المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌القسم الأول: المعنوي - عقود الجمان في علم المعاني والبيان

[الجلال السيوطي]

الفصل: ‌القسم الأول: المعنوي

‌الفن الثالث: علم البديع

734 -

عِلْمُ الْبَدِيعِ مَا بِهِ قَدْ عُرِفَا

وُجُوهُ تَحْسِينِ الْكَلامِ إِنْ وَفَى

735 -

مُطَابِقًا وَقَصْدُهُ جَلِيُّ

فَمِنْهُ لَفْظِيٌّ وَمَعْنَوِيُّ

‌القسم الأول: المعنوي

736 -

مِنْهُ الطِّبَاقُ بِالتَّضَادِ مَائِلْ

الجَمْعُ بَيْنَ اثْنَيْنِ ذِي تَقَابُلْ

737 -

فِي جُمْلَةٍ مِنْ نَوْعٍ اوْ نَوْعَيْنِ

اسْمَيْنِ أَوْ فِعْلَيْنِ أَوْ حَرْفَيْن

738 -

كَمِثْلِ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودُ

يُحْيِي يُمِيتُ وَلَهُ تَعْدِيدُ (1)

739 -

طِبَاقُ مَنْفِيٍّ طِبَاقُ مُوجَبِ

كَاخْشَ وَلا تَخْشَ وَذِي تَسَبُّبِ (2)

(1) في المخطوط والمطبوع: "يحيي ويميت وله تعديد"، ولا بد من حذف الواو - كما فعلنا - حتى ينضبط الوزن.

(2)

في المخطوط: "كخش ولا تخش وذي سبب".

ص: 95

740 -

قُلْتُ وَقِيلَ الشَّرْطُ فِي الطِّبَاقِ

أَنْ يَاتِيَ اللَّفْظَانِ بِالْوِفَاقِ (1)

741 -

وَإِنَّمَا يَحْسُنُ مَعْ مَزِيدِ

وَلَهُمُ تَطَابُقُ التَّرْدِيد

742 -

وَمِنْهُ تَدْبِيجٌ بِأَلْوَانٍ تَرِدْ

مَكْنِيًّا اوْ تَوْرِيَّةً لِمَا قُصِدْ

743 -

وَمِنْهُ نَوْعٌ سُمِّيَ الْمُقَابَلَهْ

وَهْيَ مَجِيءُ أَحْرُفٍ مُقَابِلَهْ

744 -

تَرَتَّبَ الثَّانِي عَلَى الأَوَائِلِ

كَمِثْلِ قَوْلِي فِي خِطَابِ الْعَاذِل

745 -

اعْفُفْ وَذُمَّ صِلْ (2) وَعِزَّ وَافِقِ

أَوْ خُنْ وَزَكِّ اقْطَعْ (3) وَهُنْ وَشَاقِق

746 -

وَقَالَ فِي الْمِفْتَاحِ مَهْمَا شُرِطَا

فِي أَوَّلٍ (4) فَالضِّدَّ فِي الثَّانِي اشْرُطَا

747 -

قُلْتُ وَذَا الْمِثَالُ بِالمُفَوَّفِ

يُسْمَى وَمِنْ أَنْوَاعِهِ عَدَّ الصَّفِي

(1) هذا البيت والبيتان بعده ترتيبها مختلف في المخطوط، وما أثبتناه يوافق المطبوع والشرح.

(2)

في المخطوط: "ودم وصل".

(3)

في المخطوط: "وذل واقطع".

(4)

في المخطوط: "في أوله".

