الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نعم لو خيف تغير الميت زيد في الإسراع ولو خيف انفجارها ترفق به، نص عليه الشافعي
(1)
. ولا يزلزل حال الحمل، قاله في مختصر الكفاية
(2)
.
فوائد يختم بها الباب:
الفائدة الأولى: في الحديث الصحيح إذا حملت الجنازة وكانت صالحة قالت: قدِّموني قدِّموني، وإن كانت غير ذلك قالت: يا ويلها أين تذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق
(3)
، [الحديث. قوله:"ولو سمعها الإنسان لصعق " ويصعق الناس الصاعقة [والصعقة الموت، وقيل: كل عذاب مهلك والصاعقة]
(4)
والصعقة أيضا الغشية [تعتري]
(5)
الإنسان من خوف وفزع من سماع هول كالرعد ونحوه، يقال: صعق بفتح الصاد وصعق بضمها، وقيل: لا يُقال بضمها، والصاعقة العذاب: كيف كان ومنه: {أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} ، وأصله صوت النار وصوت الرعد الشديد الذي يُغشى منه
(6)
، اهـ]
(7)
.
(1)
الكفاية (5/ 123)، ومختصر الكفاية (لوحة 50/ مخ 2176 ظاهرية).
(2)
مختصر الكفاية (لوحة 50/ مخ 2179 ظاهرية).
(3)
البخاري (1314) و (1316) و (1380) عن أبى سعيد.
(4)
سقطت هذه الجملة من النسخة الهندية.
(5)
سقط هذا اللفظ من النسخة الهندية.
(6)
الزاهر (2/ 318 - 319)، والإبانة (3/ 374 - 375)، وإكمال المعلم (7/ 356)، ومطالع الأنوار (4/ 295)، وشرح الأبي على مسلم (6/ 167).
(7)
وقع تأخير لهذه الفقرة في النسخة الهندية، وأدرجت فيما سيأتي قبل الفائدة الثانية مباشرة =
قوله: "يا ويلها" معناه يا حزني احضر فهذا أوانك، فإن قلت: كأن القياس أن يقال يا ويلي. قلت: أضاف إلى الغائب حملا على المعنى كأنه لما أبصر نفسه غير صالحة [نفر عنها] وجعلها كأنه غيره أو كره أن يضيف الويل إلى نفسه
(1)
.
قوله: "قالت قدموني" قال ابن بطال
(2)
قدموني أي إلى العمل الصالح الذي عملته [يعني] إلى ثوابه، وفي لفظ: يسمع صوتها كل شيء، دلالة أن القول ها هنا حقيقة لا مجاز وأنه تعالى يحدث النطق في الميت إذا شاء، وقالت: يا ويلها لأنها تعلم [أنها] لم تقدِّم خيرا [وأنها] تَقْدُم على ما يسوءها فتكره القدوم عليه، والضمير في: لو سمعه، راجع إلى دعائه بالويل على نفسها أي تصيح بصوت منكر لو سمعه الإنسان لأغشي عليه، اهـ قاله الكرماني
(3)
.
الفائدة الثانية في حمل الجنازة: واعلم أن حمل الجنازة فرض كفاية إن احتيج إليه وإلا سقط
(4)
.
قال الشافعي رضي الله عنه: وليس في حمل الجنازة دناءة ولا إسقاط مروءة بل ذلك مكرمة وثواب وبر وفعل أهل الخير، فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الصحابة
= مباشرة.
(1)
الكواكب الدراري (7/ 104) وعبارته: معناه يا حسرتي احضري فهذا أوانك.
(2)
الكواكب الدراري (7/ 104).
(3)
الكواكب الدراري (7/ 105).
(4)
المجموع (5/ 270).
-رضي الله عنه والتابعون
(1)
، اهـ.
