المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(باب ما جاء في قول الرجل: ويلك) - عمدة القاري شرح صحيح البخاري - جـ ٢٢

[بدر الدين العيني]

فهرس الكتاب

- ‌(بابُ الأكْسِيَةِ والخَمائِصِ)

- ‌(بابُ اشْتِمالِ الصَّمَّاءِ)

- ‌(بابُ الاحْتِباءِ فِي ثَوْبِ واحِدٍ)

- ‌(بابُ الخَمِيصَةِ السَّوْدَاءِ)

- ‌(بابُ ثِياب الخُضْرِ)

- ‌(بابُ الثِّيابِ البِيضِ)

- ‌(بابُ لُبْسِ الحَرِيرِ وافْتِراشِهِ لِلرِّجالِ وقَدْرِ مَا يَجُوزُ مِنْهُ)

- ‌(بابُ مَنْ مَسَّ الحَرِيرَ مِنْ غَيْرِ لُبْسٍ)

- ‌(بابُ افْتِرَاشِ الحَرِيرِ)

- ‌(بابُ لُبْس القَسِّيِّ)

- ‌(بابُ مَا يُرَخَّصُ لِلرِّجالِ مِنَ الحَرِيرِ لِلْحِكةِ)

- ‌(بابُ الحَرِيرِ لِلنِّساءِ)

- ‌(بابُ مَا كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَجَوَّزُ مِنَ اللِّباسِ والبُسْط)

- ‌(بابُ مَا يُدْعاى لِمَنْ لَبِسَ ثَوْباً جَدِيداً)

- ‌(بابُ التزَعْفَرِ لِلرِّجالِ)

- ‌(بابُ الثوْبِ المُزَعْفَرِ)

- ‌(بابُ الثَّوْبِ الأحْمَرِ)

- ‌(بابُ المِيثَرَةِ الحَمْراءِ)

- ‌(بابُ النِّعالِ السِّبْتِيَّةِ وغَيْرِها)

- ‌(بابٌ يَبْدَأُ بالنَّعْلِ اليُمْنَى)

- ‌(بابٌ يَنْزِعُ نَعْلَ اليُسْرَى)

- ‌(بابٌ لَا يَمْشِي فِي نَعْلٍ واحِدٍ)

- ‌(بابُ قِبالانِ فِي نَعْلٍ، ومَنْ رأى قِبالاً واحِداً واسِعاً)

- ‌(بابُ القُبَّةِ الحَمْرَاءِ مِنْ أدَمٍ)

- ‌(بَاب الجُلُوسِ على الحَصِيرِ ونَحْوِهِ)

- ‌(بابُ المُزَرَّرِ بالذَّهَبِ)

- ‌(بابُ المُزَرَّرِ بالذَّهَبِ)

- ‌(بابُ خَواتِيمِ الذَّهَبِ)

- ‌(بابُ خاتمِ الفِضَّةِ)

- ‌(بابٌ)

- ‌(بابُ فَصِّ الخاتَمِ)

- ‌(بابُ خاتَمِ الحَدِيدِ)

- ‌(بابُ نَقْشِ الخاتَمِ)

- ‌(بابُ الخاتَمِ فِي الخِنْصَرِ)

- ‌(بابُه اتِّخاذِ الخاتَمِ لِيُخْتَمَ الشّيءُ، أوْ لِيُكْتَبَ بِهِ إِلَى أهْلِ الكِتاب وغَيْرِهِمْ)

- ‌(بابُ من جَعَلَ فَصَّ الخاتَمِ فِي بَطْنِ كَفِّهِ)

- ‌(بابُ قَوْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: لَا يَنْقُشُ عَلَى نَقْشِ خاتَمِهِ)

- ‌(بابٌ هَلْ يُجْعَلُ نَقْشُ الخاتَمِ ثَلاثَةَ أسْطُرٍ)

- ‌(بابُ الخاتَمِ لِلنِّساءِ)

- ‌(بابُ القَلائدِ والسِّخابِ لِلنِّساءِ يَعْني قِلادَةً مِنْ طِيبٍ وسُكٍّ)

- ‌(بابُ اسْتِعارَةِ القلائِدِ)

- ‌(بابُ القُرْطِ للنِّساءِ)

- ‌(بابُ السِّخابِ لِلصّبْيانِ)

- ‌(بابُ المُتَشَبِّهُونَ بالنِّساءِ والمُتَشَبِّهاتُ بالرِّجالِ)

- ‌(بابُ إخْرَاجِ المُتَشَبِّهِينَ بالنِّساءِ مِنَ البُيُوت)

- ‌(بَاب قصّ الشَّارِب)

- ‌(بابُ تَقْلِيمِ الأظْفارِ)

- ‌(بابُ إعْفاءِ اللِّحَى)

- ‌(بابُ مَا يُذْكَرُ فِي الشَّيْبِ)

- ‌(بابُ الخِضابِ)

- ‌(بابُ: الجَعْدِ)

- ‌(بابُ التَّلْبِيدِ)

- ‌(بابُ الفَرْقِ)

- ‌(بابُ الدَّوائِبِ)

- ‌(بابُ القزَعِ)

- ‌(بابُ تَطْيِيبِ المَرْأةِ زَوْجَها بِيَدَيْها)

- ‌(بابُ الامْتِشاطِ)

- ‌(بابُ تَرْجِيلِ الحائِضِ زَوْجَها)

- ‌(بابُ التَّرْجِيلِ والتَّيَمُّنِ)

- ‌(بابُ مَا يُذْكَرُ فِي المِسْكِ)

- ‌(بابُ مَا يسْتَحَبُّ مِنَ الطِّيبِ)

- ‌(بابُ منْ لَمْ يَردَّ الطِّيبَ)

- ‌(بابُ الذَّرِيرَةِ)

- ‌(بابُ المُتَفَلِّجاتِ لِلْحَسْنن)

- ‌(بابُ الوَصْلِ فِي الشعَرِ)

- ‌(بابُ المُتَنَمِّصاتِ)

- ‌(بابُ المَوْصُولَةِ)

- ‌(بابُ الواشِمَةِ)

- ‌(بَاب المُسْتَوْشِمَة)

- ‌(بابُ التصاويرِ)

- ‌(بابُ عَذَابِ المُصَوِّرِين يَوْمَ القِيامَةِ)

- ‌(بابُ نَقْضِ الصُّوَرِ)

- ‌(بابُ مَا وُطىءَ منَ التصاوِيرِ)

- ‌(بابُ مَنْ كَرِهَ القُعُودَ عَلَى الصُّوَرِ)

- ‌(بابُ كَراهِيَّةِ الصَّلاةِ فِي التصاوِيرِ)

- ‌(بابٌ لَا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتاً فِيهِ صُورَةٌ)

- ‌(بابُ منْ لَمْ يَدْخُلْ بَيْتاً فِيهِ صُورَةٌ)

- ‌(بابُ مَنْ لَعَنَ المُصَوِّرَ)

- ‌(بابٌ مَنْ صَوَّرَ صُورَةً كُلِّفَ يَوْمَ القيامَةِ أنْ يَنْفُخَ فِيها الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنافِخٍ)

- ‌(بابُ الإرْتِدافِ عَلَى الدَّابَةِ)

- ‌(بابُ الثَّلاثَةِ عَلَى الدَّابَةِ)

- ‌(بابُ حَمْلِ صاحِبِ الدَّابَةِ غَيْرَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ)

- ‌(بابُ إرْدافِ الرَّجُلِ خَلْفَ الرَّجُلِ)

- ‌(بابُ إرْدَافِ المَرْأةِ خَلْفَ الرَّجُلِ)

- ‌(بابُ الإسْتِلْقاءِ وَوَضْعِ الرِّجْلِ عَلَى الأُخْراى)

- ‌(كتابُ الأدَبِ)

- ‌(بابُ البِرِّ والصِّلَةِ وقَوْلِ الله تَعَالَى: {الْإِنْسَان بِوَالِديهِ حسنا} (العنكبوت:

