الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[التَّرْغِيب فِي عِيَادَة المرضى وتأكيدها وَالتَّرْغِيب فِي دُعَاء الْمَرِيض]
5262 -
عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ حق الْمُسلم على الْمُسلم خمس رد السَّلَام وعيادة الْمَرِيض وَاتِّبَاع الْجَنَائِز وَإجَابَة الدعْوَة وتشميت الْعَاطِس. رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه
(1)
.
5263 -
وَفِي رِوَايَة لمُسلم حق الْمُسلم على الْمُسلم سِتّ قيل وَمَا هن يَا رَسُول الله قَالَ إِذا لَقيته فَسلم عَلَيْهِ وَإِذا دعَاك فأجبه وَإِذا استنصحك فانصح لَهُ وَإِذا عطس فَحَمدَ الله فشمته وَإِذا مرض فعده وَإِذا مَاتَ فَاتبعهُ ورواه الترمذي والنسائي
(2)
بنحو هذه.
قوله: "عن أبي هريرة" تقدم. قوله صلى الله عليه وسلم: "حق المسلم على المسلم خمس" أي واجب المسلم على المسلم كذا.
قوله: "رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس" الحديث، وفي رواية لمسلم حق المسلم على المسلم ست، فالسادسة:[وإذا] استنصحك فانصح له، وتقدم الكلام على النصح مبسوطا و [تقدم الكلام] على [رد السلام في بابه، وأما رد] السلام فهو فرض
(1)
البخاري (1240)، ومسلم (2162)، وابن ماجه (1435)، وأبو داود (5030).
(2)
مسلم (2162)، والترمذي (2737)، والنسائي (4/ 53).
بالإجماع فإن كان السلام على واحد كان الردّ فرض عين [عليه] وإن كان على جماعة كان فرض كفاية في حقهم إذا ردّ [بعضهم] سقط الحرج عن [الناس
(1)
، انتهى، وتقدم الكلام على رد السلام في بابه مبسوطا].
قوله: "وعيادة المريض"، أما عيادة المريض فسنة بالإجماع وسواء فيه من يعرفه ومن لا يعرفه، والقريب والأجنبي
(2)
ومنهم من جعلها فرض كفاية مطلقا و [قد] أوجبها أبو حنيفة وهذا في المريض المسلم، واختلف العلماء في الأوكد والأفضل منهما فإن لم يكن عند المريض من يتعهده وجبت
(3)
.
وقال صاحب الحاوي
(4)
وغيره يستحب أن يعمّ بعيادته الصديق والعدو ومن يعرفه ومن لا يعرفه لعموم الأحاديث.
والسنة في عيادة المريض التخفيف
(5)
وتكره إطالة القعود عنده لما فيه من إضجاره والتضييق عليه ومنعه من بعض تصرفاته
(6)
ولا فرق في المرض بين قليله وكثيره ومن تمام العيادة وضع اليد في يد المريض
(7)
والسؤال عن حاله والدعاء له بالشفاء والبسط له في أجله وإن رآى علامات الموت نبهه على
(1)
شرح النووي على مسلم (14/ 32).
(2)
شرح النووي على مسلم (14/ 31).
(3)
أعلام الحديث (1/ 661)، وشرح السنة (5/ 212)، وإكمال المعلم (7/ 46)، والاعلام (10/ 240).
(4)
الحاوي الكبير (3/ 4).
(5)
التمهيد (1/ 197).
(6)
المجموع (5/ 112).
(7)
شرح الصحيح (9/ 281).
الوصية والتحلل والذكر بلطف وقتا بعد وقت ولقنّه من الذكر ما ورد أن من قاله في مرض موته غفر له ونحو ذلك
(1)
.
وفي مروج الذهب
(2)
عن فقير بن مسكين قال: دخلت على الشافعي أعوده في مرض موته فقلت له: كيف أصبحت [يا أبا عبد الله؟] قال: أصبحت من الدنيا [راحلا] ولإخواني مفارقا وبكأس المنية شاربا ولا أدري إلى الجنة تصير روحي فأهنيها أم إلى النار فأعزّيها، وأنشد يقول:
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي
…
جعلت [الرجا] مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
…
بعفوك ربي كان عفوك أعظما
قال بعضهم: وللزيارة آداب منها: تطييب قلب المريض والدعاء له قبل الانصراف وأن لا يأكل ولا يضحك عنده بل يظهر له التضجر ولا يطيل الجلوس عنده إلا أن يعلم من حال المريض أنه يشتهي ذلك، ففي الحديث عيادة المريض قدر فواق ناقة وهو قدر ما بين الحلبتين من الراحة وتضم فاؤها وتفتح، قاله في النهاية
(3)
، ويحمل معه شيئا يناسب حال المريض من فاكهة ومشموم ونحوهما، واختلفوا في استحباب الزيارة للمرأة، اهـ. قاله ابن العماد في شرح العمدة
(4)
.
(1)
عمدة السالك (ص 89).
(2)
مروج الذهب للمسعودي (2/ 46)، وفقير بن مسكين لم أجد له ترجمة.
(3)
النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 479).
(4)
وهو شرح مفقود.
وأما اتباع الجنائز فسنة بالإجماع وسواء فيه من يعرفه ومن لا يعرفه وقريبه وغيرهما
(1)
، وسيأتي الكلام على ذلك في بابه، وأما إجابة الدعوة [والمراد بإجابة الدعوة إلى] وليمة ونحوها [من الطعام]، وتقدم الكلام على إجابة الدعوة مبسوطا في بابها. وأما تشميت العاطس فهو أن يقول له يرحمك الله ويقال [تشميت العاطس] بالشين المعجمة والسين المهملة لغتان مشهورتان
(2)
، الدعاء بالخير والبركة والمعجمة أعلاهما
(3)
. والأصل فيه السين المهملة فقلبت شينا معجما.
وقال صاحب المحكم
(4)
: تسميت العاطس معناه هداك الله إلى السمت، قال: وذلك لما في العطاس من الانزعاج والقلق، وقال أبو عبيد وغيره بالشين المعجمة أعلى اللغتين وتشميت العاطس سنة على الكفاية إذا فعله بعض الحاضرين سقط الأمر عن الباقين وشرطه أن يسمع قول العاطس الحمد لله
(5)
، وفي الحديث عن أنس بن مالك
(6)
قال: عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر فقال إنّ هذا حمد الله تعالى وإن هذا لم يحمد الله، رواه الجماعة إلا النسائي، وتشميت العاطس
(1)
شرح النووي على مسلم (14/ 31).
(2)
شرح النووي على مسلم (14/ 31).
(3)
الكواكب الدراري (19/ 124).
(4)
المحكم والمحيط الأعظم (8/ 471).
(5)
شرح النووي على مسلم (14/ 31 - 32).
(6)
صحيح البخاري (6221)، ومسلم (2991).
بالشين المعجمة والمهملة لغتان كما تقدم
(1)
. قال ثعلب: معناه بالمعجمة أبعد الله عنك الشماتة وبالمهملة هو من السمت وهو القصد والهدى، وأجمعت الأمة على أنه مشروع ثم اختلفوا في إيجابه فأوجبه أهل الظاهر وابن مريم من المالكية على كل من سمعه لظاهر قوله في الحديث: فحقّ على كل من سمعه أن يُشمته
(2)
.