ص: 96

748 -

ثُمَّ مُرَاعَاةُ النَّظِيرِ جَمْعُ

أَمْرٍ وَمَا نَاسَبَهُ وَيَدْعُو

749 -

تَنَاسُبًا فِإِنْ مُنَاسِبًا خُتِمْ

مُبْتَدَأٌ تَشَابُهَ الأَطْرَافِ سَمّْ

750 -

وَمِنْهُ الِارْصَادُ وَذَا أَنْ تَجْعَلا (1)

مِنْ قَبْلِ عَجْزِ الْبَيْتِ مَا دَلَّ عَلَى

751 -

تَمَامِهِ إِذَا الرَّوِيُّ عُرِفَا

وَالْبَعْضُ بِالتَّسْهِيمِ (2) هَذَا وَصَفَا

752 -

قُلْتُ بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ اللَّفْظُ دَلّْ

فِإِنْ يَكُ الْمَعْنَى فَتَوْشِيحٌ أَجَلّْ

753 -

وَمِنْهُ مَا يَدْعُونَهُ الْمُشَاكَلَهْ

أَنْ يُذْكَرَ الشَّيْءُ بِلَفْظٍ لَيْسَ لَهْ

754 -

لِكَوْنِهِ صُحْبَتَهُ تَحْقِيقًا اوْ

مُقَدَّرًا وَمَكَرَ اللهُ تَلَوْا

755 -

وَقَوْلُهُ قَالُوا اقْتَرِحْ شَيْئًا نُجِدْ (3)

قُلْتُ اطْبُخُوا لِي جُبَّةً بَيْتٌ عُهِدْ

756 -

ثُمَّ المُزَاوَجَةُ إِنْ زَاوَجَ فِي

الشَّرْطِ وَالْجَزَا لِمَعْنًى قَدْ يَفِي

757 -

وَالعَكْسُ تَاخِيرُ الَّذِي قُدِّمَ فِي

أَحَدِ طَرْفَيْ جُمْلَةٍ إِنْ تُضَف

(1) في المخطوط: "ومنه الارصاد دون ان يجعلا".

(2)

في المخطوط: "وبعض التسهيم".

(3)

في المخطوط: "اقترح سانجده".

ص: 97

758 -

أَوْ جُمْلَتَيْنِ اسْمِيَّتَيْنِ جَاءَتَا

فِعْلِيَّتَيْنِ اسْمًا وَفِعْلاً يَا فَتَى (1)

759 -

أَوْ جُمْلَتَيْنِ اسْمِيَّتَيْنِ أَوْجَلا (2)

فِعْلِيَّتَيْنِ وَالرُّجُوعُ إِنْ عَلَى

760 -

كَلامِهِ السَّابِقِ قَدْ يَعُودُ

بِنَقْضِهِ لِنُكْتَةٍ يُرِيدُ

761 -

قُلْتُ وَمِنْهُ السَّلْبُ وَالإِيجَابُ إِنْ

مِنْ جِهَتَيْنِ اشْتَمَلا وَحَيْثُ عَنّْ

762 -

وَمِنْهُ مَدْحُ الشَّيْءِ ثُمَّ ذَمُّهُ

أَوْ عَكْسُهُ تَغَايُرٌ يَعُمُّهُ

763 -

وَمِنْهُ الِايْهَامُ وَيُدْعَى التَّوْرِيَهْ

وَفَضَّلُوا ذَا النَّوْعَ ثُمَّ تَالِيَهْ

764 -

إِطْلاقُ لَفْظِ شِرْكَةٍ وَيُقْصَدُ

بَعِيدُهُ فَتَارَةً يُجَرَّدُ

765 -

مِمَّا يُلائِمُ (3) الْقَرِيبَ كَاسْتَوَى

ثُمَّ الْمُرَشَّحُ الَّذِي لَهُ حَوَى

766 -

قُلْتُ لَقَدْ قَصَّرَ فِي بَيَانِهَا

فَلَيْسَ فِي الْبَدِيعِ مِثْلُ شَانِهَا

767 -

فَكُلُّ مَا بِلازِمٍ لَمْ يَقْتَرِنْ

لا لِقَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ قَدْ زُكِنْ

(1) هذا البيت غير موجود في المطبوع.

(2)

في المخطوط: "اجلا".

(3)

في المخطوط: "بما يلايم".

