الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عذابات النشر والطباعة
بعد عناء الكتابة والتأليف وبذل الجهود الكبيرة من سهر وانقطاع عن الأهل واعتزال الناس، يُقبل المؤلف المسكين على دور النشر والطباعة.
يدخل الكاتب حاملاً أوراقه الثمينة، وهي في نظره أغلى من كل جواهر العالم ودرره، وقبل أن يقرأ صاحب دار النشر العنوان وقبل الاطلاع على الكتاب ومضمونه يتقدم بسؤال للكاتب:
لطفاً .... من هو جمهورك؟
وهذه ألطف العبارات التي يقدمها صاحب دار النشر للكاتب، فهناك بعض العبارات التي يهاجم فيها بعض أصحاب دور النشر الكاتب، عبارات قاسيه، يتبين للكاتب بعدها أن العلم آخر شيءٍ ينظر إليه القراء ودور النشر ولست أهاجم دور النشر بهذه العبارات لكن دار النشر لها نظرتها ففيها مجموعه من العمال يحتاجون إلى تقاضي رواتب وهناك رسوم وضرائب وغير ذلك من النفقات.
كما أن دور النشر لا ترغب بتكديس الكتب في الدار دون بيعها؛ حيث تبحث عن الكتب الرائجة بين الجماهير مثل كتب المناهج الدراسية في الجامعات والكليات.
وبعيدا عن هذا تجد بعض الكتب تتنافس دور النشر على طباعتها ونشرها، وما هو السبب الداعي لذا الأمر؟
سألت صديقا يعمل في مكتبة عن كتابٍ لأحد أشهر الكتاب في بلدنا.
تبسم
…
قليلاً ثم قال: أخي العزيز
…
أريد أن أقدم لك نصيحة دعك من هذا التاجر.
وأخذ يسرد لي قصة المؤلف المشهور وغيره من المؤلفين ذائعي الصيت، وكانت كلماته قاسيه جداً في حق تجار الثقافة وبائعي المعرفة.
نعم للكاتب حقٌ في أخذ أجرة ما كتب لكن ليس له أن يستغل الناس، ويستخدم اسمه المشهور في كتابة أي شيء له قيمه أو ليس له قيمه.
لا يحق للكاتب استغلال القُرَّاء وبيع النسخة المزينة بتوقيع المؤلف أضعاف سعرها الحقيقي، لا يحق للمؤلف الذي قُرِّرَ كتابة منهجا يُدرَّس في الجامعات أن يبع كتابه بضعف السعر
…
شهدت كتاباً ألف يبغي صاحبه الحقيقي تدريس الكتاب في الجامعات كمنهاج لأحد المواد الأساسية التي اتفقت في تدريسها كل الجامعات.
سمعت المؤلف يجري اتصالاته مع بعض المدرسين الذين يدرِّسون المادة التي ألف فيها الكتاب، يجري اتصالاته مع مدرسين من مختلف الجامعات ويقول في اتصاله:
السلام عليكم أنا الدكتور
…
، ألفت كتاباً في مادة
…
، وأرغب أن تشاركني هذا الجهد، وأن تزين الكتاب بوجود اسمك عليه مع العلم أن الكتاب سوف يقرر في جامعة
…
وجامعة
…
وجامعة
…
وافق على هذا العرض ثمانية من الأساتذة في الجامعات، وللأسف لم يطلع على مادة الكتاب أحد منهم.
وغير هذا من آفات النشر والتوزيع للكتب.
لكن لماذا يُصرُّ الكاتب على جمع الأموال من كتابه، وجعل الكتاب سلعة تجارية، لماذا لا يُفكر بالعلم قبل كل ذلك، هيمنة المال على العلم تُذهب قيمته وحلاوته.
اليوم ومع اتساع دائرة العلم والمعرفة عبر القنوات التقنية الكثيرة، لماذا لا نفكر بالنشر الإلكتروني، وعموم النفع للناس؟!
لا شك أن الكاتب له ظروفه وأحواله، لكن فكرة النفع لا ينبغي أن تغيب عن عقل الكاتب.