الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
0153 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ حدَّثنا حَمَّادٌ عنْ أبِي جَمْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما يَقُولُ قَدِمَ وفْدُ عبْدِ القَيْسِ علَى رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا يَا رسُولَ الله إنَّا مِنْ هَذَا الحَيِّ مِنْ رَبِيعَةَ قَدْ حَالَتْ بَيْنَنا وبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ فَلَسْنَا نَخْلُصُ إلَيْكَ إلَاّ فِي كلِّ شَهْرٍ حَرَامٍ فلَوْ أمَرْتَنَا بأمْرٍ نأخُذُهُ عَنْكَ ونُبَلِّغُهُ مَنْ وَرَاءَنَا قَالَ آمُرُكُمْ بأرْبَعٍ وأنْهَاكُمْ عنْ أرْبَعٍ الإيمَانِ بِاللَّه شَهَادَةِ أنْ لَا إلاه إلَاّ الله وإقَامِ الصَّلَاةِ وإيتَاءِ الزَّكَاةِ وأنْ تُؤَدُّوا إِلَى الله خُمْسَ مَا غَنِمْتُمْ وأنْهَاكُمْ عنِ الدُّبَاءِ والحَنْتَمِ والنَّقِيرِ والمُزَفَّتِ. .
لَيْسَ فِيهِ مُطَابقَة للتَّرْجَمَة إلَاّ أَن يسْتَأْنس فِي ذَلِك بِذكر ربيعَة وَمُضر، فَإِن نسبتهما إِلَى إِسْمَاعِيل لَا كَلَام فِيهَا. والْحَدِيث مر فِي كتاب الْإِيمَان فِي: بَاب أَدَاء الْخمس من الْإِيمَان، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ: عَن عَليّ بن الْجَعْد عَن شُعْبَة عَن أبي جَمْرَة، وَهُوَ بِالْجِيم وَالرَّاء: واسْمه نضر بن عمرَان الضبعِي.
1153 -
حدَّثنا أبُو اليَمَانِ أخبرَنا شُعَيْبٌ عنِ الزُّهْرِيِّ عنْ سَالِمِ بنِ عَبْدِ الله أنَّ عَبْدَ الله بنَ عُمَرَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما قَالَ سَمِعْتُ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقولُ وهْوَ علَى المِنْبَرِ ألَا إنَّ الفِتْنَةَ هاهُنَا يُشِيرُ إِلَى المَشْرِقِ مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ. .
لَيْسَ لذكر هَذَا الحَدِيث هُنَا مُنَاسبَة، وَأَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع، وَقد تكَرر ذكره، وَكَذَلِكَ شُعَيْب بن أبي حَمْزَة، وَكِلَاهُمَا حمصيان، والْحَدِيث مر عَن قريب فِي: بَاب صفة إِبْلِيس، عَلَيْهِ اللَّعْنَة.
6 -
(بابُ ذِكْرِ أسْلَمَ وغَفَارَ ومُزَيْنَةَ وجُهَيْنَةَ وأشْجَعَ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان ذكر أسلم
…
إِلَى آخِره، وَهَذِه خمس قبائل كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة فِي الْقُوَّة والمكانة دون غَيرهَا من الْقَبَائِل، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام كَانُوا أسْرع دُخُولا فِيهِ، فَصَارَ الشّرف إِلَيْهِم بِسَبَب ذَلِك، وَقد مر الْكَلَام فيهم عَن قريب.
2153 -
حدَّثنا أبُو نُعَيْمٍ حدَّثنا سُفْيَانُ عنْ سَعْدِ بنِ إبْرَاهِيمَ عنْ عَبْدِ الرَّحْمانِ بنِ هُرْمُزَ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قُرَيْشٌ والأنصَارُ وجُهَيْنَةُ ومُزَيْنَةُ وأسْلَمُ وغِفَارُ وأشْجَعُ مَوَالِي لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى دُونَ الله ورسُولِهِ. (انْظُر الحَدِيث 4053) .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن، وسُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ، وَسعد هُوَ ابْن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَعبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز هُوَ الْأَعْرَج. والْحَدِيث مضى فِي: بَاب مَنَاقِب قُرَيْش، وَمر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ مُسْتَوفى.
3153 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ غَرَيْرٍ الزُّهْرِيُّ حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ إبْرَاهِيمَ عنْ أبِيهِ عنْ صَالِحٍ حدَّثنا نافِعٌ أنَّ عَبْدَ الله أخْبَرَهُ أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ علَى المِنْبَرِ غِفارُ غَفَرَ الله لَهَا وأسْلَمُ سالَمَها الله وعُصَيَّةُ عَصَتِ الله ورسُولَهُ.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَمُحَمّد بن غرير، بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وبتكرار الرَّاء: ابْن الْوَلِيد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الْقرشِي الزُّهْرِيّ الْمدنِي وَهُوَ من أَفْرَاد البُخَارِيّ، وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم يروي عَن أَبِيه إِبْرَاهِيم بن سعد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، عَن صَالح بن كيسَان عَن نَافِع مولى ابْن عمر.
والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الْفَضَائِل: عَن زُهَيْر بن
حَرْب.
قَوْله: (غفار) بِكَسْر الْغَيْن الْمُعْجَمَة: يصرف بِاعْتِبَار الْحَيّ وَلَا يصرف بِاعْتِبَار الْقَبِيلَة. قَوْله: (غفر الله لَهَا) إِمَّا أَن يُرَاد بِهِ الدُّعَاء، وَإِمَّا على بَابه خبر. قَوْله:(وَأسلم سَالَمَهَا الله) من المسالمة وَترك الْحَرْب، أَو هُوَ دُعَاء بِأَن الله يصنع بهم مَا يوافقهم، أَو سَالَمَهَا بِمَعْنى: سلمهَا الله، نَحْو: قَاتله الله بِمَعْنى: قَتله الله، وَفِيهِمَا من جناس الِاشْتِقَاق مَا يلذ على السّمع لسهولته وَهُوَ من الاتفاقات اللطيفة، وَقَالَ الْخطابِيّ: يُقَال: إِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، دَعَا لهاتين القبيلتين لِأَن دخولهما فِي الْإِسْلَام كَانَ من غير حَرْب وَكَانَت غفار تتهم بِسَرِقَة الْحَاج، فَأحب رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم أَن يمحو عَنْهُم تِلْكَ المسبة، وَأَن يعلم أَن مَا سلف مِنْهُم مغْفُور لَهُم. قَوْله:(وَعصيَّة) بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف: وَهِي قَبيلَة، وَلكنه: ابْن خفاف، بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْفَاء وَفِي آخِره فَاء أُخْرَى ابْن امرىء الْقَيْس بن بهثة، بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْهَاء وبالثاء الْمُثَلَّثَة: ابْن سليم بِضَم السِّين، وَإِنَّمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم:(عَصَتْ الله وَرَسُوله) لأَنهم الَّذين قتلوا الْقُرَّاء ببئر مَعُونَة، بَعثهمْ رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم سَرِيَّة فَقَتَلُوهُمْ وَكَانَ يقنت عَلَيْهِم فِي صلَاته ويلعن رعلاً وذكوان، وَيَقُول:(عصية عَصَتْ الله وَرَسُوله) .
4153 -
حدَّثني مُحَمَّدٌ أخبرنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَن ايوب عَن مُحَمَّد عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ أسْلَمُ سالمَها الله وغِفَارُ غفَرَ الله لَهَا.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَمُحَمّد هُوَ ابْن السَّلَام، كَذَا ثَبت عِنْد أبي عَليّ بن السكن فِي غير هَذَا الحَدِيث. وَفِي (التَّلْوِيح) : قيل: هُوَ ابْن سَلام، وَقيل: ابْن يحيى الذهلي، قيل: قَوْله: ابْن يحيى، وهمٌ لِأَن الذهلي لم يدْرك عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ. قلت: هَذَا نفي يحْتَاج إِلَى بَيَان. وَأَيوب هُوَ السّخْتِيَانِيّ، وَمُحَمّد هُوَ ابْن سِيرِين. وَأخرجه مُسلم فِي الْفَضَائِل عَن مُحَمَّد بن الْمثنى وَغَيره.
