الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علم ينذر بِهِ، وَقيل: سَمَّاهُ باسم الْمُنْذر بن عمر والساعدي الخزرجي الصَّحَابِيّ الْمَشْهُور من رَهْط أبي أسيد، وَأَبُو غَسَّان بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْديد السِّين الْمُهْملَة اسْمه مُحَمَّد بن مطرف بِكَسْر الرَّاء الْمُشَدّدَة، وَأَبُو حَازِم بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي سَلمَة بن دِينَار الْأَعْرَج، وَسَهل هُوَ ابْن سعد السَّاعِي، وَأَبُو أسيد بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف واسْمه مَالك بن ربيعَة السَّاعِدِيّ الْأنْصَارِيّ.
والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الْأَدَب أَيْضا عَن أبي بكر بن إِسْحَاق وَمُحَمّد بن سهل.
قَوْله: (فَوَضعه) أَي: فَوَضعه النَّبِي صلى الله عليه وسلم على فخذاه إِكْرَاما. قَوْله: (فلهي النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِكَسْر الْهَاء وَفتحهَا. أَي: اشْتغل بِشَيْء كَانَ بَين يَدَيْهِ فَاحْتمل أَي: رفع. قَوْله: (فاستفاق) أَي: فرغ من اشْتِغَاله كَمَا يُقَال: أَفَاق من مَرضه وَلم ير الصَّبِي، فَقَالَ:(أَيْن الصَّبِي)، فَقَالَ أَبُو أسيد: قلبناه أَي: صرفناه إِلَى الْبَيْت، وَذكر ابْن التِّين أَنه وَقع فِي رِوَايَة: أقلبناه بِزِيَادَة همزَة فِي أَوله، قَالَ: وَالصَّوَاب حذفهَا وأثبته غَيره لُغَة. وَقَالَ الْكرْمَانِي: أقلبناه لُغَة فِي: قلبناه، فَلَا سَهْو فِي زِيَادَة الْألف. قَوْله:(وَلَكِن) قد علم أَنه للاستدراك، فَأَيْنَ الْمُسْتَدْرك مِنْهُ؟ وَأجِيب: بِأَن تَقْدِيره لَيْسَ ذَلِك الَّذِي عبر عَنهُ بفلان اسْمه بل هُوَ الْمُنْذر.
6192 -
حدَّثنا صَدَقَةُ بنُ الفَضْلِ أخبرنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَطاءِ بنِ أبي مَيْمُونَةَ عَنْ أبي رافِعٍ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ أنَّ زَيْنَبَ كانَ اسْمُها بَرَّةَ فَقِيلَ: تُزَكِّي نَفْسَها فَسَمَّاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: زَيْنَبَ.
مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِن فِيهِ تَحْويل إسم برة إِلَى زَيْنَب. وَمُحَمّد بن جَعْفَر هُوَ غنْدر، وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة مولى أنس بن مَالك، وَأَبُو رَافع نفيع بِضَم النُّون وَفتح الْفَاء الصَّائِغ الْمدنِي ثمَّ الْبَصْرِيّ.
والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الاسْتِئْذَان عَن أبي بكر ابْن أبي شيبَة وَغَيره. وَأخرجه ابْن مَاجَه فِي الْأَدَب عَن أبي بكر بن أبي شيبَة.
قَوْله: (أَن زَيْنَب) هِيَ بنت جحش أم الْمُؤمنِينَ كَانَ اسْمهَا برة بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَشْديد الرَّاء أَو هِيَ: زَيْنَب بنت أم سَلمَة ربيبة النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَغير النَّبِي صلى الله عليه وسلم إسم كل مِنْهُمَا إِلَى زَيْنَب، وروى مُسلم عَن زَيْنَب بنت أم سَلمَة قَالَت: سميت برة، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: لَا تزكوا أَنفسكُم، فَالله أعلم بِأَهْل الْبر مِنْكُم، فَقَالُوا: مَا نسميها؟ قَالَ: سَموهَا زَيْنَب.
