الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد نسبت قضاعة في أيام العصبية الى معد في وقت معاوية وابنه يزيد، وبذلا لرؤسائهم أموالاً جسيمة على الانتفاء من اليمن والانتساب في معد، فساعدهماالى ذلك بعض رؤسائهم فلما بلغ ذلك قضاعة غضبوا غضباً شديداً وأنكروا ذلك أشد الإنكار فحشدوا واجتمعوا ثم دخلوا مسجد دمشق يوم الجمعة على يزيد وهم يرتجزون ويقولون:
يا ايها الداعي ادعنا وابشر
…
وكن قضاعياً ولا تنزر
نحن بنو الشيخ الهجان الازهر
…
قضاعة بن مالك بن حمير
النسب المعروف غير المنكر
…
من قال قولا غير ذا تنصر
أي فهو من النصارى ثم قالوا ليزيد انا قوم من اهل اليمن يسعنا ما يسعهم ويضيق عنا ما ضاق عنهم فالحقنا بهم قال: قد فعلت. (1) ومنهم من يجعل قضاعة بن معد بن عدنان وبهذا يعدون من العدنانية
…
وعلى هذا قالوا:
أبوكم معد كان يكنى ببكره
…
قضاعة ما كنى به من تجمجما
ولكن علماء الأنساب عبروا عن ذلك بقيل
…
وهم قبائل عديدة وفي أيام خالد بن الوليد حينما هاجم العراق كانت طوائف قضاعة فوق الانبار فوجه اليها المثنى بن حارثة فاغار عليها وأصاب ما فيها وقتل وسبى
…
(2) ومن بطونهم: 1) - بهراء. صادفهم خالد بن الوليد عند سوى. وكان عليهم حرقوص ابن النعماني البهراني من قضاعة واكتسح أموالهم حين مسيره الى الشام
…
(1) والمعروف في هذه المدّ فيقال بهراء والنسبة اليها بهراني على غير القياس كما في تاج العروس
…
والى ظهور الإسلامية كانت بهراء أيضاً في بلاد اليمن وجاءت وفودها الى الرسول صلى الله عليه وسلم (2) مما يعين ان اجزاء القبيلة كانت تميل الى الأنحاء الأخرى
…
2) - كلب. وماؤهم (قراقر) و (سوى) وكانوا أيام خالد مع بهراء وهم ممن حاربهم خالد فوق الأنبار
…
ولكلب فرع يقال لهم العدسيون في الحيرة وقصر العدسيين ينسب اليهم
…
وقبيلة زبيد المشهورة في العراق منها فرع كبير ومعروف ينتخى بقوله (كلبي) . والظاهر المقطوع به ان هؤلاء من قضاعة من (كلب) الفرع القديم المعلوم على ما سيجيء عند الكلام على زبيد في حينه
…
وممن اجتمعت اليه قضاعة زهير بن خباب الكلبي. وكان يدعى الكائن لصحة رأيه، وقد جرت له وقائع كثيرة وأهمها مع قبيلة (صداء) من مذحج، ومع بكر وتغلب ابني وائل
…
ولزهير هذا قصيدة يفخر بها في انتصاره. (3) وابن الكلبي مؤرخ معروف يمت الى هذه القبيلة.
3) - بنو العبيد. وهم الذين عناهم الاعشى بقوله: بني الشهر الحرام فلست منهم ولست من الكرام بني العبيد وهؤلاء انقرضوا بانقراض امارة الحضر
…
وهنا عدّ الحيدري العبيد القبيلة المعروفة اليوم من هؤلاء واستدل بقول الأعشى المذكور نظراً للموافقة بالاسم وليس بصحيح. (1) 4) - جهينة. وهو ابن زيد بن سويد بن أسلم بن قضاعة
…
(2) 5) - جرم. وهؤلاء قبائل ذكرهم ابن دريد في كتاب الاشتقاق.
6) - بليّ. قبيلة من اليمن من قضاعة والنسبة اليهم بلوي. وهم ولد بليّ ابن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
قال المثلم بن قرط البلوي:
الم تر ان الحي كانوا بغبطة
…
بمأرب إذ كانوا يحلونها معا
بليّ وبهراء وخولان اخوة
…
لعمرو بن حاف فرع من قد تفرعا
اقام بها خولان بعد ابن امه
…
فاثرى لعمري في البلاد واوسعا (3)
7) - آل سليح. ذكرهم النويري. (4) وكذا ابن عبد البر قال: كل هذه القبائل خرجت مع هرقل ملك الروم عند خروجه من الشام فتفرقت في بلاد الروم
…
(5) والحاصل ان قبائل قضاعة كثيرة ولكل قبيلة فروع لا تكاد تحصى
…
وهؤلاء كانوا من أقدم سكان العراق ايام حكومة الحضر
…
وغالب القبائل متفرقة في أنحاء عديدة، والقبائل العربية كلما أحست بضعف رحبت بالنازح إليها من القبائل الأخرى ممن لها صلة به وقربى فتستعيد القوة.