24 -
(حَدثنَا قبيصَة حَدثنَا سُفْيَان وحَدثني مُحَمَّد بن بشار حَدثنَا ابْن مهْدي عَن سُفْيَان عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة عَن أَبِيه قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - أَرَأَيْتُم إِن كَانَ جُهَيْنَة وَمُزَيْنَة وَأسلم وغفار خيرا من بني تَمِيم وَبني أَسد وَمن بني عبد الله بن غطفان وَمن بني عَامر بن صعصعة فَقَالَ رجل خابوا وخسروا فَقَالَ هم خير من بني تَمِيم وَمن بني أَسد وَمن بني عبد الله بن غطفان وَمن بني عَامر بن صعصعة) مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَأخرج هَذَا الحَدِيث من طَرِيقين أَحدهمَا عَن قبيصَة بن عقبَة عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الْملك بن عُمَيْر بن سُوَيْد بن حَارِثَة الْكُوفِي كَانَ على قَضَاء الْكُوفَة بعد الشّعبِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة عَن أَبِيه أبي بكرَة نفيع بن الْحَارِث بن كلدة وَالثَّانِي عَن مُحَمَّد بن بشار عَن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن سُفْيَان الثَّوْريّ إِلَى آخِره والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي هَذَا الْبَاب عَن بنْدَار عَن غنْدر وَفِي النذور عَن عبد الله بن مُحَمَّد عَن وهب بن جرير وَأخرجه مُسلم فِي الْفَضَائِل عَن أبي بكرَة وَابْن الْمثنى وَآخَرين وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي المناقب عَن مَحْمُود بن غيلَان قَوْله " أَرَأَيْتُم " أَي أخبروني وَالْخطاب للأقرع بن حَابِس على مَا يَأْتِي عقيب هَذَا الحَدِيث قَوْله " من بني تَمِيم " هُوَ ابْن مر بِضَم الْمِيم وَتَشْديد الرَّاء ابْن أد بِضَم الْهمزَة وَتَشْديد الدَّال ابْن طابخة بن الياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان وَفِيهِمْ بطُون كَثِيرَة جدا قَوْله " وَبني أَسد " هُوَ ابْن خُزَيْمَة بن مدركة بن الياس بن مُضر وَكَانُوا أعدادا كثيرا وَارْتَدوا بعد وَفَاة النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - مَعَ طَلْحَة بن خويلد وارتد بَنو تَمِيم أَيْضا مَعَ سجَاح الَّتِي ادَّعَت النُّبُوَّة قَوْله " وَمن بني عبد الله بن غطفان " بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة والطاء الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْفَاء وَهُوَ ابْن سعد بن قيس غيلَان بن مُضر وَكَانَ اسْم عبد الله بن غطفان فِي الْجَاهِلِيَّة عبد الْعُزَّى فصيره النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - عبد الله وَبَنوهُ يعْرفُونَ ببني المحولة قَوْله " وَمن
بني عَامر بن صعصعة بن مُعَاوِيَة بن بكر بن هوَازن بن مَنْصُور بن عِكْرِمَة بن خصفة " بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالصَّاد الْمُهْملَة وَالْفَاء ابْن قيس غيلَان وَقَالَ ابْن دُرَيْد هوَازن ضرب من الطير وَفِيه بطُون كَثِيرَة وأفخاذ قَوْله " فَقَالَ رجل " هُوَ الْأَقْرَع بن حَابِس التَّمِيمِي قَوْله " فَقَالَ هم خير " أَي فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - هم خير أَي جُهَيْنَة وَمُزَيْنَة وَأسلم وغفار خير من بني تَمِيم إِلَى آخِره وخيريتهم بسبقهم إِلَى الْإِسْلَام وَبِمَا كَانَ فيهم من مَكَارِم الْأَخْلَاق ورقة الْقُلُوب -
6153 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ حدَّثنا غُنْدَرٌ حدَّثنا شُعْبَةُ عنْ مُحَمَّدِ بنِ أبِي يَعْقُوبَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمانِ بنَ أبِي بَكْرَةَ عنْ أبِيهِ أنَّ الأقْرَعَ بنَ حابِسِ قَالَ لِ لنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إنَّمَا بايَعَكَ سُرَّاقُ الحَجِيجِ مِنْ أسْلَمَ وغِفَارَ ومُزَيْنَةَ وأحْسِبُهُ وجُهَيْنَةَ: ابنُ أبِي يَعْقُوبَ شَكَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أرَأيْتَ إنْ كانَ أسْلَمُ وغِفَارُ ومُزَيْنَةُ وأحْسِبُهُ وجُهَيْنَةُ خَيْرَاً مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وبَنِي عامِرٍ وأسَدٍ وغَطَفَانَ خابُوا وخَسِرُوا قَالَ نَعَمْ قَالَ والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّهُمْ لَخَيْرٌ مِنْهُمْ. (انْظُر الحَدِيث 5153 وطرفه) .
هَذَا طَرِيق آخر فِي الحَدِيث الْمَذْكُور عَن مُحَمَّد بن بشار عَن غنْدر وَهُوَ مُحَمَّد بن جَعْفَر عَن شُعْبَة عَن مُحَمَّد بن أبي يَعْقُوب وَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي يَعْقُوب، نسب إِلَى جده الضَّبِّيّ الْبَصْرِيّ من بني تَمِيم.
