المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌اكتشافات العصر واختصاص الله بعلم ما في الأرحام - فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - جـ ١٥

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌التداوي بحليب المرأة

- ‌بيع الكلى وشراؤها

- ‌علاج العشق

- ‌وصايا نبوية منامية لفك السحر

- ‌زراعة الشعر

- ‌إزالة آثار البهاق بالمكياج

- ‌زراعة الأسنان

- ‌تجميد الحيوانات المنوية

- ‌إزالة لحمية الأنف بالليزر

- ‌إجراء التجارب على الحيوانات

- ‌استخدام المخدرات لتسكين الآلام

- ‌عمليات فصل التوائم

- ‌النظر إلى صور العورات لطلاب علم التشريح

- ‌ترقيع البكارة للستر على الذنب

- ‌المتاجرة في بيع "الفياجرا

- ‌خطأ الطبيب

- ‌أساور تخفيفِ الشحنات الكهربائية

- ‌هل من تغيير خلق الله تقويم الأسنان

- ‌الامتناع عن الفحص لتشخيص العقم

- ‌الولادة القيصرية دون الحاجة الطبية

- ‌أسئلة في الحجامة

- ‌برد الأسنان بعد تقويمها

- ‌علاج الكلاب

- ‌هرمون النمو لزيادة الطول

- ‌التلقيح الخارجي

- ‌القدر وتغير معدل العمر بالتقدم الطبي

- ‌إجراء التجارب على الحيوانات

- ‌التنويم المغناطيسي في العلاج الطبي

- ‌التهجين بين البهائم

- ‌هل تقع الرؤيا على أول تأويل لها

- ‌تعبير الرؤى

- ‌دفع بلاء الحرب بسورة الأنعام

- ‌رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الجديد

- ‌كيف نجمع بين هذين الحديثين

- ‌حجز مكان في المسجد

- ‌المسبوق بالصلاة هل يدخل مع المتمّ

- ‌زكاة الأرض التجارية

- ‌المسبوق في صلاة الجنازة

- ‌تداهمني خواطر الرياء

- ‌زكاة مساهمات الأراضي

- ‌صلاة المنفرد خلف الصف

- ‌من أتبع من العلماء

- ‌أفضلية ميامن الصفوف

- ‌هل أدخل في الصلاة الحاضرة بنية الفائتة

- ‌هل يزاد في صلاة المغرب رابعة لتصير شفعاً للمتطوع

- ‌تعزية النصارى

- ‌تأجير جزء من المسجد

- ‌رش الماء على قبر الميت

- ‌زكاة الأرض

- ‌قراءة الفاتحة على روح الميِّت

- ‌الجماعة الثانية في المسجد

- ‌سماع الميت ما يجرى حوله

- ‌بناء دورات المياه أسفل المسجد

- ‌لبس الأصفر من الثياب

- ‌الأناشيد المصحوبة بمؤثرات صوتية

- ‌حبس الحيوان المؤذي حتى الموت

- ‌حق المدير في الإذن للموظفين بالخروج

- ‌من أين كان كَسْب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌هل الذبيح إسحق أم إسماعيل