ص: 98

768 -

فَهْيَ الَّتِي تَجَرَّدَتْ وَأُلْحِقَا

مَا الَّلازِمَانِ اسْتَوَيَا وَاتَّفَقَا

769 -

وَسَمِّ مَا يُلازِمُ الَّذِي دَنَا

مُرَشَّحًا وَضِدَّهُ مُبَيَّنَا

770 -

كِلاهُمَا مِنْ قَبْلُ أَوْ بَعْدُ ذُكِرْ

ثُمَّ المُهَيَّأَةُ مَا لا تَسْتَقِرّْ (1)

771 -

إِلَّا بِلَفْظٍ قَبْلَهَا أَوْ بَعْدَهَا

أَوْ لَفْظَتَيْنِ فَقْدُ لَفْظٍ فَقْدُهَا

772 -

وَاعْدُدْ هُنَا التَّرْشِيحَ وَالتَّوْهِيمَا

وَافْرُقْ بِذِهْنٍ قَدْ صَفَا تَقْوِيمَا

773 -

وَمِنْهُ الِاسْتِخْدَامُ أَنْ يُرَادَا

بِكِلْمَةٍ بَعْضُ الَّذِي أَفَادَا

774 -

ثُمَّ بِمُضْمَرٍ لَهَا الْبَوَاقِي

أَوْ أَوَّلٌ بِمُضْمَرٍ وَالْبَاقِي

775 -

بِآخَرٍ كَجُلَّ عَيْنًا أَحْمَدُ

أَخْجَلَهَا وَهَابَهَا الْمُعْتَمَدُ (2)

776 -

وَمِنْهُ الِارْدَافُ بِأَنْ يَذْكُرَ مَا

يُرَادِفُ الْمَقْصُودَ إِذْ مَا لَزِمَا

(1) في المخطوط: (كلاهما من قبل أو بعد ذكر = ثم المهيمات فمالا ستقر)، وفي المطبوع:(كلاهما قبل أو بعد ذكر = ثم المهيأة فما لا تستقر)، وكلاهما فيه كسر للوزن، وما أثبتناه يوافق الوزن والشرح.

(2)

في المخطوط: "ذهابها المعتد".

ص: 99

777 -

فَإِنْ أَتَى بِمَا يَكُونُ أَبْعَدَا

فَذَلِكَ التَّمْثِيلُ إِذْ مَا قُصِدَا

778 -

وَاللَّفُّ وَالنَّشْرُ بِأَنْ يُعَدَّدَا (1)

لَفْظًا وَبَعْدَ مَا لِكُلٍّ عَدَدَا

779 -

وَلَمْ يُعَيَّنْ مَا لَهُ تَوْكِيلا

لِسَامِعٍ مُجْمَلاً اوْ تَفْصِيلا

780 -

مُرَتَّبًا أَوْ غَيْرَهُ مَعْكُوسًا اوْ

مُشَوَّشًا وَفِيهِ رَابِعًا حَكَوْا

781 -

وَالخُلْفُ فِي الأَفْضَلِ مِنْ هَذَيْنِ قَرّْ

وَقِيلَ لا خُلْفٌ بِتَحْرِيرِ النَّظَرْ

782 -

وَالجَمْعُ أَنْ يَجْمَعَ فِي حُكْمٍ عَدَدْ

كَقَوْلِ بَعْضِ الشُّعَرَاءِ إِذْ زَهِدْ

783 -

إِنَّ الشَّبَابَ وَالفَرَاغَ وَالجِدَهْ

مَفْسَدَةٌ لِلمَرْءِ أَيُّ مَفْسَدَهْ

784 -

وَعَكْسُهُ التَّفْرِيقُ أَنْ يُبَايِنَا

بَيْنَهُمَا فِي مَدْحٍ اوْ أَمْرٍ عَنَى

785 -

فَإِنْ تُعَدِّدْ وَأَضَافَ مَا لِكُلّْ

إِلَيْهِ تَعْيِينًا فَتَقْسِيمٌ يَحِلّْ

786 -

وَإِنْ هُمَا أَدْخَلَ فِي مَعْنًى وَقَدْ

فَرَّقَ وَجْهَي ذَاكَ أَوْ يَجْمَعْ عَدَدْ

(1) في المخطوط: "بان تعددا".