- ‌(بابٌ مَنْ أحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ)

- ‌(بابٌ لَا يجاهِدُ إلَاّ بإذْنِ الأبَوَيْنِ)

- ‌(بابٌ لَا يَسُبُّ الرَّجُلُ والدَيْهِ)

- ‌(بابُ إجابَةِ دُعاءِ مَنْ بَرَّ والِدَيْهِ)

- ‌(بابٌ عُقُوقُ الوالِدَيْنِ مِنَ الكَبائِرِ)

- ‌(بابُ صِلَةِ الوَالِدِ المُشْرِكِ)

- ‌(بَاب صلَةِ المَرْأةِ أُمَّها ولَها زوْجٌ)

- ‌(بابُ صِلَةِ الأخِ المُشْرِكِ)

- ‌(بابُ فَضْلِ صِلَةِ الرَّحِمِ)

- ‌(بابُ إثْمِ القاطِعِ)

- ‌(بابُ مَنْ بُسِطَ لَهُ فِي الرِّزْقِ بِصِلَةِ الرَّحِمِ)

- ‌(بابٌ مَنْ وَصَلَ وصَلَهُ الله)

- ‌(بابٌ يَبُلُّ الرحِمَ بِبِلَالِها)

- ‌(بابٌ لَيْسَ الواصِلُ بالمكافىءِ)

- ‌(بابُ مَنْ وَصَلَ رَحمَهُ فِي الشِّرْكِ ثُمَّ أسْلَمَ)

- ‌(بابُ مَنْ تَرَكَ صِبْيَةَ غَيْرِهِ حَتَّى تَلْعَبَ بِهِ، أوْ قَبَّلَها، أوْ مازَحَها)

- ‌(بابُ رَتحْمَةِ الوَلَدِ وتَقْبِيلِهِ ومُعانَقَتِهِ)

- ‌(بابٌ جَعَلَ الله الرَّحْمَةَ مائَةَ جُزْءٍ)

- ‌(بابُ قَتْلِ الوَلَدِ خَشْيَّةَ أنْ يأكُلَ مَعَهُ)

- ‌(بابُ وَضْعِ الصَّبِيِّ فِي الحَجْر)

- ‌(بابُ وَضْعِ الصَّبِيِّ عَلَى الفَخْذِ)

- ‌(بابٌ حُسْنُ العَهْدِ مِنَ الْإِيمَان)

- ‌(بابُ فَضْل مَنْ يَعُولُ يَتِيماً)

- ‌(بابُ السَّاعِي عَلَى الأرْمَلَةُ)

- ‌(بابُ السَّاعي عَلَى المِسْكِينِ)

- ‌(بابُ رَحْمَةِ النَّاسِ بالبَهائِمِ)

- ‌(بَاب الوصاءَةِ)

- ‌(بابُ إثْمِ مَنْ يأمَنُ جارُهُ بَوائِقَهُ)

- ‌(بابٌ لَا تُحَقِّرَنَّ جارَةٌ لِجارَتِها)

- ‌(بابٌ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللَّه واليَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جارَهُ)

- ‌(بابُ حَقِّ الجوارِ فِي قُرْبِ الأبْوابِ)

- ‌(بابٌ كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ)

- ‌(بابُ طِيبِ الكَلامِ)

- ‌(بابُ الرِّفْقِ فِي الأمْرِ كُلِّهِ)

- ‌(بابُ تعاوُنِ المُؤْمِنِينَ بَعْضِهِمْ بَعْضاً)

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تَعَالَى: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مَّنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ مُّقِيتاً} (النِّسَاء: 85) كِفْلٌ: نَصِيبٌ. قَالَ أبُو

- ‌(بَاب لَمْ يَكُنِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فاحِشاً وَلَا مَتَفَحِّشاً)

- ‌(بابُ حُسْنِ الخُلُقِ والسَّخاءِ وَمَا يُكْرَهُ منَ البُخْلِ)

- ‌(بابٌ كَيْفَ يَكُونُ الرَّجُل فِي أهْلِهِ)

- ‌(بابُ المِقَةِ مِنَ الله تَعَالَى)

- ‌(بَاب الحُبِّ فِي الله)

- ‌(بابُ مَا يُنْهَى عَنْهُ مِنَ السِّبابِ واللَّعْنِ)

- ‌(بابُ مَا يَجُوزُ مِنْ ذِكْرِ النَّاسِ نَحْوَ قَوْلِهِمُ: الطَّوِيلُ والقَصِيرُ)

- ‌(بابُ الغِيبَةِ)

- ‌(بابُ قَوْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ دُورِ الأنْصارِ)

- ‌(بابُ مَا يَجُوزُ مِنِ اغْتِيابِ أهْلِ الفَسادِ والرِّيَبِ)

- ‌(بابٌ التَّمِيمَةُ مِنَ الكَبائِرِ)

- ‌(بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ النمِيمَةِ)

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تَعَالَى: {واجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (الْحَج:

- ‌(بابُ مَا قيلَ فِي ذِي الوَجْهَيْنِ)

- ‌(بابُ مَنْ أخْبَرَ صاحِبَهُ بِما يُقال فِيهِ)

- ‌(بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التمادُحِ)

- ‌(بابُ مَنْ أثْنَى عَلَى أخِيهِ بِما يَعْلَمُ)

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تَعَالَى: {إنَّ الله يَأمُرُ بالعَدْلِ والإحْسانِ وإيتاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَارِ والمُنْكَر والبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تذكَّرُونَ} (النَّحْل: 90) وقَوْلِهِ: {إنَّما بَغْيُكُمْ عَلَى أنْفُسِكُمْ} (يُونُس:

- ‌(بابُ مَا يُنْهاى مِن التَّحاسُدِ والتَّدابُرِ وقَوْلِهِ تَعَالَى: {ومِنْ شَرِّ حاسِد إِذا حَسَدَ} )

- ‌(بابٌ: { (94) يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اجتنبوا كثيرا من الظَّن إِن بعض الظَّن إِثْم وَلَا تجسسوا} (الحجرات:

- ‌(بابُ مَا يَكونُ مِنَ الظَّنِّ)

- ‌(بابُ سَتْرِ المُؤمِنِ عَلَى نَفْسِهِ)

- ‌(بابُ الكِبْرِ)

- ‌(بابُ الهِجْرَةِ)

- ‌(بابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الهِجرَانِ لِمَنْ عَصَى)

- ‌(بابٌ هَلْ يَزُورُ صاحِبَهُ كُلَّ يَوْمٍ أوْ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً

- ‌(بابُ الزِّيارَةِ. ومنْ زارَ قَوْماً فَطَعِمَ عِنْدَهُمْ)

- ‌(بابُ مَنْ تَجَمَّلَ لِلْوُفُودِ)

- ‌‌‌(بابُ الإخاء والحِلْفِ)

- ‌(بابُ الإخاء والحِلْفِ)

- ‌(بابُ التَّبَسُّمِ والضَّحكِ)

- ‌(بابٌ فِي الهَدْيِ الصَّالِحِ)

- ‌(بابُ الصَّبْرِ عَلَى الأذَى)

- ‌(بابُ مَنْ لَمْ يُواجِهِ النَّاسَ بالْعِتابِ)

- ‌(بابُ مَنْ كُفَّرَ أَخَاهُ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ فَهْوَ كَمَا قَالَ)

- ‌(بابُ مَنْ لَمْ يَرَ إكْفارَ مَنْ قَالَ ذالِكَ مُتَأوِّلاً أوْ جاهِلاً)

- ‌(بابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الغَضَبِ والشِّدَّةِ لأمْرِ الله، وَقَالَ الله تَعَالَى: { (9) جَاهد الْكفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِم} (التَّوْبَة: 73، وَالتَّحْرِيم:

- ‌(بابُ الحَذَرِ مِنَ الغَضَبِ)

