الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنْهُم كَمَا تُسَلَّ الشَّعَرَةُ مِنَ العَجِينِ.
مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: (فَقَالَ: كَيفَ بنسبي؟) فَإِنَّهُ صلى الله عليه وسلم لم يرد أَن يهجى نسبه مَعَ هجو الْكفَّار، وَعَبدَة هُوَ ابْن سُلَيْمَان، وَهِشَام يروي عَن أَبِيه عُرْوَة بن الزبير عَن عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا.
والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْمَغَازِي عَن عُثْمَان بن أبي شيبَة أَيْضا، وَفِي الْأَدَب عَن مُحَمَّد بن سَلام. وَأخرجه مُسلم فِي الْفَضَائِل عَن عُثْمَان بن أبي شيبَة.
قَوْله: (كَيفَ بنسبي؟) أَي: كَيفَ بنسبي مجتمعاً بنسبهم؟ يَعْنِي: كَيفَ تهجو قُريْشًا مَعَ اجتماعي مَعَهم فِي النّسَب؟ وَفِي هَذَا إِشَارَة إِلَى أَن مُعظم طرق الهجو النَّقْص من الْآبَاء. قَوْله: (لأسلَّنَّكَ مِنْهُم) أَي: لأخلصنَّ نسبك مِنْهُم، أَي: من نسبهم، بِحَيْثُ يخْتَص الهجو بهم دُونك، وَقَالَ الْكرْمَانِي: أَي: لأتلطفن فِي تَخْلِيص نسبك من هجوهم بِحَيْثُ لَا يبْقى جُزْء من نسبك فِيمَا ناله الهجو. قَوْله: (كَمَا تسل الشعرة)، ويروى:(الشّعْر) ، وَإِنَّمَا عين الشّعْر والعجين لِأَنَّهُ إِذا سل من الْعَجِين لَا يتَعَلَّق بِهِ شَيْء وَلَا يَنْقَطِع لنعومته، بِخِلَاف مَا إِذا سل من شَيْء صلب فَإِنَّهُ رُبمَا يَنْقَطِع وَيبقى مِنْهُ بَقِيَّة، وروى أَنه: لما اسْتَأْذن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فِي هجاء الْمُشْركين قَالَ لَهُ: إئتِ أَبَا بكر فَإِنَّهُ أعلم قُرَيْش بأنسابها حَتَّى يخلص لَك نسبي، فَأَتَاهُ حسان ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ لَهُ: قد خلص لي نسبك.
وعنْ أبِيهِ قَالَ ذَهَبْتُ أسُبُّ حَسَّانَ عِنْدَ عائِشَةَ فقالَتْ لَا تَسُبُّهُ فإنَّهُ كانَ يُنافِحُ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
أَي: وَعَن أبي هِشَام وَهُوَ عُرْوَة بن الزبير وَهَذَا مَوْصُول بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور إِلَى عُرْوَة وَلَيْسَ بمعلق وَقد أخرجه البُخَارِيّ فِي الْأَدَب عَن مُحَمَّد بن سَلام عَن عبد الله بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ فِيهِ وَعَن هِشَام عَن أَبِيه فَذكر الزِّيَادَة وَكَذَلِكَ أخرجه فِي الْأَدَب الْمُفْرد قَوْله: (كَانَ ينافح) بِكَسْر الْفَاء بعْدهَا حاء مُهْملَة وَمَعْنَاهُ يدافع يُقَال نافحت عَن فلَان أَي خَاصَمت عَنهُ. وَيُقَال نفحت الدَّابَّة إِذا رمحت بحوافرها ونفحه بِالسَّيْفِ إِذا تنَاوله من بعيد وأصل النفح بِالْمُهْمَلَةِ الضَّرْب وَقيل للعطاء نفح كَانَ الْمُعْطى يضْرب السَّائِل بِهِ.
