الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترتيبات الإدارية
في حديثنا عن رأس الهرم مثلنا أن العلم لا بد له من مستند قوي ينهض بحاله ويتكفل بأموره وشؤونه، ولا بد للعلم أيضاً من منصة تحمله وتُقلُّه وتُدبر شؤونه ونحن نستغرب اليوم من إدارة شؤون العلم وعدم العناية بالترتيبات الإدارية المحيطة بالعلم والعلماء، وحين تنظر إلى مشاريعنا البحثية تجد فيها مجانية للصواب في كثير من الأصول والترتيبات الناظمة لها.
ومن أمثلة ذلك:
الدارسات والأبحاث التي تكتب وتنشر في المجالات البحثية؛ حيث يبدو الترتيب وحسن الإدارة غالبٌ على شؤونها، وأنت تطالع العناية بالفاصلة والنقطة وتنسيق الكلمات والخطوط
…
، وهذه الترتيبات تصل إلى حدٍّ الممتاز، لكنها لا تخو من تساؤلات
ما هو الأثر العلمي لهذه الدراسات والبحوث على الواقع، ولماذا تبقى هذه الدراسات بين رفوف المجلات وربما لا يطلع عليها سوى بعض الباحثين فقط، وهل من يصح أن نهتم بالشكليات فقط، وإلى متى ستبقى الأبحاث
والدراسات الهدف منها الترقية وتحسين صورة السيرة الذاتية.
أشياء كثيره تحيط الدراسات والأبحاث، منها الإداري ومنها العلمي ومنها المجتمع ومدى استفادته من البحث العلمي.
لا بد أن يكون ضمن شروط قبول الأبحاث تقيد الباحث بدراسة أحوال المجتمع، وهذا شرط عملي يستفيد منه المجتمع فكرياً وعلمياً وسياسياً .... وغير ذلك
ومما ينبغي احترامه وتقديره ما تقوم به جامعة الأمير نايف للعلوم فهي تقدم مثالاً يُحتذى في مجال البحث والدراسات من خلال جائزة الأمير نايف للعلوم، فهي تقدم جائزة مقدارها (100) ألف دولار للباحثين في مجال الدراسات كجائزة أولى وتقدم غيرها من الجوائز ومن أهم شروطها أن تكون الدراسات متضمنه حلولاً واقتراحات عمليه يمكن تطبيقها، ويرى أثرها على أرض الواقع.
وخلاصة ما تقدم أن من ترتيبات العلم العناية من قبل دور الأبحاث ومراكز الدراسات بمعالجة الواقع.
والترتيبات الإدارة التابعة لشؤون العلم لا تقف عندما تقدم من اقتراحات بل تشمل المحيط بكل أعمال البحث والدراسة، وتشمل الشؤون المالية والنفقات من حيث ترتيبها وإدارتها.
ومن أهم الترتيبات التي ينبغي التركيز عليها فكرة الباحث والعالم والمخترع والمستكشف؛ حيث تلوح في الأفق أفكار عائمة وما لم تقيد وتوثق فستضيع إذن.
فكرة العالم تلوح في أفقٍ فارغ إذا لم يحسن الناس التصرف معها ستبقى في الأفق الفارغ وربما يلتقطها غيرنا
…
فكرة العالم في النجاح والتفوق تفوق كل التوقعات فإما حياةٌ وإما هباء.
قبل حوالي عامين سمعت أن شابا مخترعا يبحث عن ممول يدعمه لإتمام مشروعه البحثي، يسأل هنا وهناك يبحث عن صاحب مالٍ يهتم بالعلم والعلماء فلم يجد ممولاً في بلادنا.
وللأسف هاجر الشاب إلى دولة غير عربية وفَّرت له الدعم والتمويل وتم مشروعه وحقق نتائج عظيمه، وكأن
هذا المشروع وغيره من المشاريع العرب من خيرها ومن خير عقولهم.
ولا أريد أن أتحدث عن هذا المشروع لأنه تم بيعه من المخترع لرجل عربي، وأخذ براءة اختراع باسم رجل آخر، وقامت بتبنيه دولة غير عربية، وعندما سُئل المخترع عن سبب البيع فبرر موقفه بحاجته وفقره.