- ‌(بابُ الحَياءِ)

- ‌(بابٌ إذَا لَمْ تَسْتَحِ فاصْنَعْ مَا شِئْتَ)

- ‌(بابُ مَا لَا يُسْتَحْيا مِنَ الحَقِّ لِلتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ)

- ‌(بابُ قَوْل النبيِّ صلى الله عليه وسلم: يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وكانَ يُحِبُّ التخْفِيفَ واليُسْرَ عَلَى النَّاسِ)

- ‌(بابُ الإنْبِساطِ إِلَى الناسِ)

- ‌(بَاب المُدَاراةِ مَعَ النَّاسِ)

- ‌(بابٌ لَا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْر مَرَّتَيْنِ)

- ‌‌‌(بَاب حَقِّ الضَّيْفِ)

- ‌(بَاب حَقِّ الضَّيْفِ)

- ‌‌‌(بابُ إكْرَامِ الضَّيْفِ وخِدْمَتِهِ إِيَّاهُ بِنَفْسِهِ وَقَوْلِهِ {ضيف إِبْرَاهِيم الْمُكرمين} (الذاريات:

- ‌(بابُ إكْرَامِ الضَّيْفِ وخِدْمَتِهِ إِيَّاهُ بِنَفْسِهِ وَقَوْلِهِ {ضيف إِبْرَاهِيم الْمُكرمين} (الذاريات:

- ‌(بابُ صُنْعِ الطَّعامِ والتَّكَلُّفِ للضَّيْفِ)

- ‌(بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الغَضَبِ والجَزَعِ عِنْدَ الضَّيْفِ)

- ‌(بابُ قَوْلِ الضَّيْفِ لِصَاحِبِهِ: وَالله لَا آكُلُ حَتَّى تَأْكُلَ)

- ‌(بابُ إكْرامِ الكَبِيرِ، وَيَبْدَأُ الأكْبَرُ بِالْكلامِ والسُّؤَالِ)

- ‌(بابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الشِّعْرِ والرَّجَزِ والحُدَاءِ وَمَا يُكْرَهُ مِنْهُ)

- ‌(بابُ هِجاءِ المُشْرِكِينَ)

- ‌(بابُ مَا يُكْرَهُ أنْ يَكُونَ الغالِبَ عَلَى الإنْسَانِ الشِّعْرُ حَتَّى يَصُدَّهُ عَنْ ذِكْرِ الله والعِلْمِ والقُرْآنِ)

- ‌(بَاب قَوْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم تَرِبَتْ يَمِينُكَ، وعَقْرَى حَلْقَى)

- ‌(بابُ مَا جاءَ فِي زَعمُوا)

- ‌(بابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِ الرَّجُلِ: وَيْلَكَ)

- ‌(بابُ عَلامَةِ حُبِّ الله عز وجل

- ‌(بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ: إخْسأ)

- ‌(بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ مَرْحَباً)

- ‌(بابُ مَا يُدْعَى النَّاس بِآبائِهِمْ)

- ‌(بابٌ لَا يَقُلْ: خَبُثَتْ نَفْسِي)

- ‌(بابٌ لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ)

- ‌(بابُ قَوْلِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: إنَّما الكَرْمُ قَلْبُ المُؤْمِنِ)

- ‌(بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ: فِدَاكَ أبي وأُمِّي)

- ‌(بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ: جَعَلَنِي الله فدَاءَكَ)

- ‌(بابُ أحَبِّ الأسْماءِ إِلَى الله عز وجل

- ‌(بابُ قَوْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: سَمُّوا بإسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي، قالَهُ أنَسٌ عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌‌‌(بابُ تَحْوِيلِ الإسْمِ إِلَى إسْمٍ أحْسَنَ مِنْهُ)

- ‌(بابُ تَحْوِيلِ الإسْمِ إِلَى إسْمٍ أحْسَنَ مِنْهُ)

- ‌(بابُ مَنْ سَمَّي بأسْماءِ الأنْبِياءِ)

- ‌(بابُ تَسْمِيَةِ الوَلِيدِ)

- ‌(بابُ مَنْ دَعا صَاحِبَهُ فَنَقَصَ مِنِ اسْمِهِ حَرْفاً)

- ‌(بابُ الكُنْيَةِ لِلصَّبِيّ، وقَبْلَ أنْ يُولَدَ لِلرَّجُلِ)

- ‌(بابُ التَّكَنِّي بِأبي تُرَاب وإنْ كانَتْ لَهُ كُنْيَةٌ أخْرَى)

- ‌(بابُ أبْغَضِ الأسْماءِ إِلَى الله)

- ‌(بابُ كُنْيَة المُشْرِكِ)

- ‌(بابٌ المَعارِيضُ مَنْدُوحَةٌ عَنِ الكَذِبِ)

- ‌(بابُ قَوْلِ الرَّجلِ لِلشيءِ: لَيْسَ، وَهْوَ يَنْوِي أنهُ لَيْسَ بِحَقّ)

- ‌(بابُ رَفْعِ البَصَرِ إِلَى السَّماءِ)

- ‌(بابٌ مَنْ نَكَتَ العُودَ فِي الماءِ والطِّينِ)

- ‌(بابُ الرَّجُلِ يَنْكُتُ الشَّيْءَ بِيَدِهِ فِي الأرْضِ)

- ‌(بابُ التَّكْبِيرِ والتَّسْبِيحِ عِنْدَ التَّعَجُّبِ)

- ‌(بابُ النَّهْيْ عَنْ الخَذْفِ)

- ‌(بابُ الحَمْدِ لِلْعاطِسِ)

- ‌(بابُ تَشْمِيتِ العاطِسِ إذَا حَمِدَ الله)

- ‌(بابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ العُطاسِ وَمَا يُكْرَهُ مِنَ التّثاؤُبِ)

- ‌(بابٌ إِذا عَطَسَ كَيْفَ يُشَمَّتُ

- ‌(بابٌ لَا يُشَمَّتُ العاطسُ إِذا لَمْ يَحْمَدِ الله)

- ‌(بابٌ إِذا تَثاوَبَ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ)

- ‌(كِتابُ الاسْتِئْذَانِ)

- ‌(بابُ بَدْءِ السَّلَامِ)

- ‌(بابٌ السلامُ مِنْ أسْماءِ الله تَعَالَى)

- ‌(بابُ تَسْلِيمِ القَلِيلِ عَلى الكَثيرِ)

- ‌(بابُ تَسْليمِ الرَّاكِبِ عَلى الماشِي)

- ‌(بابُ تَسلِيم الْمَاشِي عَلى القاعِدِ)

- ‌(بابُ تَسْلِيمِ الصَّغِيرِ عَلى الكَبِيرِ)

- ‌(بابُ إِفْشاءِ السّلَامِ)

- ‌(بابُ السَّلامِ لِلْمَعْرِفَةِ وغَيْرِ المَعْرِفَةِ)

- ‌(بابُ آيَةِ الحجابِ)

- ‌(بابُ الإسْتِئْذَانُ منْ أجْلِ البَصَرِ)

- ‌(بابُ زِنا الجَوَارِحِ دُونَ الفَرْجِ)

- ‌(بابُ التَّسْلِيمِ والاسْتِئْذَانِ ثَلاثاً)

- ‌(بابُ إِذا دُعِيَ الرَّجُلُ فَجاءَ هَلْ يَسْتَأْذِنُ)

- ‌(بابُ التَّسْلِيمِ عَلى الصِّبْيانِ)

- ‌(بابُ تَسْلِيمِ الرِّجالِ عَلى النِّساءِ والنِّساءِ عَلى الرِّجالِ)

- ‌(بابُ إذَا قَالَ مَنْ ذَا؟ فَقَالَ: أَنا)

- ‌(بابُ مَنْ رَدَّ فَقَالَ: عَلَيْكَ السّلَامُ)

- ‌(بابُ إِذا قَالَ: فُلانٌ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ)