فينبغي فعله ولو لحظة من الطريق فإنه من الواجبات على الكفاية، ومن أراد التبرك بحملها من جوانبها الأربع فليبدأ بالعمود الأيسر من مقدمها على عاتقه الأيمن ثم ينتقل إلى الأيسر من مؤخرها ثم يتقدم فيعترض بين يديها لئلا يمشي خلفها فيأخذ العمود الأيمن من [مقدمها على عاتقه الأيسر ثم ينتقل إلى الأيمن من]
(2)
مؤخرها، هذا نص الشافعي
(3)
.
قال الرافعي
(4)
: وهذا إنما يتأتي في هيئة التربيع [والثاني التربيع أفضل لأنه أصون للميت، بل حكى في النهاية عن الشيخ أبي علي وجوبه لأن ما دونه [إزراء] بالميت
(5)
.
والثالث هما سواء لحصول المقصود بكل كيفية كذا هذا إذا أريد الاقتصار على إحدى الكيفيتين والأفضل الجمع بينهما بأن يحمل تارة كذا وتارة كذا [فهذا بالنسبة إلى الجنازة
(6)
]
(7)
[أما] في هيئة بين العمودين فليبدأ بالمقدمة
(1)
الحاوي (3/ 40)، وبحر المذهب (2/ 571)، والمجموع (5/ 270)، وكفاية النبيه (5/ 122)، والنجم الوهاج (3/ 38).
(2)
سقطت هذه الجملة من النسخة الهندية.
(3)
كفاية النبيه (5/ 122)، ومختصر الكفاية (لوحة 49 و 55/ مخ 2176 ظاهرية).
(4)
العزيز شرح الوجيز (5/ 142).
(5)
النجم الوهاج (3/ 37).
(6)
النجم الوهاج (3/ 37).
(7)
حصل تأخير لهذه الفقرة في النسخة الهندية -وهو الصواب-، وأدرجت بعد قوله: (أن =
فيحملها على كاهله ثم ينتقل إلى المؤخرة اليسرى ثم يدور بين يديها إلى المؤخرة اليمنى، قاله في التتمة هكذا هو في مختصر الكفاية
(1)
والأصح حملها بين العمودين أفضل من التربيع كما فعل بعثمان وسعد بن أبي وقاص وابن عمر وأبي هريرة، وروى البيهقي في [المعرفة] أن النبي صلى الله عليه وسلم حمل جنازة سعد بن معاذ بين العمودين
(2)
.
[الثالثة: ما يفعله كثير من الجهال وهو يمشي مع الجنازة من الحديث في أمور الدنيا وما لا ينبغي، وربما ارتفعت أصواتهم بالضحك والقهقهة أو تشاجروا أو تسابّوا وهذه كلها بدع إذ السنة أن يمشي الإنسان مع الجنازة ساكنا مطرقا معتبرا متفكرا فيما يقال للميت وما يحبب به كذا كان السلف رضي الله عنهم حتى كان بعضهم يريد أن يلقى صاحبه لضرورات له به فيلقاه في الجنازة فلا يزيد على رد السلام شيئا، وكره جماعة من العلماء قول المنادي مع الجنازة استغفروا له، [قاله] ابن المنذر: ونحن نكره [كما] كرهوه
(3)
. اهـ. ولقد روي عن ابن مسعود أنه سمع رجلا يقول في الجنازة جهرا: استغفروا لأخيكم فقال له: لا غفر الله لك. فإذا كان هذا قوله لمن لم يقل إلا خيرا فما ظنك بما يقوله المدرا بالصوت العالي من التزكية والكذب الصراح
= النبي صلى الله عليه وسلم حمل جنازة سعد بن معاذ بين العمودين).
(1)
كفاية النبيه (5/ 122)، ومختصر الكفاية (لوحة 50/ مخ 2176 ظاهرية).
(2)
معرفة السنن (5/ 264)، والنجم الوهاج (3/ 37).
(3)
تنبيه الغافلين (ص 487).
ونحو ذلك.
