المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الترغيب في الرجاء وحسن الظن بالله سيما عند الموت - فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب - جـ ١٣

[حسن بن علي الفيومي]

فهرس الكتاب

- ‌فصل في عيش السلف

- ‌الترغيب في البكاء من خشية الله تعالى

- ‌الترغيب في ذكر الموت وقصر الأمل

- ‌الترغيب في الخوف وفضله

- ‌الترغيب في الرجاء وحسن الظن بالله سيما عند الموت

- ‌كتاب الجنائز وما يتقدمها

- ‌التَّرْغِيب فِي سُؤال الْعَفو والعافية

- ‌التَّرْغِيب فِي كَلِمَات يقولهن من رأى مبتلى

- ‌التَّرْغِيب فِي الصَّبْر سِيمَا لمن ابْتُلِيَ فِي نَفسه أَو مَاله وَفضل الْبلَاء وَالْمَرَض والحمى وَمَا جَاءَ فِيمَن فقد بَصَره

- ‌التَّرْغِيب فِي كَلِمَات يقولهن من آلمه شَيْء من جسده

- ‌التَّرْهِيب من تَعْلِيق التمائم والحروز

- ‌[التَّرْغِيب فِي الْحجامَة وَمَتى يحتجم]

- ‌[التَّرْغِيب فِي عِيَادَة المرضى وتأكيدها وَالتَّرْغِيب فِي دُعَاء الْمَرِيض]

- ‌[التَّرْغِيب فِي كَلِمَات يدعى بِهن للْمَرِيض وكلمات يقولهن الْمَرِيض]

- ‌[التَّرْغِيب فِي الْوَصِيَّة وَالْعدْل فِيهَا والترهيب من تَركهَا أَوالمضارة فِيهَا وَمَا جَاءَ فِيمَن يعْتق ويَتَصَدَّق عِنْد الْمَوْت]

- ‌التَّرْهِيب من كَرَاهِيَة الْإِنْسَان الْمَوْت وَالتَّرْغِيب في تلقيه بالرضى وَالسُّرُور إِذا نزل حبا للقاء الله عز وجل

- ‌فائدة فيها بشرى:

- ‌[التَّرْغِيب فِي كَلِمَات يقولهن من مَاتَ لَهُ ميت]

- ‌[التَّرْغِيب فِي حفر الْقُبُور وتغسيل الْمَوْتَى وتكفينهم]

- ‌[التَّرْغِيب فِي تشييع الْمَيِّت وَحُضُور دَفنه]

- ‌التَّرْغِيب فِي كَثرَة الْمُصَلِّين على الْجِنَازَة وَفِي التَّعْزِيَة

- ‌[التَّرْغِيب فِي الْإِسْرَاع بالجنازة وتعجيل الدّفن]

- ‌فوائد يختم بها الباب:

- ‌[التَّرْغِيب فِي الدُّعَاء للْمَيت وإحسان الثَّنَاءعَلَيْهِ والترهيب من سوي ذَلِك]

الفصل: ‌الترغيب في الرجاء وحسن الظن بالله سيما عند الموت

‌الترغيب في الرجاء وحسن الظن بالله سيما عند الموت

.

5125 -

عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك، ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي

(1)

وقال: حديث حسن.

[قراب الأرض] بكسر القاف وضمها أشهر: هو ما يقارب ملأها.

قوله: "عن أنس" تقدم الكلام على مناقبه. قوله: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما

(1)

أخرجه الترمذي (3540)، وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والحديث؛ أخرجه البزار (6760)، والطبراني، في الأوسط (4305). وعنه: أبو نعيم في الحلية (2/ 231). وكذا أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 496) وَلَمْ يسق المتن. والضياء في المختارة (1571 و 1572).

قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس، إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن بكر، عن أنس إلا سعيد بن عبيد، وسعيد بن عبيد، قد قالوا: سعيد بن عبيد، وقالوا: سعيد بن عبيد الله، وليس به بأس.

وقال الدارقطني: تفرد به كثير بن فائد، عن سعيد بن عبيد الهنائي، وهناءة حي من الأزد، كما قال ابن صاعد، وليس بالجبيري، وتفرد به أبو عاصم، عنه، مرفوعا. ورواه أبو قتيبة، عن سعيد، ولم يرفعه. أطراف الغرائب والأفراد (665). وصححه الألباني.