- ‌(بابُ التَّسْلِيمِ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أخلاطٌ مِنَ المُسْلَمِينَ والمُشْرِكِينَ)

- ‌(بابُ مَنْ لَمْ يُسَلِّمْ عَلى مَنِ اقْتَرَفَ ذَنْباً وَلَمْ يَرُدَّ سَلامَهُ حَتَّى تَتَبَيَّنَ تَوْبَتُهُوإلى مَتَى تَتَبَيَّنُ تَوْبَةُ العَاصِي)

- ‌(بابُ كَيْفَ يُرَدُّ عَلى أهْلِ الذِّمَّةِ السَّلَامُ)

- ‌(بابُ مَنْ نَظَرَ فِي كِتاب مَنْ يُحْذَرُ عَلى المُسْلِمِينَ لِيَسْتَبِينَ أمْرُهُ)

- ‌(بابُ كَيْفَ يُكْتَبُ إِلَى أهْلِ الكِتابِ)

- ‌(بابُ بِمَنْ يُبْدَا فِي الكِتابِ)

- ‌(بابُ بِمَنْ يُبْدَا فِي الكِتابِ)

- ‌(بابُ قَوْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ)

- ‌(بابُ المُصافَحَةِ)

- ‌(بابُ الأخْذِ بالْيَدَيْنِ)

- ‌(بابُ المُعانَقَةِ وَقَوْلِ الرَّجُلِ: كَيْفَ أصْبَحْتَ)

- ‌(بابُ مَنْ أجابَ: بِلَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ)

- ‌(بابُ لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ)

- ‌(بابُ { (85) إِذا قيل لكم تَفَسَّحُوا…. انشزوا فانشزوا} (المجادلة:

- ‌(بابُ مَنْ قامَ مِنْ مَجْلِسِهِ أوْ بَيْتِهِ وَلَمْ يَسْتَأذِنْ أصْحابَهُ أَو تَهَيَّأ لِلْقِيامِ، لِيَقُومَ النّاسُ)

- ‌(بابُ الاحٍ بَاءِ باليَدِ، وهْوَ القُرْفُصاءُ)

- ‌(بابُ مَنِ اتَّكأ بَيْنَ يَدَيّ أصْحابِهِ)

- ‌(بابُ مَنْ أسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ لِحاجَةٍ أوْ قَصْد)

- ‌(بابُ السَّرِيرِ)

- ‌(بابُ مَنْ أُلْقِيَ لَهُ وِسادَةٌ)

- ‌(بابُ القائِلَةِ بَعْدَ الجُمُعَةِ)

- ‌(بابُ القائِلَةِ فِي المَسْجِدِ)

- ‌(بابُ مَنْ زارَ قَوْماً فَقَالَ عِنْدَهُمْ)

- ‌(بابُ الجُلُوسِ كَيْفَما تَيَسَّر)

- ‌(بابُ مَنْ ناجاى بَيْنَ يَدَي النَّاسِ، ومَنْ لَمْ يُخْبِرْ بسِرِّ صاحِبِهِ فَإِذا ماتَ أخْبَرَ بِهِ)

- ‌(بابُ الاسْتِلْقاءِ)

- ‌(بابُ لَا يَتَناجَى إثْنانِ دُونَ الثَّالِثِ)

- ‌(بابُ حِفْظِ السِّرِّ)

- ‌(بابُ طُولِ النَّجْوَى)

- ‌(بابُ لَا تُتْرَكُ النَّارُ فِي البَيْتِ عِنْدَ النَّوْم)

- ‌(بابُ إغْلاقِ الأبْوَابِ باللّيْلِ)

- ‌(بابُ الخِتانِ بَعْدَ الكِبَرِ وَنَتْفِ الإبْطِ)

- ‌(بابُ كلُّ لَهْوٍ باطِلٌ إِذا شَغَلَهُ عَنْ طاعَةِ الله)

- ‌(بابُ مَا جاءَ فِي البِناء)

- ‌(بابُ أفْضَلِ الاسْتِغْفارِ)

- ‌(بابُ اسْتِغْفارِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فِي اليَوْمِ واللَّيْلَةِ)

- ‌(بابُ التَّوْبَةِ)

- ‌(بابُ الضَّجْعِ عَلى الشِّقِّ الأيْمَنِ)

- ‌(بابُ إِذا باتَ طاهِراً)

- ‌(بابُ مَا يَقُولُ إِذا نامَ)

- ‌(بابُ وَضْعِ اليَدِ اليُمْنَى تَحْتَ الخَدِّ الأيْمَنِ)

- ‌(بابُ النَّوْمِ عَلى الشِّقِّ الأيْمَنِ)

- ‌(بابُ الدُّعاءِ إِذا انْتَبَهَ باللَّيْلِ)

- ‌(بابُ التَّكْبِيرِ والتَّسْبِيحِ عِنْدَ المَنامِ)

- ‌‌‌(بابُالتَّعَوُّذِ والقراءَةِ عِنْدَ المَنامِ)

- ‌(بابُ

- ‌(بَاب الدُّعاءِ نِصْفَ اللَّيْلِ)

- ‌(بابُ الدُّعاءِ عِنْدَ الخَلاءِ)

- ‌(بابُ مَا يَقُولُ إِذا أصْبَحَ)

- ‌(بابُ الدُّعاءِ بَعْدَ الصلَاةِ)

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تَعَالَى { (9) وصل عَلَيْهِم} (التَّوْبَة:

- ‌(بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ السَّجْعِ فِي الدُّعاءِ)

- ‌(بابُ لِيَعْزمِ المَسألَةَ فإنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ)

- ‌(بابُ يُسْتَجابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَعْجَلْ)

- ‌(بابُ رَفْعِ الأيْدِي فِي الدُّعاءِ)

- ‌(بابُ الدُّعاءِ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِ القِبْلَةِ)

- ‌(بابُ الدُّعاءِ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ)

- ‌(بابُ دَعوَةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لِخادِمِهِ بِطُولِ العُمُرِ وبِكَثْرَةِ مالِهِ)

- ‌(بابُ الدُّعاءِ عِنْدَ الكَرْبِ)

- ‌(بابُ التَّعَوُّذِ مِنْ جَهْدِ البَلَاءِ)

- ‌(بابُ دُعاءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأعْلَى)

- ‌(بابُ الدُّعاءِ بالمَوْتِ والحَياةِ)

- ‌(بابُ الدُّعاءِ لِلصِّبْيانِ بالبَرَكَةِ وَمَسْحِ رُؤُوسِهِمْ)

- ‌(بابُ الصَّلاةِ عَلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(بابُ هَلْ يُصَلَّى عَلى غَيْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(بابُ قَوْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ آذَيْتُهُ فاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاة ورَحْمَةً)

- ‌(بابُ التَّعَوُّذِ مِنَ الفِتَنِ)

الفصل: ‌(باب ما جاء في قول الرجل: ويلك)

والانكسار من الْحزن. قَوْله: (لُغَة قُرَيْش) بِالْإِضَافَة أَي: هَذِه اللَّفْظَة أَعنِي: عقرى حلقى، لُغَة قُرَيْش يطلقونها وَلَا يُرِيدُونَ حَقِيقَتهَا، ويروى: لُغَة لقريش، أَي: لُغَة كائنة لقريش. قَوْله: (يَعْنِي الطّواف) أَرَادَ بِهِ طواف الْإِفَاضَة، وَيُسمى طواف الزِّيَارَة، وَطواف الرُّكْن. قَوْله:(فانفري) أَي: فارجعي إِذا بِالتَّنْوِينِ أَي: حينئذٍ، لِأَن حَجهَا قد تمّ وَلَا يجب عَلَيْهَا الْوُقُوف لطواف الْوَدَاع لِأَنَّهُ لَيْسَ بِفَرْض، وَالله أعلم.