ص: 100

787 -

حُكْمٌ وَتَقْسِيمٌ تَلا (1) أَوْ عَكْسُ ذَا

كِلاهُمَا جَمْعٌ وَأَوَّلٌ خُذَا (2)

788 -

إِلَيْهِ تَفْرِيقًا وَذَا تَقْسِيمَا

وَقَدْ تَجِي ثَلاثَةٌ تَضْمِيمَا

789 -

كَيَوْمَ يَاتِي بَعْدَ لا تَكَلَّمُ

لآخِرِ القِصَّةِ فَهْيَ تُنْظَمُ

790 -

وَنُطْلِقُ التَّقْسِيمَ إِذْ مَا اسْتَوْفَى

أَقْسَامَهُ أَوْ حَالَهُ مُضِيفَا

791 -

كَلَا إِلَى مُلائِمٍ نَحْوُ يَهَبْ

آيَةَ شُورَى وَيُقَالُ البَيْتَ هَبْ

792 -

وَمِنْهُ تَجْرِيدٌ بِأَنْ يُنْزَعَ مِنْ

ذِي صِفَةٍ آخَرُ مِثْلُهُ زُكِنْ

793 -

مُبَالَغًا فِي أَنَّهُ فِيهَا كَمَلْ

كَمِنْ فُلانٍ لِي صَدِيقٌ وَأَجَلّْ

794 -

وَإِنْ سَأَلْتَ أَحْمَدًا لَتَسْأَلَنْ

بَحْرًا بِهِ مُنْدَفِقًا وَمِنْهُ أَنْ

795 -

يُخَاطِبَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَقَدْ

نُصْحًا وَتَوْبِيخًا وَتَعْرِيضًا قَصَدْ

796 -

وَأَبْلَغُ الأَقْسَامِ مَا قَدْ ثُنِّيَا

ثُمَّ الْمُبَالَغَةُ أَنْ يَدَّعِيَا

797 -

بُلُوغَهَ فِي الضَّعْفِ أَوْ فِي الشِّدَّهْ

حَدًّا مُحَالاً أَوْ بَعِيدَ الرُّتْبَهْ

(1) في المخطوط: "بلا".

(2)

في المخطوط: "ينبذا".