ص: 297

كان منك ولا أبالي" الحديث. قال الحليمي

(1)

: رحمه الله تعالى: الرجاء على وجوه أحدها رجاء الظفر بالمطلوب والوصول إلى المحبوب والثاني رجاء دوامه بعدما حصل.

والثالث: رجاء دفع المكروه وصرفه كيلا يقع. والرابع: الدفع والإماطة لما وقع وكل ذلك حسن جميل فلا خائف إلا وهو راجي ولا راجي إلا وهو خائف ولتناسب الأمرين قرن الله بينهما في غير ما آية في كتابه [العزيز] فقال تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا}

(2)

فالخوف الإشفاق والطمع الرجاء، اهـ.

وأخبرني الشيخ الإمام أبو القاسم عن علي رضي الله عنه

(3)

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تبارك وتعالى: من رجى غيري لم يعرفني ومن لم يعرفني لم يعبدني ومن لم يعبدني فقد استوجب سخطي ومن خاف غيري حلت به نقمتي، اهـ.

قوله صلى الله عليه وسلم: "يا ابن آدم [لو بلغت ذنوبك] عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك"، عنان السماء هو السحاب، والمعنى لو كانت ذنوبك أجراما فملأت ما بين السماء والأرض ثم استغفرتني غفرت لك وهذا مثال للمتناهي في الكثرة والكرم والفضل أكثر منه لأن كرمه وفضله وإحسانه وجود وامتنانه وعفوه وغفرانه ورحمته الشاملة وجميع صفاته عز وجل لا نهاية لها وكيف تتصور

(1)

المنهاج (1/ 517)، وشعب الإيمان (2/ 314).

(2)

سورة الأعراف، الآية:56.

(3)

انظر: الفتوحات المكية (4/ 526).

ص: 298

المفاضلة بين المتناهي وغير المتناهي

(1)

.

قوله صلى الله عليه وسلم: "يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا" الحديث، ومعنى لقيتني لا تشرك بي شيئا أي مت معتقدا توحيدي مصدّقا برسولي محمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به

(2)

وهو كما في قوله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله. فمن مات على التوحيد أجمع العلماء على خلوده في الجنة، وإن كان عاصيا كما أجمعوا على أن من مات كافرا مخلد في النار

(3)

، اهـ، قاله في الديباجة، وتقدم الكلام [أيضًا] على حديث أنس، هذا مبسوطا في الاستغفار أو الدعاء [على الشك]

(4)

.

5126 -

وعن أنس أيضا رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله يا رسول الله، وإني أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو، وأمنه مما يخاف. رواه الترمذي

(5)

، وقال: حديث غريب وابن

(1)

المعين على تفهم الأربعين (ص 442).

(2)

السراج المنير (3/ 409).

(3)

انظر: شرح النووي على مسلم (1/ 217).

(4)

سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.

(5)

أخرجه الترمذي (983) وفي العلل الكبير (244)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلًا. وقال في العلل الكبير: سألت محمدا، يعني ابن إسماعيل البخاري، عن هذا الحديث، فقال: إنما يروى هذا الحديث، عن ثابت؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب. والحديث؛ أخرجه لأحمد بن حنبل الزهد (ص: 24)، والبزار (6874)، والنسائي السنن الكبرى (10834)، وعبد بن حميد =

ص: 299

ماجه

(1)

وابن أبي الدنيا

(2)

كلهم من رواية جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس.

[قال الحافظ]: إسناده حسن، فإن جعفرا صدوق صالح احتج به مسلم، ووثقه النسائي وتكلم فيه الدارقطني وغيره.

قوله: "وعن أنس" تقدم. قوله: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله يا رسول الله، وأخاف ذنوبي. الحديث، اعلم أن المختار للعبد في حال صحته أن يكون خائفا راجيا

= (1370)، وأبو يعلى الموصلي (3303)، (3417) وعنه ابن السني في عمل اليوم والليلة (539)، وابن بطة في الإبانة الكبرى (1055)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 292)، والبيهقي في الآداب (828)، وقال: وروي عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبيد بن عمير عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلا، وفي الأربعون الصغرى (31).