- ‌السلام على المنشغل بتلاوة القرآن

- ‌وجوب مساعدة الفلسطينيين في حصارهم

- ‌هل الغاية عبادة الله أم دخول الجنة

- ‌لماذا النساء هن الأقل في الجنة

- ‌الحكمة من عِدة المتوفى عنها زوجها

- ‌مشاركة المسلم في شعائر دفن الكفار

- ‌هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأكل

- ‌قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) هل يشمل السنة

- ‌دفن الميت من غير إذن الورثة

- ‌ما جاء في (لمعة الاعتقاد) من تفويض الإمام أحمد للمعنى

- ‌هل يرى المؤمن في القبر أهل الجنة

- ‌قول (سيدنا) للرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة

- ‌الاقتراض للحج والعمرة

- ‌الاستدلال بتفضيل صلاة الجماعة على عدم وجوبها

- ‌تأثير الصلاة على المصلين

- ‌عبارة "الله يخونك إذا خنتني

- ‌موقع المأموم الواحد مع الإمام

- ‌الصلاة عن يسار الإمام

- ‌الصلاة على الحرير

- ‌إقامة صلاة العيد في الصحراء

- ‌الصلاة على المنتحر والترحم عليه

- ‌الاقتداء بالمسبوق في الصلاة

- ‌الصلاة في مسجد قبلته إلى قبر

- ‌الأمر بقتل الحيات

- ‌صلاة الأطفال خلف الإمام

- ‌فتح البيت للتعزية

- ‌أحرم بالحج ولم يستطع إكماله

- ‌دفن المسلم في مقابر النصارى

- ‌زكاة الزروع

- ‌انقطاع الصف في الصلاة

- ‌النياحة على الشهداء

- ‌مرّت بالميقات وهي حائض

- ‌هَمَّ بالزنى ولم يفعل فهل يأثم

- ‌الصلاة على الميت بعد دفنه

- ‌آداب زيارة المسجد النبوي

- ‌دفنت ولم يُصلَّ عليها، فما العمل

- ‌الصلاة في مدرسة بها مقبرة

- ‌(التثويب) في الأذان الأول أم الثاني

- ‌القصائد البوصيرية والبغدادية

- ‌صوم يوم الشك

- ‌الاحتجاج بالقرآن فقط

- ‌مشي النساء خلف الجنازة

- ‌الاحتفاظ بشعر الميت للذكرى

- ‌خطورة التساهل في التكفير

- ‌السعر المعتبر في الزكاة

- ‌هل تجب عليَّ المبادرة إلى الحج

- ‌إقامة الدورات العلمية للنساء في المساجد

- ‌اصطحاب الأطفال للمسجد

- ‌حكم زكاة الفطر

- ‌زكاة الفطر عن الجنين

- ‌إخراج زكاة الفطر نقداً

- ‌حكم زكاة الفطر

- ‌وقت إخراج زكاة الفطر

- ‌تأخير زكاة الفطر عن وقتها

- ‌زكاة مساهمات الأراضي

- ‌حكم الكلام والضحك في المسجد

- ‌مسألة: العذر بالجهل

- ‌زكاة الأرض والأسهم البنكية

- ‌الصلاة في الكنيسة

- ‌السفر للصلاة على الميت

- ‌استئجار مكان لأداء صلاة الجمعة

- ‌كفر سابَّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌متى يجب حلق العانة

- ‌مسجد بني على قبر

- ‌حكم العزاء ومدته

- ‌مقدار زكاة الزروع

- ‌إتمام المسبوق صلاته

- ‌النوم عن صلاة الفجر

- ‌النية في الأركان العملية

- ‌رفع القبر وكتابة بعض الآيات عليه

- ‌قص الشارب وحلقه

- ‌متى تزكى هذه المساهمات

- ‌الإرضاع بقصد تحريم النكاح بين الأولاد

- ‌أبُو الزوجِ الكافرُ هل هو مَحْرم

- ‌الصلاة في مسجد به قبر

- ‌مسلم يشك في دينه

- ‌تأخير الحج بدون عذر

- ‌هل يشرع أن يقترض ليحج

- ‌العمرة واجبة في العمر مرة

- ‌الصلاة على الميت قبل تغسيله

- ‌حلق اللحية

- ‌وفاء الدين قبل الحج

- ‌حكم الحج عمَّن مات ولم يحج

- ‌زكاة الأسهم

- ‌حكم الحج عمَّن قد حج فرضه

- ‌حكم الختان للذكر والأنثى

- ‌هل على الطفل إتمام العمرة

- ‌حج الصبي لا يجزئه عن حجة الإسلام

- ‌الترفيه الرياضي داخل المسجد

- ‌كيفية إحرام الصبي ولوازمه

- ‌كيف أخرج زكاة تلك المحلات

- ‌صلاة الجماعة

- ‌بم تدرك الركعة والجماعة

- ‌تعدد المصليات في المكان الواحد

- ‌الجلوس عند القبر بعد الدفن

- ‌متابعة المسبوق لإمامه

- ‌التوجيه لمعنى حديث: لا يدخل النار ولد زنية

- ‌من أدرك خامسة الإمام

- ‌تغسيل المرأة زوجها بعد الموت

- ‌تحذير الرسول من فتنة النساء وحبه لهن

- ‌مظاهر الكِبْر

- ‌تحقيقات شعيب الأرناؤوط

- ‌صلاة مدمن الخمر

- ‌السفر للسلام على القبر النبوي

- ‌الوعظ والدعاء بعد الدفن

- ‌يصلي ولكنه يفعل المعاصي

- ‌نبش القبور لهدف ديني

- ‌حلق شعر الميت

- ‌الاستعاضة عن المسجد بقاعة

- ‌إعادة الدفن في القبور القديمة

- ‌أوصى بدفنه في قبر زوجته

- ‌إحساس الميت بمن يزوره

- ‌الكفريات في الأعمال الأدبية

- ‌الرد على منكري السنة

- ‌زكاة العقارات المؤجرة

- ‌الحلف بجاه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌بيع المساويك في ساحة المسجد

