا سَائِلًا قصد الطعْن فِي الشَّرِيعَة ذَكرنَاهَا فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ عَلَاء الدّين عَليّ بن مُحَمَّد الْبَاجِيّ الرسباني
أنشدنا الْحَافِظ أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد بن رَافع بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ أنشدنا قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين القونوي لنَفسِهِ فِي الشجاج
(إِذا رمت إحصاء الشجاج فهاكها
…
مفسرة أسماؤها متواليه)
(فحارصة إِن شقَّتْ الْجلد ثمَّ مَا
…
أسالت دَمًا وَهِي الْمُسَمَّاة داميه)
(وباضعة مَا تقطع اللَّحْم وَالَّتِي
…
لَهَا الغوص فِيهِ للَّتِي مر تاليه)
(وَتلك لَهَا وصف التلاحم ثَابت
…
وَمَا بعْدهَا السمحاق فافهمه واعيه)
(وَقل ذَاك مَا أفْضى إِلَى الْجلْدَة الَّتِي
…
تكون وَرَاء اللَّحْم للعظم غاشيه)
(وموضحة مَا أوضح الْعظم باديا
…
وهاشمة بِالْكَسْرِ للعظم ناعيه)
(وَمن بعْدهَا مَا ينْقل الْعظم وَاسْمهَا
…
منقلة ثمَّ الَّتِي هِيَ آتيه)
(فمأمومة أمت من الرَّأْس أمه
…
وَقد بقيت أُخْرَى بهَا الْعشْر وافيه)
(فدامغة تسمى بحرق جليدة
…
هِيَ الْأُم كيس للدماغ وحاويه)
(وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُور فِي عدهَا وَإِن
…
ترد ضبط حكم الْكل فاسمع مقاليه)
(فَفِي الْخَمْسَة الأولى الْحُكُومَة ثمَّ مَا
…
بإيضاح عمد فالقصاص وجانيه)
(وخصت بِهَذَا الموضحات بضبطها
…
فَلَا عشر فِي استيفائها متكافيه)