ص: 101

798 -

فَإِنْ يَكُنْ عَقْلاً وَعَادَةً (1) وَرَدْ

يُمْكِنُ فَالتَّبْلِيغُ أَوْ فِي الْعَقْلِ قَدْ

799 -

فَذَاكَ إِغْرَاقٌ كِلاهُمَا قُبِلْ

أَوْ لا ولا فَهْوَ غُلُوٌّ مَا احْتُمِلْ

800 -

مَا لَمْ يُقَرِّبْهُ لِذَاكَ شَيْءُ

نَحْوُ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ

801 -

أَوْ فِيهِ نَوْعٌ مِنْ تَخَيُّلٍ حَسَنْ

أَوْ مَخْرَجُ الْهَزْلِ مِنَ الشَّاعِرِ عَنّْ

802 -

قُلْتُ وَبَعْضٌ وَهَّنَ الْمُبَالَغَهْ

أَصْلاً وَبَعْضٌ فِي السُّمُوِّ نَابِغَهْ

803 -

وَضِدُّهَا التَّفْرِيطُ عَدَّ الْيَمَنِي

وَمَا رَأَيْتُ غَيْرَهُ بِمُعْتَنِي

804 -

وَجَعْلُهُ لِلنَّوْعِ جِنْسًا عَظَّمَا

إِلْحَاقُ جُزْئِيٍّ بِكُلِّيٍّ نَمَا

805 -

ثَمَّةَ مِنْهُ الْمَذْهَبُ الْكَلامِي

إِيرَادُهُ الْحُجَّةَ لِلْمَرَام

806 -

عَلَى طَرِيقِهِمْ كَقَوْلِهِ (2) عَلا

لَوْ كَانَ فِيهِمَا وَمَا لَهُ تَلا

807 -

وَمِنْهُ تَفْرِيعٌ وَذَا أَنْ يَثْبُتَا

لِمُتَعَلَّقٍ لَهُ مَا أَثْبَتَا

808 -

لآخَرٍ لَهُ فَإِنْ بِمَا نَفَى

أَوْ لا عَنِ الَّذِي بِشَيْءٍ وُصِفَا

(1) في المخطوط: "تكن عقلا او عادة".

(2)

في المخطوط: "وكقوله".

ص: 102

809 -

أَفْعَلَ لِلْوَصْفِ مُنَاسِبًا وَقَدْ

عَدَّى بِمِنْ إِلَى الَّذِي ذَاكَ قَصَدْ

810 -

فَذَاكَ بِالتَّفْضِيلِ حَقًّا دُعِيَا

وَالْحُسْنُ فِي التَّعْلِيلِ أَنْ يَدَّعِيَا

811 -

لِلْوَصْفِ عِلَّةً لَهُ تُنَاسِبُ

بِلُطْفِ مَعْنًى لا حَقِيقِي تَصْحَبُ

812 -

فَتَارَةً يَكُونُ ثَابِتًا قُصِدْ

عِلَّتُهُ وَذَاكَ ضَرْبَيْنِ عُهِدْ

813 -

مَا لَمْ تَبِنْ عِلَّتُهُ (1) فِي العَادَةِ

أَوْ عِلَّةٌ خِلافُ ذِي قَدْ بَانَت

814 -

وَمَا قُصِدْ ثُبُوتُهُ مِنْ مُمْكِنِ

أَوْ غَيْرِهِ وَمَا عَلَى الشَّكِّ بُنِي

815 -

وَمِنْهُ تَاكِيدُكَ لِلمَدْحِ بِمَا

يُشْبِهُ ذَمًّا وَثَلاثًا قُسِّمَا

816 -

الأَفْضَلُ اسْتِثْنَاءُ وَصْفِ فَضْلِ

مِنْ وَصْفِ ذَمٍّ قَدْ نُفِي مِنْ قَبْل

817 -

مُقَدَّرًا فِيهِ دُخُولُهُ كَلا

عَيْبَ لَهُ إِلَّا ارْتِقَاهُ لِلعُلا

818 -

وَمِنْهُ الِاسْتِثْنَاءُ قَبْلَ وَصْفِ

مَدْحٍ يَلِي وَصْفًا لَهُ لا يَنْفِي

819 -

وَمِنْهُ أَنْ يُولَى (2) بِهِ مُعَرَّفَا

عَامِلُهُ لِلذَّمِّ مَعْنًى قَدْ وَفَى

(1) في المخطوط: "عليه".

(2)

في المخطوط: "يري".

ص: 103

820 -

وَمَا بِهِ (1) اسْتُثْنِيَ يَحْوِي الْفَضْلا

نَحْوُ وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا

821 -

ثَمَّةَ الِاسْتِدْرَاكُ فِي ذَا الْبَابِ

كَمِثْلِ الِاسْتِثْنَاءِ بِاقْتِرَاب

822 -

وَعَكْسُهُ ضَرْبَانِ أَنْ يُسْتَثْنَى (2)

مِنْ نَفْيِ وَصْفِ الْمَدْحِ ذَمٌّ يُعْنَى

823 -

إِنْ دَخَلَتْ كَمِثْلِ مَا فِيهِ هُدَى

إِلَّا عَمًى عَنِ الطَّرِيقِ الْمُقْتَدَى

824 -

وَإِنْ يَجِئْ بِتِلْوِ وَصْفِ ذَمِّ (3)