- ‌تحديد يوم لزيارة المقبرة

- ‌دفن الميت ولم يغسل

- ‌عمل الخير ابتغاء الثناء

- ‌زكاة الحدائق المثمرة

- ‌حكم بناء المسجد في المقبرة

- ‌فناء النار

- ‌أيهما أفضل: العمرة في أشهر الحج أم في رمضان

- ‌قضاء الفوائت هل يعم النوافل

- ‌يريد الزواج بنصرانية قد زنى بها

- ‌إذا تاب المرتد فهل يقبل سابق عمله

- ‌القرض والإقتراض في المسجد

- ‌نقل الميت إلى مقبرة أخرى

- ‌غيرة الله على قلب المؤمن

- ‌إجراءات احتمال الحرب هل تنافي التوكل

- ‌متى وأين توزع زكاة الفطر

- ‌الصلاة في مسجد بسوره قبر

- ‌صلاة الغائب على شهداء العراق

- ‌هل لساحات المسجد حكم المسجد

- ‌ترك التشهد الأول سهواً

- ‌كيفية حساب الرضعات الخمس

- ‌هل الضار والمذل من أسماء الله

- ‌المستحب في السواك

- ‌دخول النصارى إلى المساجد

- ‌تنازل عن حقه في الميراث لأحد الورثة

- ‌شروط نكاح الكتابية

- ‌لبس الشعر المستعار

- ‌وطء سجاد المصليات بالأحذية

- ‌صلاة الطلاب قبل جماعة المسجد

- ‌التخلص من شرك الخوف

- ‌إقامة وليمة لأهل الميت

- ‌السيارات المعدة للتأجير هل فيها زكاة

- ‌كيف يزكى المحل التجاري

- ‌اسم النبي وأحب الأسماء إلى الله

- ‌صلاة الأطفال مع الفذ في الصلاة

- ‌الرياء وجدولة العبادات

- ‌لديه هيكل عظمي بشري فكيف يتصرف فيه

- ‌هل يعتمر دون إذن والده

- ‌الصلاة على الغائب

- ‌آداب الطفل في المسجد

- ‌متى تدرك الركعة

- ‌جلوس الكافر في المسجد

- ‌قراءة القرآن عند القبور

- ‌كشف وجه الميت في القبر

- ‌وجود قبره صلى الله عليه وسلم داخل المسجد النبوي

- ‌هل تحج وتترك أبناءها

- ‌القيام للجنازة

- ‌الحج وتأمين مستقبل الأبناء

- ‌التنقيب عن الآثار الفرعونية

- ‌منع المبتدعة من المساجد

- ‌كتابة اسم الميت على قبره

- ‌الفرق بين الكبائر ونواقض الإسلام

- ‌نوى النذر بقلبه دون أن ينطق به، فهل يلزمه

- ‌جملة (سخافة الأقدار)