71 -
(بابُ مَا جاءَ فِي أسْمَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان مَا جَاءَ من أَسمَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَفِي بعض النّسخ: فِي أَسمَاء رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم.
وقَوْلِ الله تَعَالَى {مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله والَّذِينَ معَهُ أشِدَّاءُ علَى الكُفَّارِ} (الْفَتْح: 92) . وقَوْلِهِ {مِنْ بَعْدِيَ اسْمُهُ أحْمَدَ} (الصَّفّ: 6) .
وَقَول الله، بِالْجَرِّ عطف على قَوْله: مَا جَاءَ، وَقَوله:(وَقَوله: من بعدِي اسْمه أَحْمد) بِالْجَرِّ أَيْضا عطفا على: قَول الله، وَكَأَنَّهُ أَشَارَ بِمَا ذكر من بعض الْآيَتَيْنِ إِلَى أَن أشهر أَسمَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم مُحَمَّد وَأحمد، فمحمد من بَاب التفعيل للْمُبَالَغَة، وَأحمد من بَاب التَّفْضِيل، وَقيل: مَعْنَاهُمَا إِذا حمدني أحد فَأَنت أَحْمد، وَإِذا حمدت أحد فَأَنت مُحَمَّد، وَقَالَ عِيَاض: كَانَ رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم أَحْمد قبل أَن يكون مُحَمَّدًا، كَمَا وَقع فِي الْوُجُود، لِأَن تَسْمِيَته أَحْمد وَقعت فِي الْكتب السالفة، وتسميته مُحَمَّدًا وَقعت فِي الْقُرْآن الْعَظِيم، وَذَلِكَ أَنه حمد ربه قبل أَن يحمده النَّاس، وَكَذَلِكَ فِي الْآخِرَة يحمد ربه فيشفعه فيحمده النَّاس، وَقد خص: بِسُورَة الْحَمد، ولواء الْحَمد، وبالمقام الْمَحْمُود، وَشرع لَهُ الْحَمد بعد الْأكل وَبعد الشّرْب وَبعد الدُّعَاء وَبعد الْقدوم من السّفر، وَسميت أمته: الحمادين، فَجمعت لَهُ مَعَاني الْحَمد وأنواعه، وَقيل: اسْمه فِي السَّمَوَات أَحْمد وَفِي الْأَرْضين مَحْمُود، وَفِي الدُّنْيَا مُحَمَّد، وَقيل: الْأَنْبِيَاء كلهم حمادون لله تَعَالَى وَنَبِينَا أَحْمد، أَي: أَكثر حمداً لله مِنْهُم، وَقيل: الْأَنْبِيَاء كلهم محمودون وَنَبِينَا أَحْمد، أَي: أَكثر مناقباً، وَأجْمع للفضائل. قَوْله:(مُحَمَّد رَسُول الله) ، مُحَمَّد، إِمَّا خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي: هُوَ مُحَمَّد، لتقدم قَوْله:{هُوَ الَّذِي أرسل رَسُوله} (التَّوْبَة: 33، الْفَتْح: 82، والصف: 9) . وَإِمَّا مُبْتَدأ، وَرَسُول الله، عطف بَيَان {وَالَّذين مَعَه} أَي: أَصْحَابه عطف على الْمُبْتَدَأ. وَقَوله: {أَشد} خبر عَن الْجَمِيع، وَيجوز أَن يكون استئنافاً: مُحَمَّد مُبْتَدأ وَرَسُول الله خَبره، وَالَّذين مَعَه مُبْتَدأ، وأشداء خَبره، وَيجوز أَن يكون: وَالَّذين مَعَه فِي مَحل الْجَرّ عطفا على قَوْله: بِاللَّه، فِي قَوْله:{وَكفى بِاللَّه} . وَالْجُمْهُور على أَن المُرَاد من قَوْله: وَالَّذين مَعَه رسل الله، فَيحسن الْوَقْف على: مَعَه. قَوْله: (أشداء)، جمع شَدِيد وَمَعْنَاهُ: يغلظون على الْكفَّار وعَلى من
خَالف دينهم، وَإِن كَانُوا آبَاءَهُم أَو أَبْنَاءَهُم. قَوْله:(من بعدِي اسْمه أَحْمد)، وَقَبله:{وَمُبشرا برَسُول يَأْتِي من بعدِي اسْمه أَحْمد} (الصَّفّ: 6) . وَعَن كَعْب: أَن الحواريين قَالُوا لعيسى، صلى الله عليه وسلم: يَا روح الله! فَهَل بَعدنَا من أمة؟ قَالَ: نعم أمة مُحَمَّد، حَكَاهُ عُلَمَاء أبرار أتقياء.