94 -

(بابُ مَا جاءَ فِي زَعمُوا)

أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان مَا جَاءَ فِي قَول: زَعَمُوا، وَالْأَصْل فِي زعم أَنه يُقَال فِي الْأَمر الَّذِي لَا يُوقف على حَقِيقَته، وَقَالَ ابْن بطال: يُقَال: زعم إِذا ذكر خَبرا لَا يدْرِي أَحَق هُوَ أم بَاطِل، وَقد روى فِي الحَدِيث: زَعَمُوا فِي الْأَمر بئس الرجل، وَمَعْنَاهُ: أَن من أَكثر الحَدِيث بِمَا لَا يعلم صدقه لم يُؤمن عَلَيْهِ الْكَذِب، وَقَالَ ابْن الْأَثِير: وَإِنَّمَا يُقَال: زَعَمُوا فِي حَدِيث لَا سَنَد لَهُ وَلَا يثبت فِيهِ، وَإِنَّمَا يحْكى عَن الألسن على سَبِيل الْبَلَاغ، وَقَالَ غَيره: كثر اسْتِعْمَال الزَّعْم بِمَعْنى القَوْل، وَقد أَكثر سِيبَوَيْهٍ فِي كِتَابه فِي أَشْيَاء يرتضيها: زعم الْخَلِيل، وَقَالَ ابْن الْأَثِير: والزعم بِالضَّمِّ وَالْفَتْح قريب من الظَّن.

6158 -

حدَّثنا عَبْدُ الله بنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مالكٍ عَنْ أبي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بنِ عُبَيْدِ الله أنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أمِّ هانِىءٍ بِنْتِ أبي طالِبٍ أخبرَه أنهُ سَمعَ أمَّ هانِىءٍ بِنْتَ أبِي طالِبٍ تَقُولُ: ذَهَبْتُ إِلَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، عامَ الفَتْحِ فَوَجدْتُهُ يَغْتَسِلُ وفاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَنْ هاذِهِ؟ فَقُلْتُ: أَنا أمُّ هانِىءٍ بِنْتُ أبي طالِبٍ، فَقَالَ مَرْحَباً بِأُمِّ هانِىءٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غَسْلِهِ قامَ فَصَلَّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ مُلْتَحِفاً فِي ثَوْبٍ واحِدٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ: يَا رسولَ الله! زَعَمَ ابنُ أُمِّي أنَّهُ قاتِلٌ رَجُلاً قَدْ أجَرْتُهُ فلانُ بنُ هُبَيْرَةَ فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: قَدْ أجَرْنا مَنْ أجَرْتِ يَا أمَّ هانِىءٍ، قالَتْ أُمُّ هانِىءٍ: وَذَاكَ ضُحًى.

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (زعم ابْن أُمِّي) وَأَبُو النَّضر بِفَتْح النُّون وَسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَة واسْمه سَالم بن أبي أُميَّة مولى عمر بن عبيد الله بن معمر الْقرشِي التَّيْمِيّ الْمدنِي، وَأَبُو مرّة بِضَم الْمِيم وَتَشْديد الرَّاء مولى أم هانىء بِكَسْر النُّون، وَقيل بِالْهَمْز، وَاسْمهَا فَاخِتَة بِالْفَاءِ وَالْخَاء الْمُعْجَمَة وَالتَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق بنت أبي طَالب.

والْحَدِيث قد مضى فِي أول كتاب الصَّلَاة فِي: بَاب الصَّلَاة فِي الثَّوْب الْوَاحِد ملتحفاً بِهِ، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن إِسْمَاعِيل بن أبي أويس عَن مَالك

إِلَى آخِره، وَمضى أَيْضا فِي كتاب التَّهَجُّد فِي: بَاب صَلَاة الضُّحَى فِي السّفر، وَمضى الْكَلَام فِيهِ فِي كتاب الصَّلَاة.

قَوْله: (مرْحَبًا) أَي: لقِيت رحباً وسعة، وَقيل مَعْنَاهُ رحب الله بك مرْحَبًا، فَجعل المرحب مَوضِع الترحيب. قَوْله:(ثَمَانِي) بِكَسْر النُّون وَفتح الْيَاء قَالَ الْكرْمَانِي بِفَتْح النُّون وَالْأول أصح. قَوْله: (فَلَمَّا انْصَرف) أَي: من صلَاته. قَوْله: (زعم) أَي: قَالَ (ابْن أُمِّي) وَهُوَ عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه قَالُوا: إِن زعم قد تسْتَعْمل فِي القَوْل الْمُحَقق. قَوْله: (قَاتل) إسم فَاعل بِمَعْنى الِاسْتِقْبَال. قَوْله: (أجرته) بقصر الْهمزَة أَي: أمنته وَجَعَلته فِي أَمن. قَوْله: (فلَان بن هُبَيْرَة) أَي: ذَلِك الرجل هُوَ فلَان بن هُبَيْرَة، قيل: اسْمه الْحَارِث بن هِشَام المَخْزُومِي. قَوْله: (وَذَاكَ)، ويروى: وَذَلِكَ ضحى، بِضَم الضَّاد وتنوين الْحَاء وَاعْلَم أَن معنى الضحاء بِالْفَتْح والضحوة وَالضُّحَى، أما الضُّحَى فَهُوَ إِذا علت الشَّمْس إِلَى ربع السَّمَاء فَمَا بعده، وَأما الضحوة فَهُوَ ارْتِفَاع أول النَّهَار، وَأما الضُّحَى فَمَا فَوْقه.

95 -

(بابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِ الرَّجُلِ: وَيْلَكَ)

أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان قَول الرجل لآخر: وَيلك. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَيلك، كلمة يُقَال لمن وَقع فِي هلكة، وويحك ترحم، وَكَذَا قَالَ الْأَصْمَعِي وَزَاد: وويس، بِغَيْر هَاء أَي: إِنَّهَا دونهَا، وَقيل: هما بِمَعْنى، وَقيل: ويل تحسر وويح ترحم وويس استصغار، وَعَن التِّرْمِذِيّ أَن ويلاً وويحاً بِمَعْنى وَاحِد، وَقَالَ أَكثر أهل اللُّغَة: إِن لفظ: ويل، كلمة عَذَاب، وويح كلمة رَحْمَة.

ص: 191

6159 -

حدَّثنا مُوسَى بنُ إسْمَاعِيلَ، حدّثنا هَمَّامٌ عَنْ قَتادَةَ عَنْ أنَس رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأى رَجُلاً يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقَالَ: ارْكَبْها. قَالَ: إنَّها بَدَنَةٌ قَالَ: ارْكَبْها، قَالَ: إنَّها بَدَنَةٌ. قَالَ: إرْكَبْها، وَيْلَكَ. (انْظُر الحَدِيث 1690 وطرفه) .

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (اركبها وَيلك) . وَهَمَّام بتَشْديد الْمِيم الأولى ابْن يحيى الشَّيْبَانِيّ الْبَصْرِيّ.

والْحَدِيث مضى فِي الْحَج فِي: بَاب ركُوب الْبدن، وَمضى الْكَلَام فِيهِ. والبدنة نَاقَة تنحر بِمَكَّة يَعْنِي: أَنَّهَا هدي يساق إِلَى الْحرم.

6161 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ حدّثنا حَمَّاأ عَنْ ثابِتٍ البُنانِيِّ عَنْ أنَسِ بنِ مالِكٍ.

ح، وأيُّوبَ عَنْ أبي قِلَابَةَ عَنْ أنَسِ بنِ مالِكٍ قَالَ: كانَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ وكانَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ أسْوَدُ يُقالُ لَهُ: أنْجَشَةُ، يَحْدُوا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: وَيْلَك يَا أنْجَشَةُ {رُوَيْدَكَ بالقَوارِير.