- ‌الصلاة داخل المتجر

- ‌دفع الرسوم لإدارة المسجد

- ‌هل فرش المسجد بالسجاد بدعة

- ‌هل يقتل المسلم بالوراثة إذا ارتدَّ

- ‌صلاة الغائب على موتى الزلازل

- ‌الصوم وضعف البنية

- ‌ترك الإسلام واعتنق النصرانية

- ‌موضع الخاتم من الأصابع

- ‌زكاة أسهم بنك لا يزال في طور التأسيس

- ‌إعادة الصلاة على الميت

- ‌تحويل الميت من قبر إلى آخر

- ‌بناء المقابر

- ‌دعوة القساوسة لحضور افتتاح المساجد

- ‌مكبرات الصوت والتشويش على المصلين

- ‌من لم تفته تكبيرة الإحرام أربعين يوماً

- ‌الإكراه وعقوبة الردة

- ‌النعي عبر رسائل الجوال

- ‌الإحرام قبل الميقات

- ‌زكاة الوديعة المدخرة في البنك الإسلامي

- ‌يقرأ سوراً خاصة عند قبر أبيه

- ‌كيف الجمع بين استحباب التجمل واستحباب البذاذة

- ‌زخرفة جدران المسجد بالآيات

- ‌هل هذا من النعي الممنوع

- ‌كيف التوفيق بين هذه الآية وهذا الحديث

- ‌هل تلزمني صلاة الجماعة في هذا المسجد

- ‌دحض الدعوى بأن الإعجاز العلمي من إخبار الشياطين

- ‌اشتراط النية للمتمتع

- ‌قضاء الصلاة عن الميت

- ‌حقيقة تنعم الشهداء في الجنة

- ‌هل رأتِ الملائكة اللهَ سبحانه

- ‌الحكم على الكافر المعيَّن بالنار

- ‌تدوين السنة

- ‌صلاحية الإسلام لهذا الزمان

- ‌أثر المال المشبوه على الحج والعمرة

- ‌رهن المبيع بثمنه

- ‌ما العمل إذا تعذَّر تغسيل الميت

- ‌عمولات مواقع تصفح الإعلانات

- ‌تعليق الصليب في العنق

- ‌الصلاة عند القبور

- ‌هل المسجد النبوي حرمٌ

- ‌قضاء الصلاة عن الميت

- ‌صلى الإمام ركعة زائدة، فهل يعتدّ بها المسبوق

- ‌زكاة الأرض الممنوحة أو المعدة للسكن

- ‌غسل الميت وتكفينه

- ‌تعليق الإعلانات بالمساجد

- ‌تكرار الصلاة على الجنازة

- ‌الصائم يأكل أو يشرب ناسياً

- ‌هل العزم على الفطر مفطِّرٌ

- ‌الجمع بين نية النذر وصوم رمضان

- ‌محرم المرأة في الحج

- ‌هل من نوى الإفطار يفطر

- ‌زكاة ناتج الأرض المستأجرة

- ‌إخراج زكاة الفطر لحما

- ‌الانتظار وقوفاً حتى تقام الصلاة

- ‌مضاعفة الصلوات في مساجد مكة

- ‌من يساعدها في تغسيل زوجها

- ‌وضع الحواجز بين الرجال والنساء في الصلاة

- ‌متى يكون السواك عند الوضوء

- ‌بيع المسجد للمصلحة

- ‌صوم المعتوه وفاقد الذاكرة

- ‌إذا أكل الصائم ناسيا فهل ينبه

- ‌زكاة السيارة

- ‌هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه

- ‌الدليل على قيام المرأة وسط النساء إذا أمّتهن

- ‌بيع الوكيل وشراؤه لنفسه

- ‌صلاة المأمومين أمام الإمام في المسجد الحرام

- ‌وصف النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌تحويل المسجد إلى منزل

- ‌التخلف عن صلاة الجماعة

- ‌هل هذا من النعي

- ‌صفة الصلاة على الجنازة

- ‌تقدّم المأمومين على الإمام في الاصطفاف للصلاة

- ‌زكاة مشاريع الدواجن

- ‌هل يحس الميت بزائريه

- ‌أخذ آل البيت من الصدقة بعد تعطّل الخمس

- ‌مصلى المدرسة هل يأخذ أحكام المسجد

- ‌هل تُقتل جميع الوزغات لأجل وزغٍ نفخ على إبراهيم عليه السلام

- ‌تعزية الكفار

- ‌الصلاة في محل العمل

- ‌هل شراء العروض بالنقود يقطع الحول

- ‌الإفتاء بالأيسر من الأقوال

- ‌تقبيل اليد

- ‌هل مكة معصومة من الزلازل

- ‌مدة السفر الذي يجوز فيه القصر والجمع

- ‌تقبيل ربطة اليد عند الفوز

- ‌توكلت على الله وعليك

- ‌ما يشرع فعله بالميت عند موته

- ‌زكاة النخيل

- ‌تحويل المقابر إلى منتزهات

- ‌هل الاستغاثة بغير الله شرك أكبر

- ‌لماذا لا يكون طلب الدعاء من الميت شركاً أكبر كالاستغاثة به

- ‌انهيار القبر بعد الانتهاء من الدفن

- ‌الحلف بغير الله شرك أكبر أم أصغر

- ‌أوصت بنقل جثمانها إلى بلدٍ آخر

- ‌ينام عن الصلاة ويسأل عن الترتيب في قضائها

- ‌كيف نوفِّق بين هذين الحديثين

- ‌هل تضاعف السيئة في مكة

- ‌تحويل مسجد إلى منزل للإمام

- ‌زكاة المقهى

- ‌سب شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌النكاح بدون مهر

- ‌الفرق بين (يحرم) و (لا يجوز)

- ‌الزواج العرفي بحضور الولي

- ‌هل لتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أصل

- ‌الدعاء بـ (يا مُسهِّل)

- ‌فضل صلاة الفجر

- ‌استئجار قاعة للصلاة تقام فيها شعائر نصرانية

- ‌وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بـ (برء العليل)

- ‌الصلاة في مركز إسلامي اشتُرِي بمال الربا

- ‌اصطحاب القواعد من غير محارم للحج

- ‌كيّ موضع السجود

- ‌الفرق بين العقيدة والشريعة

- ‌صبغ يد المتوفاة بالحناء

- ‌الاستثمار في القُرى السياحية

- ‌كسب أبي حرام فهل أقبل نفقته

- ‌حديث النار التي تحشر الناس في الشام

- ‌زكاة المال الحرام

- ‌زكاة الأرض المشتراه بقصد الاستثمار

- ‌هل يصح الصيام ممن لا يصلي

- ‌كتابة الآيات بالدم

- ‌الصدقة على غير المسلمين

- ‌الاتزان في الحب والبغض

- ‌فسخَ العمرةَ ولم يكن قد اشترط

- ‌قبول هدايا الكفار في أعيادهم

- ‌الانحراف اليسير عن القبلة

- ‌قطع آذان البهائم

- ‌هل خلاف الصحابة في رؤية النبي ربه خلاف في الأصول

- ‌رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في اليقظة

- ‌نفقه ومتعة المطلقة

- ‌إذا كان المصير مقدراً فَلِمَ العمل

- ‌تسمية بعض النبات بـ "عباد الشمس

- ‌لماذا لا نأذن لهم بالدعوة كما أذنوا لنا بها في بلادهم

- ‌طلَّق مُكرهاً

- ‌هل يجوز العمل في هذه المنظمة

- ‌اتخاذ الوسائد ذات التصاوير

- ‌زكاة القطن

- ‌دخول محارم الميت عليه

- ‌هل الخواطر والوساوس تؤثر في الإيمان

- ‌أجور قراء العزاء

- ‌بيع المساويك في ساحة المسجد

- ‌زيارة المعتدة لأمها المريضة

- ‌السفر من أجل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أحب الناس إذا خدرت الرِّجل