قال القاضي: والمشهور من [مذهبه] أنه فرض كفاية وبه قال جماعة من العلماء كردّ السلام، ومذهب الشافعي وأصحابه وآخرين [أنّه] سنة وأدب وليس بواجب، وحملوا الحديث على الندب والأدب، كقوله عليه السلام: حق على كل مسلم أن يغسِل في كل سبعة أيام. قال القاضي
(3)
: واختلف العلماء في كيفية الحمد والرد واختلفت فيه الآثار فقيل: يقول الحمد لله، وقيل: يقول الحمد لله رب العالمين، وقيل: يقول الحمد لله على كل حال، وقال ابن جرير: هو مخيّر بين هذا كلّه، وهذا هو الصحيح، وأجمعوا على أنه مأمور بالحمد وأما لفظ المشمت فقيل: يقول يرحمك الله، وقيل: يقول يرحمنا الله وإياكم. قال: واختلفوا في رد العاطس على المشمت فقيل: يهديكم الله ويصلح بالكم، وقيل: يقول يعفو الله لنا ولكم، وقال مالك والشافعي: يتخير بين هذين، هذا هو الصواب، فقد صحت الأحاديث بهما. قال: ولو تكرّر
(1)
شرح النووي على مسلم (18/ 120).
(2)
شرح النووي على مسلم (18/ 120).
(3)
إكمال المعلم بفوائد مسلم (8/ 541)، وشرح النووي على مسلم (18/ 120 - 121).
العطاس فقال مالك يشمته ثلاثا ثم يسكت.
وقوله: "إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه وإذا لم يحمد الله فلا تشمتوه" هذا تصريح بالأمر بالتشميت إذا حمد العاطس وتصريح بالنهي عن تشميته إذا لم يحمد الله فيكره تشميته إذا لم يحمد فلو حمد الله ولم [يسمع] الإنسان لم يشمته. وقال مالك: لا يشمته حتى يسمع حمدَه. قال القاضي: قال بعض شيوخنا: وإنما أمر بالحمد لما حصل له عن المنفعة بخروج ما اختنق في دماغه من الأبخرة
(1)
، اهـ. قاله في الديباجة.
[فأما من روى التسميت][فأما] بالسين المهملة [من] السمت والسمت الدعاء، وقيل اشتقاق تسميت العاطس من السمت وهو الهيئة الحسنة أي جعلك الله على سمت حسن لأن هيئته تنزعج للعطاس ومنه حديث عمر: فينظرون إلى سمته وهديه أي حسنه هيئته ومنظره في الدين وليس من الحسن والجمال. وقيل: هو من السمت الطريق، يقال الزم هذا السمت وفلان حسن السمت أي حسن القصد. وأما من رواه بالشين المعجمة فيقال شمت فلان وشمتُّ عليه تشميتا فهو مُشمت واشتقاقه من الشوامت وهي القوائم [فإنه] دعاء للعاطس بالثبات على طاعة الله تعالى، وقيل معناه أبعدك الله عن الشماتة وجنّبك ما يشمت به عليك، قاله في النهاية
(2)
. والله أعلم].
(1)
شرح النووي على مسلم (18/ 121).
(2)
النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 500).
[تنبيه: في الحديث من سبق العاطس بالحمد أمن من الشَّوْص واللَّوْص والعِلَّوْص]. الشوص وجع الضرس، [وقيل] الشوصة وجع في البطن من ريح ينعقد تحت الأضلاع، وقيل التخمة. [قاله في النهاية]
(1)
. واللّوص قيل هو وجع في الرأس، والعلوص قيل هو وجع في القلب، كذا سمعناه من بعض الفضلاء. [وقال أبو الليث: الشوص وجع الضرس واللوص وجع الأذن والعلوص وجع البطن، اهـ].
فائدة في التثاؤب: قال الجوهري
(2)
: لا يقال تثاؤب وأما حدّ التثاؤب فهو التنفس الذي ينفتح منه الفم لدفع البخارات المختنقة في عضلات الفك، وهو إنما ينشأ [عن] امتلاء المعدة وثقل البدن ويورث الكسل وسوء الفهم والغفلة فإذا جرى له ذلك فليضع يده على فمه لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته ودخوله فمه وضحكه منه، وإنما قال من الشيطان وأضاف إليه لأنه هو الذي يدعو الإنسان إلى إعطاء النفس شهوتها من الطعام ويزين له ذلك وإنما قال يعني إذا بالغ في التثاؤب ضحك الشيطان فرحا بذلك. وقيل لم يتثاوب نبي قط. اهـ قاله الكرماني
(3)
.
5264 -
وَعنهُ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن الله عز وجل يَقُول يَوْم الْقِيَامَة يَا ابْن آدم مَرضت فَلم تعدني قَالَ يَا رب كَيفَ أعودك وَأَنت رب الْعَالمين قَالَ أما علمت أَن عَبدِي فلَانا مرض فَلم تعده أما علمت أَنَّك لَو
(1)
النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 509).
(2)
الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (13/ 205).
(3)
الكواكب الدراري (13/ 206).
عدته لَوَجَدْتنِي عِنْده يَا ابْن آدم استطعمتك فَلم تطعمني قَالَ يَا رب كيفَ أطعمك وَأَنت رب الْعَالمين قَالَ أما علمت أَنه استطعمك عَبدِي فلَان فَلم تطعمه أما علمت أَنَّك لَو أطعمته لوجدت ذَلِك عِنْدِي يَا ابْن آدم استسقيتك فَلم تَسْقِنِي قَالَ يَا رب وَكَيف أسقيك وَأَنت رب الْعَالمين قَالَ استسقاك عَبدِي فلَان فَلم تسقه أما إِنَّك لَو سقيته وجدت ذَلِك عِنْدِي رواه مسلم
(1)
.
قوله: "وعنه" تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني. قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده" الحديث، قال العلماء: إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والمراد العبد تشريفا وتقريبا له، قالوا: ومعنى وجدتني عنده أي وجدت ثوابي وكرامتي ويدل عليه قوله تعالى في تمام الحديث: "لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ولو سقيته لوجدت ذلك عندي" أي ثوابه والله أعلم
(2)
.
5265 -
وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عودوا المرضى وَاتبعُوا الْجَنَائِز تذكركم الْآخِرَة رَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَابْن حبَان فِي صَحِيحه
(3)
.
(1)
صحيح مسلم (43)(2569).
(2)
شرح النووي على مسلم (16/ 126).
(3)
أخرجه أحمد 3/ 48 (11445) و (11446)، والبخاري في الأدب المفرد (518)، والبزار (822 و 823/ كشف الأستار)، وابن حبان (2955). وقال الألباني: حسن =
5266 -
وَعنهُ رضي الله عنه أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول خمس من عملهن فِي يَوْم كتبه الله من أهل الْجنَّة من عَاد مَرِيضا وَشهد جَنَازَة وَصَامَ يَوْمًا وَرَاح إِلَى الْجُمُعَة وَأعْتق رَقَبَة رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه
(1)
.
