المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الفن الثاني: علم البيان 545 - عِلْمُ الْبَيَانِ هُوَ مَا بِهِ - عقود الجمان في علم المعاني والبيان

[الجلال السيوطي]

الفصل: ‌ ‌الفن الثاني: علم البيان 545 - عِلْمُ الْبَيَانِ هُوَ مَا بِهِ

‌الفن الثاني: علم البيان

545 -

عِلْمُ الْبَيَانِ هُوَ مَا بِهِ عُرِفْ

إِيرَادُ مَعْنًى وَاحِدٍ بِالْمُخْتَلِفْ

546 -

مِنْ طُرُقٍ فِي الِاتِّضَاحِ مُكْمِلَهْ

فَاللَّفْظُ إِنْ دَلَّ عَلَى الْمَوْضُوعِ لَهْ

547 -

فَسَمِّهَا دَلالَةً وَضْعِيَّهْ

أَوْ جُزْئِهِ أَوْ خَارِجٍ عَقْلِيَّهْ

548 -

وَإِنَّمَا يَخْتَلِفُ الْإِيرَادُ فِي

عَقْلِيَّةٍ وَلَيْسَ فِي تِلْكَ يَفِي

549 -

وَمَا بِهِ أُرِيدَ لازِمٌ وَقَدْ

قَامَتْ قَرِينَةٌ عَلَى أَنْ لَمْ يَرِدْ

550 -

مَجَازٌ اوْ لا فَكِنَايَةٌ وَقَدْ

يُبْنَى عَلَى‌

‌ التَّشْبِيهِ

أَوَّلٌ وَرَدْ

التشبيه

551 -

هُوَ الدَّلالَةُ عَلَى اشْتِرَاكِ

أَمْرٍ لآخَرَ (1) بِمَعْنًى زَاكِي

552 -

لا كَاسْتِعَارَةٍ بِتَحْقِيقٍ وَلا

كِنَايَةٍ وَلا كَتَجْرِيدٍ جَلا

553 -

فَدَخَلَ الَّذِي أَدَاتُهُ فَقَدْ

كَقَوْلِهِ صُمٌّ وَنَحْوِ ذَا أَسَدْ

554 -

أَرْكَانُهُ أَرْبَعَةٌ أَدَاتُهُ

وَوَجْهُهُ وَالطَّرَفَانِ ذَاتُهُ

(1) في المخطوط: "لامر".

ص: 73

555 -

وَهَهُنَا يُنْظَرُ فِي هَذِي وَفِي

أَقْسَامِهِ وَغَرَضٍ مِنْهُ وَفِي

556 -

فَالطَّرَفَانِ مِنْهُ حِسِّيَّانِ

مُخْتَلِفَانِ أَوْ فَعَقْلِيَّان

557 -

كَالخَدِّ وَالْوَرْدِ وَنُورٍ وَهُدَى

وَالسَّبْعِ وَالْمَوْتِ وَجَهْلٍ وَرَدَى

558 -

فَكُلُّ مَا يُدْرِكُ إِحْدَى الْخَمْسِ

إِيَّاهُ أَوْ مَادَتَهُ فَالْحِسِّي

559 -

مِنْهُ الْخَيَالِيُّ كَتَشْبِيهِ الشَّقِيقْ

بِعَلَمِ الْيَاقُوتِ وَالْعُودِ الرَّقِيقْ

560 -

بِالرُّمْحِ مِنْ زَبَرْجَدٍ فِي النَّظْمِ

وَغَيْرُهُ الْعَقْلِيْ وَمِنْهُ الْوَهْمِي

561 -

مَا لَيْسَ مُدْرَكًا وَلَوْ قَدْ أُدْرِكَا

كَانَ بِحِسٍّ لا سِوَاهُ مُدْرَكَا

562 -

وَمِنْهُ ذُو الوِجْدَانِ نَحْوُ الأَلَمِ

وَوَجْهُهُ ذُو الِاشْتِرَاكِ فَاعْلَم

563 -

وَلَوْ تَخَيُّلاً كَتَشْبِيهِ النَّجِمْ

بِسُنَنٍ بَيْنَ ابْتِدَاعٍ فِي الظُّلَمْ

564 -

وَوَجْهُهُ حُصُولُ شَيْءٍ أَزْهَرَا

أَبْيَضَ فِي جَنْبِ ظَلامٍ أَغْبَرَا

565 -

وَذَاكَ فِي السُّنَّةِ لَيْسَ يُوجَدُ

إِلَّا عَلَى التَّخْيِيلِ فِيمَا يَرِدُ

566 -

لأَنَّ الِابْتِدَاعَ يَجْعَلُ الرَّدِي

كَالْمَاشِ فِي الظُّلْمَةِ لَيْسَ يَهْتَدِي

567 -

وَعَكْسُهُ السُّنَّةُ فَهْيَ وَالْهُدَى

كَالنُّورِ ثُمَّ شَاعَ هَذَا وَغَدَا

ص: 74

568 -

يَطْرُقُ (1) فِي الْخَيَالِ أَنَّ الثَّانِي

مِمَّا لَهُ الْبَيَاضُ كَاللَّمْعَانِ (2)