وفي شعب الإيمان (1001 و 1002)، وقال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي، عن حديث رواه سيار، عن جعفر، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه دخل على مريض

الحديث. فقال: حدثنا أبو الظفر، عن جعفر، عن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل، ولم يذكر أنسا، وهو أشبه. علل الحديث (1806).

وقال أبو الحسن الدارقطني: يرويه جعفر بن سليمان، عن ثابت، واختلف عنه؛ فأسنده سيار بن حاتم، عن جعفر، عن ثابت، عن أنس. ورواه أبو الربيع الزهراني، عن جعفر، عن ثابت، مرسلا، وهو المحفوظ. العلل (2368).

(1)

ابن ماجه (4261)، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (3436) وغيرهما، وانظر الصحيحة (1051)، والمشكاة (1612)، وصحيح الترغيب والترهيب (3383).

(2)

ابن أبي الدنيا في المحتضرين (17)، وفي حسن الظن بالله (31).

ص: 300

ويكون خوفه ورجاؤه سواء في حال المرض يتمحض الرجاء وقواعد الشرع من نصوص الكتاب والسنة وغير ذلك متظاهرة على ذلك، قاله النووي في رياضه

(1)

فحسن الظن بالله تعالى ينبغي أن يكون أغلب على العبد عند الموت منه في حال الصحة وهو أن الله تعالى يرحمه ويتجاوز عنه ويغفر له وينبغي لجلسائه أن يذكروه بذلك حتى يدخل في قوله تعالى: "أنا عند ظن عبدي [بي] فليظن بي ما شاء"، قاله في التذكرة

(2)

. وقال بعضهم:

حسن ظني بك يا رب جرّاني عليكا

فارحم [اللهم] عبدًا صار رهنًا في يديكا

وكيف لا يرجو المؤمن رحمة الله ومغفرته وهو موقن بقدرته سبحانه وتعالى على كل شيء، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الله سبحانه وتعالى يقول

(3)

: من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئا فليطب المؤمن نفسا وليقرّ عينا فوالله ليكونن من رحمة سبحانه وتعالى للمؤمنين وعفوه عن ذنوبهم وستره لفضائحهم وإكرامه لهم ورفع درجاتهم وإرضاء نبيهم صلى الله عليه وسلم بما يمنحهم أكثر مما يتعلق به الرجاء ومن

(1)

رياض الصالحين (ص: 168).

(2)

التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: 174).

(3)

أخرجه عبد بن حميد (602)، والسراج في حديثه (2607)، والطبراني في الكبير (11/ 241)(11615)، والحاكم (4/ 291)، واللالكائي شرح أصول اعتقاد أهل السنة (6/ 1138)، والبيهقي في الأسماء والصفات (247)، والبغوي في شرح السنة (4191)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4330).

ص: 301

ذا الذي يحيط بسعة رحمة الله سبحانه وتعالى، اهـ. قاله في حادي القلوب لابن الميلق

(1)

.

5127 -

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة وما أول ما يقولون له؟ قلنا: نعم يا رسول الله قال: إن الله عز وجل يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي؟ فيقولون: نعم يا ربنا، فيقول: لم؟ فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك، فيقول: قد وجبت لكم مغفرتي. رواه أحمد

(2)

من رواية عبيد الله بن زحر.

قوله: "وعن معاذ بن جبل" تقدم الكلام على مناقبه. قوله في الحديث: "فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك" الحديث، الرجاء حادي يحدو القلوب إلى الله والدار الآخرة ويطيب لها السير. وقيل: هو الاستبشار بوجود فضل الرب والارتياح لمطالعة كرمه وقيل هو الثقة يجود الرب والفرق بينه وبين

(1)

حادى القلوب إلى علام الغيوب لابن بنت الميلق (مخ 4283 تشستربيتى/ لوحة 26).

