الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العلم والطائفية
التقيت مرةً برجل يسأل صاحب مكتبة عن كتاب شرح الإمام النووي على صحيح البخاري، كنت في المكتبة أبحث بين الرفوف فسمعت هذا السؤال الغريب واستمعت لصاحب المكتبة وهو يقول: لم أسمع بهذا الكتاب قط.
تقدمت وقلت لصاحب المكتبة لطفاً لو سمحت الإمام النووي وشرح فيه مجموعه من أحاديث صحيح البخاري وتوفي قبل تمامه وقد طبع ما كتبه النووي في مجلد واحد وهو مفقود لا يكاد يعرفه أحد.
وقفت مع السائل قليلاً أعجب بهذه المعلومة وبين لي سبب بحثه عن الكتاب وقال:
أنا أريد أن أعرف ماذا قال الإمام النووي عن موضوع الصحيفة، عندها عرفت وأدركت أن السائل يتبع المذهب الشيعي، وما من مشكله عندي في التعامل مع أي شخص ومهما كانت عقيدته أو مذهبه وبدأ هو يشرح ويفسر ويفصل حول مذهبه وآرائه وتحدثنا طويلا ثم تواصلنا من خلال الهاتف ودار بيننا نقاش طويل استمر ما يزيد على شهرين في كل يوم أجلس قرابة الساعتين أحاور
وبعدها أبحث وأحقق لأبين الحق، وهو مثلي أيضاً يبحث ويدقق النظر في كتبه وكتبنا، وكلانا حريص على عدم الاقتناع برأي الآخر وعدم قبول قوله، والبحث في كل مسألة عن بوادر النصر.
وبعد ما يقارب الشهرين سألت صديقي الشيعي سؤالاً وقلت:
صديقي العزيز تُرى لو حرصنا سويةً أنا وأنت على دراسة علم من العلوم كعلم الرياضيات أو الأحياء أو غيره من العلوم، لو عكفنا في كل يوم ساعتين أو أزيد على دراسة علم من العلوم أو فن من الفنون ماذا سنحصل وما هو مقدار الفائدة التي سنحققها؟
ثم كتبت له:
لن أناقشك صديقي بعد الآن، إذ لا سبيل لبيان الحق بيننا.
إذا تدخلت في العلم الطائفية صار هدف العالم الدفاع عن طائفته لا الدفاع عن العلم والحقيقة العلمية.
كثيراً ما يكتب المُأطِّرون للبحث العلمي عن الموضوعية في البحث العلمي، وعند قراءة نتاج الباحثين تجد عدم العناية بالموضوعية والنزاهة في الكتابة.