قَوْله: (إِنَّمَا بَايَعَك) ، بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الْألف يَاء آخر الْحُرُوف، ويروى: تابعك، بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة من فَوق وَبعد الْألف بَاء مُوَحدَة. قَوْله:(ابْن أبي يَعْقُوب شكّ) ، هُوَ مقول شُعْبَة، أَي: مُحَمَّد بن أبي يَعْقُوب الْمَذْكُور هُوَ الَّذِي شكّ فِي قَوْله: وجهينة، فَظهر من هَذَا أَن الرِّوَايَة الأولى بِلَا شكّ، وَأَن ذَلِك ثَابت فِي الْخَبَر. قَوْله:(أَرَأَيْت)، أَي: أَخْبرنِي، وَالْخطاب للأقرع بن حَابِس. قَوْله:(إِن كَانَ أسلم) خبر: إِن، هُوَ قَوْله: خابوا وخسروا، وَلَكِن همزَة الِاسْتِفْهَام فِيهِ مقدرَة، تَقْدِيره: أخابوا وخسروا؟ كَذَا هُوَ فِي رِوَايَة مُسلم بِهَمْزَة الِاسْتِفْهَام. قَوْله: (قَالَ: نعم) أَي: قَالَ الْأَقْرَع: نعم خابوا وخسروا. قَوْله: (قَالَ)، أَي: النَّبِي صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّهُم) أَي: إِن أسلم وغفار وَمُزَيْنَة وجهينة (لخير مِنْهُم) أَي: من بني تَمِيم وَبني عَامر وَأسد وغَطَفَان. قَوْله: (لخير مِنْهُم)، وَفِي رِوَايَة: لأخير مِنْهُم، على وزن أفعل التَّفْضِيل وَهِي لُغَة قَليلَة، وَالْمَشْهُور: الْخَيْر، وَكَذَا فِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ، وَفِي رِوَايَة مُسلم: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّهُم خير مِنْهُم، بِدُونِ لَام التَّأْكِيد، وَلَفظ: خير، على أَصله بِدُونِ نَقله إِلَى أفعل التَّفْضِيل، وَلم أرَ أحدا من شرَّاح البُخَارِيّ حرر هَذَا الْموضع كَمَا يَنْبَغِي، فَمنهمْ من ترك حل التَّرْكِيب أصلا وَطَاف من بعيد، وَمِنْهُم من كَاد أَن يخبط فَللَّه الْحَمد والْمنَّة على مَا اتَّضَح لنا مِنْهُ المُرَاد.
3253 -
ح دَّثنا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ حدَّثنا حَمَّادٌ عنْ أيُّوبَ عنْ مُحَمَّدٍ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ قَالَ أسْلَمُ وغِفَارُ وشَيْءٌ مِنْ مُزَيْنَةَ وجُهَيْنَةَ أوْ قَالَ شَيْءٌ مِنْ جُهَيْنَةَ أوْ مُزَيْنَةَ خَيْرٌ عِنْدَ الله أوْ قالَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِن أسَدٍ وتَمِيمٍ وهَوَازِنَ وغَطَفَانَ.
هَذَا طَرِيق مَوْقُوف على أبي هُرَيْرَة.
وَأخرجه مُسلم مَرْفُوعا فَقَالَ: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب وَيَعْقُوب الدَّوْرَقِي قَالَا: حَدثنَا إِسْمَاعِيل يعنيان: ابْن علية حَدثنَا أَيُّوب عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم: لأسلم وغفار وَشَيْء من مزينة وجهينة أَو شَيْء من جُهَيْنَة أَو مزينة خير عِنْد الله قَالَ: أَحْسبهُ قَالَ: يَوْم الْقِيَامَة من أَسد وغَطَفَان وهوازن وَتَمِيم. انْتهى.
وَحَمَّاد هُوَ ابْن زيد، وَأَيوب هُوَ السّخْتِيَانِيّ، وَمُحَمّد هُوَ ابْن سِيرِين.
قَوْله: (قَالَ: قَالَ أسلم) الظَّاهِر أَن فَاعل: قَالَ، الأول أَبُو هُرَيْرَة، وفاعل: قَالَ، الثَّانِي هُوَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَلَكِن لم يذكرهُ أَبُو هُرَيْرَة، فلأجل هَذَا جَاءَ فِي صُورَة الْمَوْقُوف، وَقَالَ الْخَطِيب وَابْن الصّلاح: اصْطِلَاح مُحَمَّد بن سِيرِين إِذا قَالَ عَن أبي هُرَيْرَة: قَالَ قَالَ، وَلم يسم فَاعل: قَالَ، الثَّانِي، فَالْمُرَاد بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَحِينَئِذٍ يكون الحَدِيث مَرْفُوعا، كَمَا فِي رِوَايَة مُسلم، فَإِنَّهُ صرح فِي رِوَايَته بفاعل: قَالَ، الثَّانِي كَمَا ذكر. قَوْله:(أسلم) مُبْتَدأ، وَمَا بعده