قال في شرح المهذب
(1)
: والمختار بل الصواب ما كان عليه السلف رضي الله عنهم من السكوت في حال السير مع الجنازة فلا يرفع صوت بقراءة ولا ذكر ولا غيرهما بل يشتغل بالتفكر في الموت وما يتعلق به، اهـ. قاله ابن النحاس في تنبيهه]
(2)
.
تنبيه في المشي أمام الجنازة: عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(3)
: رآى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا ركبانا على دوابهم في جنازة فقال: ألا تستحيون أن ملائكة الله يمشون على أقدامهم وأنتم ركبانا، رواه الترمذي. السنة ألا يركب مشيّع الجنازة لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما ركب في عيد ولا في جنازة فإن ركب في
(1)
الأذكار للنووي (ص: 271).
(2)
تنبيه الغافلين (ص 487)، وقع تأخير لهذه الفقرة في النسخة الهندية وأدرجت قبل قوله (الفائدة الرابعة).
(3)
أخرجه ابن ماجه (1480) والترمذي (1012)، والطبراني في "مسند الشاميين"(476 و 1452)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (6/ 118)، والحاكم (1315)، والبيهقي السنن الكبرى (4/ 35) قال أبو عيسى الترمذي: حديث ثوبان قد روي عنه موقوفا. قال محمد (يعني البخاري): الموقوف منه أصح والبيهقي كذلك رواه جماعة عن عيسى، ورواه ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد موقوفا، عن ثوبان وفي ذلك دلالة على أن الموقوف أصح وكذا قاله البخاري وضعفه الألباني في صحيح وضعيف سنن ابن ماجه (3/ 480)، والأحكام ص (75)، المشكاة (1672).
الانصراف لم يكره
(1)
.
الفائدة الرابعة في شأن الروح وأين تصير حين تخرج من الجسد؟: قال أبو الحسن القابسي
(2)
: الصحيح من المذهب والذي عليه أهل السنة أنها ترفعها الملائكة حتى ترفعها بين يدي الله تعالى فيسألها فإن كانت من أهل السعادة قال سيروا بها وأروها مقعدها من الجنة فيسيرون بها في الجنة على قدر ما يُغسل الميت فإذا غسل الميت وكفن رُدّت وأدرجت بين كفنه وجسده فإذا حمل على النعش فإنه يسمع كلام [الناس] من تكلم بخير ومن تكلم بشر فإذا وصل إلى قبره وصليّ عليه ردّت فيه الروح وأقعد ذا روح وجسد ودخل عليه الملكان الفتّانان على ما يأتي.
قال الإمام القرطبي
(3)
: وأما روح الكافر ففي الحديث أنها لا تفتح لها أبواب السماء وأنها ترسل من السماء على ما سيذكر في الحديث، وقد قيل إن الروح ترفرف فوق النعش وتتكلم، وروي عن عمرو بن دينار قال: ما من ميت يموت إلا روحه في يد ملك ينظر إلى جسده كيف يغسل وكيف يُكفن وكيف يمشى به فيجلس في قبره. قال داود وزاد في هذا الحديث: قال يقال له وهو على سريره اسمع ثناء الناس عليك، ذكره أبو نعيم الحافظ في باب عمر
(1)
المجموع (5/ 279).
(2)
التذكرة (ص 236 - 238).
(3)
التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: 238).
وقاله في التذكرة
(1)
.
وفي الدرة الفاخرة للغزالي
(2)
فإذا ردت النفس إلى الجسد ووجدته قد أخذ في غسله فتقعد عند رأسه حتى يغسل فيكشف الله عن بصر من يشاهده من الصالحين فينظرها على صورتها الدنيوية فإذا أدرج الميت في أكفانه صارت ملتصقة بالقلب من خارج الصدر ولها خوار وعجيج تقول: أسرعوا بي إلى رحمة الله أي رحمة لو تعلمون ما أنتم حاملوني إليه.
(1)
التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: 238).
(2)
الدرة الفاخرة (ص 17)، والتذكرة (ص 238 وص 245 - 246).