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (وَيلك يَا أَنْجَشَة) ويروى: وَيحك يَا أَنْجَشَة، فَلَا مُطَابقَة على هَذِه الرِّوَايَة. وَأخرج هَذَا الحَدِيث من طَرِيقين: أَحدهمَا: عَن مُسَدّد عَن حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس. وَالْآخر: عَن أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن أبي قلَابَة عبد الله بن زيد عَن أنس رضي الله عنه وَقد تقدم عَن قريب فِي آخر: بَاب مَا يجوز من الشّعْر وَالرجز والحداء، فإنهأخرجه هُنَاكَ عَن مُسَدّد عَن إِسْمَاعِيل عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة عَن أنس، وَتقدم الْكَلَام فِيهِ مَبْسُوطا.

وَكلمَة: ح بَين قَوْله: (عَن أنس بن مَالك)، وَبَين قَوْله:(أَيُّوب) إِشَارَة إِلَى التَّحْوِيل أَو: الحَدِيث أوضح. قَوْله (وَأَيوب) هُوَ شيخ حَمَّاد أَي: قَالَ حَمَّاد عَن أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ، وَأَيوب لَا ينْصَرف، وَحَالَة الْجَرّ فِيهِ تتبع النصب، تَقْدِيره. حَدثنَا حَمَّاد عَن أَيُّوب.

6162 -

حدَّثنا مُوسَى بنُ إسْمَاعِيلُ حَدثنَا وُهَيْبٌ عَنْ خالِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمانِ بنِ أبي بَكْرَةَ عَنْ أبِيهِ قَالَ: أثْنَى رَجُلٌ عَلى رَجُلٍ عِنْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: وَيْلَكَ} قَطَعْتَ عُنُقَ أخِيكَ، ثَلَاثًا، مَنْ كانَ مِنْكُمْ مادِحاً لَا مَحالَةَ فَلْيَقُلْ: أحْسِبُ فُلاناً، وَالله حَسِيبُهُ وَلَا أُزَكِّي عَلَى الله أحَداً إِن كانَ يَعْلَمُ. (انْظُر الحَدِيث 2662 وطرفه) .

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (وَيلك! قطعت عنق أَخِيك) ووهيب مصغر وهب بن خَالِد الْبَصْرِيّ، وخَالِد هُوَ ابْن مهْرَان الْحذاء، وَعبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة يروي عَن أَبِيه أبي بكرَة نفيع بن الْحَارِث الثَّقَفِيّ.

والْحَدِيث مضى فِي الشَّهَادَات عَن مُحَمَّد بن سَلام، وَمضى أَيْضا عَن قريب فِي: بَاب مَا يكره من التمادح فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن آدم عَن شُعْبَة عَن خَالِد عَن عبد الرَّحْمَن

إِلَى آخِره.

قَوْله: (قطعت عنق أَخِيك) وَهُنَاكَ: عنق صَاحبك، وَقطع الْعُنُق مجَاز عَن الْقَتْل، فهما مشتركان فِي الْهَلَاك، وَإِن كَانَ هَذَا دينياً وَذَاكَ دنيوياً. قَوْله:(لَا محَالة)، بِفَتْح الْمِيم أَي: لَا بُد. قَوْله: (حسيبه أَي: محاسبه على عمله. قَوْله: (وَلَا أزكي) أَي: لَا أشهد على الله بِالْجَزْمِ أَنه عِنْد الله كَذَا وَكَذَا لِأَنِّي لَا أعرف بَاطِنه، أَي: لَا أقطع بِهِ لِأَن عَاقِبَة أمره لَا يعلمهَا إلَاّ الله، وَهَاتَانِ الجملتان معترضتان. قَوْله:(إِن كَانَ يعلم) مُتَعَلق بقوله: (فَلْيقل) .

ص: 192

6163 -

حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمانِ بنُ إبْرَاهِيمَ حدّثنا الوَلِيدُ عَن الأوْزاعيِّ عَنِ الزُهْرِيِّ عَنْ أبي سَلَمَةَ والضَّحَّاكِ عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم، يَقْسِمُ ذاتَ يَوْمٍ قِسْماً فَقَالَ ذُو الخُوَيْصِرَةِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ: يَا رَسُولَ الله! اعْدِلْ. قَالَ: وَيْلَكَ مَنْ يَعْدِلُ إِذا لَمْ أعْدِلْ؟ فَقَالَ عُمَرُ: ائْذَنْ لِي فَلأضْرِبْ عُنُقَهُ. قَالَ: لَا، إنَّ لَهُ أصْحاباً يَحْقِرُ أحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِمْ وصِيامهُ مَعَ صِيامِهِمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّين كَمُرُوق السهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رصافِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيَّهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، سَبَقَ الفَرْثَ والدَّمَ، يَخْرُجُونَ عَلَى خَيْرِ فِرْقَةٍ مِنَ النَّاس، آيَتُهُمْ رَجُلٌ إحْدَى يَدَيْهِ مِثْلُ ثدْي المَرْأةِ. أوْ مِثْلُ البَضْعَةِ. تَدَرْدَرُ.

قَالَ أبُو سَعِيدٍ: أشْهَدُ لَسَمِعْتُهُ مِنَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وأشْهَدُ أنِّي كُنْتُ مَعَ عليّ حِينَ قَاتَلَهُمْ، فالْتُمِسَ فِي القَتْلَى فأُتِيَ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم.

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: قَالَ: (وَيلك من يعدل؟) وَعبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم أَبُو سعيد الْمَعْرُوف بدحيم الْيَتِيم الدِّمَشْقِي، والوليد هُوَ ابْن مُسلم أَبُو الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي، وَالْأَوْزَاعِيّ هُوَ عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو، وَالزهْرِيّ هُوَ مُحَمَّد بن مُسلم، وَأَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَالضَّحَّاك بتَشْديد الْحَاء ابْن شراحبيل. وَقيل: شُرَحْبِيل المشرقي بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الرَّاء وبالقاف مَنْسُوب إِلَى بطن من هَمدَان، وَأَبُو سعيد سعد بن مَالك الْخُدْرِيّ رضي الله عنه.

والْحَدِيث مضى فِي عَلَامَات النُّبُوَّة فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن أبي الْيَمَان عَن شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.

