الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صراع المنهج
أكتفي في هذا الباب بذكر طبيعة صراع المنهج والتعريف به وإحالة القارئ الكريم إلى كتابنا الموسوم (صراع المنهج).
الناظر إلى العلم والعلماء يجد أن الكثير من المسائل التي تطرح على الساحة العلمية مسائل تتعلق بالمدارس والمذاهب والاتجاهات الفكرية، وبعض المؤسسات الفكرية تعقد المناظرات وتتوجه إلى الإعلام لنشرها لتبرز للعالم إنتاجها وفكرها فتناقش الخصوم وتحاول إقناع المجتمع أنها صواب، بل عين الصواب.
وعند تدقيق النظر في كثير من المسائل الدائرة هذا المدار تجد أن الصراع لا يعدوا أن يكون اختلافاً على مصطلح أو نقداً لمنهج الخصم في البحث؛ فالفريق الأول منهجه كذا والثاني له منهج مختلف تماماً، والنقاش يتركز على مقدمات باطله ويخرج بنتائج غير مُرضية.
ولا شك أن مثل هذا الصراع له نتائج ونتائجه سلبية على العلم وعلى أهله.
نتج عن صراعات المنهج فُرقةٌ واضحة في المجتمع ونشأ عن صراعات المنهج هدرٌ للجهود واستنفاذٌ للطاقات
بشكل كبير، ونتج عن صراعات المنهج تأخر الفكر وشغل المجتمع بخلافات لا طائل منها.
حتى إن ضبط مفهوم المنهج لم يسلم من الصراع والنزاع.
كم كنت أنظر بعين الغبطة إلى صراعات بعض العلماء في المجالات العلمية في الطب والهندسة والرياضيات
…
وغيرها، في غالبها نتاجها يُبنى على مشاهدة النتائج الواضحة للعيان، أما صراعات العلوم الإنسانية في الكثير منها لا تجد لها حلاً أصلاً، وبعض أسئلتها حائرة لا يملك لأحد البت فيها.