الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كيفية استخدام القاعة الكبرى للمسجد
المجيب د. أحمد بن محمد الخضيري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإٌسلامية
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ 26/1/1425هـ
السؤال
اقتنى الإخوة مركزاً إسلاميًّا ضخماً في كندا، وتم تأسيس عملية الشراء على نية استخدام المركز لاستيعاب ما شاء الله من مختلف مجالات الأنشطة التعبدية، والاجتماعية والثقافية التي تتطلع إليها الجالية في بلاد الغربة، وتمت الدعاية أثناء عملية جمع التبرعات لتوفير تكلفة شرائه على ضوء مخطط بُيِّن فيه توزيع منشآت المركز على مختلف الأنشطة التي وُعد بإنجازها، وكان من ضمن ما بُيِّن في المخطط تسمية الجزء الأمامي من القاعة الكبرى مسجداً في حين سمي جزؤها الخلفي قاعة متعددة الأغراض ثم قدر الله أن نشب خلاف في كيفية استخدام القاعة الكبرى، فإذا نحن فريقان متنازعان: فريق يرى المضي على ما بُيَّن في المخطط على اعتبار أن المركز في حكم الوقف، وأن مجال استخدام الوقف شرعاً ينحصر فيما انعقدت عليه كلمة الالتزام الأولى عند عقد صفقة الشراء، والذي قامت على أساسه الدعاية لجمع تبرعات المحسنين من المسلمين، وفريق آخر يوجب استخدام القاعة كلها مسجداً ولا يجيز إجراء غير المسجد عليها سواء فصل بين جزأيها أم لا، ومستند هذا الفريق أن القاعة وإنْ الْتُزم ابتداءً تقسيمها إلا أن مجرد استخدام الجزء المبرمج لأن يكون قاعة متعددة الأغراض للصلاة أحالها مسجداً وألحقها بحكم المساجد، يشار إلى أن متزعم الفريق الثاني كان له الدور الفعَّال في الدعاية لجمع التبرعات على ضوء المخطط المذكور والمنصوص فيه على التقسيم، وسافر به إلى خارج كندا، واستخدمه لإقناع المحسنين بدعم مشروع شراء المركز، كما أنه لا يقول بإلحاق أجزاء أخرى من المركز بحكم المساجد مع استخدامها للتوسع في صلوات الجمعة والعيدين عند ازدحام الناس ختاماً نشير إلى أن عدم استخدام القاعة في غير الأنشطة التعبدية يكلف إدارة المركز مصاريف إضافية عالية؛ لتأجير مكان آخر، لاحتواء وتنظيم بعض الأنشطة التي كانت من أهداف شراء المركز مثل إحياء احتفال العيدين لتحسيس أطفال الجالية بفرحة العيد في حين يظل المركز خاوياً إلا في صلوات الجمعة، والعيدين، وجمعية المركز ما زالت تتوفر على مقرها الأول الذي كان يفي بهذا الغرض، وإنما ارتأت شراء المركز الجديد؛ لتوسيع آفاق نشاطاتها، ومجالات نفع المسلمين، وإصرار الفريق الثاني على رأيه يعطل المركز عن المنافع التي أُسس من أجلها، أفتونا مأجورين.
الجواب
الذي أعلمه من واقع المساجد والمراكز في غير البلاد الإسلامية أنها توظف لإقامة كثير من المناشط الدعوية كالمحاضرات، والندوات، ويلحق بهذه المساجد صالات خاصة يلتقي فيها المسلمون، ويقيمون فيها مناسباتهم الاجتماعية، وهي بهذا تحقق مصالح عظيمة للجالية المسلمة، وتجعل صلتهم بالمسجد وأنشطته قوية، تعوضهم عما فقدوه في بلاد الغربة من المظاهر والشعائر الإسلامية، وبناء على هذا فليس من المناسب أن يقتصر الإخوة في كندا على جعل المركز الإسلامي الضخم الذي تحصلوا عليه مكاناً تؤدى الصلوات فيه فحسب، وتستبعد عنه المناشط الثقافية والاجتماعية؛ لأنهم بهذا سيحرمون المسلمين هناك من كثير من المصالح والمناشط التي يرغبونها، وقد يؤدي هذا الأمر إلى أن يزهد الناس في الحضور إلى المسجد لأداء الصلاة، وتنقطع صلتهم به بالكلية، ولا سيما أن الذين جمعوا التبرعات لهذا المركز قد أفهموا الناس أنهم سيجعلون هذا المركز مخصصاً للصلاة وللمناشط الأخرى أيضاً، فلا يجوز العدول عن هذا الوعد بلا سبب وجيه، وعلى الإخوة أن يدركوا أن القاعة الكبرى عندما تقسم إلى قسم خاص بالصلاة يعدُّ مسجداً، وقسم آخر خاص بالمناشط، ويُفصل بينهما، فلا يعني هذا أنه لا يجوز استخدام القاعة الخاصة بالمناشط لأداء الصلاة عند وجود الزحام في مثل صلاة الجمعة والعيدين، بل يمكن فعل هذا مع كون هذه القاعة خارجة عن مسمى المسجد، والصلاة فيها عند الحاجة إذا اتصلت الصفوف لا يصيرها مسجداً في الأحوال التي لا يصلي الناس فيها عادة، وهذا مثل كثير من المساجد الصغيرة إذا ازدحمت بالمصلين واضطر الناس إلى الصلاة خارجها في الطرقات، أو المحلات المجاورة لها مع اتصال الصفوف، فإن هذا لا يصيرها مسجداً بحيث تأخذ أحكام المساجد المعروفة، وأنصح هؤلاء الإخوة بالبعد عن كل ما يسبب الجدل والنزاع، وإذا وقع عندهم أي اختلاف، أو تباين في وجهات النظر أن يسألوا أهل العلم، ويأخذوا بفتواهم، وإن كانت الواقعة تحوي خلافاً كبيراً، ولها أبعاد قد يجهلها الشخص المسؤول، فالذي أراه أن يحال الأمر إلى لجنة تحكيمية تفصل فيه، على أن يتوفر في أعضاء هذه اللجنة العلم الشرعي، والأمانة، والخبرة بواقع الناس في المنطقة التي توجد فيها المشكلة، وعلى الجميع أن يتعاون، ويأخذ برأي هذه اللجنة؛ حفاظاً على وحدة الصف، والبعد عن الشقاق والنزاع.