5267 -
وَعَن معَاذ بن جبل رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خمس من فعل وَاحِدَة مِنْهُنَّ كَانَ ضَامِنا على الله عز وجل من عَاد مَرِيضا أَو خرج مَعَ جَنَازَة أَو خرج غازيا أَو دخل على إِمَام يُرِيد تعزيره وتوقيره أَو قعد فِي بَيته فَسلم النَّاس مِنْهُ وَسلم من النَّاس. رواه أحمد
(2)
والطبراني واللفظ له
(3)
وأبو يعلى
= صحيح - "أحكام الجنائز"(86) وصحيح الترغيب (3497) والصحيحة (1981). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.
(1)
أخرجه أبو يعلى (1043) و (1044)، وابن حبان (2771) وقال الهيثمي في المجمع (3/ 29) رجاله ثقات. وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (1023)، - صحيح الترغيب (686) و (1899) و (3470) و (3496). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.
(2)
أحمد في مسنده (22093)، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 257) الأموال لابن زنجويه (49)، والطبراني في الكبير (20/ 37)(55)، وفي الأوسط (8654)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 490)، والحاكم (1/ 212، 2/ 90). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 299): رواه الطبراني في الكبير، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام، وبقية رجاله ثقات.
قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (2/ 416) رواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبل، والطبراني واللفظ له، وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما. ورواه أبو داود في سننه من حديث أبي أمامة.
وقال الحاكم: هذا حديث رواته مصريون، ثقات، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3253). صحيح الترغيب والترهيب (3471).
(3)
الطبراني في الكبير (20/ 37)(55).
وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
(1)
، وروى أبو داود نحوه من حديث أبي أمامة
(2)
، وتقدم في الأذكار.
قوله: "وعن معاذ بن جبل" تقدم الكلام على مناقبه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله تعالى"، وذكر منهن:"من عاد مريضا" الحديث، ضامن بمعنى صاحب ضمان يعني أنه في رعاية الله تعالى. قوله:"أو دخل على إمام يعزره ويوقره" الحديث، يعزره التعزير ها هنا: الإعانة والتوقير والنصر مرة بعد مرة. وأصل التعزير: المنع والرد، فكأن من نصرته قد رددت عنه أعداءه ومنعتهم من أذاه، ولهذا قيل للتأديب الذي هو دون الحد تعزير، لأنه يمنع الجاني أن يعاود الذنب. يقال: عزرته، وعزرته، فهو من الأضداد
(3)
.
5268 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح مِنْكُم الْيَوْم صَائِما فَقَالَ أَبُو بكر أَنا فَقَالَ من أطْعم مِنْكُم الْيَوْم مِسْكينا فَقَالَ أَبُو بكر أَنا فَقَالَ من تبع مِنْكُم الْيَوْم جَنَازَة فَقَالَ أَبُو بكر أَنا قَالَ من عَاد مِنْكُم الْيَوْم
(1)
ابن خزيمة (1495) وابن حبان (372).
(2)
سنن أبي داود (2494) عن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل: رجل خرج غازيا في سبيل الله، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة، أو يرده بما نال من أجر وغنيمة، ورجل راح إلى المسجد، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة، أو يرده بما نال من أجر وغنيمة، ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل وصححه الألباني.
(3)
النهاية (3/ 228).
مَرِيضا قَالَ أَبُو بكر أَنا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا اجْتمعت هَذِه الْخِصَال قطّ فِي رجل إِلَّا دخل الْجنَّة رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه
(1)
.
5269 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من عَاد مَرِيضا ناداه مُنَاد من السَّمَاء طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الْجنَّة منزلا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَابْن مَاجَه وَاللَّفْظ لَهُ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه
(2)
كلهم من طَرِيق أبي سِنَان وَهُوَ عِيسَى بن سِنَان الْقَسْمَلِي عَن عُثْمَان بن أبي سَوْدَة عَنهُ.
وَلَفظ ابْن حبَان عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا عَاد الرجل أَخَاهُ أَو زَارَهُ قَالَ الله تَعَالَى طبت وطاب ممشاك وتبوأت منزلا فِي الْجنَّة.
قوله: "عن أبي هريرة" تقدم.
قوله: "طبتَ وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا". قوله: "من عاد مريضا" أي زاره وافتقده. سميت عيادة لأن الناس يتكررون عليه أي يرجعون، ويقال عدت المريض عودا وعيادة. ومعنى تبوأت اتخذت من الجنة منزلا.
قوله: "القِسملي" بكسر القاف واسمه عيسى بن سلمان وقيل عيسى بن سنان الشامي سكن البصرة في القسامل فنسب إليها، [فالقسمل] من الأزد].
(1)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (515)، ومسلم (12 و 87 - 1028)، وابن خزيمة (2131). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.
(2)
أخرجه ابن ماجه (1443)، والترمذي (2008)، وابن حبان (2961). وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص: 138)، وتحقيق رياض الصالحين للألباني (ص: 187).
5270 -
وَعَن ثَوْبَان رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن الْمُسلم إِذا عَاد أَخَاهُ الْمُسلم لم يزل فِي خرفة الْجنَّة حَتَّى يرجع قيل يَا رَسُول الله وَمَا خرفة الْجنَّة قَالَ جناها. رواه أحمد ومسلم واللفظ له والترمذي
(1)
خرفة الْجنَّة بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَبعدهَا رَاء سَاكِنة هُوَ مَا يخْتَرف من نخلها أَي يجتنى.
[قوله: "وعن ثوبان" هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقدم الكلام على مناقبه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" الحديث، خرفة الجنة بضم الخاء هو ما يخترف من نخلها أي يجتنى، اهـ. قاله المنذري.
قال الأصمعي
(2)
: المخارف واحدها مخرف وهو [جنا النخل] لأنه يخترف أي [يجتنى] قال بعض العلماء: أي يئول به ذلك إلى الجنة واجتناء ثمارها، واتفق العلماء على فضل عيادة المريض، وفي هذا الحديث [ذكر] فوائد العيادة عاجلا وآجلا وما أطيب وأكثر خرفة الجنة وخرفة الجنة جناها والجنا اسم ما يجتنى من [الثمر] قاله في [الحقائق]
(3)
.
5271 -
وَعَن أنس رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من تَوَضَّأ الْوضُوء وَعَاد أَخَاهُ الْمُسلم محتسبا بوعد من جَهَنَّم سبعين خَرِيفًا قلت يَا أَبَا حَمْزَة مَا
(1)
أخرجه أحمد (22407)، مسلم (2568)، الترمذي (967) وقال:"حديث ثوبان حديث حسن"، انظر: صحيح الجامع الصغير وزيادته (1948)، وصحيح الترغيب والترهيب (3/ 358) صحيح.
(2)
غريب الحديث (1/ 81)، وإكمال المعلم (8/ 37)، ومشارق الأنوار (1/ 233).
(3)
حدائق الأولياء (2/ 58).
الخريف قَالَ الْعَام رواه أبو داود
(1)
من رواية الفضل بن دلهم القصاب.
قوله: "وعن أنس" كنيته أبو حمزة.
قوله: "من توضأ فأحسن الوضوء وعاد أخاه المسلم محتسبا بوعد من جهنم مسيرة سبيعن خريفا. قلت: يا أبا حمزة وما الخريف؟ قال: العام" الحديث. يستحب لعائد المريض أن يكون على وضوء وتقدم الكلام على إحسان الوضوء في كتاب الطهارة.