- ‌إثبات صلة العقيدة بالأخلاق

- ‌رسوم اشتراك على مرتادي المسجد

- ‌توزيع الإعلانات التجارية في المساجد

- ‌هل خُتم الرسل بمحمد كما خُتم به الأنبياء

- ‌بعض اليهود والنصارى يعفون لحاهم، فهل نخالفهم بحلقها

- ‌خبرُ همّ النبي عليه الصلاة والسلام بإلقاء نفسه من ذروة جبل

- ‌غرابة محاولة الرسول صلى الله عليه وسلم التردي

- ‌هل للنبي صلى الله عليه وسلم علمٌ باطنيٌ

- ‌فضل الصلاة في الروضة بالمسجد النبوي

- ‌هل يترك ابنه في بيئة كافرة

- ‌هل يحج بدون موافقة مرجعه في العمل

- ‌الفرق بين الكافر والفاجر

- ‌اكتشافات العصر واختصاص الله بعلم ما في الأرحام

- ‌السكن مع الكفار

- ‌أباطيل الشيعة

- ‌سكرات الموت وضمة القبر هل تطال المؤمنَ

- ‌طلب العون من الأولياء الأموات

- ‌حج المرأة النفساء

- ‌خاتم النبوة

- ‌مسجد أقيم على مقبرة

- ‌الفرق بين سجودنا إلى الكعبة وسجودهم لأصنامهم

- ‌معنى: "وأنا الدهر

- ‌رفع الصوت بالسلام في المسجد

- ‌معنى "لا إله إلا الله

- ‌إطلاق النفاق على المعين

- ‌حديث: (من كانت الدنيا همّه…) والحرص على طلب الرزق

- ‌قاعدة: "من لم يكفر الكافر

- ‌لمز الصحابي بذنبه الذي تاب منه

- ‌الصلاة على الفرش الملون

- ‌كيفية استخدام القاعة الكبرى للمسجد

- ‌إمامة الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء

- ‌لم يسهموا في بناء المسجد، فهل يُمنعون من دخوله

- ‌هل يصلى على ما بتر من الجسم البشري

- ‌حكم الصلاة في المسجد الأموي

- ‌هل يبلى جسد الشهيد في قبره

- ‌تقبيل القبر

- ‌المنفي في قوله "ليس كمثله شيء

- ‌إخراج زكاة القمح نقداً

- ‌الإسماعيلية

- ‌الدخول بالزوجة قبل بلوغها

- ‌الزكاة على الأخت في كنف الوالد

- ‌قراءة الفاتحة على الميت

- ‌وسيلة دحض عقيدة السيخ

- ‌معنى: " وما ترددت في شيء

- ‌هل لأختي الحق في أخذ نصف قيمة المنزل

- ‌الإكراه على الكفر

الفصل: ‌اكتشافات العصر واختصاص الله بعلم ما في الأرحام

‌اكتشافات العصر واختصاص الله بعلم ما في الأرحام

!

المجيب د. محمد بن إبراهيم دودح

باحث علمي في هيئة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ 28/01/1427هـ

السؤال

أود أن أستفسر عن بعض الأمور التي أفكر فيها كثيراً، ولا أجد لها جواباً، ومنها سؤالان هما:

1-

قال تعالى: "ويجعل من يشاء عقيماً" فقد فكرتُ في هذه الآية، وخطر على بالي موضوع العمليات التي تجرى اليوم وثبت نجاحها، وهي ما يسمى بـ (عمليات أطفال الأنابيب) ، فهل من كان عقيماً يستطيع إجراء هذه العملية المذكورة آنفاً، وبالتالي يكون له أطفال، مع أن هذا الأمر (العقم) قدَّره الله عليه؟

2-

قال تعالى: "ويعلم ما في الأرحام". عندما نظرت في هذه الآية تذكرت أن العلم الحديث استطاع معرفة ما في رحم الأم هل هو ذكر أم أنثى، فطالما أن الآية أفادت أن علم ما في الأرحام يختص به الله وحده سبحانه، فكيف يعلم الأطباء -اليوم- ما في رحم المرأة هل هو ذكر أم أنثى؟ أرجو أن ترشدوني.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:

فأقول مستعينا بالعلي القدير -سبحانه- القادر وحده على كل شيء:

في قوله تعالى: "لِلّهِ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذّكُورَ أَوْ يُزَوّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً إِنّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ"[الشورى:49-50] ؛ بيان بنفاذ مشيئة الله في كل شيء وطلاقة قدرته تعالى، والعقم اصطلاحا: حالة لا أمل في علاجها كما في حال الفشل الدائم للخصيتين أو المبيضين، أما إذا عولجت الحالة فلا تسمى حينئذ عقما أصلا، وإنما ضعفا في الخصوبة لأسباب يمكن بوسيلة أو أخرى علاجها، فإن شفيت حالة فهي ضعف في الخصوبة، وأما العقم فلا علاج له.