قَوْله: (يقسم) كَانَت الْقِسْمَة فِي ذهيبة بعثها عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. قَوْله: (الْخوَيْصِرَة) تَصْغِير الخاصرة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالصَّاد الْمُهْملَة وَالرَّاء، وَسبق ذكر صفته من أَنه: غائر الْعَينَيْنِ مشرف الوجنتين كث اللِّحْيَة محلوق الرَّأْس، فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي: بَاب هود. قَوْله: قَالَ عمر: (إئذن لي فلأضرب عُنُقه) قد ذكر هُنَاكَ، قَالَ أَبُو سعيد: أَحسب الرجل الَّذِي سَأَلَ قَتله خَالِد بن الْوَلِيد رضي الله عنه الْجَواب أَنه هُنَاكَ لم يقطع بِأَنَّهُ خَالِد بن الْوَلِيد، بل قَالَ على سَبِيل الحسبان مَعَ احْتِمَال أَن كلا مِنْهُمَا قصد ذَلِك. وَقَوله:(فلأضرب) بِالنّصب والجزم، ويروى فَأَضْرب، بِالنّصب فَقَط وَالْفَاء فِيهِ زَائِدَة، قَالَه الْأَخْفَش أَو هِيَ: فَاء السبية الَّتِي ينصب بعْدهَا الْفِعْل الْمُضَارع، وَاللَّام بالكسرى بِمَعْنى: كي، وَجَاز اجْتِمَاعهمَا لِأَنَّهُمَا لأمر وَاحِد وَهُوَ الجزائية لِكَوْنِهِمَا جَوَابا لِلْأَمْرِ. قَوْله:(يَمْرُقُونَ) أَي: يخرجُون. قَوْله: (من الرَّمية)، بِفَتْح الرَّاء فعيلة من الرَّمْي للْمَفْعُول وَهُوَ المرمي كالصيد. قَوْله:(إِلَى نصله) هُوَ حد يَد السهْم. قَوْله: (رصافة) جمع الرصفة بالراء وَالصَّاد الْمُهْملَة وَالْفَاء وَهِي عصبَة تلوى فَوق مدْخل النصل. قَوْله: (فَلَا يُوجد فِيهِ شَيْء) أَي: من أثر النّفُوذ فِي الصَّيْد من الدَّم وَنَحْوه. قَوْله: (نضيه) بِفَتْح النُّون وَكسر الضَّاد الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف وَهُوَ الْقدح أَي: عود السهْم، وَقيل: هُوَ مَا بَين النصل والريش. قَوْله: (إِلَى قذذة جمع القذة بِضَم الْقَاف وَتَشْديد الذَّال الْمُعْجَمَة وَهُوَ ريش السهْم. قَوْله: (سبق الفرث وَالدَّم بِحَيْثُ لم يتَعَلَّق بِهِ شَيْء مِنْهُمَا وَلم يظْهر أثرهما فِيهِ. والفرث مَا يجْتَمع فِي الكرش، وَقيل: إِنَّمَا يُقَال: فرث مَا دَامَ فِي الكرش، قَالَه الْجَوْهَرِي والقزاز، وَهَذَا تَشْبِيه أَي: طاعاتهم لَا يحصل لَهُم مِنْهَا ثَوَاب لأَنهم مرقوا من الدّين بِحَسب اعتقاداتهم، وَقيل: المُرَاد من الدّين طَاعَة الإِمَام وهم الْخَوَارِج. قَوْله: (يخرجُون على خير فرقة) أَي: أفضل طَائِفَة، وَهَذِه رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: يخرجُون على حِين فرقة، بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالنُّون أَي: على زمَان افْتِرَاق الْأمة. قَوْله: (آيَتهم) أَي: غلامتهم. قَوْله: (إِحْدَى يَدَيْهِ) مثنى الْيَد، ويروى: ثدييه، بالثاء الْمُثَلَّثَة تَثْنِيَة ثدي، قَوْله:(الْبضْعَة) بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة الْقطعَة من اللَّحْم. قَوْله: (تدَرْدر) بالدالين الْمُهْمَلَتَيْنِ وتكرار الرَّاء أَي: تضطرب وتتحرك، وَأَصله تتدردر بالتاءين فحذفت إِحْدَاهمَا للتَّخْفِيف، وَهَذَا الشَّخْص إِمَّا

ص: 193

أَمِيرهمْ وَإِمَّا رجل مِنْهُم خَرجُوا على عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه وَهُوَ قَاتلهم بالنهروان بِقرب الْمَدَائِن. قَوْله: (فالتمس) على صِيغَة الْمَجْهُول.

وَفِيه: معْجزَة للنَّبِي صلى الله عليه وسلم، ومنقبة لأمير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه.

6164 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مُقاتِل أبُو الحَسَنِ أخبرنَا عَبْدُ الله أخبرنَا الأوْزَاعِيُّ قَالَ: حدّثني ابنُ شِهابٍ عَنْ حمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمانِ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَجُلاً أتَى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رسولَ الله {هَلَكْتُ. قَالَ: وَيْحَكَ؟ قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى أهْلِي فِي رَمَضَان. قَالَ: أعْتِقْ رَقْبَةً. قَالَ: مَا أجِدُها، قَالَ: فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ، قَالَ: لَا أسْتَطِيعُ. قَالَ: فأطْعِمْ مسِكيناً} قَالَ: مَا أجِدُ، فَأَتَى بِعَرَق فَقَالَ: خُذْهُ فَتَصَدَّقْ بِهِ. فَقَالَ: يَا رسولَ الله {أعَلَى غَيْرِ أهْلِي؟ فَوالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا بَيْنَ طُنُبي المدِينَةِ أحْوَجُ مِنِّي فَضَحِكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ أنْيابُهُ، قَالَ: خُذْهُ، ثُمَّ قَالَ: أطْعمْهُ أهْلَكَ.

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله عَن الزُّهْرِيّ: (وَيلك) على مَا يَأْتِي الْآن وَعبد الله هُوَ ابْن الْمُبَارك.

والْحَدِيث مضى فِي كتاب الصّيام فِي: بَاب إِذا جَامع فِي رَمَضَان وَلم يكن لَهُ شَيْء، وَفِي الْبَاب الَّذِي يَلِيهِ أَيْضا، وَفِي الْبَاب الَّذِي قبله عَن عَائِشَة رضي الله عنها وَمضى عَن قريب أَيْضا فِي: بَاب التبسم والضحك، وتكرر الْكَلَام فِيهِ. وَنَذْكُر هُنَا بعض شَيْء.

فَقَوله: (قَالَ: وَيحك) أَي: وَيحك مَاذَا فعلت؟ قَالَ: وَقعت على أَهلِي أَي: جامعتها. قَوْله: (فَأتى) على صِيغَة الْمَجْهُول أَي: أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم، بعرق بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَالرَّاء وَهُوَ زنبيل منسوج من نسائج الخوص، وكل شَيْء مضفور فَهُوَ عرف وعرقة بِفَتْح الرَّاء فيهمَا. قَوْله: طنبى الْمَدِينَة الطنب بِضَم الطَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون النُّون النَّاحِيَة، وأرادنا حيتي الْمَدِينَة، وَقَالَ ابْن التِّين ضبط فِي رِوَايَة الشَّيْخ أبي الْحسن بِفتْحَتَيْنِ، وَفِي رِوَايَة أبي ذَر بِضَمَّتَيْنِ، وَالْأَصْل ضم النُّون وتسكن تَخْفِيفًا، وأصل الطنب حَبل الخباء وَالْجمع الْأَطْنَاب، قَالَ الْكرْمَانِي: شبه الْمَدِينَة بفسطاط مَضْرُوب وحرتاها بالطنبين، أَرَادَ مَا بَين لابتيها أحْوج مِنْهُ، ويروى: أفقر مني، وَهِي رِوَايَة الْكشميهني. قَوْله:(فَضَحِك النَّبِي صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَت أنيابه) وَقد تقدم قَرِيبا فِي: بَاب التبسم، أَنه ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه، والأنياب فِي وسط الْأَسْنَان والنواجذ فِي آخرهَا، وَالْجَوَاب بِأَنَّهُ لَا مُنَافَاة بَينهمَا، وَأَيْضًا قد يُطلق كل مِنْهُمَا على الآخر. قَوْله:(قَالَ خُذْهُ ثمَّ قَالَ: أطْعمهُ أهلك) فِي رِوَايَة الْكشميهني.

تابَعَهُ يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ

أَي: تَابع الْأَوْزَاعِيّ يُونُس بن يزِيد فِي رِوَايَته عَن الزُّهْرِيّ، وَقد وصل الْبَيْهَقِيّ هَذِه الْمُتَابَعَة من طَرِيق عتبَة بن خَالِد عَن الزُّهْرِيّ بِتَمَامِهِ، فَقَالَ فِي رِوَايَته: وَيحك وَمَا ذَاك؟

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمانِ بنُ خالِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَيْلَكَ

عبد الرَّحْمَن بن خَالِد بن مُسَافر الفهمي، وَكَانَ أَمِير مصر لهشام بن عبد الْملك، قَالَ ابْن يُونُس: مَاتَ فِي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة، يَعْنِي: قَالَ عبد الرَّحْمَن هَذَا: وَيلك، بدل وَيحك. وَهَذَا التَّعْلِيق وَصله الطَّحَاوِيّ من طَرِيق اللَّيْث حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن خَالِد عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِيهِ، فَقَالَ مَالك: وَيلك، قَالَ: وَقعت على أَهلِي

الحَدِيث.