39 -
(حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر قَالَ حَدثنِي معن عَن مَالك عَن ابْن شهَاب عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - لي خَمْسَة أَسمَاء أَنا مُحَمَّد وَأحمد وَأَنا الماحي الَّذِي يمحو الله بِهِ الْكفْر وَأَنا الحاشر الَّذِي يحْشر النَّاس على قدمي وَأَنا العاقب) مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة ومعن بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَفِي آخِره نون ابْن عِيسَى الْقَزاز مر فِي الْوضُوء والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي التَّفْسِير عَن أبي الْيَمَان عَن شُعَيْب وَأخرجه مُسلم فِي فَضَائِل النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - عَن زُهَيْر بن حَرْب وَإِسْحَق بن إِبْرَاهِيم وَابْن أبي عَمْرو عَن حَرْمَلَة بن يحيى وَعَن عبد الْملك بن شُعَيْب وَعَن عبد بن حميد وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي الاسْتِئْذَان عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن وَفِي الشَّمَائِل عَن غير وَاحِد وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير عَن عَليّ بن شُعَيْب الْبَغْدَادِيّ عَن معن بن عِيسَى بِهِ قَوْله " عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه " كَذَا وَقع مَوْصُولا عِنْد معن بن عِيسَى عَن مَالك وَقَالَ الْأَكْثَرُونَ عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن مُحَمَّد بن جُبَير مُرْسلا وَوَافَقَ مَعنا على وَصله عَن مَالك جوَيْرِية بن أَسمَاء عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ وَمُحَمّد بن الْمُبَارك وَعبد الله بن نَافِع عِنْد أبي عوَانَة وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الغرائب عَن آخَرين عَن مَالك وَقَالَ إِن أَكثر أَصْحَاب مَالك أَرْسلُوهُ وَرَوَاهُ مُسلم مَوْصُولا من رِوَايَة يُونُس بن يزِيد وَعقيل وَمعمر وَرَوَاهُ البُخَارِيّ أَيْضا مَوْصُولا فِي التَّفْسِير من رِوَايَة شُعْبَة وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَيْضا مَوْصُولا من رِوَايَة ابْن عُيَيْنَة كلهم عَن الزُّهْرِيّ قَوْله " لي خَمْسَة أَسمَاء " فِيهِ سؤالان الأول أَنه قصر أسماءه على خَمْسَة وأسماؤه أَكثر من ذَلِك وَقد قَالَ أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ فِي شرح التِّرْمِذِيّ عَن بَعضهم أَن لله تَعَالَى ألف اسْم وَكَذَا للرسول. وَالثَّانِي أَن قَوْله الماحي وَنَحْوه صفة لَا اسْم. الْجَواب عَن الأول أَن مَفْهُوم الْعدَد لَا اعْتِبَار لَهُ فَلَا يَنْفِي الزِّيَادَة وَقيل إِنَّمَا اقْتصر عَلَيْهَا لِأَنَّهَا مَوْجُودَة فِي الْكتب الْقَدِيمَة ومعلومة للأمم السالفة وَزعم بَعضهم أَن الْعدَد لَيْسَ من قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - وَإِنَّمَا ذكره الرَّاوِي بِالْمَعْنَى ورد عَلَيْهِ لتصريحه فِي الحَدِيث بذلك وَقيل مَعْنَاهُ ولي خَمْسَة أَسمَاء لم يسم بهَا أحد قبلي وَقيل مَعْنَاهُ أَن مُعظم أسمائي خَمْسَة. وَالْجَوَاب عَن الثَّانِي أَن الصّفة قد يُطلق عَلَيْهَا الِاسْم كثيرا قَوْله " أَنا مُحَمَّد " هَذَا هُوَ الأول من الْخَمْسَة وَقَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض لَا يعرف فِي الْعَرَب من تسمى مُحَمَّدًا قبل النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - إِلَّا ثَلَاثَة مُحَمَّد بن سُفْيَان بن مجاشع وَمُحَمّد بن أحيحة بن الجلاح وَمُحَمّد بن حمْرَان بن ربيعَة وَقد رد عَلَيْهِ وَمِنْهُم من عد سِتَّة ثمَّ قَالَ وَلَا سَابِع لَهُم ثمَّ عدهم فَذكر مِنْهُم هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة وَزَاد عَلَيْهِم مُحَمَّد بن خزاعي السّلمِيّ وَمُحَمّد بن مسلمة الْأنْصَارِيّ وَمُحَمّد بن برَاء الْبكْرِيّ ورد عَلَيْهِ أَيْضا بِجَمَاعَة تسموا بِمُحَمد وهم مُحَمَّد بن عدي بن ربيعَة السَّعْدِيّ روى حَدِيثه الْبَغَوِيّ وَابْن سعد وَابْن شاهين وَغَيرهم وَمُحَمّد بن اليحمد الْأَزْدِيّ ذكره المفجع الْبَصْرِيّ فِي كتاب المنقذ وَمُحَمّد بن خولي الْهَمدَانِي ذكره ابْن دُرَيْد وَمُحَمّد بن حرماز ذكره أَبُو مُوسَى فِي الزيل وَمُحَمّد بن عَمْرو بن مُغفل بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَكسر الْفَاء وباللام وَمُحَمّد الأسيدي وَمُحَمّد الْفُقيْمِي وَمُحَمّد بن يزِيد بن ربيعَة وَمُحَمّد بن أُسَامَة وَمُحَمّد بن عُثْمَان وَمُحَمّد بن عتوارة اللَّيْثِيّ قَوْله " وَأَنا أَحْمد " هَذَا هُوَ الثَّانِي من الْخَمْسَة ويروى وَأَنا مُحَمَّد وَأحمد بِغَيْر لَفْظَة وَأَنا قَوْله " وَأَنا الماحي " هَذَا هُوَ الثَّالِث من الْخَمْسَة قيل أَرَادَ بقوله الَّذِي يمحو الله بِي الْكفْر من جَزِيرَة الْعَرَب وَقَالَ الْكرْمَانِي محو الْكفْر إِمَّا من بِلَاد الْعَرَب وَنَحْوهَا وَفِيه نظر لِأَنَّهُ وَقع فِي رِوَايَة عقيل وَمعمر يمحو الله بِي الْكَفَرَة وَفِي رِوَايَة نَافِع بن جهير وَأَنا الماحي فَإِن الله يمحو بِهِ سيئات من اتبعهُ (قلت) قَوْله هَذَا عَام يتَنَاوَل كفر كل أحد فِي كل أَرض قَوْله " وَأَنا الحاشر " هَذَا هُوَ الرَّابِع من الْخَمْسَة وَقد فسره بقوله الَّذِي يحْشر النَّاس على قدمي أَي على أثري أَي أَنه يحْشر قبل