569 -

وَأَوَّلٌ خِلافُهُ فَهْوَ كَمَنْ

تَشْبِيهُهُ بِالشَّيْبِ فِي الشَّبَابِ (3) عَنّْ

570 -

مِنْ ثَمَّ وَجْهُ النَّحْوِ فِي الْكَلامِ

كَالْمِلْحِ إِذْ يَكُونُ فِي الطَّعَام

571 -

هُوَ الصَّلاحُ بِالْوُجُودِ وَالْفَسَادْ

بِالْفَقْدِ لا مَا قَالَهُ بَعْضُ الْعِبَادْ

572 -

كَوْنُ الْقَلِيلِ مُصْلِحًا وَيُفْسِدُ

كَثْرَتُهُ فَالنَّحْوُ حَقًّا يَفْقِدُ

573 -

تَفَاوُتًا وَالْوَجْهَ قِسْمَيْنِ اقْسِمَنْ

فَغَيْرُ خَارِجٍ عَنِ الطَّرْفَيْنِ مِنْ

574 -

شَبَهِ فِي نَوْعٍ وَجِنْسِ مِلْحَفَهْ

بِمِثْلِهَا (4) وَخَارِجٌ وَهْوَ صِفَهْ

575 -

مِنْهَا الحَقِيقِيَّةُ (5) كَالحِسِّيِّهْ

كَيْفِيَّةٌ تَخْتَصُّ بِالجِسْمِيَّهْ

576 -

كَمُدْرَكِ الطَّرْفِ مِنَ اللَّوْنِ وَمِنْ

شَكْلٍ وَقَدْرٍ وَتَحَرُّكٍ زُكِنْ

(1) في المخطوط: "يطرف".

(2)

في المخطوط: "كالمعاني".

(3)

في المخطوط: "والشباب".

(4)

في المخطوط: "بمثليها".

(5)

في المخطوط: "الحقيقة".

ص: 75

577 -

وَالسَّمْعِ مِنَ صَوْتٍ ضَعِيفٍ أَوْ قَوِي

وَالذَّوْقِ مِنْ طَعْمٍ كَرِيهٍ أَوْ شَهِي

578 -

وَالشَّمِّ مِنْ رِيحٍ كَذَاكَ اللَّمْسُ مِنْ

حَرٍّ وَمِنْ بَرْدٍ وَيَبْسٍ وَخَشِنْ

579 -

وَنَحْوِ ذَلِكَ وَكَالْعَقْلِيَّهْ

كَيْفِيَّةٌ مِثْلُ الذَّكَا نَفْسِيَّهْ (1)

580 -

ثُمَّ الْإِضَافِيَّةُ كَالْإِزَالَةِ

لِلْحَجْبِ فِي الشَّمْسِ شَبِيهِ الْحُجَّة

581 -

وَاقْسِمْهُ وَاحِدًا مُرَكَّبًا عَدَدْ

وَكُلُّهَا حِسِّيْ وَعَقْلِيٌّ وَرَدْ

582 -

فِي ثَالِثٍ مُخْتَلِفٌ وَالْحِسُّ ثَمّْ (2)

طَرْفَاهُ حِسِّيَّانِ وَالْغَيْرُ أَعَمّْ

583 -

فَكُلُّ مَا شُبِّهَ بِالْحِسِّيِّ صَحّْ

بِغَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ عَكْسٍ وَوَضَحْ

584 -

مُرَادُهُمْ بِالْحِسِّ مَا أَفْرَادُهُ

تُدْرَكُ بِالْحِسِّ وَذَا تَعْدَادُهُ

585 -

الْوَاحِدُ الْحِسِّيُّ حُمْرَةٌ (3) خَفَا

وَالطِّيبُ وَاللَّذَّةُ وَاللِّينُ وَفَا

586 -

فِي الْخَدِّ بِالْوَرْدِ وَصَوْتٌ (4) قَدْ ضَعُفْ

بِالْهَمْسِ وَالْعَنْبَرُ نَكْهَةٌ رُشِفْ

(1) في المخطوط: "نفسه".