كَجَاهِلٍ لَكِنَّهُ ذُو ظُلْم

825 -

وَزِيدَ بَعْدَ الذَّمِّ وَصْفٌ يُوهِمُ

زَوَالَهُ ثُمَّ لِذَمٍّ يُفْهِمُ

826 -

وَمِنْهُ الِاسْتِتْبَاعُ وَصْفٌ بِاللَّذَا

يَسْتَتْبِعُ الْمَدْحَ بِشَيْءٍ غَيْرِ ذَا

827 -

وَإِنْ تَضَمَّنْ فِيهِ مَعْنًى وَهْوَ لَمْ

يُسَقْ (4) لَهُ فَذَاكَ إِدْمَاجٌ أَعَمّْ

828 -

قُلْتُ الأَصَحُّ الأَوَّلُ الْوَصْفُ بِنَصّْ

يُفْهِمُ وَصْفًا لِلَّذِي الأَوَّلَ خَصّْ

(1) في المخطوط: "وبابه".

(2)

في المخطوط: "استثنى".

(3)

في المخطوط: (وإن يجي فلو وصف ذم)، والمطبوع:(وإن يجئ تلو وصف ذم)، وكلاهما فيه كسر للوزن، والمخطوط للمعنى، وما أثبتناه لمراعاة الوزن والمعنى.

(4)

في المخطوط: "يسبق".

ص: 104

829 -

وَمِنْهُ تَوْجِيهٌ بِأَنْ يُوَافِي

مُحْتَمِلاً وَجْهَيْنِ بِاخْتِلاف

830 -

كَقَوْلِ مَنْ قَالَ لأَعْوَرَ أَلا

يَا لَيْتَ عَيْنَيْهِ سَوَاءً جُعِلا

831 -

قُلْتُ الصَّفِيُّ فَسَّرَ التَّوْجِيهَ أَنْ

يَاتِيْ بِأَلْفَاظٍ شَهِيرَةٍ بِفَنّْ

832 -

يُورِدُهَا بِغَيْرِ مَا لَهُ اشْتُهِرْ

كَالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَكَالْجَزْمِ وَجَرّْ

833 -

نَحْوُ ارْتِفَاعٍ فِي مَحَلِّهِ وَجَبْ

مِنْ أَمْرِهِ جَزْمٌ وَلِلْحُكْمِ انْتَصَبْ

834 -

وَجَعَلَ السَّابِقَ مِنْ تَفْسِيرِهِ

تَفْسِيرَ الِابْهَامِ كَذَا لِغَيْرِه

835 -

قَالَ وَنَحْوُ ذَلِكَ الْمُوَارَبَهْ

لَكِنَّهُ يَاتِي لِمَنْ قَدْ عَاتَبَهْ

836 -

بِمَخْلَصٍ وَلا يَجِي فِي الِابْتِدَا

بِهِ كَذَاكَ غَيْرُهُ قَدْ أَوْرَدَا

837 -

كَقَوْلِهِ قَدْ ضَاعَ شِعْرِي لَمَّا

أُوخِذَ بَلْ قَدْ ضَاءَ صُغْتُ النَّظْمَا (1)

838 -

وَالْهَزْلُ ذُو الْجَدِّ فَقُلْ لِمَنْ أَتَى

مُبَاحِثًا كَيْفَ تَهَجَّى بَاوَتَا

839 -

قُلْتُ وَمِنْهُ يَقْرُبُ التَّهَكُّمُ

وَالْهَجْوَ فِي مَعْرِضِ مَدْحٍ حَكَمُوا

840 -

وَإِنْ خَلا الْهَجْوُ عَنِ الْفَحَاشَةِ

وَنَحْوِهَا فَسَمِّ بِالنَّزَاهَة

(1) في المخطوط: "اوخذ بل قد ضا وقت الظلما".