(2)

مسند أحمد (22072)، وأخرجه ابن المبارك في الزهد (276)، ومن طريقه الطيالسي (564)، وابن أبي الدنيا في حسن الظن (10)، وابن أبي عاصم في الأوائل (128)، والطبراني في المعجم الكبير (20/ 125)(251)، وفي الأوائل (66)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 179)، والبغوي في شرح السنة (1452) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 321) روأه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه عبيد الله بن زحر وهو ضعيف. وقال في (10/ 358) رواه الطبراني بسندين أحدهما حسن. وضعفه العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (4/ 257)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1294)، وفي السلسلة الضعيفة (6125)، والترغيب والترهيب (1973).

ص: 302

التمني أن التمني يكون مع الكسل ولا يسلك بصاحبه طريق الجد والاجتهاد، والرجاء يكون مع بذل الاجتهاد وحسن التوكل فالأول كحال من تمني أن تكون له أرض يبذرها ويأخذ زرعها والثاني كحال من شق أرضه ويفلحها ويبذرها ويرجو طلوع الزرع. ولهذا أجمع العارفون على أن الرجاء لا يصح إلا مع العمل والرجاء ثلاثة أنواع نوعان محمودان ونوع غرور مذموم فالأولان رجاء رجل عمل بطاعة الله تعالى على نور من الله فهو راج لثوابه ورجل أذنب ذنبا ثم تاب منه إلى الله تعالى فهو راج لمغفرته. والثالث رجل متماد في التفريط والخطايا يرجو رحمة الله تعالى بلا عمل فهذا هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب وللسّالك نظران نظر إلى نفسه وعيوبه [وآفات عمله] يفتح عليه باب الخوف ونظر إلى سعة رحمة الله وفضله وكرمه وبره يفتح عليه باب الرجاء، ولهذا قيل في حد الرجاء هو النظر إلى سعة رحمة الله تعالى.

وقال أبو علي الرّودباري

(1)

رحمت الله عليه الخوف والرجاء كجناحي الطائر إذا استويا استوى الطير وتمّ طيرانه وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت. واختلفوا [أي] الرجائين أكمل رجاء المحسن ثواب إحسانه أو رجاء المذنب المسيء التائب مغفرة ربه وعفوه، [فطائفة] رجحت رجاء المحسن لقوة أسباب الرجاء معه وطائفة رجحت أسباب رجاء المذنب لأن رجاءه مجرد عن علة رؤية العمل مقرون

(1)

شعب الإيمان (1027).

ص: 303

بذلة رؤية الذنب، قال يحيى بن معاذ

(1)

يكاد رجائي لك مع الذنوب يغلب على رجائي لك مع الأعمال لأني أجدني أعتمد في الأعمال على الإخلاص، وكيف أحرزه وأنا بالآفات معروف وأجدني في الذنوب أعتمد على عفوك وكيف لا تغفرها وأنت بالجود موصوف، اهـ.

5128 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني الحديث. رواه البخاري

(2)

ومسلم

(3)

.

قوله: "وعن أبي هريرة" تقدم. قوله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل أنا عند ظني عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني" الحديث، وقع في النسخ حيث يذكرني بالثاء المثلثة وروي في الصحيحين: وأنا معه حين يذكرني بالنون، وكلاهما من رواية أبي هريرة وبالنون هو المشهور وكلاهما صحيح ظاهر المعنى، اهـ، قاله النووي

(4)

: فقوله: أنا عند ظني عبدي بي" الحديث، فمعنى الحديث أنا محقق له ما يظنه بي من الخير ويرجوه عندي من الفضل وإذا حقق الله سبحانه وتعالى لعبده ذلك المرجو له من الفضل حصل له البشر والطمأنينة، اهـ. قاله في حادي القلوب.

(1)

الكشكول (2/ 45).

(2)

صحيح البخاري (7405 - 7505).

(3)

صحيح مسلم (2)(2675).

(4)

رياض الصالحين (ص: 167).

ص: 304

وقال القاضي عياض

(1)

قيل معناه بالغفران له إذا استغفرني والقبول إذا تاب إليّ والإجابة إذا دعاني والكفاية إذا استكفاني لأن هذه الصفات لا تظهر من العبد إلا إذ حسن ظنه بالله وقوي يقينه.