6193 -
حدَّثنا إبْرَاهِيمُ بنُ مُوسَى حدّثنا هِشامٌ أنَّ ابنَ جُرَيْجٍ أخْبَرَهُمْ قَالَ: أَخْبرنِي عَبْدُ الحَمِيدِ ابنُ جُبَيْرِ بنِ شَيْبَةَ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ فَحَدَّثَنِي أنَّ جَدَّهُ حَزْناً قَدِمَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: اسْمِي حَزْنٌ. قَالَ: بَلْ أنْتَ سَهْلٌ. قَالَ: مَا أَنا بمُغَيِّرٍ إسْماً سَمَّانِيهِ أبي. قَالَ ابنُ المُسَيَّب: فَما زَالَتْ فِينا الحُزُونَةُ بَعْدُ. (انْظُر الحَدِيث 6190) .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَإِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن زيد الْفراء أَبُو إِسْحَاق الرَّازِيّ يعرف بالصغير وَهِشَام هُوَ ابْن يُوسُف الصَّنْعَانِيّ، وَابْن جريج هُوَ عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج، وَعبد الحميد بن جُبَير بِضَم الْجِيم وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة ابْن شيبَة بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة الحجي.
قَوْله: (حَدثنَا هِشَام) ويروى: أخبرنَا هِشَام. قَوْله: (أَن جده حزنا) قَالَ الْكرْمَانِي: هَذَا الْإِسْنَاد مَقْطُوع انْقَطع رجل من الْبَين وَالْأولَى أَي الرِّوَايَة الأولى وَهِي الَّتِي سبقت قبل هَذِه أولى لِأَنَّهُ روى عَن أَبِيه عَن جده، قيل: هَذَا على قَاعِدَة الشَّافِعِي: إِن الْمُرْسل إِذا جَاءَ مَوْصُولا من وَجه آخر يبين صِحَة مخرج الْمُرْسل.
109 -
(بابُ مَنْ سَمَّي بأسْماءِ الأنْبِياءِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان من سمى ابْنه أَو أحدا من جِهَته باسم نَبِي من الْأَنْبِيَاء عليهم السلام وَهُوَ جَائِز، وَقد قَالَ سعيد بن الْمسيب: أحب الْأَسْمَاء إِلَى الله أَسمَاء الْأَنْبِيَاء عليهم السلام وَقد قَالَ صلى الله عليه وسلم: سموا باسمي، وَهَذَا يرد قَول من كره التَّسْمِيَة بأسماء الْأَنْبِيَاء، وَهِي رِوَايَة جَاءَت عَن عمر بن الْخطاب رضي الله عنه من طَرِيق قَتَادَة عَن سَالم بن أبي الْجَعْد وَذكر الطَّبَرِيّ، وَحجَّة هَذَا القَوْل حَدِيث الحكم بن عَطِيَّة عَن ثَابت عَن أنس رَفعه: تسمون أَوْلَادكُم مُحَمَّدًا ثمَّ تلعنونهم؟ وَالْحكم هَذَا ضَعِيف ذكره البُخَارِيّ فِي الضُّعَفَاء، قَالَ: وَكَانَ أَبُو الْوَلِيد يُضعفهُ.
وَقَالَ أنَسٌ: قَبَّلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، إبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَهُ
هَذَا تَعْلِيق فِي رِوَايَة أبي ذَر عَن الْكشميهني، وَكَذَا فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ. وَأخرجه البُخَارِيّ مَوْصُولا فِي الْجَنَائِز.
6194 -
حدَّثنا ابنُ نُمَيْرٍ حَدثنَا مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ حدّثنا إسْماعِيل قُلْتُ ل ابنِ أبي أوْفَى: رأيتَ إبْرَاهِيمَ بنَ النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: ماتَ صَغِيراً، ولوْ قُضِيَ أَن يَكُونَ بَعْدَ محَمَّد صلى الله عليه وسلم نَبِيٌّ عاشَ ابْنُهُ لَكِن لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَابْن نمير بِضَم النُّون وَفتح الْمِيم هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير نسب لجده، وَمُحَمّد بن بشر بِكَسْر الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة الْعَبْدي، وَإِسْمَاعِيل هُوَ ابْن أبي خَالِد البَجلِيّ، وكل هَؤُلَاءِ كوفيون، وَابْن أبي أوفى عبد الله الصَّحَابِيّ ابْن الصَّحَابِيّ، وَاسم أبي أوفى عَلْقَمَة.