ومن أصول الإيمان اليقين بأنه لا يقع شيء إلا بقدر الله وفق ما يشاء تعالى، فإن تقدم الطب وتمكن من معرفة بعض الأسباب المانعة للحمل وتمكن من علاجها فهو بقدر الله تعالى، وإن لم يتمكن الطب من علاج بعض حالات غير ممكنة العلاج أو مجهولة الأسباب فهو بقدر الله تعالى، وليس لأحد أن يدعي العلم بقدر الله تعالى.

وتتكون جميع بويضات المرأة عندما تكون جنينا ثم تنضج بويضة كل شهرين من كل مبيض بالتتابع عند البلوغ، ويستمر نضوج بويضة شهريًّا خلال فترة خصوبة المرأة حتى تستنفذ رصيدها من البويضات عند بلوغ سن اليأس، ولذا ينقطع الأمل في الإنجاب بكِبر الزوجة، بينما لا ينقطع بكِبر الزوج.

ص: 461

والعجيب أن يفرّق الذكر الحكيم بين عدم إنجاب المرأة مع الأمل بسبب كِبر الزوج بلفظ "عاقر"، وبين انقطاع الأمل بسبب كِبرها هي بلفظ "عقيم"؛ فلم يَحِد عن وصف حال زوجة زكريا عليهما السلام عند كِبره بلفظ "عاقر"، يقول تعالى:"ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيّآ إِذْ نَادَىَ رَبّهُ نِدَآءً خَفِيّاً قَالَ رَبّ إِنّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنّي وَاشْتَعَلَ الرّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبّ شَقِيّاً وَإِنّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَآئِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لّدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبّ رَضِيّاً يَزَكَرِيّآ إِنّا نُبَشّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىَ لَمْ نَجْعَل لّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً قَالَ رَبّ أَنّىَ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبّكَ هُوَ عَلَيّ هَيّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً"[مريم:2-9]، ويقول تعالى:"هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيّا رَبّهُ قَالَ رَبّ هَبْ لِي مِن لّدُنْكَ ذُرّيّةً طَيّبَةً إِنّكَ سَمِيعُ الدّعَآءِ فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلّي فِي الْمِحْرَابِ أَنّ اللهَ يُبَشّرُكَ بِيَحْيَىَ مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍ مّنَ اللهِ وَسَيّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مّنَ الصّالِحِينَ قَالَ رَبّ أَنّىَ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ"[آل عمران:38-40] ، ومع اليأس من الحمل وانقطاع الأمل لكِبر الزوجة عدل في وصف حال زوجة إبراهيم عليهما السلام إلى التعبير بلفظ "عقيم"، يقول تعالى:"هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مّنكَرُونَ فَرَاغَ إِلَىَ أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لَا تَخَفْ وَبَشّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلَيمٍ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرّةٍ فَصَكّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ قَالُواْ كَذَلِكِ قَالَ رَبّكِ إِنّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ"[الذاريات:24-30] ، فالفارق أن زوجة إبراهيم "عجوز" بينما لم يمثل كِبر الزوجين فارقا، يقول تعالى:"وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىَ قَالُواْ سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ فَلَمّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لَا تَخَفْ إِنّا أُرْسِلْنَا إِلَىَ قَوْمِ لُوطٍ وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهََذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنّ هََذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُوَاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنّهُ حَمِيدٌ مّجِيدٌ"[هود:69-73] .

ص: 462

والتمييز بين اللفظين على لساني زكريا وامرأة إبراهيم -عليهم جميعا السلام- إنما هو في علم البشر، بينما قضت مشيئة الله تعالى لكليهما بالذرية، وإذا غابت مشيئة الله تعالى عن مدارك هؤلاء على فضلهم وفاجأهم قضاؤه فكيف يدعي اليوم من هو دونهم العلم بالغيب، ويتوهَّم أن الله حكم بالعقم على شخص فنجح طبيب في علاجه معارضًا المشيئة العلية! ، وهل يُعارض قدر الله تعالى أحد!.

وفي قوله تعالى: "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَآ إِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُهَا وَلَا حَبّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلاّ فِي كِتَابٍ مّبِينٍ"[الأنعام:59] ؛ قصرت الآية الكريمة العلم التفصيلي المسبق بكل مقدر الحدوث قبل وقوعه على الله –تعالى- وحده، وجعلته غيبا عن علم البشر.

وذكر القرآن خمسا تتعلق بحياة الإنسان ومصيره؛ يقول تعالى: "إِنّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السّاعَةِ وَيُنَزّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنّ اللهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ"[لقمان:34] ، أطلق التعبير (وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ) على الله فشمل كل مغيب عن مشروع الإنسان المقبل ومستقبله ومصيره بعد الحساب مما ليس بمقدور بشر إدراكه فضلا عن الإحاطة بتفاصيله.

ولا يعارض القرآن إذن معرفة الطب حاليًّا ببعض أحوال الجنين، لأن المحجوب هو العلم المحيط به قبل أن يخلَّق.

وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: كيف نوفق بين علم الأطباء الآن بذكورة الجنين وأنوثته، وقوله تعالى:) وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ) ؟ فأجاب بقوله: "قبل أن أتكلم عن هذه المسألة أحب أن أبين أنه لا يمكن أن يتعارض صريح القرآن الكريم مع الواقع أبداً، وأنه إذا ظهر في الواقع ما ظاهره المعارضة فإما أن يكون الواقع مجرد دعوى لا حقيقة له، وإما أن يكون القرآن الكريم غير صريح في معارضته؛ لأن صريح القرآن الكريم وحقيقة الواقع كلاهما قطعي، ولا يمكن تعارض القطعيين أبداً، فإذا تبين ذلك فقد قيل: إنهم الآن توصلوا بواسطة الآلات الدقيقة للكشف عما في الأرحام، والعلم بكونه أنثى أو ذكراً، فإن كان ما قيل باطلاً فلا كلام، وإن كان صدقاً فإنه لا يعارض الآية، حيث إن الآية تدل على أمر غيبي هو متعلق علم الله تعالى في هذه الأمور الخمسة، والأمور الغيبية في حال الجنين هي: مقدار مدته في بطن أمه وحياته وعمله ورزقه، وشقاوته أو سعادته، وكونه ذكراً أم أنثى قبل أن يخلَّق، أما بعد أن يخلق فليس العلم بذكورته أو أنوثته من علم الغيب؛ لأنه بتخليقه صار من علم الشهادة، إلا أنه مستتر في الظلمات الثلاث التي لو أزيلت لتبين أمره.

ص: 463

ولا يبعد أن يكون فيما خلق الله تعالى من الأشعة أشعة قوية تخترق هذه الظلمات حتى يتبين الجنين ذكراً أم أنثى.. قال ابن كثير رحمه الله..: (وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكراً أو أنثى أو شقياً أو سعيداً علم الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء من خلقه) ..، وإذا كانت الآية لا تتناول ما بعد التخليق، وإنما يراد بها ما قبله فليس فيها ما يعارض ما قيل من العلم بذكورة الجنين وأنوثته..، ولا يمكن أن يناقض صريح القرآن الكريم أمراً معلوماً بالعيان" [مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح بن العثيمين] .

وعندما يُصَب المني في المجاري التناسلية للمرأة ينقبض الرحم ويغور للداخل بسبب مادة منوية تسمى بروستاجلاندين (Prostaglandin) ويعينها تقلص لا إرادي يقع للمرأة يصاحب نشوة الجماع (Orgasm) ، وبهذا يعمل الرحم عمل المضخ (pumpaction) بطريقة تماثل عمل شفاطة لبن الثدي المطاطية التي تنقبض لتدفع الهواء، ومع الانبساط يقل الضغط داخلها فتشفط اللبن، وبالمثل ينبسط الرحم لاحقا فيعين الحيوانات المنوية على بلوغ البويضة قرب نهاية قناة الرحم، ولذا لا يقل دوره هذا أهمية عن دوره في حفظ الحمل على طول مراحله، حيث يزداد حجما بما يتناسب ومتطلبات الجنين، وتحمل البويضة نصف عدد الفتائل الوراثية (الكروموزومات) ، ويحمل الحوين النصف الآخر، وتتسابق الحيوانات المنوية وتعلو في المجاري التناسلية للمرأة ليحقق الفوز في بلوغ البويضة وإخصابها إما حيوان يحمل شارة الذكورة (كروموزوم بهيئة Y) فيكون الجنين المرتقب ذكراً -بإذن الله- وإما حيوان يحمل شارة الأنوثة (كروموزوم بهيئة X) فيكون الجنين أنثى بإذن الله، والبويضة الملقحة (Zygot) أشبه ما تكون بقطيرة أو "نطفة" لكنها تعرض لمن يمكنه القراءة كتابا بمشروع الجنين، وقبل تلقيح البويضة وتشكل الخريطة الوراثية وتخلَّق الجنين لا يمكن الحديث طبيًّا عن جنسه أو صفاته الجسدية، وبتلقيحها تتضاعف الفتائل الوراثية، وبالانقسام تتزايد الخلايا وبنمو الجنين يزداد الرحم، ولذا يعتبر الحمل كله وجوها من الازدياد.

وفي قوله تعالى: "اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلّ أُنثَىَ وَمَا تَغِيضُ الأرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ"[الرعد:8-9] ، أكدت الآية الكريمة قصر العلم التفصيلي المسبق بكل مقدر الحدوث قبل وقوعه على الله تعالى وحده، لكنها جمعت لله تعالى وحده ما هو بالنسبة للبشر غيب لم يقع بعد، فضلا عما هو شهادة متحقق الحدوث، وراعت ترتيب علم الله تعالى بالغيب بالنسبة للبشر ليناظر غيض الأرحام وترتيب العلم بالشهادة ليناظر زيادتها، ويعرف هذا الأسلوب عند اللغويين باسم "اللف والنشر" ويعني أن الأرحام تغيض قبيل تخلّق الجنين وازديادها، وبالفعل ينقبض الرحم ويغور للداخل قبل وقوع الإخصاب، وتشكل الخريطة الوراثية، ولا يمكن لأحد حينئذ سوى الله تعالى وحده العلم بخصائص الجنين أو ذكورته وأنوثته.