النَّاس ويوافق هَذَا لقَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى يحْشر النَّاس على عَقبي وَيُقَال مَعْنَاهُ على زماني وَوقت قيامي على الْقدَم بِظُهُور عَلَامَات الْحَشْر وَيُقَال مَعْنَاهُ لَا نَبِي بعدِي قَوْله " قدمي " ضبطوه بتَخْفِيف الْيَاء وتشديدها مُفردا ومثنى قَوْله " وَأَنا العاقب " هَذَا هُوَ الْخَامِس وَزَاد يُونُس بن يزِيد فِي رِوَايَته عَن الزُّهْرِيّ الَّذِي لَيْسَ بعده أحد وَقد سَمَّاهُ الله رؤفا رحِيما وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل قَوْله " وَقد سَمَّاهُ الله " إِلَى آخِره مدرج من قَول الزُّهْرِيّ وَفِي دَلَائِل الْبَيْهَقِيّ العاقب يَعْنِي الْخَاتم وَفِي لفظ الماحي والخاتم وَفِي لفظ فَأَنا حاشر فَبعثت مَعَ السَّاعَة نذيرا لكم بَين يَدي عَذَاب شَدِيد وَعند مُسلم فِي حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَنَبِي التَّوْبَة وَنَبِي الملحمة وَعَن أبي صَالح قَالَ صلى الله عليه وسلم َ - " إِنَّمَا أَنا رَحْمَة مهداة " وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَري لنبينا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم َ - خَمْسَة أَسمَاء فِي الْقُرْآن الْعَظِيم قَالَ الله عز وجل {مُحَمَّد رَسُول الله} وَقَالَ {وَمُبشرا برَسُول يَأْتِي من بعدِي اسْمه أَحْمد} وَقَالَ {وَأَنه لما قَامَ عبد الله} يَعْنِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - لَيْلَة الْجِنّ وَقَالَ (طه) وَقَالَ (يس) يَعْنِي يَا إِنْسَان وَالْإِنْسَان هُنَا الْعَاقِل وَهُوَ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم َ - وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ وَزَاد عَبدة وَسَماهُ فِي الْقُرْآن رَسُولا نَبيا أُمِّيا وَسَماهُ {شَاهدا وَمُبشرا وَنَذِيرا وداعيا إِلَى الله بِإِذْنِهِ وسراجا منيرا} وَسَماهُ مذكرا وَرَحْمَة وَجعله نعْمَة وهاديا عَن كَعْب قَالَ الله عز وجل لمُحَمد صلى الله عليه وسلم َ - عَبدِي المتَوَكل الْمُخْتَار وَعَن حُذَيْفَة بِسَنَد صَحِيح يرفعهُ " أَنا المقفى وَنَبِي الرَّحْمَة " وَعَن مُجَاهِد قَالَ صلى الله عليه وسلم َ - " أَنا رَسُول الرَّحْمَة أَنا رَسُول الله الملحمة بعثت بالحصاد وَلم أبْعث بالزراع " وَفِي كتاب الشِّفَاء وَأَنا رَسُول الرَّاحَة وَرَسُول الْمَلَاحِم وَأَنا قثم والقثم الْجَامِع فِي الْكَامِل وَفِي الْقُرْآن المزمل والمدثر والنور وَالْمُنْذر والبشير وَالشَّاهِد والشهيد وَالْحق والمبين والأمين وَقدم الصدْق ونعمة الله والعروة الوثقى والصراط الْمُسْتَقيم والنجم الثاقب والكريم وداعي الله والمصطفى والمجتبى والحبيب وَرَسُول رب الْعَالمين وَالشَّفِيع والمشفع والمتقي والمصلح وَالظَّاهِر والصادق والمصدوق وَالْهَادِي وَسيد ولد آدم وَسيد الْمُرْسلين وَإِمَام الْمُتَّقِينَ وقائد الغر المحجلين وحبِيب الله وخليل الرَّحْمَن وَصَاحب الْحَوْض المورود والشفاعة وَالْمقَام الْمَحْمُود وَصَاحب الْوَسِيلَة والفضيلة والدرجة الرفيعة وَصَاحب التَّاج والمعراج واللواء والقضيب وراكب الْبراق والناقة والنجيب وَصَاحب الْحجَّة وَالسُّلْطَان والعلامة والبرهان وَصَاحب الهراوة