ص: 105

841 -

تَجَاهُلُ الْعَارِفِ سَوْقُ مَا عُلِمْ

مَسَاقَ غَيْرِهِ لِنُكْتَةٍ تُتِمّْ

842 -

مِثْلُ الْمُبَالَغَةِ فِي الْمَدْحِ الْبَهِي

وَالذَّمِّ وَالتَّوْبِيخِ وَالتَّدَلُّهِ (1)

843 -

كَمَعْشَرِ الظِّبَاءِ يَا حُورَ النَّظَرْ

أَمِنْكُمُ سُعُادُ أَمْ مِنَ الْبَشَرْ

844 -

الْقَوْلُ بِالْمُوجَبِ أَنْ يَاتِيْ إِلَى

وَصْفٍ بِقَوْلِ غَيْرِهِ أُطْلِقْ عَلَى

845 -

شَيْءٍ لَهُ أُثْبِتَ حُكْمٌ يَثْبُتُ

هَذَا لِغَيْرِهِ وَلَكِنْ يَسْكُتُ

846 -

عَنْ نَفْيِهِ عَنْهُ أَوِ الثُّبُوتِ لَهْ

وَمِنْهُ لَفْظٌ فِي كَلامٍ حَمَلَهْ

847 -

عَلَى خِلافِ قَصْدِهِ كَمَا احْتَمَلْ

بِذِكْرِ ذِي تَعَلُّقٍ لَهُ حَصَلْ

848 -

كَقَوْلِهِ سَلَوْتَ يَا هَذَا عَنِي

فَقُلْ لَهُ عَنْ صُحْبَتِي وَوَطَنِي

849 -

قُلْتُ وَمِنْهُ يَقْرُبُ التَّسْلِيمُ أَنْ

يُسَلِّمَ الْفَرْضَ الْمُحَالَ (2) ثُمَّ عَنْ

850 -

لازِمِهِ يَصُدُّ إِذْ قَدْ وَجَدَا

مَا مَنَعَ اتِّبَاعَهُ وَيُورِدَا

851 -

وَإِنْ عَلَى الْمُمْكِنِ مَعْ مَا نَاقَضَهْ

مُرِيدُهُ عَلَّقَ فَالْمُنَاقَضَهْ

(1) في المخطوط: "والتدلي".

(2)

في المخطوط: "للحال".

ص: 106

852 -

كَذَاكَ الِاسْتِدْرَاكُ وَالإِسْتِثْنَا

حَيْثُ أَفَادَا (1) بَهْجَةً وَحُسْنَا

853 -

الِاطِّرَادُ ذِكْرُكَ اسْمَ مَنْ عَلا

وَأَبَهُ وَجَدَّهُ عَلَى الْوِلا

854 -

بِلا تَكَلُّفٍ عَلَى وَجْهٍ جَلِي

مِثْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِي

855 -

قُلْتُ وَمِنْهُ الِاحْتِبَاكُ يُخْتَصَرْ

مِنْ شِقَّيِ الْجُمْلَةِ ضِدُّ مَا ذُكِرْ

856 -

وَهْوَ لَطِيفٌ رَاقَ لِلْمُقْتَبِسِ

بَيَّنَهُ ابْنُ يُوسُفَ الأَنْدَلُسِي

857 -

وَالطَّرْدُ وَالْعَكْسُ قَرِيبٌ مِنْهُ

حَرَّرَهُ الطِّيبِيُّ فَابْحَثْ عَنْهُ

858 -

يُقَرِّرُ الأَوَّلُ بِالمَنْطُوقِ ذَا

مَفْهُومَ تَالِيهِ وَبِالْعَكْسِ خُذَا

859 -

وَمِنْهُ نَفْيُ الشَّيْءِ بِالإِيجَابِ

نَفْيَ الثُّبُوتِ بِانْتِفَا الأَسْبَاب

860 -

وَإِنْ أَتَى فِي الْبَيْتِ وَعْظٌ لامِعُ

أَوْ حِكْمَةٌ فَهْوَ الْكَلامُ الْجَامِعُ

861 -

حِكَايَةُ التَّحَاوُرِ الْمُرَاجَعَهْ

تَرْتِيبُهُ أَوْصَافَهُ الْمُتَابَعَهْ

862 -

ثُمَّ التَّرَقِّي وَهْوَ ذِكْرُ الْمَعْنَى

فَفَوْقَهُ ثُمَّ التَّدَلِّي يُعْنَى

(1) في المخطوط: "افاد".