والْحَدِيث أخرجه ابْن مَاجَه فِي الْجَنَائِز عَن ابْن نمير شيخ البُخَارِيّ عَن مُحَمَّد بن بشر.
قَوْله: (مَاتَ صَغِيرا) كَانَ عمره حِين مَاتَ ثَمَانِيَة عشر شهرا، وَكَانَ مَوته فِي ذِي الْحجَّة سنة عشر وَدفن بِالبَقِيعِ. قَالَ الْكرْمَانِي: الْمَفْهُوم من جَوَابه إِن ظَاهره لَا يُطَابق السُّؤَال لِأَنَّهُ قَالَ: رَأَيْت إِبْرَاهِيم؟ يَعْنِي: هَل رَأَيْته؟ فَقَالَ: مَاتَ صَغِيرا فَهَذَا لَيْسَ جَوَابه، ثمَّ أجَاب بقوله: الظَّاهِر أَنه رَآهُ مَاتَ صَغِيرا. قَوْله: (وَلَو قضي) على صِيغَة الْمَجْهُول أَي: لَو قدر الله أَن يكون بعده نَبيا لعاش، وَلكنه خَاتم النَّبِيين.
6195 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ أخبرنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِيّ بنِ ثابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ البَراءَ قَالَ: لمَّا ماتَ إبْرَاهِيمُ عليه السلام قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ لَهُ مُرْضِعاً فِي الجَنَّةِ. (انْظُر الحَدِيث 1312 وطرفه) .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. والْحَدِيث مضى فِي الْجَنَائِز عَن أبي الْوَلِيد، وَفِي صفة الْجنَّة عَن حجاج بن منهال وَهُوَ من أَفْرَاده.
قَوْله: (مُرْضعًا) قَالَ الْخطابِيّ: بِضَم الْمِيم أَي: من يتم رضاعه، وَبِفَتْحِهَا أَي: إِن لَهُ رضَاعًا فِي الْجنَّة، وَفِي (الصِّحَاح) : امْرَأَة مرضع. أَي: لَهَا ولد ترْضِعه فَهِيَ مُرْضِعَة بِضَم أَوله، فَإِن وصفتها بإرضاعه قلت: مُرْضِعَة، يَعْنِي بِفَتْح الْمِيم قيل: الْمَعْنى يَصح وَلَكِن لم يروه أحد بِفَتْح الْمِيم، وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ: أَن لَهُ مُرْضعًا ترْضِعه فِي الْجنَّة.
6196 -
حدَّثنا آدَمُ حدَّثنا شُعْبَةُ عَنْ حُصَيْنِ بنِ حُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمانِ عَنْ سالِمِ بنِ أبي الجَعْدِ عَنْ جابِرِ بن عَبْدِ الله الأنْصارِيّ، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: سَمُّوا باسْمِي وَلَا تكتَنُوا بِكُنْيَتِي فإِنما أَنا قاسِمٌ أقْسِمُ بَيْنَكُمْ.
مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: (سموا باسمي) وآدَم هُوَ ابْن أبي إِيَاس، وحصين بِضَم الْحَاء وَفتح الصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ.
والْحَدِيث مضى عَن قريب فِي: بَاب قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم: سموا باسمي، وَمضى الْكَلَام فِيهِ.
قَوْله: (أَنا قَاسم) إِشَارَة إِلَى أَن هَذِه الكنية تصدق على النَّبِي صلى الله عليه وسلم، لِأَنَّهُ يقسم مَال الله بَين الْمُسلمين، وَغَيره لَيْسَ بِهَذِهِ الْمرتبَة.
وَفِيه: إِشْعَار بِأَن الكنية إِنَّمَا تكون بِسَبَب وصف صَحِيح فِي المكنى بِهِ.
ورواهُ أنَسٌ عَنِ النبيّ صلى الله عليه وسلم
أَي: روى هَذَا الحَدِيث أنس بن مَالك عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَمضى الْكَلَام فِيهِ فِي: بَاب قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم: سموا باسمي.
6197 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إسْماعيِلَ حَدثنَا أبُوا عَوانَةَ حدّثنا أبُو حَصِينٍ عَنْ أبي صالِحٍ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَن النبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمُّوا باسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي، وَمَنْ رَآنِي فِي المَنامِ فَقَدْ رآنِي فإِنَّ الشَّيْطانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.