5129 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حسن الظن من حسن العبادة". رواه أبو داود

(2)

وابن حبان في صحيحه

(3)

واللفظ لهما والترمذي

(4)

والحاكم

(5)

ولفظهما قال: "إن حسن الظن من حسن عبادة الله".

قوله: "وعنه رضي الله عنه" تقدم. قوله: "حسن الظن من حسن العبادة"، قيل معناه: إن حسن الظن بالله تعالى من جملة حسن العبادة، وفائدة الحديث الإعلام أن حسن الظن عبادة من العبادات الحسنة ويحتمل أن يكون معناه من حسنت عبادته حسن ظنه كما قيل في قوله صلى الله عليه وسلم:"لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل" [أي أنه يرحمه ويغفر له.

(1)

طرح التثريب في شرح التقريب (8/ 220).

(2)

أخرجه أبو داود (4993)، وأخرجه أحمد في المسند (7956)، (8036) و (8709) و (9280) و (10364)، وابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله (6)، والقضاعي في مسند الشهاب (973)، وعبد ابن حميد في المسند (1425).

قال الألباني في ضعيف أبي داود (1060) ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2719)، والضعيفة (3150)، المشكاة (5048/ التحقيق الثاني)، وضعيف الترغيب والترهيب (1974).

(3)

ابن حبان في صحيحه (631).

(4)

الترمذي (3604/ 5).

(5)

الحاكم في المستدرك (4/ 296) وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

ص: 305

5130 -

وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل. رواه مسلم

(1)

وأبو داود

(2)

وابن ماجه

(3)

.

قوله رحمه الله تعالى: "وعن جابر"، هو ابن عبد الله تقدم الكلام عليه رضي الله تعالى عنه. قوله: "أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول:

ألا وهو يحسن الظن بالله عز وجل" الحديث، معناه أنه يموت وهو ظان أن يرحمه، قال العلماء: هذا تحذير من القنوط وحث على الرجاء عند الخاتمة

(4)

عليه الصلاة والسلام [سمعها] عند الموت.

وقال عن ربه تعالى: أنا عندي ظن عبدي بي وهو من الأحاديث الإلهية التي قال الله تعالى ومعنى ذلك أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه وينبغي أن يكون خوفه في حال الصحة أشد من رجائه ورجاؤه عند الموت أعظم من خوفه أو يكونان [في الصحة] سواء كما جاء [لو] وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا، والحكمة في تقوية الرجاء أو تمحيصه عند الموت أن الخوف سبب لانكفافه عن المعاصي والحرص على الطاعات وقد تعذر ذلك عند الموت فلم يبق إلا إحسان الظن والافتقار إلى الله تعالى ليموت

(1)

صحيح مسلم (81)(2877).

(2)

سنن أبي داود (3113).

(3)

سنن ابن ماجه (4167).

(4)

هنا بياض في الأصل.

ص: 306

على ذلك فيبعث عليه كما في الحديث يبعث كل عبد على ما مات عليه ويكون ذلك دليل سعادته، ففي صحيح ابن حبان

(1)

: "إذا أراد الله بعبد خيرًا عسّله". قالوا: وما عسله يا رسول الله؟ قال: "يوفقه لعمل صالح قبل الموت" وتقدم، اهـ.

قاله في شرح الإلمام، فهذا الحديث في الحقيقة حث على الأعمال الصالحة المفضية إلى حسن الظن، فإن العمل الصالح سبب لاستحضار الرحمة، وفيه تنبيه على تأميل العفو وتحقيق الرجاء.

قال الخطابي

(2)

إنما يحسن بالله ظن من حسن عمله، فكأنه قال: أحسنوا أعمالكم يحسن بالله ظنكم فإن من ساء عمله ساء ظنه. وقد يكون [تحسين] الظن أيضا من [باب] الرجاء وتأميل العفو والله جواد كريم.

وقال أبو العباس القرطبي

(3)

قيل معناه ظن الإجابة عند الدعاء [وظن]

(4)

القبول عند التوبة وظن المغفرة عند الاستغفار وظن قبول الأعمال عند فعلها على شروطها تمسكا بصادق وعده وجزيل فضله. قال: ويؤيده قوله عليه السلام

(5)

: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، ولذلك ينبغي للتائب والمستغفر

(1)

سبق تخريجه.

