‌ ‌زكاة العلم العالِم يحرص على تقديم يد العون والمساعدة للناس، ولا - عذابات العلم

‌

‌زكاة العلم

العالِم يحرص على تقديم يد العون والمساعدة للناس، ولا بد أن تكون له إسهامات في العمل التطوعي، وهذه زكاة علمه الذي تعلّم، وهذه الزكاة العلمية خدمات تقدم للمجتمع دون مقابل أو مقابل أجر بسيط، وقد قدم الكثير من أهل العلم زكاةً لعلومهم ومشاركات في الأعمال التطوعية، وكان لها الأثر الواضح في حياتهم العلمية والعملية، وسأضرب مثالين من واقع حياتي ومما شاهدت:

المثال الأول: الدكتور (رضوان السعد) طبيب الغلابى رحمه الله.

وهو أحد الأطباء في محافظة إربد شمالي الأردن، هذا الطبيب كان يشعر بمسؤوليته العظيمة تجاه مجتمعه، فكان يعالج مقابل أجرة (ربع دينار أردني) وهذا المبلغ يعتبر مبلغاً زهيداً في حين كان غالب الأطباء يأخذ عشرة دنانير وبعضهم يزيد عن ذلك.

ثم قام طالب مجموعة من الأطباء برفع الأجر .. ، فرفع الأجرة إلى نصف دينار، ثم إلى دينار ثم إلى دينارين بعد الطلبات المقدمة من أقرانه.

وقبل كتابة هذه الورقات بساعات علمت أن ابن الدكتور رضوان السعد بعد وفاة والده قام بفتح العيادة وبنفس الأجر الذي كان يأخذه والده، فأَلْفُ تحية إجلال لهذا الطبيب ولابنه البارّ الذي خطى خطوات الوالد رحمه الله.

المثال الثاني: (فاخر الدين عودة):

شاب يتميز عن أقرانه بأخلاقه وأدبه يمشي بخطوات هادئة، يتكلم بعبارات لطيفه ملؤها الاحترام والتقدير، تشرفت بمجاورته مدة أربع سنوات، وقد وفَّق الله هذا الشاب إلى إنجاز مجموعة كبيرة من الأعمال العلمية والمعرفية والخيرية، وفي ذات الوقت لم يتجاوز فاخر مرحلة الدراسة الجامعية، وقبل طباعة الكتاب أتم فاخر الدين دراسته الجامعية في (جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية)، وتاليا عرض لأهم الإنجازات التي قدمها فاخر الدين:

الاختراع الأول: خوارزمية التوحد (autism algorithm): عبارة عن طريقة تحفيزية جديدة تساعد الأطفال على التواصل مع العالم الخارجي وفهم أحاسيسهم وأفكارهم.

الاختراع الثاني: (brain stroke detection) وهو جهاز قادر على كشف الجلطات الدماغية قبل حدوثها.

الاختراع الثالث: (autism degree) وهو جهاز تحديد درجة التوحد.

الاختراع الرابع: (eye contact monitor) جهاز قادر من خلاله تحديد نسبة التواصل البصري للطفل.

ومن الأعمال التي قدمها فاخر أيضا

ستة مشاريع في الأمن والحماية.

موقع جمعية أمراض الدم

مشاريع متعلقة في الدماغ، وكانت متعلقة في الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط وقلة التركيز واستطاعة حساب مدى التركيز رياضياً.

كما كان المشروع الثاني متعلق في الم الرأس وتخفيفه عن طريق الذبذبات والموجات.

مشروع الورم الدماغي وتحديد حجمه.

مشروع الأسنان: ومن خلاله يستطيع الشخص معرفة مدى قوة أسنانه ودرجة الصفار وتحديد إذا كانت أسنانه تحتاج إلى تقويم أو لا وإدخال الذكاء الاصطناعي عليه.

مشاريع مختلفة عن الذكاء الاصطناعي والأنظمة الخبيرة.

برمجة أنظمة صوتية خاصة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب.

خبرة تطوير الأجهزة الطبية وتصميمها حيث كان فاخر أصغر مطور أجهزة في الشركة العالمية التي كان يعمل معها.

أما بخصوص زكاة العلم عند فاخر فقد كان يقدم خدمة علاج مرضى التوحد والاكتئاب بالمجان ولا يأخذ أي مقابل، ويعتبر هذه الخدمة من باب زكاة العلم، وكانت نسبة الشفاء وتجاوب الأطفال (مرضى التوحد) تتجاوز الثمانين في المئة 80%.

وهذان المثالان شاهدان على أن زكاة العلم مطلوبة، ولا بد أن تلازم فكر وعقل العالم، أينما حل، ومهما كانت الظروف والأحوال، وأن التطوع سبيل النجاح والقبول عند الله ثم عند المجتمع.