وهناك فروع وقبائل أخرى في غير العراق لا محل للاطالة في القول فيهم
…
4 - قبيلة طيء
من القبائل القحطانية، وطيء ك (سيد) ، ويجوز التخفيف ك (حي) . وهو جد هذه القبيلة، واصل اسمه (جلهمة) بن أدد بن زيد بن يشجب ابن عريب (1) بن زيد بن كهلان
…
واشتقاق اسمه من طاء بمعنى أبعد في المرعى، أو من طاء في الأرض إذا ذهب وجاء، أو لأنه أول من طوى المناهل، وقيل لأنه طوى بئراً من العرب، ولم يقطع من العلماء أحد في هذا الاشتقاق والنسبة اليه طائي على خلاف القياس كما يقال حاري في النسبة الى الحيرة.
وكانت هذه القبيلة تنزل اليمن فخرجت منها على اثر خروج الازد عند تفرقهم بسيل العرم فنزلوا بنجد والحجاز على القرب من بني أسد، ثم غلبوا بني أسد على جبلي أجا وسُلمى من بلاد نجد فعرفا بجبلي طيء.
وكانت طيء من القبائل التنوخية التي جاءت العراق وحصلت على امارة فيه مدة وكان من امرائهم إياس بن قبيصة وهو عامل كسرى على الحيرة.
ومن استنطاق مؤرخين عديدين يظهر انهم لم يميلوا ميلة واحدة في تنوخ الى العراق وإنما بقي قسم آخر منهم متوطناً اليمن ونجداً والحجاز ولكن لا ينكر الاتصال والتعلق بسبب القربى.. ومن ثم افترقوا في أول الاسلام زمن الفتوحات في الأقطار، وصار منهم أمم كثيرة ملأت السهل والجبل حجازاً وشاماً وعراقاً (1) ولم يعين علماء الأنساب كافة فروعهم. وإنما ذكروا الأصول الأساسية تارة، والفروع المتفرعة اخرى، وكل واحد كتب من كان في جهته
…
ومن بطونهم: 1 - بنو تميم بن ثعلبة. ويقول امرؤ القيس في رئيسهم المعلى:
كأني إذا نزلت على المعلى
…
نزلت على البواذخ من شمام
فما ملك العراق على المعلى
…
بمقتدر ولا ملك الشآم
أفرّ حشا امرئ القيس بن
…
حجر بنو تيم مصابيح الظلام
ومنهم أوس بن حارثة بن لام سيد طيء.
2 -
بنو نبهان. ومنهم زيد الخيل وسماه الرسول صلى الله عليه وسلم زيد الخير بن مهلل كان قد جاءه مع وفد طيء وكان رأسهم وسيدهم. وهو الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد، فإنه لم يبلغ كل ما فيه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث علي ابن ابي طالب (رض) الى الفُلس صنم طيء يهدّمه ويشن الغارات فخرج في مائتي فرس فاغار على حاضر آل حاتم فاصابوا ابنة حاتم
…
في سبايا من طيء. وفي حديث هشام بن محمد ان الذي اغار عليهم خالد بن الوليد (رض) وهرب عدي ابن حاتم من خيل النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالشام وكان على النصرانية، وكان يسير في قومه (بالمرباع) وجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد. وكانت امرأة جميلة، جزلة، فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت إليه فقالت هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليّ من الله عليك. قال من وافدك؟ قالت عدي بن حاتم. فقال الفارّ من الله ومن رسوله، وقدم وفد من قضاعة من الشام قالت فكساني النبي وأعطاني نفقة وحملني وخرجت معهم حتى قدمت الشام على عدي فجعلت اقول له القاطع الظالم، احتملت باهلك وولدك وتركت بقية والدك. فاقامت عنده اياماً، وقالت له أرى ان تلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه وهو في المسجد فقال من الرجل قال عدي بن حاتم فانطلق به الى بيته والقى له وسادة محشوة بليف وقال اجلس عليها فجلس رسول الله على الأرض وعرض عليه الاسلام فأسلم عدي واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه.
وعدي هذا كان من أجواد المسلمين. قدم على عمر (رض) فلم ير منه ما يعجبه فقال اما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ فقال بلى! والله أعرفك! اكرمك الله بأحسن المعرفة، أسلمت إذ كفروا، وعرفت إذا انكروا، ووفيت إذ عذروا، وأقبلت إذ ادبروا. فقال حسبي يا أمير المؤمنين. (1) 3 - بنو ثعل. ومن هؤلاء عمرو بن المشيح (في الطبقات المسبح) وجاء في الطبقات انه من بني معن وهم من بني ثعل وكان ارمى اهل وقته.
وفيه يقول امرئ القيس:
رب رام من بني ثعل
…
مخرج كفيه من (1) ستره
قدم عمرو المذكور على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ ابن خمس ومائة سنة كما في عقد الفريد وفي كتاب الاشتقاق 150 سنة فسأله عن الصيد فقال كُل ما اصميت ودع ما انميت. (2)