(2)

شرح السنة (5/ 272).

(3)

طرح التثريب في شرح التقريب (8/ 220).

(4)

هكذا هذه العبارة في الأصل، وفي النسخة الهندية:(وقيل).

(5)

أخرجه الترمذي (3479) والخرائطي في اعتلال القلوب (ص 38 - 39) وابن حبان في المجروحين (1/ 372) والطبراني في الدعاء (62) والأوسط (5105) وابن عدي في =

ص: 307

والعامل أن يجتهد في القيام بما عليه من ذلك موقنا أن الله تعالى يقبل عمله ويغفر ذنبه فإن الله قد وعد بقبول التوبة الصادقة والأعمال الصالحة، فأما لو عمل الأعمال وهو يعتقد أو يظن أن الله تعالى لا يقبلها وأنها لا تنفعه فذلك هو القنوط من رحمة الله تعالى واليأس من روح الله وهو من أعظم الكبائر، ومن مات على ذلك وصل إلى ما ظن منه كما قد جاء في بعض ألفاظ هذا الحديث: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي عبدي ما شاء، فأما ظن الرحمة والمغفرة مع الإصرار على المعصية فذلك محض الجهل [والغرور] وهو يجر إلى مذهب المرجئة.

وقد قال عليه الصلاة والسلام: الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله، [فليحذر الغافل أن يعدّ نفسه من الراجين مع إصراره على المعاصي فذلك غرور كما نبه عليه الغزالي وغيره وإنما الراجي من يندم على ما مضى ويطمع نفسه ويرجو العفو عنه ولذلك يعترف بالتقصير ويرجو رحمة الله وفضله فهو على كل

= الكامل (4/ 1380) والكلاباذي في معاني الأخبار (ص 32) والحاكم (1/ 493) والخطيب في التاريخ (4/ 356 و 14/ 237)، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وقال الحاكم: هذا حديث مستقيم الإسناد، تفرد به صالح المري وهو أحد زهاد البصرة.

وتعقبه الذهبي فقال قلت: صالح متروك، وقال النووي: إسناده فيه ضعيف الأذكار (ص 356)، والحديث حسنه الألباني في الصحيحة (594)، وفي صحيح الترمذي (3/ 434)، وفي صحيح الجامع (245) وفي صحيح الترغيب والترهيب (1653).

ص: 308

شيء قدير. اهـ]

(1)

. وفيه ترجيح جانب الرجاء وأن الإنسان إذا أمّل عفو الله وصفحه أعطاه الله أمله وعفا عنه، اهـ.

وقال النووي في شرح مسلم

(2)

قال العلماء: هذا الحديث تحذير من القنوط وحث على الرجاء عند الخاتمة، قال العلماء: معنى إحسان الظن بالله تعالى أن يظن أن الله تعالى يرحمه ويعفو عنه، قالوا وفي حال الصحة يكون خائفا راجيا ويكونان سواء، وقيل يكون الخوف [أرجح، فإذا دنت أمارات الموت غلب الرجاء أو محضه لأن المقصود من الخوف] الانكفاف عن المعاصي والقبائح والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال [الصالحات]، وقد تعذر في ذلك أو معظمه في هذا الحال فاستحب إحسان الظن المتضمن الافتقار إلى الله تعالى والإذعان له ويؤيده الحديث: يبعث كل عبد على ما مات عليه، قال العلماء: معناه يبعت على الحالة التي مات عليها. ومثله الحديث الآخر: ثم بعثوا على نيّاتهم، انتهى.

5131 -

وعن حيان أبي النضر قال: خرجت عائدا ليزيد بن الأسود فلقيت واثلة بن الأسقع وهو يريد عيادته فدخلنا عليه فلما رأى واثلة بسط يده وجعل يشير إليه فأقبل واثلة حتى جلس فأخذ يزيد بكفي واثلة فجعلهما على وجهه، فقال له واثلة: كيف ظنك بالله؟ قال: ظني بالله والله حسن. قال: فأبشر، فإني

(1)

سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.

(2)

شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 209).