قوله: "روى أبو داود من رواية الفضل ابن دَلْهَم القصاب"، الفضل بن دلهم القصاب: قال ابن معين: ضعيف، وقال مرة صالح: وقال أحمد: لا يحفظ، وقال مرة: ليس به بأس، وقال أبو داود: ليس بالقوي ولا الحافظ،
(1)
سنن أبي داود (3097) من طريق محمد بن خالد، عن الفضل بن دلهم الواسطي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك. وقال أبو داود:(والذي تفرد به البصريون منه العيادة وهو متوضئ)، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 277:(في إسناده الفضل بن دلهم القصاب، بصري وقيل: واسطي، قال يحيى بن معين: ضعيف الحديث، وقال مرة: حديثه صالح، وقال الإمام أحمد: لا يحفظ، وذكر أشياء مما أخطأ فيها، وقال مرة: ليس به بأس، وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ، فلم يفحش خطؤه حتى يبطل الاحتجاج به، ولا اقتفى أثر العدول فيسلك سنتهم، فهو غير محتج به إذا انفرد)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (558)، وضعيف الترغيب والترهيب (2/ 381)، وضعيف الجامع الصغير وزيادته (5539)، وقال الألباني: ضعيف، ضعيف أبي داود (682) وأخرجه الطبراني فىِ الأوسط (9441) عن يعقوب بن إسحاق بن الزبير الحلبي، عن أبي جعفر النفيلي، عن أبي سفيان المعمري محمد بن حميد، عن معمر بن رائد، عن ثابت، عن أنس. ويعقوب بن إسحاق شيخ الطبراني لم نقع له على ترجمة فيما بين أيدينا من المصادر.
وقال ابن حبان: هو غير محتج به إذا انفرد].
فائدة: الصواب أن عيادة الذمي مستحبة أو جائزة والقربة موقوفة على نوع حرمة [تقترن] بها من جوار أو قرابة ففي صحيح البخاري
(1)
عن أنس بن مالك قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فعرض عليه الإسلام وقال: أسلم. فنظر الغلام إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم. فأسلم. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار. ففي هذا الحديث إشارة إلى جواز عيادة المسلم مرضى أهل الذمة، وفيه أيضا إشارة إلى أنه ينبغي لعائد الذمي أن يرغِّبه في الإسلام ويبين له محاسنه ويحثّه عليه ويحرضه على معاجلته قبل أن يصير إلى حال لا ينفعه فيها توبته. وينبغي لإنسان إن دعا لذمي دعا له بالهداية ونحوها.
تتمة: لا فرق في المرض بين قليله وكثيره فتستحب العيادة ولنا وجه أن الأرمد لا يُعاد، ونقل عن المالكية، والصواب خلافه فتستحب العيادة من وجع العين لأن النبي صلى الله عليه وسلم عاد زيد بن الأرقم من رمد كان به، رواه أبو داود والحاكم والبيهقي بإسناد صحيح رجاله ثقات
(2)
.
(1)
النجم الوهاج في شرح المنهاج (3/ 9).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 375)، والبخاري في الأدب المفرد (532)، وأبو داود (3102) و الحارث في "المسند" (247 - الزوائد):، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (198)، والطبراني في معجمه الكبير (5/ 190/ 5052)، والحاكم (1265)، وعنه البيهقي في الكبرى (3/ 381) عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن زيد بن أرقم قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعيني. =
وقال ابن الصلاح في رحلته
(1)
: لا تسن عيادة الأرمد، وهذا الحديث حجة عليه ويقاس عليه وجع [الضرس والرّمد] ونحوهما.
وأما ما رواه الطبراني في [معجمه] الكبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة ليس لهم عيادة العين و [الرمد] والضرس، فقال البيهقي: الصحيح وقفه على يحيى بن أبي كثير.
(2)
قال: وأما ما رواه جابر مرفوعا لا غمّ إلا غمّ الدين ولا وجع إلا وجع العين فحديث منكر
(3)
.
= وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وله شاهد صحيح من حديث أنس بن مالك وأخرجه الحاكم (1266) من طريق الزبير بن عدي عن أنس قال: عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن أرقم من رمد كان به والحديث صححه النووي في خلاصة الأحكام (2/ 909)، وقال الألباني: حسن. صحيح أبي داود (2659) وله طريق آخر أخرجه أحمد (3/ 161)، (3/ 156)، وعبد بن حميد (270)، وابن الجعد (2244) عن جابر عن خيثمة عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه يعوده وهو يشتكى عينيه فقال أرأيت أن كان عيناك لما بهما أو نحوا من هذا كيف تصنع قال إذا اصبر واحتسب قال لو كان عيناك لما بهما لقي الله من غير ذنب.
قلت: وجابر هو الجعفي المتهم. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 308) وقال: رواه البزار وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثق.
(1)
النجم الوهاج في شرح المنهاج (3/ 9).
(2)
عمدة القاري (21/ 213) قال: روى البيهقي والطبراني مرفوعا: ثلاثة ليس لهم عيادة: العين والدمل والضرس. قلت: صحيح البيهقي أنه موقوف على يحيى بن أبي كثير،.
(3)
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (746): موضوع. رواه ابن حبان في الضعفاء (1/ 346) والطبراني في الأوسط (68/ 1 و 145/ 1) وفي الصغير (ص 176) وعنه القضاعي (72/ 2) وابن عدي (188/ 1).
وروي عن عبد الله بن وهب أنه عاد حرملة بن يحيى وهو أرمد فقال: إني لم أعدك للرمد ولكنك من أهلي، وفي الرحلة أيضا: عن أبي عبد الله الفراوي أن العيادة تستحب في الشتاء ليلا وفي الصيف نهارا، وفي كتاب الأحياء إنما يعاد المريض بعد ثلاثة أيام ويدل له
(1)
ما رواه ابن ماجه
(2)
عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعود المريض إلا بعد ثلاثة أيام، اهـ.
5272 -
وَعَن عَليّ رضي الله عنه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول مَا من مُسلم يعود مُسلما غدْوَة إِلَّا صلى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك حَتَّى يُمْسِي وَإِن عَاد عَشِيَّة إِلَّا صلى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك حَتَّى يصبح وَكَانَ لَهُ خريف فِي الْجنَّة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ
(3)
وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب وَقد رُوِيَ عَن عَليّ مَوْقُوفا انْتهى وَرَوَاهُ
(1)
النجم الوهاج في شرح المنهاج (3/ 9).
(2)
ابن ماجه (1437)، وأخرجها بن أبي الدنيا المرض والكفارات (54)، والطبراني في المعجم الأوسط (3642)، وفي المعجم الصغير (484)، وابن عدي في الكامل (9/ 478)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ص 236.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 295) رواه الطبراني في الأوسط، وفيه نصر بن حماد وهو متروك، وضعفه جماعة وقال ابن عدي: وهو مع ضعفه يكتب حديثه. وقال الألباني في ضعيف الجامع (4499)، والضعيفة (145، 146): موضوع.
(3)
سنن الترمذي (969)، وأخرجه ابن المبارك في الزهد (718)، وابن أبي شيبة في مصنفه 10835، وأحمد (1/ 81)، (1/ 91)، وأبو داود (3099)، وابن ماجه (1442)، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (89)، والنسائي في الكبرى (7494)، وأبو يعلى (262)، والطبراني في معجمه الأوسط (7464)، والحاكم (1264)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روي عن علي هذا الحديث من غير وجه منهم من وقفه ولم =
أَبُو دَاوُد
(1)
مَوْقُوفا على عَليّ ثمَّ قَالَ وَأسْندَ هَذَا عَن عَليّ من غير وَجه صَحِيح عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم ثمَّ رَوَاهُ مُسْندًا بِمَعْنَاهُ
(2)
.