(2)

في المخطوط: "والحسي تم".

(3)

في المخطوط: "جهره".

(4)

في المخطوط: "وصوف".

ص: 76

587 -

وَالْجِلْدُ بِالْحَرِيرِ وَالشَّيْءُ (1) بِمَنّْ

وَالْوَاحِدُ الْعَقْلِيُّ كَالْخُلُوِّ عَنْ

588 -

فَائِدَةٍ وَجُرْأَةٍ وَالِاهْتِدَا

مَعَ اسْتِطَابِ النَّفْسِ فِيمَا فُقِدَا

589 -

نَفْعًا بِمَعْدُومٍ وَعِلْمٍ بِفَلَقْ (2)

وَالشَّخْصِ بِالسَّبْعِ وَعِطْرٍ بِخُلُقْ (3)

590 -

وَذُو تَرَكُّبٍ غَدَا حِسِّيَّا

فِي مُفْرَدٍ طَرْفَاهُ كَالثُّرَيَّا

591 -

شُبِّهَ بِالْعُنْقُودِ مِنْ كَرْمٍ لِمَا

حَوَتْهُ مِنْ صُورَتِهِ إِذْ نُظِّمَا

592 -

وَحَبُّهُ أَبْيَضُ وَاسْتَدَارَا

وَقَارَبَ الرُّؤْيَةَ وَالْمِقْدَارَا

593 -

وَمَا تَرَكَّبَا كَقَوْلِي أَخْذَا

مِنْ قَوْلِ بَشَّارٍ مُمَاثِلاً لِذَا

594 -

وَالنَّقْعُ فَوْقَ رَاسِنَا وَالْأَسْيُفُ (4)

لَيْلٌ تَهَاوَى شُهْبُهُ (5) وَتُخْطَفُ

595 -

بِجَامِعِ السُّقُوطِ فِي أَجْرَامِ

مُشْرِقَةٍ طَوِيلَةِ الْأَجْسَام

(1) في المخطوط: "بالحر والشي".

(2)

في المخطوط: "يفلق".

(3)

في المخطوط: "يخلق".

(4)

في المخطوط: "والانف".

(5)

في المخطوط: "شبهه".

ص: 77

596 -

تَنَاسَبَتْ أَقْدَارُهَا مُفَرَّقَهْ

فِي جَنْبِ شَيْءٍ مُظْلِمٍ مُتَّسِقَهْ

597 -

وَمَا تَخَالَفَا كَمَا الشَّقِيقُ مَرّْ

وَالزَّهْرُ فِي الرُّبَا بِلَيْلٍ ذِي قَمَرْ

598 -

وَحُسْنُهُ فِي هَيْئَةٍ (1) بِهَا تَقَعْ

حَرَكَةٌ مَعْ وَصْفٍ اوْ جُرِّدَ مَعْ

599 -

تَحَرُّكٍ إِلَى جِهَاتٍ فَالْأُوَلْ

كَالشَّمْسِ كَالْمِرْآةِ فِي كَفِّ الْأَشَلّْ

600 -

وَالثَّانِ كَالْبَرْقِ إِذَا بَدَا وَلَاحْ

كَمُصْحَفِ الْقَارِي انْطِبَاقًا وَانْفِتَاحْ

601 -

وَهَيْئَةُ (2) السُّكُونِ رُبَّمَا تَلِي

يُقْعِي جُلُوسَ الْبَدَوِيِّ (3) الْمُصْطَلِي

602 -

وَذُو تَرَكُّبٍ إِلَى الْعَقْلِ انْتَسَبْ

كَمِثْلِ حِرْمَانِ انْتِفَاعٍ مَعْ تَعَبْ

603 -

فِي مَثَلِ الْيَهُودِ بِالْحِمَارِ

وَالْحَمْلِ لِلتَّوْرَاةِ وَالْأَسْفَار

604 -

وَرَاعِ فِي تَعَدُّدٍ مَا يَحْصُلُ

بِهِ إِذَا أُسْقِطَ مِنْهُ خَلَلُ

605 -

وَذُو تَعَدُّدٍ مِنَ الْحِسِّي كَمَنْ

شَبَّهَ فَنًّا فِى صِفَاتِهِ بِفَنّْ

(1) في المخطوط: "هيبته".

(2)

في المخطوط: "هيبته".

(3)

في المخطوط: "البدو".

ص: 78