ص: 309

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله جل وعلا: أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله، وإن ظن شرا فله. رواه أحمد

(1)

وابن حبان في صحيحه

(2)

والبيهقي

(3)

.

قوله: "وعن حيّان أبي النضر" كذا قوله: "خرجت عائدًا ليزيد بن الأسود فلقيت واثلة بن الأسقع وهو يريد عبادته" الحديث، عيادة المريض معروفة مستحبة.

قوله: "فلما رآى واثلة بسط يده وجعل يشير إليه فأقل واثلة حتى جلس فأخذ يزيد بكفّي واثلة فجعلهما على وجهه" الحديث. فائدة في وضع اليد على المريض تأنيس له و [تصرّف لشدّة] مرضه ليدعُوَ له العائد على حسب ما يبدو له وربما ينتفع به العليل إذا كان عائده صالحا يتبرك به، اهـ، قاله الكرماني

(4)

. [قوله في الحديث: قال الله عز وجل]

(5)

(1)

أخرجه أحمد (16112)، (16113)، (17104)، وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (7/ 420): رواه أبو بكر بن أبي شيبة وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه والبيهقي. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3386)، والصحيحة (1663)، وصحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان (1/ 320/ 594).

(2)

ابن حبان (633)، (634)، (635)، (641).

(3)

البيهقي في شعب الإيمان (975)، والحديث؛ أخرجه وابن أبي الدنيا المحتضرين (16)، وحسن الظن بالله (2)، والطبراني (22/ 209: 211).

(4)

هذا كلام ابن بطال، انظر: فتح الباري (10/ 120).

(5)

سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.

ص: 310

[فروع:] ويستحب لمن حضر عند المحتضر أن يحسن ظنه ويقرأ عنده آيات الرجاء وحكايات الصالحين عند الموت، [ولا بأس بالجزع من الذنوب، ولا يجزع من الموت، ويستحب أن -يكون- شاكرًا الله تعالى بقلبه، ولسانه] ويستحب طلب الموت في بلد شريف وطلب الدعاء من المريض وليحافظ على الصلوات واجتناب النجاسات ويجتهد في ختم عمره بأكمل الحالات

(1)

انتهى

(2)

.

قوله في الحديث: قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله الحديث، وفي الصحيح أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء الظن في الشرع ينقسم إلى: واجب ومندوب وحرام ومباح فالواجب حسن الظن بالله تعالى والحرام سوء الظن به سبحانه وتعالى: قال الله تعالى: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ}

(3)

الآية، وكذلك كل من ظاهره العدالة من المسلمين وعلى هذا حمل قوله صلى الله عليه وسلم

(4)

: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، أي الظن بالمسلم غير سبب والمندوب حسن الظن بمن ظاهره العدالة من المسلمين والمباح هو الجائز كقول الصديق لعائشة إنما هما أخواك وأختاك فاستجاز الظن لما وقع في قلبه أن الذي في

(1)

النجم الوهاج (3/ 14).

(2)

إلى هنا انتهى المخطوط من النسخة الهندية.

(3)

سورة فصلت، الآية:23.

(4)

صحيح البخاري (5143)، وصحيح مسلم (28)(2563).

ص: 311

بطن امرأته أنثى ومن هذا القسم الظن بمن اشتهر بين الناس بمخالطة الذنب والمجاهرة بالخبائث فلا يحرم سوء الظن به لأنه قد دل على نفسه فمن ستر على نفسه لم يظن به الأخير ومن دخل مداخل السوء ومن هتك نفسه ظننا به السوء ومن الظن الجائز بإجماع المسلمين ما يحصل بظن الشاهدين من التقويم وأرش الجنايات والبينات عند الحكام وما يحصل بخبر الواحد في الأحكام بالإجماع ويجب العمل به قطعًا

(1)

، اهـ. قاله في الديباجة.

تنبيه: ذكر الغزالي عن أبى العباس بن سريج رحمه الله تعالى أنه

(2)

رأى في مرض موته في منامه كأن القيامة قد قامت وإذا الجبار سبحانه يقول أين العلماء قال فجاءوا ثم قال ما عملتم فيما علمتم؟ قالوا: قصّرنا وأسأنا. قال: فأعاد السؤال فقالوا كذلك. فقلت: أما أنا فليس في صحيفتي شرك وقد وعدت أن تغفر ما دونه، فقال اذهبوا به فقد غفرت لكم ثم مات بعد ثلاث ليال رحمة الله عليه

(3)

.