والنعلين وَالْمُخْتَار ومقيم السّنة والمقدس وروح الْقُدس وروح الْحق وَهُوَ معنى البارقليط فِي الْإِنْجِيل وَقَالَ ثَعْلَب البارقليط الَّذِي يفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل وماذماذ مَعْنَاهُ طيب طيب والبرقليطس بالرومية وَقَالَ ثَعْلَب الْخَاتم الَّذِي ختم الْأَنْبِيَاء والخاتم أحسن الْأَنْبِيَاء خلقا وخلقا وَيُسمى بالسُّرْيَانيَّة مشفح والمنحمنا وَفِي التَّوْرَاة أحيد ذكره ابْن دحْيَة بِمد الْألف وَكسر الْحَاء وَمَعْنَاهُ أحيد أمتِي عَن النَّار وَقيل مَعْنَاهُ الْوَاحِد وَقَالَ عِيَاض وَمَعْنَاهُ صَاحب الْقَضِيب أَي السَّيْف وَفِي الدّرّ المنظم للعرقي من أَسْمَائِهِ الْمُصدق الْمُسلم الإِمَام المُهَاجر الْعَامِل اذن خير الْآمِر الناهي الْمُحَلّل الْمحرم الْوَاضِع الرافع المجير وَقَالَ ابْن دحْيَة أسماؤه وَصِفَاته إِذا بحث عَنْهَا تزيد على الثلاثمائة وَقد ذكرنَا عَن ابْن الْعَرَبِيّ أَن أسماءه بلغت ألفا كأسماء الله تَعَالَى -
3353 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله حَدثنَا سُفُيانُ عنْ أبِي الزِّنادِ عنِ الأعْرَجِ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ قَالَ قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ألَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ الله عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ ولَعْنَهُمْ يَشْتِمُونَ مُذَمَّماً ويَلْعَنُونَ مُذَمَّماً وأنَا مُحَمَّدٌ.
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (وَأَنا مُحَمَّد) ، وَعلي بن عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الْمَدِينِيّ، وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَأَبُو الزِّنَاد، بالزاي وَالنُّون: عبد الله بن ذكْوَان، والأعرج عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز.
قَوْله: (أَلا تعْجبُونَ؟) كلمة ألَا للتّنْبِيه، وَكَانَ الْكفَّار من قُرَيْش من شدَّة كراهتهم فِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَا يسمونه باسمه الدَّال على الْمَدْح فيعدلون إِلَى ضِدّه، فيقولوا: مذمم ومذمم، لَيْسَ باسمه، وَلَا يعرف بِهِ فَكَانَ الَّذِي يَقع مِنْهُم فِي ذَلِك مصروفاً إِلَى غَيره، وَأَنا أسمي مُحَمَّد، كثير الْخِصَال الحميدة، وألهم الله أَهله أَن يسموه بِهِ لما علم من حميد صِفَاته، وَفِي الْمثل الْمَشْهُور: الألقاب تنزل من السَّمَاء، وَقَالَ ابْن التِّين: اسْتدلَّ بِهَذَا الحَدِيث من أسقط حد الْقَذْف بالتعريض، وهم الْأَكْثَرُونَ خلافًا لمَالِك، وَأجَاب بِأَنَّهُ لم يَقع فِي الحَدِيث أَنه: لَا شَيْء عَلَيْهِم فِي ذَلِك، بل الْوَاقِع أَنهم عوقبوا على ذَلِك، ورد عَلَيْهِ بِأَنَّهُ لَا يدل على النَّفْي وَلَا على الْإِثْبَات، فَلَا يتم الِاسْتِدْلَال بِهِ.