وَلَفظ الْمَوْقُوف مَا من رجل يعود مَرِيضا ممسيا إِلَّا خرج مَعَه سَبْعُونَ ألف ملك يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يصبح وَكَانَ لَهُ خريف فِي الْجنَّة وَمن أَتَاهُ مصبحا خرج مَعَه سَبْعُونَ ألف ملك يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُمْسِي وَكَانَ لَهُ خريف فِي الْجنَّة وَرَوَاهُ بِنَحْوِ هَذَا أَحْمد وَابْن مَاجَه مَرْفُوعا
(3)
.
وَزَاد فِي أَوله إِذا عَاد الْمُسلم أَخَاهُ مَشى فِي خرافة الْجنَّة حَتَّى يجلس فَإِذا جلس غمرته الرَّحْمَة.
= يرفعه، وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لأن جماعة من الرواة أوقفوه عن الحكم بن عتيبة ومنصور بن المعتمر عن ابن أبي ليلى عن علي رضي الله عنه من حديث شعبة عنهما وأنا على أصلي في الحكم لراوي الزيادة وقال الألباني: صحيح موقوف الصحيحة (1367).
(1)
سنن أبي داود (3098) وقال الألباني: صحيح موقوف. أخرجه أحمد 1/ 120 - 1/ 121، وأبو داود (3098)، (3100)، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (82 و 85)، والبيهقي في الكبرى (3/ 381) عن الحكم، عن عبد الله بن نافع، هذا موقوف والصواب الرفع.
(2)
سنن أبي داود (3099)، وقال الألباني: صحيح مرفوع. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (10835)، وأحمد (1/ 81)، وابن ماجه (1442)، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (89)، والنسائي في الكبرى (7494)، وأبو يعلى (262)، والطبراني في معجمه الأوسط (7464)، وابن عبد البر في الاستذكار (9/ 384)، والضياء المقدسي في المختارة (637، 638)، وابن عساكر في المعجم (1436).
(3)
سنن ابن ماجه (1442).
الحَدِيث وَلَيْسَ عِنْدهمَا وَكَانَ لَهُ خريف فِي الْجنَّة رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه مَرْفُوعا أَيْضا وَلَفظه مَا من مُسلم يعود مُسلما إِلَّا يبْعَث الله إِلَيْهِ سبعين ألف ملك يصلونَ عَلَيْهِ فِي أَي سَاعَات النَّهَار حَتَّى يُمْسِي وَفِي أَي سَاعَات اللَّيْل حَتَّى يصبح رَوَاهُ الْحَاكِم مَرْفُوعا بِنَحْوِ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ صَحِيح على شَرطهمَا قَوْله فِي خرافة الْجنَّة بِكَسْر الْخَاء أَي فِي اجتناء ثَمَر الْجنَّة.
يُقَال خرفت النَّخْلَة أخرفها فَشبه مَا يحوزه عَائِد الْمَرِيض من الثَّوَاب بِمَا يحوزه المخترف من الثَّمر.
هَذَا قَول ابْن الْأَنْبَارِي.
قوله: "وعن علي" تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك" فذكر الحديث إلى قوله: "وكان له خريف في الجنة" الخريف التمر المخروف أي المجتنى، وما أبهج هذا وأعلاه وأعظم [اعتناءه][وفيه تنبيه على المبادرة إلى العيادة أول النهار وأول الليل فكلما كانت صلاة الملائكة أكثر كانت أبهج وأكسب، اهـ، قاله في حدائق الأولياء].
وقوله: "مشى في خرافة الجنة" وخرفة الجنة وخرافتها الحائط من النخل.
ويروى: عائد المريض [في مخارف الجنة][كأنه يخترف] ثمارها. وقيل: المخرفة الطريق أنه على طريق تؤديه إلى الجنة، ومعنى غمرته الرحمة أي عمَّته، وفي هذا الحديث استحباب عيادة المريض صباحا ومساء. وقال أبو عبد الله الفراوي من أصحابنا: تستحب العيادة في الشتاء ليلا وفي الصيف
نهارا
(1)
، وفي إسناده الحكم بن عتيبة الكندي الكوفي مولى امرأة من كندة، كان قاضيا بالكوفة، كان من كبار العلماء وساداتهم، إذا قدم مدينة النبي صلى الله عليه وسلم أخلَوا له سارية النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليها، وكان صاحب عبادة وفضل وكان فيه تشيع ظهر بعد موته، مات سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة
(2)
، انتهى.
فائدة: من البدع [التي أحدثت] ترك العيادة بالليل وكراهة ذلك والتطير به وهذا بدعة وقد لا يصبح المريض [فيفوته] ثواب العيادة. وقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على عيادة المريض ولم يمنع منها في ليل ولا نهار بل قال صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يعود مسلما في غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة، الحديث
(3)
. فانظر [رحمك الله] كيف رغّب رسول الله صلى الله عليه وسلم في [العيادة] ليلا ونهارا فألقى الشيطان عندهم كراهتها بالليل ويوم السبت ليؤخروها إلى النهار أو إلى الأحد عسى أن يكون التأخير سببا لتفويتهم هذا الأجر الجزيل في العيادة، فربما شفي المريض أو مات أو حدث للعائد ما يمنعه من العيادة في غد ونحو ذلك، اهـ. قاله ابن النحاس في تنبيهه
(4)
.
فائدة أيضا: ومن البدع التي أحدثت في العيادة أنه لا يعاد المريض يوم
(1)
التوضيح (27/ 275).
(2)
مرآة الزمان (10/ 404)، وتهذيب الكمال (7/ ترجمة 1438).
(3)
سنن الترمذي (969)، وسبق تخريجه.
(4)
تنبيه الغافلين (ص 478 - 479).
السبت ومن عاده تطيروا به وشق ذلك عليهم وهذه بدعة في الدين ومخالفة لسنة سيد المرسلين إذ لم يوقت في العيادة يوما دون يوم ولا وقتا دون وقت. وقد ذكر بعضهم أن أصل هذه البدعة أن يهوديا كان طبيبا لملك من الملوك فمرض الملك مرضا شديدا فكان اليهودي لا يفارقه فجاء يوم الجمعة فأراد اليهود أن يمضي إلى سبته فمنعه الملك فما قدر اليهودي أن يستحل سبتَه وخاف من سفك دمه فقال له اليهودي إن المريض لا يدخل عليه يوم السبت فتركه الملك ومضى لسبته ثم شاعت هذه البدعة بعد ذلك [واتخذها] كثير من الجهال سنة والله أعلم. قاله ابن النحاس أيضا
(1)
.