ص: 107

863 -

وَمِنْهُ الِاسْتِطْرَادُ أَنْ يَنْتَقِلا

مِنْ غَرَضٍ لآخَرٍ قَدْ شَاكَلا

864 -

وَالِافْتِنَانُ الْجَمْعُ لِلفَنَّيْنِ (1)

كَالْمَدْحِ وَالْهَجْوِ وَنَحْوِ ذَيْن

865 -

وَالِاشْتِقَاقُ أَخْذُ مَعْنًى مِنْ عَلَمْ

فَإِنْ يُطَابِقْ فَبِالِاتِّفَاقِ سَمّْ

866 -

وَمِنْهُ الَالْغَازُ وَنَوْعُ الْقَسَمِ

وَالِاكْتِفَاءُ حَذْفُ بَعْضِ الْكَلِم

867 -

وَخَيْرُهُ عِنْدِيَ مَا فِيهِ وَفَتْ

تَوْرِيَةٌ عَنِ اكْتِفَاءٍ صَرَفَتْ

868 -

وَجَمْعُهُ مُؤْتَلِفًا أَوْ مُخْتَلِفْ

وَالاتِّسَاعُ شَامِلٌ لِمَا عُرِفْ

869 -

وَإِنْ يَكُنْ فِي اللَّفْظِ لَبْسٌ فَيَفِي

تَفْسِيرَهُ فَذَاكَ تَفْسِيرُ الْخَفِي

870 -

وَإِنْ يُزِلْ لَبْسًا عَنِ الإِبْهَامِ

فَذَاكَ إِيضَاحٌ بِلا إِبْهَام

871 -

وَإِنْ أَتَى مُشْتَرَكٌ يُبَادِرُ

غَيْرُ الْمُرَادِ فَاشْتِرَاكٌ صَادِرُ

872 -

حُسْنَ البَيَانِ زَادَ فِي الْمِصْبَاحِ

وَرَدَّهُ الْجَلالُ فِي الإِيضَاح

873 -

وَقَدْ وَجَدْتُ مَقْصِدًا بَدِيعَا

سَمَّيْتُهُ التَّاسِيسَ وَالتَّفْرِيعَا

874 -

قَاعِدَةً كُلِّيَّةً يَمْهَدُهَا

يَبْنِي عَلَيْهَا شُعْبَةً يَقْصِدُهَا

(1) في المخطوط: "للمعنيين".

ص: 108

875 -

مِثَالُهُ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقُ

وَخُلْقُ ذَا الدِّينِ الْحَيَاءُ الْمُونَقُ

876 -

وَالنَّفْيُ لِلْمَوْضُوعِ قَصْدًا صَنَعَهْ

مِثَالُهُ لَيْسَ الشَّدِيدُ الصُّرَعَهْ

877 -

وَإِنْ أَتَى بِجُمَلٍ (1) لِلْمَقْصِدِ

تَوَصُّلاً لِحُكْمِ مَا بِهِ ابْتُدِي

878 -

وَصَحَّ حَذْفُ الْوَسَطِ الْمَوْصُولِ

فَذَلِكَ التَّمْهِيدُ لِلدَّلِيل

879 -

وَمِنْهُ تَصْحِيفٌ بِأَنْ يُعْتَمَدَا

بِهِ وَبِالتَّصْحِيفِ أَمْنٌ (2) قُصِدَا

(1) في المخطوط: "بمجمل".

(2)

في المخطوط: "به للتصحيف امد".

ص: 109