الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من أتبع من العلماء
؟
المجيب د. عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ 10/8/1422
السؤال
أنا إنسان قلق أقف على مفترق طرق الحيرة تقلقني حيث أجد نفسي في مأزق كامن في كوني مأموراً بسؤال أهل الذكر واتباعهم وهم ففي نظري ونظر البعض في طرفين:
علماء وضعتهم حكوماتهم ودولهم بشكل رسمي للفتيا، وعلى الطرف الآخر من يقف مناهضاً يكفرهم ويكفر حكوماتهم ويصف فتواهم وكلامهم بأنه يتمشى مع رغبات الدولة بعيداً عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكل من الطرفين يورد أدلة يحيرني ولا أدري الحق مع من منهم، وأني سائلكم أن تنقذوني وتوضحوا لي الحق فأنا في انتظار جوابكم.
الجواب
ينبغي عدم التعجل في تكفير الأشخاص أو المؤسسات والحذر من ذلك، والتحرّز من الانزلاق في التكفير دون علم أو تثبت، فالكفر حكم شرعي متلقى عن صاحب الشريعة، والتكفير حق الله تعالى، فلا بد من مراعاة ضوابط التكفير وموانعه، والالتفات إلى عوارض الأهلية، ومن ذلك التفريق بين التكفير المطلق وتكفير المعين ومراعاة العذر بالجهل، وتحقق قيام الحجة، ومانع التأول في التكفير، واعتبار المقاصد في باب التكفير.
وكما نحذر من الغلو والإفراط، ففي المقابل نحذر من مسلك التبرير والتهوين، فلا يغلق باب الردة فيحكم بإسلام من ظهر كفره بالحجة والبرهان، فإن كان إخراج رجل من الإسلام من الأمور العظام، فكذا العكس.
وما أورده السائل من نقد لبعض أهل العلم فنوصي السائل بتقدير أهل العلم والانتفاع بعلومهم، وإن احتيج إلى الكلام فيهم فلا يكون ذلك إلا بعلم وعدل، وأن يحذر من التقول والتخرص، أو الظلم والتعدي، لا سيما وأن لحوم العلماء مسمومة، وأن يُعنى باتباع الحق والدليل، وألا يتبع العالم في زلته، وكما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه:" واحذروا زيغة الحكيم " وعلى السائل أن يتجنب هذا التهويل الذي عرض له، وذلك بأن يلجأ إلى ربه وينكسر بين يديه، ويسأله أن يهديه لما اختلف من الحق بإذنه. وأن يشتغل بما ينفعه من العلم النافع والعمل الصالح والله أعلم.