فائدة أخرى: ومن البدع أيضا أنه لا بد أن العائد يأتي معه بشيء للمريض سواء كان غنيا أو فقيرا فإن لم يفعل [تُكُلِّمَ] فيه وقُدح [بالبخل] والنذالة وقلة المروءة ونحو ذلك وهذه بدعة لم ترد بها السنة وهذا المريض لا يخلو من حالين إما أن يكون فقيرا محتاجا احتياجه فرض كفاية على كل قادر من المسلمين لا يختص ذلك بوقت العيادة ولا غيرها وإن كان غنيا فلا وجه لذم عائده على ترك الهدية [إليه] في حال الضعف ولا في غيره لعدم الاحتاج مع أن الغالب في مثل هذا إنما يكون على سبيل المعاوضة لا على سبيل الهدية والإعانة وقد يكون العائد إذ ذاك ضيق اليد فيحتاج إلى كلفة في تحصيل ما يأتي به إلى المريض أو يترك العيادة خوفا من الملامة ويعتذر عن ذلك بما أمكنه من كذب أو تعريض ونحو ذلك، وقد يؤدي ذلك إلى [قطيعة] بين
(1)
تنبيه الغافلين (ص 478 - 479).
الإخوان والأقارب و [المجازاة] بترك العيادة عمدا ولا يخفى ما في ذلك من المفاسد الدينية والدنيوية مع أن المطلوب إنما هو نفس العيادة ليس إلا فإن أتى معه بشيء على سبيل الهدية والمساعدة لكون الضعيف قد حصل له ما يمنعه من الاكتساب أو شراء الحاجة ونحو هذا فلا بأس بذلك بشرط صحة القصد والله أعلم، قاله ابن النحاس أيضا
(1)
.
قوله في الحديث: "وقد روي عن علي موقوفا" الحديث الموقوف
(2)
في اصطلاح المحدثين هو ما قاله الصحابي ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: "ثم رواه مسندا بمعناه".
فائدة: الحديث المسند
(3)
في اصطلاح المحدثين هو ما اتصل إسناده من راويه إلى منتهاه وأكثر ما يستعمل فيما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون ما جاء عن الصحابة وغيرهم. قال ابن عبد البر
(4)
: الحديث المسند ما رُفع إلى النبي
(1)
تنبيه الغافلين (ص 479 - 480).
(2)
انظر: مقدمة ابن الصلاح (ص: 46)، معرفة علوم الحديث: 19، والكفاية:(58)، والتمهيد 1/ 25، والاقتراح: 194، والمنهل الروي: 40، والخلاصة: 64، والموقظة: 41، واختصار علوم الحديث: 45، والمقنع 1/ 113، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 229، ونزهة النظر: 154، وفتح المغيث 1/ 103، وشرح السيوطي على ألفية العراقي 146، وفتح الباقي 1/ 123، وتوضيح الأفكار 1/ 261،.
(3)
انظر التفصيل في (علوم الحديث)(ص 11) و (الباعث الحثيث)(1/ 99) وعلوم الحديث (ص 11).
(4)
في التمهيد (1/ 21، 23).
-صلى الله عليه وسلم خاصة، وقد يكون متصلا مثل مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد يكون منقطعا مثل مالك عن الزهري عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا مسند لأنه قد أسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منقطع لأن الزهري لم يسمع من ابن عباس والله أعلم، قاله صاحب التنقيح على المصابيح
(1)
.
قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث في رواية الإمام أحمد وابن ماجه: "إذا عاد المسلم أخاه مشى في خرافة الجنة حتى يجلس" الحديث، خرافة الجنة بكسر الخاء أي [في] اجتناء ثمرة الجنة، يقال خرفت النخلة أخرفها فشبّه ما يحوزه عائد المريض من الثواب إلى آخر ما ذكره الحافظ، وقال في النهاية
(2)
: يقال خرفت النخلة أخرفها خرفا وخِرافا وفي حديث آخر: عائد المريض على خرفة الجنة، الخرفة بالضم اسم ما يخترف من النخلة حين تدرك، اهـ.
وفي حديث آخر: عائد المريض على مخارف الجنة حتى يرجع، المخارف جمع مخرف بالفتح وهو الحائط من النخل أي أن العائد فيما يحوزه من الثواب كأنه على نخل الجنة يخترف ثمارها وقيل المخارف جمع مخرفة وهي سكة بين صفين من نخل يخترف من أيهما شاء أي يجتني، وقيل المخرفة الطريق، أي أنه على طريق تؤديه إلى طرق الجنة، اهـ. قاله في النهاية
(3)
:
(1)
كشف المناهج والتناقيح (1/ 54).
(2)
النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 24).
(3)
النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 24).
5273 -
وَرُوِيَ عَن أنس بن مَالك رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من عَاد مَرِيضا وَجلسَ عِنْده سَاعَة أجْرى الله لَهُ عمل ألف سنة لَا يعْصى الله فِيهَا طرفَة عين رَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْمَرَض وَالْكَفَّارَات ولوائح الْوَضع عَلَيْهِ تلوح
(1)
.
5274 -
وَرُوِيَ عَن عبد الله بن عمر وَأبي هُرَيْرَة رضي الله عنهم قَالَا من مَشى فِي حَاجَة أَخِيه الْمُسلم أظلهُ الله بِخَمْسَة وَسبعين ألف ملك يدعونَ لَهُ وَلم يزل يَخُوض فِي الرَّحْمَة حَتَّى يفرغ فَإِذا فرغ كتب الله لَهُ حجَّة وَعمرَة وَمن عَاد مَرِيضا أظلهُ الله بِخَمْسَة وَسبعين ألف ملك لَا يرفع قدما إِلَّا كتب لَهُ بِهِ حَسَنَة وَلَا يضع قدما إِلَّا حط عَنهُ سَيِّئَة وَرفع لَهُ بهَا دَرَجَة حَتَّى يقْعد فِي مَقْعَده فَإِذا قعد غمرته الرَّحْمَة فَلَا يزَال كَذَلِك حَتَّى إِذا أقبل حَيْثُ يَنْتَهِي إِلَى منزله رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَلَيْسَ فِي أُصَلِّي رَفعه
(2)
.
5275 -
وَرُوِيَ عَن أنس رضي الله عنه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول أَيّمَا رجل يعود مَرِيضا فَإِنَّمَا يَخُوض فِي الرَّحْمَة فَإِذا قعد عِنْد الْمَرِيض غمرته الرَّحْمَة قَالَ فَقلت يَا رَسُول الله هَذَا للصحيح الَّذِي يعود الْمَرِيض فَمَا للْمَرِيض قَالَ تحط عَنهُ ذنُوبه رَوَاهُ أَحْمد وَرَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا وَالطَّبَرَانِيّ فِي الصَّغِير
(1)
أخرجه ابن أبى الدنيا في المرض والكفارات (59). وقال الألباني موضوع ضعيف الترغيب (2026). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (4/ 347 رقم 4396). وقال الهيثمي في المجمع 2/ 299: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه جعفر بن ميسرة الأشجعي وهو ضعيف. وقال الألباني منكر ضعيف الترغيب (1574) و (2027). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.
والأوسط
(1)
.
5276 -
وَعَن جَابر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من عَاد مَرِيضا لم يزل يَخُوض فِي الرَّحْمَة حَتَّى يجلس فَإِذا جلس اغتمس فِيهَا رواه مالك بلاغا
(2)
وأحمد
(3)
ورواته رواة الصحيح والبزار
(4)
وابن حبان في صحيحه
(5)
ورواه الطبراني
(6)
من حديث أبي هريرة بنحوه ورواته ثقات.