ص: 464

وفعل (تَغِيضُ) منسوب ابتداء في الآية الكريمة إلى (الأرْحَام) ، وفي مقابل الازدياد خاصة يفيد كما في اللغة الغور والنقصان، وكذلك في القرآن؛ يقول تعالى:"وَقِيلَ يَأَرْضُ ابْلَعِي مَآءَكِ وَيَسَمَآءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَآءُ"[هود:44]، ويقول تعالى:"أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً"[الكهف:41]، ويقول تعالى:"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مّعِينٍ"[الملك:30]، وفي لسان العرب:"غاض الماء يغيض غيضا.. نقص أو غار"[لسان العرب (7/201) ] .

والخلاصة أن الله تعالى يعلم بمستقبل ومصير الإنسان المقبل الذي لم يتخلق بعد حال غيض الأرحام تماما كما هو حال زيادتها بعد تخلقه.

ويأتي الحديث مؤيدا نسق القرآن الكريم في قصر الغيب المطلق عن علم البشر على حال غيض الأرحام قبل تخلق الجنين دون حال ازديادها بعد تخلقه؛ ففي الحديث الذي رواه البخاري وغير واحد: "عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي –صلى الله عليه وسلم قال: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله، لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله) " [صحيح البخاري (6/2687) ، (4/1733) ، تفسير ابن كثير (2/503) ، تفسير الثوري (1/239) ، الدر المنثور (3/277) ، صحيح ابن حبان (1/273) ، السنن الكبرى (6/370) ، عمدة القاري (18/313) ، (25/86) ، التمهيد لابن عبد البر (24/379) ] .

قال ابن كثير: "هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها فلا يعلمها أحد.. فعلم وقت الساعة لا يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب.. وكذلك إنزال الغيث لا يعلمه إلا الله، ولكن إذا أمر به علمته الملائكة، ومن يشاء الله من خلقه، وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه، ولكن إذا أمر علمته الملائكة، ومن شاء الله من خلقه، وكذا لا تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت.. وقد وردت السنة بتسمية هذه الخمس مفاتيح الغيب"[تفسير ابن كثير (3/454) ] .

وقد ورد في الحديث أن الملائكة تعلم بحال الجنين منذ بدء تكون النطفة، ففي الحديث الذي رواه البخاري وغير واحد: عن أنس بن مالك –رضي الله عنه عن النبي –صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل وكل بالرحم ملكا يقول: يا رب نطفة، يا رب علقة، يا رب مضغة. فإذا أراد أن يقضي خلقه، قال: أذكر أم أنثى؟ شقي أم سعيد؟ فما الرزق والأجل؟ فيكتب في بطن أمه". [صحيح البخاري (1/121) ، (3/1213) ، (6/2433) ، وصحيح مسلم (4/2038) ، مسند أحمد (3/116) ، (3/148) ] .

ص: 465

يقول فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني: "وإذًا هناك نصوص قد بينت بجلاء أن الأمر المحجوب عن علم غير الله إنما هو في مرحلة ما قبل تكون الجنين، فعلمنا أن الأرحام قبل أن تزداد حتى يراها كل المحيطين بالحامل تعاني من حالة تقلص وانكماش وغور ونقصان، وفي تلك الفترة حال الجنين المرتقب محجوب عن علم غير الله تعالى..، (فهو) مفتاح من مفاتيح الغيب يفتح على أبواب مغلقة، ولا يملكه دون الخالق سبحانه أحد.. وأما حمل الغيض على دم الحيض (أو السقط) فلا يتفق مع كونه مفتاحا للغيب لأنه لن ينشأ منه جنين، وبإجماع علماء المسلمين مفتاح الغيب متعلق بالإنسان الذي سيخلق وقد تقرر في علم الله تعالى أن له مستقبلا مغيبا وليس دم الحيض (أو السقط) كذلك.

وفي مرحلة الغيض يستحيل على إنسان أن يعرف صفات الجنين المقبل.. ولو جئت بصفين؛ وقلت: أنا سأصنع من هذه الأحجار بناء هل سيعلم أحد السامعين يقينا أيكون من الصفين مدرسة أم مستشفى؟ فيلا أم عمارة؟ هكذا الجنين في مرحلة الغيض لا يعلم أحد -غير الله تعالى- بما سيكون عليه حاله" [من مقالات الشيخ عبد المجيد الزنداني] .

ولو افترضنا جدلا إذن إمكان قراءة الخريطة الوراثية عند تخلق الجنين ومعرفة صفاته وجنسه فلن ينقض هذا نصوص الوحي.

ص: 466