6165 -

حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمانِ حَدثنَا الوَلِيدُ حَدثنَا أبُوا عَمرو الأوْزاعِيُّ قَالَ: حدّثني ابنُ شِهابٍ الزُهْرِيُّ عَنْ عَطاءِ بنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه أنَّ أعْرابِيًّا قَالَ: يَا رسولَ الله} أخْبِرْنِي عَنِ الهِجْرَةِ. فَقَالَ: وَيْحَكَ! إِنَّ شَأْن الهِجْرَةِ شَدِيدَةٌ فَهَلْ لَكَ مِنْ إبل؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ تُؤَدِّي صَدَقَتَها؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فاعْمَلْ مِنْ وراءِ البِحارِ فإِنَّ الله لَنْ يَتْرِكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئاً.

ص: 194

لَا تتَوَجَّه الْمُطَابقَة بَين هَذَا الحَدِيث والترجمة إلَاّ على قَول من يَقُول: إِن لفظ: ويل، وويح كِلَاهُمَا بِمَعْنى وَاحِد، كَمَا ذَكرْنَاهُ عَن قريب.

والوليد هُوَ ابْن مُسلم الدِّمَشْقِي، وَأَبُو عَمْرو وَهُوَ عبد الرَّحْمَن الْأَوْزَاعِيّ.

والْحَدِيث مضى فِي الْهِجْرَة عَن عَليّ بن عبد الله وَعَن مُحَمَّد بن يُوسُف

إِلَى آخِره، وَمضى الْكَلَام فِيهِ.

قَوْله: (أَخْبرنِي عَن الْهِجْرَة) وَهِي ترك الوطن إِلَى الْمَدِينَة. قَوْله: (وَيحك إِن شَاءَ الْهِجْرَة شَدِيد) قيل: كَانَ هَذَا قبل الْفَتْح فِيمَن أسلم من غير أهل مَكَّة كَأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم يحذرهُ شدَّة الْهِجْرَة ومفارقة الْأَهْل والوطن، وَكَانَت هجرته وُصُوله إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. قَوْله:(فَهَل لَك من إبل؟ قَالَ: نعم قَالَ: فَهَل تُؤدِّي صدقتها؟) أَي: زَكَاتهَا، وَلم يسْأَل عَن غَيرهَا من الْأَعْمَال الْوَاجِبَة عَلَيْهِ لِأَن حرص النُّفُوس على المَال أَشد من حرصها على الْأَعْمَال الْبَدَنِيَّة. قَوْله:(فاعمل من وَرَاء الْبحار) بِالْبَاء الْمُوَحدَة والحاء الْمُهْملَة وَهُوَ جمع بحرة، وَهِي الْقرْيَة سميت بحرة لاتساعها والمعني: فاعمل من وَرَاء الْقرى (فَإِن الله لن يتْرك) وَوَقع فِي رِوَايَة الْكشميهني بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة من فَوق وبالجيم وَهُوَ تَصْحِيف، قَوْله:(لن يتْرك) أَي: ينْقصك. قَالَ الله تَعَالَى: {وَلنْ يتركم أَعمالكُم} (مُحَمَّد: 35) ومادته من وتر يترترة إِذا نَقصه، وَاصل يتر يُوتر حذفت الْوَاو لوقوعها بَين الْيَاء والكسرة، ويروى: لن يتْرك من التّرْك وَالْكَاف أَصْلِيَّة. وَحَاصِل الْمَعْنى: أَن الْقيام بِحَق الْهِجْرَة شَدِيد فاعمل الْخَيْر حَيْثُ مَا كنت لِأَنَّك إِذا أدّيت فرض الله فَلَا تبالِ أَن نُقِيم فِي بَيْتك وَإِن كَانَ أبعد الْبعيد من الْمَدِينَة فَإِن الله لَا يضيع أجر عَمَلك.

6166 -

حدَّثنا عَبْدُ الله بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ حدّثنا خالِدُ بنُ الْحَارِث حدّثنا شعْبَةُ عَنْ واقِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أبي عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَيْلَكُمْ أوْ وَيْحَكُمْ. قَالَ شُعْبَةُ: شَكَّ هُوَ. لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ. وَقَالَ النَّضْرُ عنْ شُعْبَةَ: وَيْحَكُمْ، وَقَالَ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أبِيهِ: وَيْلَكُمْ أَو وَيْحَكُمْ.

بقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (وَيْلكُمْ) وَعبد الله بن عبد الْوَهَّاب أَبُو مُحَمَّد الحَجبي الْبَصْرِيّ، وخَالِد بن الْحَارِث الهُجَيْمِي، وواقد بِالْقَافِ ابْن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب رضي الله عنه وَالنضْر بِسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَة ابْن سُهَيْل، وَعمر بن مُحَمَّد أَخُو وَاقد.

وَهَذَا الحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ فِي مَوَاضِع فِي أَوَاخِر الْمَغَازِي فِي: بَاب حجَّة الْوَدَاع أخرجه عَن يحيى بن سُلَيْمَان عَن ابْن وهب عَن عمر بن مُحَمَّد أَن أَبَاهُ حَدثهُ عَن ابْن عمر

إِلَى آخِره مطولا. وَأخرجه أَيْضا مطولا فِي: بَاب قَوْله تَعَالَى: { (94) يَا أَيهَا الَّذين. . من قوم} (الحجرات: 11) وَأخرجه أَيْضا فِي الدِّيات عَن أبي الْوَلِيد، وَفِي الْفِتَن عَن حجاج بن منهال، وَفِي الْحُدُود عَن مُحَمَّد بن عبد الله.

قَوْله: (أَو وَيحكم) شكّ من الرَّاوِي قَوْله: (قَالَ شُعْبَة: شكّ هُوَ) يَعْنِي: شَيْخه وَاقد بن مُحَمَّد. قَوْله: (لَا ترجعوا بعدِي كفَّارًا) يَعْنِي: بتكفير النَّاس كَفعل الْخَوَارِج إِذا استعرضوا النَّاس، وَقيل: هم أهل الرِّدَّة قَتلهمْ الصّديق رضي الله عنه وَقيل: الْخَوَارِج يكفرون بِالزِّنَا وَالْقَتْل وَنَحْوهمَا من الْكَبَائِر، وَقيل: أَرَادَ إِذا فعله كل وَاحِد مستحلاً لقتل صَاحبه فَهُوَ كَافِر. قَوْله: (وَقَالَ النَّضر عَن شُعْبَة) يَعْنِي بِهَذَا السَّنَد: (وَيحكم) لم يشك. قَوْله: (وَقَالَ عمر بن مُحَمَّد) هُوَ أَخُو وَاقد الْمَذْكُور (عَن أَبِيه) يَعْنِي مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر عَن جده ابْن عمر: (وَيْلكُمْ أَو وَيحكم) يَعْنِي مثل مَا قَالَ أَخُوهُ وَاقد، فَدلَّ على أَن الشَّك من مُحَمَّد بن زيدبن عبد الله بن عمر أَو مِمَّن فَوْقه.

6167 -

حدَّثنا عَمْرُو بنُ عاصمٍ حَدثنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتادَةَ عَنْ أنَسٍ أنَّ رّخلاً مِنْ أهْلِ البادِيَةِ أتَى النبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رسولَ الله! مَتَى السَّاعَةُ قائِمَةٌ؟ قَالَ: وَيْلَكَ وَمَا أعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: مَا أعْدَدْتُ لَهَا إلَاّ إنِّي أُحِبُّ الله ورسُولَهُ. قَالَ: إنكَ مَعَ مَنْ أحْبَبْتَ، فَقُلْنا: وَنَحْنُ كَذالِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَفَرحْنا يَوْمَئِذٍ فَرَحاً شَدِيداً، فَمَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ وكانَ مِنْ أقْرَانِي فَقَالَ: إنْ أُخِّرَ فَقَالَ: إنْ أُخِّرَ هاذَا فَلَنْ يُدْرِكَهُ الهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ

ص: 195