(1)
أخرجه أحمد 3/ 174 (12782)، وابن أبى الدنيا في المرض والكفارات (61)، والطبراني في الصغير (519) والأوسط (8/ 353 رقم 8851). قال الهيثمي في المجمع 2/ 297: رواه أحمد والطبراني في الصغير والأوسط وزاد: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبد ثلاثة أيام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" وأبو داود ضعيف جدا، وفي إسناد الطبراني إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو ضعيف أيضا. وضعفه الألباني جدا في ضعيف الترغيب (2028). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.
(2)
أورده مالك، في "الموطأ"(2723)؛ أنه بلغه، عن جابر بن عبد الله، وقال ابن عبد البر في الاستذكار (9/ 384) حديث جابر هذا محفوظ عن النبي من رواية أهل المدينة.
(3)
أحمد (14260).
(4)
البزار (775 - كشف الأستار) وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 234)، والبخاري في الأدب المفرد (522)، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (84)، والحارث (الهيثمي 250)(الزوائد)، وابن حبان (2956)، والحاكم (1295)، والبيهقي في الكبرى (3/ 380)، وفي شعب الإيمان (9179)، وابن عبد البر في التمهيد (24/ 374)، وفي الاستذكار (9/ 384) وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 297) رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح.
(5)
وابن حبان (2956).
(6)
أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 52 أ)، وفي الصغير (139).
ورجاله ثقات إلا شيخ الطبراني وهو أحمد بن الحسن الأبلي، قال عنه في الميزان =
قوله: "وعن جابر" هو ابن عبد الله، تقدمت ترجمته.
قوله: "من عاد مريضا لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس فإذا جلس اغتمس فيها" الحديث، رواه مالك بلاغا. تقدم الكلام على الإمام مالك إمام دار الهجرة أعاد الله علينا [وعلى المسلمين] من بركاته.
والبلاغ
(1)
في اصطلاح المحدثين هو نوع من التعليق وهو قول الراوي بلغني عن فلان.
فائدة: نهي عن إكراه المرضى على الطعام والشراب لما روي عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب فإن الله يطعمهم ويسقيهم. رواه الترمذي وحسّنه
(2)
،
= (1/ 89): قال ابن عدي: كان يسرق الحديث. وقال ابن حبان: كذاب دجال، يضع الحديث على الثقات. فالإسناد موضوع.
(1)
البلاغ: هي الأحاديث التي يقول فيها بلغني. مقدمة ابن الصلاح (ص: 136) وذكرَ أبو نصرٍ السِّجْزيُّ الحافظُ قولَ الراوي: بلغني". نحو قول مالك: بلغني عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: للمملوك طعامه وكسوته .. الحديث وقال: أصحاب الحديث يسمونه المعضل.
(2)
أخرجه ابن ماجه (3444)، والترمذي (2040)، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات 200، وابن أبي حاتم في العلل (2/ 242)، والروياني (203)، وأبو يعلى (1741)، والطبراني في معجمه الكبير (17/ 293/ 807)، والأوسط (6268)، وابن عدي في الكامل (2/ 31)، والحاكم (1296)، البيهقي في الشعب (9229) وفي الآداب (702)، وفي الكبرى (9/ 347)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1453) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال النووي في خلاصة الأحكام =
وابن ماجه
(1)
.
5277 -
وَعَن كَعْب بن مَالك رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من عَاد مَرِيضا خَاضَ فِي الرَّحْمَة فَإِذا جلس عِنْده استنقع فِيهَا رَوَاهُ أَحْمد بِإِسْنَاد حسن وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والأوسط
(2)
وَرَوَاهُ فيهمَا أَيْضا من حَدِيث عَمْرو بن حزم رضي الله عنه وَزَاد فيه وَإِذا قَامَ من عِنْده فَلَا يزَال يَخُوض فِيهَا حَتَّى يرجع من حَيْثُ خرج وَإِسْنَاده إِلَى الْحسن أقرب
(3)
.
= (2/ 921) رواه الترمذي، وابن ماجه بإسناده ضعيف جدا. وادعى الترمذي أنه حسن وقال ابن أبي حاتم في العلل (2216): قال أبي: هذا حديث باطل، وبكر هذا: منكر الحديث. وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وقال البيهقي: تفرد به بكر بن يونس بن بكير عن موسى بن علي وهو منكر الحديث قاله البخاري. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (4/ 52): هذا إسناد حسن بكر بن يونس مختلف فيه وباقي رجال الإسناد ثقات، والحديث ضعفه ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (5/ 818) وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (7439)، وصحيح وضعيف سنن ابن ماجه (7/ 444،) حسن، وصححه الألباني في الصحيحة (727)، المشكاة (4533/ التحقيق الثاني).
(1)
ابن ماجه (3444).
(2)
أخرجه أحمد 3/ 460 (15797)، وابن أبى الدنيا في المرض (217)، والطبراني في الأوسط (1/ 277 رقم 903) والكبير (19/ 102 رقم 204) و (19/ 159 رقم 353). قال الهيثمي في المجمع 2/ 297: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (3479). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.
(3)
أخرجه عبد بن حميد (288)، وابن أبى الدنيا في المرض (232)، والطبراني في الأوسط (5/ 273 رقم 5296). وقال الهيثمي في المجمع 2/ 297: رواه الطبراني في الكبير =
5278 -
عَن عمر بن الْخطاب رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا دخلت على مَرِيض فمره يَدْعُو لَك فَإِن دعاءه كدعاء الْمَلَائِكَة رواه ابن ماجه
(1)
ورواته ثقات مشهورون إلا أن ميمون بن مهران لم يسمع من عمر.
قوله: "عن عمر بن الخطاب" تقدم.
قوله: "إذا دخلت على مريض فمره يدعو لك" الحديث، فيه استحباب طلب الدعاء من المريض لأنه مضطر ودعاؤه [أسرع] إجابة [من غيره، ففي السنة أقرب] الدعاء إلى الإجابة دعوة المضطر، ويستحب وعظ المريض عند عافيته ويذكره الوفاء بما عاهد الله عليه من التوبة وغيرها من الخير وينبغي له هو المحافظة على لذلك لقوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ
= والأوسط، ورجاله موثقون. وضعفه الألباني في صحيح الترغيب هامش الحديث السابق. ولم يدرج الشارح تحته شرحا.
(1)
أخرجه ابن ماجه (1441) وأخرجه أبو بكر ابن السني في عمل اليوم والليلة (557)، وقال النووي في خلاصة الأحكام (3240): رواه ابن ماجه، وهو منقطع، ولد ميمون بعد وفاة عمر بنحو ثمان عشرة سنة. وقال ابن كثير في مسند الفاروق (1/ 228): إسناد حسن ولكن ميمون بن مهران لم يدرك عمر بن الخطاب.
وقال العلائي في المراسيل والمزي في التهذيب: إن رواية ميمون بن مهران عن عمر مرسلة، وقال ابن الجوزي في العلل (455): لا يصح. وقال البوصيري في الزوائد (2/ 21): إسناده صحيح ورجاله ثقات. إلا أنه منقطع. قال العلائي في المراسيل والمزي في رواية ميمون بن مهران عن عمر بن الخطاب ثلمة.
وقال الحافظ في الفتح (10/ 122): إسناده منقطع. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (487) وفي السلسلة الضعيفة (1004)، وقال في ضعيف الترغيب والترهيب (2/ 382): ضعيف جدًا.
