الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
أما بعد:
فقد بدأَت الفكرة حين زارني في المشفى نخبة من أعز الأصدقاء كان منهم الأخ الفاضل (محمد مهدي قشلان) أبو الهدى، وكان ذلك حين ابتليت بمرض السرطان سنة (2018 م)، نظر إليَّ الأخ العزيز أبو الهدى وقال:"ما رأيت أحدا من أهل العلم إلا وهو في شدة وبلاء".
ثم تابعت مسيري في الحياة، وتحسنت ولله الحمد الأمور الصحية، وزال المرض، وبقيت آثاره وتوابعه.
وما زالت كلمات الشيخ تجول في خاطري، وبعد قُرابة عام سألني أحد الأصدقاء سؤالاً حول موضوع مأساةٍ يعاني أثرها منذ زمن:
شاب تجاوز الثلاثين من عمره
…
يحمل شهادة الهندسة الصناعية ....
يحفظ القران الكريم كاملاً عن ظهر قلب
…
يعمل بجد ونشاط ....
يحقق في عمله أفضل النتائج
…
مشغوف بجرد الكتب وخصوصاً المطولات منها
…
يواظب على دروس العلم ومجالس العلماء صاحب هوايات متعددة
…
وفي مجالات مختلفة
…
له العديد من النشاطات التطوعية
…
هو في نظر الناس إنسان مثالي بمعنى الكلمة، لكنه يعاني من القلة وشدة حاجته وفقره
…
جاء يسأل: هل يقدم على مشروع الزواج؟ وكيف سيعيش؟! فربما يظلم زوجته بقلة نفقاته، هذا إذا علمت أن عمله غير ثابت وغير مستقر فربما يفصل عن عمله في أي وقت
…
يسألني الشاب بحرقةٍ وألم
…
أجبت إجابة تعجب فيها واستغراب أيما استغراب.
قلت للشاب:
إنها:
(عذابات العلم)
وهو كتاب يسلط الضوء على فئة من المجتمع خدمت العالم بأسره، في حين تجد هذه الفئة صعوبة وتعباً وحاجه في الحياة وقسوة حتى في أساسيات العيش.
فهم يَجهدون ويَسهرون ويَتعبون؛ منهم المُفكِّر ومنهم المُصلح ومنهم الصَّانع ومنهم العامل
…
، كل يعمل حسب تخصُّصه، ومن حيث يشعر أنه يخدم البشرية.
وتكاد هذه الفئة تُنسى ولا يُلتفت إليها إلا قليلا، ولا يُقدم لها إلا اليسير مما تستحق، وقد جاء هذا الكتاب ليسلط الضَّوء على صورٍ من معاناة بعض العلماء، ثم يضع الكتاب آمالاً وتطلعات بين يدي القارئ الكريم حتى تتخلص مجتمعاتنا من عذابات العلم، أو تكون المجتمعات بأسرها عونا لأهل العلم لمواجهة التحديات.