(1)

النجم الوهاج (3/ 14 - 15).

(2)

حاشية الجمل على شرح المنهج (2/ 138 - 139): وفي الدميري وعن ابن شريح أنه رأى في مرض موته في المنام أن القيامة قامت والله تعالى يقول أين العلماء فجاءوا فقال ما عملتم فيما علمتم فقالوا أسأنا وقصرنا ثم أعاد السؤال فقالوا كذلك فقلت أما أنا فليس في صحيفتي شرك وقد وعدت أن تغفر ما دون ذلك فقال اذهبوا فقد غفرت لكم ثم مات بعد ثلاثة أيام اهـ.

(3)

إحياء علوم الدين (4/ 154)، والنجم الوهاج (3/ 13).

ص: 312

5132 -

وَعَن عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ وَالَّذِي لَا إِلَه غَيره لَا يحسن عبد بِالله الظَّن إِلَّا أعطَاهُ ظَنّه ذَلِك بِأَن الْخَيْر فِي يَده رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ مَوْقُوفا وَرُوَاته رُوَاة الصَّحِيح إِلَّا أَن الْأَعْمَش لم يدْرك ابْن مَسْعُود

(1)

.

5133 -

وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: "أَمر الله عز وجل بِعَبْد إِلَى النَّار فَلَمَّا وقف على شفتها الْتفت فَقَالَ أما وَالله يَا رب إِن كانَ ظَنِّي بك لحسن فَقَالَ الله عز وجل ردُّوهُ أَنا عِنْد حسن ظن عَبدِي بِي" رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن رجل من ولد عبَادَة بن الصَّامِت لم يسمه عَن أبي هُرَيْرَة

(2)

.

قال مؤلفه: تم الجزء الخامس ويتلوه كتاب الجنائز ووافق الفراغ منه في سابع عشر ربيع الأول سنة تسع وخمسين وثماني مائة وكتبه مؤلفه حسن بن علي الفيومي المقيم بالجامع الزاهي بالمقسم وحسبنا الله وكفى، انتهى على يد الفقير إلى عفو الله وأحوجهم إلى رحمته عبيد ربه وأسير ذنبه محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الدلائي غفر الله له

(1)

أخرجه ابن المبارك في الزهد (1033)، وابن أبى شيبة في المصنف (34564)، وابن أبى الدنيا في حسن الظن (83)، والطبراني في الكبير (9/ 154 رقم 8772) من طريق الأعمش، عن خيثمة، قال: قال عبد الله. قال الهيثمي في المجمع 10/ 148: رواه الطبراني موقوفًا، ورجاله رجال الصحيح إلا أن الأعمش لم يدرك ابن مسعود. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1975).

(2)

أخرجه أبو حاتم في الزهد (15)، والبيهقي في الشعب (984 و 985) و (8799). وقال الألباني: منكر الضعيفة (6150) وضعيف الترغيب (1976).

ص: 313

ولوالديه ولسائر المسلمين بجاه سيد المرسلين

(1)

، اللهم صلى عليه بدوام رب العالمين والحمد لله رب العالمين. صبيحة يوم الجمعة تاسع وعشرين من جمادى الأولى عام ستة وعشرين ومائتين وألف رزقنا الله خيره وخير ما بعده وختم لنا ولمن دعا لنا بالرحمة والمغفرة بالحسنى ثم الحمد لله رب العالمين وهو حسبي ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وأستغفره وأتوب إليه إنه هو الغفور الرحيم

(2)

.

* * *

(1)

لا يجوز التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم ولا بجاه غيره من الأنبياء والصالحين لأن ذلك بدعة لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم فلا يجوز التوسل إلا بما قرره الدليل، ولو كان التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم جائزًا، لأمرنا به، وحثَّنا عليه، كيف وهو لم يترك شيئًا يقربنا إلى الله إلا ودلَّنا عليه.

(2)

سقطت هذه الصحيفة الأخيرة من النسخة الهندية.

ص: 314