كَانَ مَسْئُولًا}.
فرع يستحب للمريض الرضا بقضاء الله والصبر على بلائه فإنما يثاب عليهما لا على المصائب نفسها، وكره بعض الأصحاب [للمريض الأنين والتأوّه] وكثرة الشكوى لأن ذلك يدل على ضعف اليقين ويورث شماتة الأعداء، فلو سأله طبيب أو قريب له أو صديق أو نحوهم عن حاله فأخبره بالشدة التي هو فيها لا [على] صورة الجزع فلا بأس. قال المتولي
(1)
: ويكره له التأوه والأنين، و [كذلك] قال القاضي أبو الطيب وصاحب الشامل وغيرهم من الأصحاب أن طاوسا كره ذلك.
قال النووي
(2)
: الذي قالوه من كراهة التأوه [والأنين] ضعيف أو باطل فإن المكروه هو الذي [ثبت] فيه نهي مقصود ولم يثبت في هذا نهي، بل في صحيح البخاري
(3)
عن القاسم قال: قالت عائشة: وارأساه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أنا وارأساه. فالصواب أنه لا كراهة فيه، ولكن الاشتغال بالتسبيح ونحوه أولى، فلعلهم أرادوا بالكراهة هذا. وينبغي [للزائر أن يطيب] نفس المريض و [لا يطيل] المكث عنده و [يواصل] الزيارة للقريب والصديق ويجعلها [للأجنبي] غبا.
(1)
المجموع شرح المهذب (5/ 128).
(2)
المجموع شرح المهذب (5/ 128).
(3)
صحيح البخاري (7217).
تتمة: [ويقرأ] عند الموت سورة يس لما روى أبو داود
(1)
والنسائي
(2)
وابن حبان
(3)
عن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اقرءوا على موتاكم يس. قال ابن الرفعة ويستحب أن يقرأ عند المريض مطلقا ففي رباعيات أبي بكر الشافعي [لعله الشاشي] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مريض يقرأ عنده يس إلا مات ريّانا وأدخل قبره ريّانا وحشر يوم القيامة ريّانا. وروى الآجري في
(1)
أخرجه أحمد (5/ 26 و 27)، والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 57)، وأبو داود (3121)، وأبو عبيد في فضائل القرآن (ص 136)، وابن أبي شيبة في المصنف (10958) وعنه ابن ماجه (1448)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (1074)(1075)، والبغوي في شرح السنة (1464) وفي التفسير (7/ 30) وابن حبان (3002)، والطيالسي (931). قلت: لهذا الحديث ثلاث علل: 1 - الاضطراب. 2 - جهالة أبي عثمان. وأيضا فقد قال ابن المديني: 3 - جهالة أبيه. قال الدارقطني كما في تلخيص الحبير (2/ 104): هذا حديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن، لا يصح في الباب حديث. وأعله ابن القطان بالاضطراب والوقف، وبجهالة حال أبي عثمان. انظر: بيان الوهم (5/ 49)، وتلخيص الحبير (2/ 104)، وقال النووي في الأذكار (ص 117) والخلاصة (3278): إسناده ضعيف؛ فيه مجهولان، لكن لم يضعفه أبو داود. وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (6/ 86) هذا إسناد ضعيف؟ لجهالة التابعي. وقال أبو بكر بن العربي المالكي في "عارضة الأحوذي" (11/ 17):"حديثها ضعيف (يعني سورة يس) فلم نقبل عليه. وللناس فيها رواء وآراء وروايات وتأويلات وذلك كله لا أصل له. وقد روى أبو داود: "اقرؤا يس على موتاكم" ولم يصح". انظر تهذيب الكمال 34/ 74 - 75 وميزان الاعتدال 4/ ت 10409. كنى البخاري (ص 57) الجرح والتعديل (9/ 408) جامع التحصيل (ص 313). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1072).
(2)
النسائي في عمل اليوم والليلة (1074).
(3)
ابن حبان (3002).
النصيحة
(1)
عن أم الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ما من ميت يقرأ] عنده يس إلا هون [الله عليه.
وروى] الحارث بن أبي أسامة
(2)
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأها وهو خائف أمن أو جائع شبع أو عطشان سقي أو عار كسي أو مريض شفي حتى ذكر خلالا كثيرة.
واستحب أبو الشعثاء التابعي الكبير قراءة سورة الرعد وكأنّ ذلك، والله أعلم لقوله تعالى {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} الآية.
فرعان: أحدهما: قال الحليمي يستحب تجريع المحتضر ماء فإن العطش يغلب من شدة الفزع فيخاف منه إزلال الشيطان إذ ورد أنه يأتي بماء زلال
(1)
أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان 1/ 188 من طريق مروان بن سالم عن صفوان بن عمرو عن شريح عن أبي الدرداء مرفوعا.
(2)
في "المسند" بغية الباحث (469)، والمطالب العالية (3692)، وإتحاف الخيرة المهرة (3004) وقال العجلوني في كشف الخفاء (1/ 264): ضعفه البوصيري في الإتحاف: "هذا إسناد مسلسل بالضعفاء، السري وحماد وعبد الرحيم ضعفاء.
وعزاه العراقي في المغني عن حمل الأسفار (1/ 310) لأبي منصور المظفر بن الحسين الغزنوني في فضائل القرآن. ثم قال: وهو منكر. وكذا ذكره الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (5/ 154): قال القاري: وروى مرفوعا: إن من قرأها وهو خائف أمن، أو جائع شبع، أو عارٍ كُسِي، أو عاطش سُقِي في خلال كثيرة.
وروى الحارث بن أبي أسامة: في سنده نظر لكن يشهد له أنه صلى الله عليه وسلم في ليلة اجتماع قريش على قتله خرج وهو يقرأ أوائلها، وذر عليهم التراب، مع أن الحديث يعمل به في الفضائل.
يقول له: قال لا إله غيري حتى أسقيك، نسأل الله الثبات عند الممات
(1)
.
الثاني في الرونق واللباب: لا يجوز للحائض أن تحضر المحتضر وهو في النزع وكأن السبب في ذلك أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة ولا جنب،
(2)
اهـ
5279 -
وَرُوِيَ عَن أنس رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عودوا المرضى ومروهم فَلْيَدعُوا لكم فَإِن دَعْوَة الْمَرِيض مستجابة وذنبه مغْفُور. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط
(3)
.
5280 -
وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَا ترد دَعْوَة الْمَرِيض حَتَّى يبرأ رَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْمَرَض وَالْكَفَّارَات
(4)
.
(1)
النجم الوهاج (3/ 12).
(2)
النجم الوهاج (3/ 12 - 13).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (6/ 140 رقم 6027) والدعاء (1136). وقال الهيثمي في المجمع 2/ 295: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الرحمن بن قيس العمري وهو متروك الحديث. وقال ابن حجر في نتائج الأفكار 4/ 244: قلت: وهو الزعفراني الضبي، تركه الجمهور، وكذبه عبد الرحمن بن مهدي وأبو زرعة الرازي وغيرهما. وقال الألباني موضوع الضعيفة (1222) وضعيف الترغيب (2030). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.
(4)
أخرجه ابن أبى الدنيا في المرض والكفارات (70). وقال الألباني موضوع في ضعيف الترغيب (2031). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.